سورية ومعارك ألاعلام المتأمر بين التهويل وحقائق الواقع / هشام الهبيشان

 

هشام الهبيشان  ( الأردن ) الجمعة 27/3/2015 م …

في هذه الايام كثر حديث الاعلام المتأمر عن انتصارات ميدانية “كبيرة” للعصابات المسلحة التي تحارب الدولة السورية من الداخل والتي تحركها بعض القوى من الخارج، واخذت هذه الانتصارات “الوهمية” مساحة اهتمام كبيرة على الصعيد الإعلامي لانه الوحيد المتحدث فيها الآن والكلمة الفصل والاولى والاخيرة للإعلام بهذه الانتصارات “الوهمية” لانها مازالت حبيسة اخبار الإعلام واقلام الكتاب ودراسات المحللين .

فاليوم
هناك مجموعة كبيرة من المعارك الاعلامية التي تقودها وسائل الاعلام باغلب الاحيان  فالحديث عن معارك سيطر بها المسلحين على مدن وبلدات وارياف درعا والقنيطرة جنوبآ بالكامل او بنسبة 80٪ ،، والحديث عن سيطرة المسلحين على مناطق واسعة بريف ادلب ،، وريف حلب شمالآ ، ماهي الا احاديث لمعارك وهمية ليس لها اساس على ارض الواقع ، و هنا لا اريد ان انفي هذه الرواية من اساسها، فالوقائع على الارض تقول إن كل جبهات السورية مشتعلة وخاصة الشمالية والجنوبية والوسطى منها فهذا الشيء ليس مفاجئآ لان محاولات الوصول إلى مركز دمشق وحلب مركزي الثقل السياسي والعسكري والاقتصادي هو هدف هذه القوى الاستعمارية ومن خلفها ابواقها وادوأتها  الأعلامية منذ بداية الازمة، ونتوقع كل يوم حصول معركة بآي جبهة من هذه الجبهات وليس الجنوبية او الوسطى فقط.

 
وقد تقوم هذه المجاميع المسلحة بدعم استخباراتي خارجي واقليمي  ما محدود  بمحاولة يائسة  لتحقيق نصر أعلامي هنا او هناك من خلال احتلال قرية جنوبآ وبلدة شمالآ ،بمحاولة لرفع معنويات لعصابات مسلحة سقطت كل مشاريعها ومشاريع داعميها تحت ضربات الجيش العربي السوري .

 

ومع هذا الحديث الاعلامي وبعد المراجعة الدقيقة لموازين القوى على الارض لم نرى لهذه الانتصارات اي وجود على ارض الواقع وفق حجمها المتحدث به اعلاميآ مع التأكيد اكثر من مرة ان هذه الانتصارات “الوهمية” ليست إلا صنيعة الإعلام المتأمر ، فالحرب على سورية مستمرة منذ أربع سنوات مضت وها هي اليوم تدخل عامها الخامس،ومازالت الحرب مستمرة  وعلى جميع الجبهات ومن الممكن توقع عمل ما من أي جبهة، فهذه المعارك ليست وليدة الساعة ، والمؤكد هنا ان الهدف من وراء هذه الحرب الاعلامية هو تشتيت جهود الجيش العربي السوري في محاولة لإيقاف تقدمة على الارض وتشتيت الخطط اللوجستية للمعارك وخاصة بمعاركه الكبرى الأن بعمق الغوطتين الشرقية والغربية  ومعاركه الكبرى اليوم بمدن جنوب وشمال سورية .

ختامآ،، فان معارك الاعلام كانت وما زالت تشكل جزء اساسي من استراتيجية الحرب على سورية ، وكان لها صولات وجولات بهذه الحرب ، وقد اثبتت الايام وحقيقة الوقائع على الارض زيف احاديث الكثير من اخبارها ، والايام القادمة سوف تعري حقيقة وسائل الاعلام هذه، امام الجميع …..

 

*كاتب وناشط سياسي –الاردن .

[email protected]

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.