المآلات الدولية / ناجي الزعبي
ناجي الزعبي ( الأردن ) الإثنين 6/11/2017 م …
في ذروة ازمة الراسمالية وبلوغها مرحلة لا تستطيع ازائها استخدام ادوات الماضي من هيمنة وعملاء وقيم ومؤامرات وحروب وانقلابات وسياسات ,ونهب وسرق ومضاربات مالية واملاءات انقلبت اميركا المعقل الرئيسي لها لوحش كاسر مفترس فاستطاعت احداث دمار كبير جدا في العراق , وسورية , ولبنان , واليمن وليبيا , وتونس , ومصر , والسودان وإنهاك جيوش هذه البلدان , واستنزاف ثروات الخليج وسرقته وفتح وطننا العربي مرتعا” للارهاب الوظيفي وسوقاً للسلاح والتجهيزات اللوجستية وتوفير الامن الاستراتيجي للعدو الصهيوني .
كما استطاعت ان تضع العالم برمته على صفيح ساخن وحافة الهاوية وخلق بؤر توتر تستخدم في التوقيت الذي يتفق مع المرحلة للانقضاض على بلدان العالم والاجهاز عليها فقد صنعت باوكرانيا والقرم منطقة ملتهبة توظف لمحاصرة روسيا تمهيدا” لتفكيكها وتهديد وحدتها الوطنية والسياسية و منعها من التمدد الاقتصادي والسياسي وتمهد بذلك لتفكيك الاتحاد الروسي ونشرت شبكة صورايخ وقوات عسكرية على الحدود الروسة الغربية وبافغانستان, وحتى اوروبا لم تنجو من الهيمنة والعبث الاميركي فقد املت على بريطانيا على الخروج من الاتحاد الاوروبي , ووظفت الارهاب الوظيفي لتهيئة الراي العام الاوروبي لتدخلها العسكري في اي مكان واي بقعة بذريعة محاربة الارهاب الذي تقوده وتديره وتخطط لعملياته هي .
وفعلت الشئ نفسه في مينمار , والتبت لتتمكن من تاجيج الصراعات العرقية فيها تحت عناوين مختلفة كمسلمي الروهينغا حيث يمكن عبر هذه البؤرة استيعاب كل فائض الارهابين الفارين من سورية والعبث بالامن القومي الهندي والصيني بسبب تجاوز الصين للاقتصاد الاميركي , كما واصلت تحرشها بكوريا الديمقراطية وتهديدها بالتدخل العسكري واشعلت الفتن بالفلبين والتيبت .
كما قامت باشعال الفتن بواسطة واصحاب الشركات الكبرى في البرازيل والارجنتين وفنزويلا , لم تترك بقعة على وجه الارض دون ان يكون لها دورا قذرا مدمر.
فمالذي حصدته نظير كلل هذه الشرور والآثام .
لقد تبوأت روسيا قيادة دفة المستقبل وردت الاعتتبار للمؤسسات والدبلومسية الدولية واستردت القرم والشطر الشرقي من اوكرانيا وعقدت سلسلة من التحالفات الدولية كمنظمة بريكس وشنغهاي , وتخطى الاقتصاد الصيني الاقتصاد الاميركي ورفعت كوريا الديمقراطية راية العصيان وضربت بالتهديدات الاميركية عرض الحائط وكان ندا قويا قارعها التهديد بالتهديد وصمدت فنزويلا وكوبا وخرجت اوروبا من بيت الطاعة فرفضت الاذعان للاملاءات الاميركية بنقض الاتفاق النووي الايراني .
وقد اصبح العدو الصهيوين عاجزا” عن اداء دوره كمعسكر اميركي متقدم وعن القيام بمهامه العسكرية , كما غرقت السعودية بالازمات والاخفاقات في سورية واليمن والعراق والداخل السعودي بالمنطقة الشرقية والصراعات على السلطة والازمة الاقتصادية التي دفعت السعودية لعرض اصولها للبيع كارامكو درة الاقتصاد السعودي , اضافة لتفكك تحالف دول الخليج .
واستعاد الجيش اللبناني دوره الوطني بالتظافر مع المقاومة وأصبح لبنان جزءاً من معسكر المقاومة وتطهر من الارهابيين وعدد كبير من شبكات التجسس لحساب العدو الصهيوني وانحسر النفوذ السعودي وتيار ١٤ آذار وازدادت قوة المقاومة ومكانتها الإقليمية والدولية تأثيرا بلغ حد الردع الاستراتيجي للعدو الصهيوني واستيعاب حماس تمهيدا لإعادتها لمكانها الطبيعي كحركة تحرر وطنية فلسطينية وليست إدارة وسلطة على غرار سلطة أوسلو .
وتمكنت سورية من السيطرة على ما يفوق ال ٩٠٪ من الا راضي السورية وهزيمة مشروع دولة الخلافة وتعميق تحالفها الاستراتيجي مع ايران والمقاومة اللبنانية والجيش والحشد الشعبي العراقي واعادة فتح الطريق البري الممتد من طهران لبغداد الى دمشق ثم بيروت وهو الخط الاميركي الاحمر الذي أرَّق ترامب والادارات الاميركية المتعاقبة وخرجت سورية متماسكة وجيشها اكثر قوة وخبرة وقدرة على ردع العدو الصهيوني ،
كما مكن صمود سورية روسيا من تبؤ دورا دولياً مكنها من الصعود لقيادة دفة العالم ولعب ادواراً استراتيجية أنهت مع الصين هيمنة القطب الاميركي الاوحد وخلقت فضاءً حيوياً دولياً وتحالفات سياسية واقتصادية وعسكرية قادرة على تغيير موازيين القوى والتهيئة لبنك دولي يحل محل صندوق النقد والبنك الدوليين وطرح عملة دولية جديدة تنافس الدولار وتتهيئ لاستبداله .
كما استطاع العراق طرد القوات الاميركية الغازية في ال ٢٠١١ واستعاد وحدته الوطنية وأطاح بمشروع الدولة الكردية وأصبح جزءاً من محور المقاومة وحليفا ً لايران وبنى الحشد الشعبي الذي صنع تغيرا في الموازين لصالح التخلص من الطائفية والنفوذ الاميركي وخطر التفكك .
واستطاعت ايران ان تعقد الاتفاق النووي الذي ساهم في إعادتها بقوة الى الحظيرة الدولية وصنع انقساما عاموداً اميركيا اوروبيا ففي الوقت الذي يصعد به ترامب عدائه لايران ويهدد بالغاء الاتفاق تتمسك اوروبا به وتصر على تنفيذ الاتفاقيات الاقتصادية مع ايران ، كما لعبت ايران دور حاسم في دعم المقاومة الفلسطينية واللبنانية والعراقية والدولة الوطنية السورية والثورة اليمنية والحد من الدور السعودي الوهابي
واحتواءقطر وتركيا وردع العدو الصهيوني والتهيئة للمقاومة لتحرير الجولان المحتل
واضطرت تركيا للاستدارة بسبب سياسات الإدارات الاميركية الداعمة للاكراد هاجس تركيا وعمقت جراحها في ديار بكر وبسب قدرة الدبلوماسية الروسية على ترجمة سياسة الاحتواء لتحولات استراتيجية ، كما ساهمت اوروبا وعلى رأسها ألمانيا بدفع تركيا للمعسكر الروسي بسبب رفضها تمكين تركيا من الانضمام للاتحاد الاوروبي برغم انها القوة العسكرية الثانية بحلف الاطلسي العجوز المترهل الذي تعاني بلدانه من أزمات اقتصادية عميقة وخطر تفكك الاتحاد الاوروبي بعد مغادرة بريطانيا وبسبب أزمات اوروبا الاقتصادية كاليونان وإسبانيا والبرتغال وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا .
ساهم الدور والسياسات الاميركية بأحداث دمار وشلالات دم وصناعة الارهاب الوهابي الاميركي الوظيفي وتفكيك اوروبا والعبث بالامن الاستراتيجي للصين وكوريا الفلبين وباكستان ومنيمار وفنزويلا والبرازيل والارجنتين وكوبا وحتى روسيا بعبثها بأوكرانيا والقرم
لكنها انتهت كقطب عالمي أوحد وخسرت معركتها بسورية والعراق ولبنان وعمقت ازماتها الاقتصادية وخسرت تحالفاتها الأوروبية وتفكك تحالفها الخليجي
تغير العالم وابتدأت مرحلة استرداد الشعوب لإرادتها واستقلالها الوطني.
الخسائر الاميركية الكمية ستتحول الى تغيرات نوعيةفي المناخات الدولية الاستراتيجية على شكل فضاء ارحب من الحريات وعصر من التوازنات الدولية القائمة على المواثيق والمعاهدات والاحترام المتبادل.
التعليقات مغلقة.