مداخلة الحزب الشيوعي الفلسطيني للمؤتمر التاسع عشر للأحزاب الشيوعية والعمالية العالمية المنعقد في لينغراد -سانت بطرسبرغ-– الاتحاد الروسي – نوفمبر 2017
الإثنين 6/11/2017 م …
الأردن العربي –
الرفيقات/ الرفاق الأعزاء
باسم اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الفلسطيني، نتوجه بالتحية للرفاق في الحزب الشيوعي للإتحاد الروسي لاستضافتهم المؤتمر التاسع عشر للأحزاب الشيوعية والعمالية، متمنين لكم التقدم والنجاح للنهوض بالشعب الروسي العظيم، ولما تصبون إليه، وإعادة أمجاد الاتحاد السوفييتي.
ينعقد المؤتمر اليوم في مدينة الثورة، مدينة لينين، لإحياء ذكرى مرور مائة عام لمناسبة عزيزة وعظيمة، لكل البروليتاريا والأحرار في العالم، هذه الذكرى ليست للشعب الروسي وحده، بل لكل شعوب العالم المحبة للحرية والسلام، والطامحة للقضاء على استغلال الانسان لأخيه الانسان، إنها ثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى، التي شقت طريقاً للآفاق والآمال العظام، أمام بروليتاريا وشعوب العالم، لنيل حريتها وحقوقها. إن سر نجاح ثورة أكتوبر الإشتراكية العظمى، هو امتلاكها لرؤية عالمية واضحة على أسس ماركسية لينينية، وبرنامج ثوري أممي واضح المعالم، في مواجهة توحش النظام الرأسمالي العالمي، واستند برنامجها الأممي البروليتاري على ركائز مهمة.. استنهاض الطبقة العاملة باعتبارها القوى الاجتماعية الثورية الحقيقية للتغيير، وبرنامج للسلام، وحق الشعوب في تقرير مصيرها، وقد حقق ذلك إنجازات عظيمة داخل النظام الاشتراكي فكرياً واقتصادياً واجتماعياً.
لقد ألهمت ثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى وساندت شعوب العالم لسلوك طريق التحرر الوطني والاجتماعي، ومع هذا النموذج انطلقت حركات التحرر الوطنية والثورية في العديد من دول العالم في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية لمواجهة التحالف الإمبريالي الإستعماري والرجعي، مما أدى إلى تحقيق مشاريع وطنية وتحررية متحالفة مع الاتحاد السوفييتي والمعسكر الاشتراكي.
لقد دشنت ثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى في ظل قيادة لينين والبلاشفة، عصراً جديداً من التاريخ العالمي، ووجهت الإنسانية نحو الاشتراكية للإنعتاق من الاستغلال، وقد دعا المفكر والثوري العظيم لينين إلى “” أن على جمهوريات السوفييت أن تحشد حولها كل الشعوب، وأكد أن بلاد السوفييت ليست فقط ناطقة باسم بروليتاريي العالم وأيضاً ممثلة لجميع الشعوب المضطهدة، ولا يمكن صد الهجمات والانتصار على عدو قوي وغادر إلا بتوحيد كل القوى الثورية في تيار ثوري واحد””.
وعلى خطى لينين، أكمل البلشفي الصلب والحازم ستالين، درب الثورة تجاه العدو الطبقي، بتركيز دعائم الدولة السوفييتية على أسسِ دايلكتيكية علمية، والنهوض صناعياً وزراعياً ونقلها إلى مصاف الدول المتقدمة بالانتصار على الأعداء الداخليين، وأكد “” أن الصراع الطبقي لا يتوقف في ظل الاشتراكية، لأن القوى القديمة ستحاول العودة، وهذا ما حدث لاحقاً بعد موت ستالين””. وفي عهده تم الانتصار العظيم للشعب السوفييتي على الوحش النازي.
إن أعداء دكتاتورية البروليتاريا، من انتهازيين وتروتسكيين والدوائر الإمبريالية لا يدخرون جهداً في الهجوم على مرحلة الدولة السوفييتية في عهد ستالين، وهم بذلك ينفثون حقدهم وسمومهم على الشيوعية.
إن الماركسية اللنينية، وتطبيقها الخلاق، هي الملهم لكل ثوريي العالم، في مواجهة توحش رأس المال المالي والبرجوازية الوضيعة المتحالفة مع الصهيونية والرجعية الدينية من أجل مستقبل مشرق ووطن حر وشعب سعيد.
لقد ظهر بعد تفكك الاتحاد السوفييتي والمعسكر الاشتراكي في العالم، ظاهرة قديمة جديدة هي الإرهاب الديني، خاصةً في منطقة الشرق الأوسط، بالتزامن مع إرهاب صهيوني نازي دام حوالي سبعون عاماً ولا يزال، مما أدى إلى الوقوع بين إرهابين، إرهاب لتقسيم المنطقة وتفتيتها إلى دويلات على أساس طائفي ومذهبي وعرقي، وتدمير ممنهج مثال (فلسطين سوريا العراق اليمن ليبيا)، يعمل ضمن أجندة المشروع الإمريكي والصهيوني والرجعي (شرق أوسط جديد)، إرهاب ممول من دول النفط، مستنداً إلى نصوص قديمة، يتم نزعها من سياقها التاريخي خدمة لأهداف مشغليهم في الدوائر الصهيوأمريكية.
إن شعبنا الفلسطيني، يخوض نضالاً تحررياً وطنياً، يواجه ويقاوم أعتى قوى إرهابية، زرعت في وطننا فلسطين، إحتلال صهيوني نازي، يمارس الإرهاب بكافة أشكالة، نظام فصل عنصري وتهجير وقتل واستيلاء على الأراضي، لإقامة مستوطنات لمن يتم خداعهم وجلبهم، استناداً لنصوص ما يسمى بأرض الميعاد.
إن حزبنا الشيوعي الفلسطيني، يناضل من أجل إقامة دولة فلسطين الديمقراطية على كامل ترابه الوطني، متحالفاً مع كل أحرار العالم، وإننا ندعو الأحزاب الشيوعية والعمالية العالمية للتضامن مع شعبنا، ضد الهجمة النازية، التي يمارسها أطول احتلال في عصرنا، الاحتلال الصهيوني ضد شعبنا وأرضنا.
عاشت الماركسية اللينينية، راهنية العصر
المجد للأممية البروليتارية
المجد لدكتاتورية البروليتاريا
لنرفع سوياً راية الشيوعية عالياً
الحزب الشيوعي الفلسطيني
التعليقات مغلقة.