لقاء الفنان بشار اسماعيل مع دام برس … يكشف دوره وأدوار الفنانين في الأزمة السورية

 

 

الأردن العربي – عن دام برس ( الجمعة ) 27/3/2015 م …

شخصية فنية متميّزة جمع بين الأدب و الفكر و الفلسفة و الثقافة  وسعة الاطلاع نسج لنا أروع  الكلام  ، شخصية تفردت بجرأتها و شفافيتها  …. امتاز بالحكمة … عشق تراب سورية … وقال فيها : ”  عندما يريد الله أن يخلق خلقه فليس بحاجة إلى تفكير و إنما يخلق خلقه من فيضه العزيز … وعندما خلق الكرة الأرضية نظر إليها فأعجبته فأراد أن يهديها هدية .. فخلق بقعةً تضاهي الجنة جمالاً  وقدسيةً .. ووضعها و نظر إليها  ابتسم وأسماها  سورية  و من رحمها الطاهر خرجنا جميعاً و مشى كل منّا في طريق لمعرفة الله.. إلى أن وصلنا و عرفنا بأن الله سورية  و أن سورية تحملني رسالة لأتلوها للشعب السوري تقول فيها : أنا قارعة أجراس الكنائس القديمة انا مؤذنة الجوامع  ، أنا اتلو أبانا الذي في السموات فليتقدس اسمك العظيم فيغمرني طيف أبا بكر و عمر و عثمان و علي ، و أبكي الحسن و الحسين فيطمأن قلبي محمد وتصلي لي العذراء فيقبلني المسيح على وجنتي فيخرج من فم محمد آذان الله أكبر ” هذه هي سورية كما قدّمها  الفنان بشار اسماعيل في لقاء مع أسرة مؤسسة دام برس الإعلامية … لنتابع :

بداية نقول بأن هناك بعض الفنانين الذين اتخذوا مواقف معادية  في الوطن  ،  واستنكروا دماء الشهداء و التضحيات التي قُدّمت لتبقى سورية صامدة  .. في الوقت الذي سنشهد عرضاّ لأعمالهم ضمن موسم رمضان القادم على القنوات التلفزيزنية … ما تعقيبك على ذلك ؟

الفن رسالة … و الدولة مسؤولة في تبنيها

أكّد الفنان بشار اسماعيل بأن الفن رسالة … و الدولة مسؤولة في تبني هذه الرسالة .. مشيراً إلى أن الدولة السورية قد تبنّت مجموعات الفنانين التي كان من المؤكد أنها ستكون في يوم من الأيام مؤثرة في الحالة الوطنية السورية ، و لكن للأسف دخل المال الخليجي القذر إلى الفكر السوري و استطاع شراء ضمائر  البعض منهم 
و أضاف بأن الذي تخلى عن سورية … لن يتوانى في التخلي عن ما يملك .. فسورية الأم الحقيقية  ، وهنا أشار إلى أن وجود دراسة مسبقة لنفسية الفنان و القدرة على استقطابه … فالحديث ليس وليد الأزمة السورية  ، حيث  يعتقد الفنان بشار بأن ما حدث قد خطط له من الثمانينات .

الازمة ليست وليدة العصر

صنعوا منهم نجوماً و تألّقوا .. و للأسف عندما بدأ العدوان لم يستطيعوا أن يؤدوا مهمة التآمر مع الشعب السوري العظيم ، المخلص الصابر فكان أن نبذتهم سورية  و خرجوا إلى معاقل  التآمر قطر و السعودية .
ويقول : لا يمكننا أن نغفل مجموعات الفنانين التي كانت على مستوى من الأخلاق و الوطنية السورية الذين غُيّبوا عن الساحة  الفنية قصراً ومنعوا من العمل  رغم أنهم حققوا بعض النجومية بالمال السوري الشريف  ليتساووا مع اولئك الخونة  الذين تغيّبوا بحكم قرارهم ..
وتابع : ما من لقاءات تستطيع من خلالها تأجيج و تحريض الشعب ضدهم ، و ضد الدول المتآمرة على سورية فكنا سوية نحن في غياب فظن المواطن السوري أن جميعا خونة ، وهنا يحمّل لومه على الدولة السورية غير ناكرٍ قيمتها الغالية … مشيراً إلى التعامل من البعض باحتقار مؤكداً على أن الوطنية تنبع من نفسية الإنسان  .

الرمادي المحايد يجب أن ينبذ ويحرم دخول البلد المقدسة

كما استشهد بقول للإمام علي كرّم الله وجهه ” المحايد صحيح أنه لم يخذل الحق إلا أن بسكوته نصر الباطل ” ، فبالرغم مما فعلوه خارجا من رفع علم الانتداب وتفضيله على علم الجمهورية العربية السورية أو مئات الملايين من الشهداء  لنصرة سورية وأعلنوا العداء المطلق للشعب السوري ، للأسف  نتفاجئ حين نسمع اليوم أنهم جاؤوا  معززين   ليشاركوا بأعمال بعد أن  جمعوا العملة من أماكن التآمر ليقاسموا الأشراف على ما يدفع من أجور و من وجهة نظره يرى بشار بأن الإنسان  الرمادي أو المحايد في هذا العدوان الكوني على سورية يجب أن ينبذ ، و أن يحرم من الدخول للبلد المقدسة .

أين يكمن دور نقابة الفنانين في هذا الموضوع ؟

علاقات الفنانين تأخذ صفة الشخصيات  الاعتبارية

لا دور لنقابة الفنانين ، ولا تملك أي تأثير  ،كما أنها لم تقدّم شيء / كما أعلن بأنه لن يحضر مؤتمرها القادم بسبب عدم دعوته  منذ البداية  وهنا يتقدّم بطرحٍ من موقعنا مؤكداً على أن يكون له اسمٌ فيه … فيوضح بأن الطليعة التي يجب أن تكون باتجاه مصر لعودة العلاقة بين الإقليمين  طليعة فنانين ،و أردف : كان من الأجدر  أن نتقدم بطلب لقاء  رئيس جمهورية مصر الذي  تيمّنا به خير ا بعد أن أطاح ب “مرسي “، و نكون نواة إعادة العلاقة من خلال الفن ما بيننا و مصر العظيمة مشيراً إلى أن علاقات الفنانين في هذا الوقت لها علاقة بالمسائل السياسية الكبرى في هذا الوطن ، لأنها تأخذ صفة الشخصيات الاعتبارية ، و يجب أن نكون نحن في الطليعة  .

أحبّوا وطنكم كما أحببتم الله بلا مقابل

ولفت إلى توعية الأجيال  لحب الوطن  بلا مقابل مستشهداً بقولٍ لعظيم العرب  يقول : “من يعبد الله طمعا في مكافأته فهي عبادة التجار و من عبد الله خوفا من عقابه فهي عبادة العبيد و من عبد الله حبا بالله و جماله و روعته فهي عبادة الأحرار ” مؤكّداً على أن أعظم شيء في الإنسان عملية التأقلم ، وألاّ يبيع ضميره وفكره  ووطنه  .
فالإنسان يستطيع أن يعيش على المئة ليرة كما بإمكانه أن يعيش ب مئة مليار  ويقول في حرقة : عندما أريد أن أتباهى و أتبغدد بما لدي … أشعر بالخجل عند رؤيتي شهيداً يفقد حياته و ما من مدفأة في منزله  ، فالإنسان يجب أن ينطلق من ذاته و ما من رسالة توجهه و تقوّم أخطاءه .

 

كيف تصف لنا دور  الإعلام ؟

الإعلام السوري لم يحقق جرأته

يرى أن الإعلام في سورية فاشل انطلاقاً من أن القيّمين عليه لا يملكون جرأة قرار ، لافتاً إلى ضرورة أن يكون الإعلام السوري دوماً في مقدمة نقل الحدث و الحقيقة ، و ألاّ نفسح مجالاً للقنوات و المحطات المعادية أن تصطاد بالماء العكر … فهناك بلد تحرق … في الوقت الذي نشهد فيه أناساً تجمع المليارات  … فالتكلم بجرأة و شفافية ينهض بالوطن .

هل ترى بأن الدراما السورية قد حاكت واقع الأزمة  الحالية ؟

الدراما السورية على خط واحد من التآمر على سورية

يقول : على العكس تماما بل مقترنة و على خط واحد من التآمر على سورية ، لافتاً إلى  مجموعة أعمال في لبنان أظهرت سورية بمظهر الدعارة و سارت بالتوازي مع فتاوي السعوديين بجهاد النكاح و التي حللت كل شيء .
ويشير إلى أن الحالات التي صوّرتها الأعمال المموّلة  سعودياً حالات شاذة لكنها تدل على انهيار كامل للأخلاق مضيفاً بأنه من أنصار أن في الحرب العالمية الثانية  التي أنتجت من رحمها أعظم أدب على وجه الكرة الأرضية وهو  الأدب الروسي .

يجب أن تنهض قصص الأعمال الدرامية من رحم هذه الحرب

فما جرى في سورية لم يجرِ في تاريخ الكرة الارضية ، وكان من المفترض أن تخرج قصصٌ  من رحم هذه الحرب  تصلح للأعمال الدرامية من أجل تعليم المراهقين و الأطفال خطورة الحرب التي دمرت وطن من أعظم الأوطان ، معوّلاً على الأطفال كونهم عماد المستقبل القريب حتى لا يقعوا في هذا الخطأ الهائل .

هناك أعمال  صبغت بالطابع الوطني … هل أدت رسالتها للمواطن السوري ؟

 

أشار إلى أننا نحتاج لفترة طويلة  حتى نؤدّي الرسالة مؤكّدا على التلاحم و التآلف الوزارات السيادية التي لها علاقة ببناء المجتمع  ، إضافة إلى دور علماء النفس و الاجتماع ، معرباً عن ضرورة إقامة ورشة عمل من  شانها أن ترتقي بالفن  و تؤدّي مهمته .

مسلسل ضبوا الشناتي فضحه عنوانه

وبالحديث عن العمل الذي وصف بالوطني “ضبوا الشّناتي ” يقول الفنان بشار اسماعيل بأن العنوان يدل على محتواه  في الدعوة للهروب … مشيراً إلى ضرورة أن تكون الأعمال الوطنية مركّزة على الجرائم التي ارتكبت بحق الشعب السوري .. و أهمية فكّ أسر الدين و القرآن من مسؤولية الجميع   .

لتحدثنا عن تجربة موقعك الالكتروني ؟

يقول الفنان بشار بأنه موقع الكتروني أسماه “سورية نصر ” و كان قد حقق خلال ستة أشهر مشاهدات و متابعات شملت إسرائيل و أمريكا … موضحاً بأنه لم يتلقَ دعماً في سبيل الحفاظ عليه ، تناول فيه أمور الضعفاء ، و نشر الثقافة و الوعي للنهوض بالبلد … تعرض خلال اطلاق الموقع إلى كثير من الضغوط التي آلت إلى إيقافه بعد سنةٍ من اتشاره على بقاع كثيرة .

كيف تقرأ الوضع الفلسطيني .. ؟

ليست كل فلسطين خالد مشعل

لخّص قراءته لفلسطين بقصة “مرج الزهور ” التي تروي قصة امرأة من  نابلس تريد شراء علم الجمهورية العربية السورية ، فدخلت إلى مخزن تباع فيه كل الأعلام إلا علم سورية فشعرت بالغضب الداخلي ، ليدخل صاحب المحل إلى المخزن و يأتي لها بالعلم السوري و يقدمه هدية لها .
مشيراً إلى الأنفاق التي حفرت منذ زمن ، و ليست وليدة ليلة وضحاها ، زرع الحقد ليقف الشعب السوري موقفاً معادياً من الشعب الفلسطيني ، و أكّد على استمرارية الانتفاضة  ، فالقوة إن لم تستخدم فقدت ميّزتها .
ويرى أن القوة تتمثل في العلم و المعرفة و الاكتشاف و الأخلاق و يدخل في ذلك  قضايا كثر .. لافتا إلى أن الدول  الواقعة في  الشرق حتى في صراعاتها تكتسب النبل  ، فالمسألة روحية .

نحن على لى أبواب العام الخامس من العدوان على سورية .. كيف تقرا المشهد السوري ؟

الأزمة طويلة الأمد إن لم يكن هناك محاسبة

قد تنتهي الأزمة في سورية و يتوّلد الإعمار ، إلا ان الشرخ كبير جدا، فنحن ما زلنا نحارب فكر و صراع 1400 سنة  ، فأن تخلينا عن هذه العملية خرجنا إلى الاستقرار .
أكّد على ضرورة المحاسبة  ، والتخلص من استخدام النفوذ ، إضافة إلى احترام الشهداء و أسرهم .
فالأمن و الأمان لا يأتي ببناء الحجر ، و إنما بأشياء ثلاث ” الأسرة و العلم و القضاء ” ، و بالحديث عن  الاسرة يقول : ” إن الذي أرضعته المجد أنثاه ” فالمرأة  تشكل المجتمع ، هي التي ترضع المجد ، أمّا عن التعليم فلا يكفي أن نقول “من علمني حرفا كنت له عبداً .” فكيف نبني بلداً سقطت أخلاقياته .
ولفت إلى أن التمرد لا يصلح في دولة نريد إعمارها و النهوض بها فإن سقط القضاء سقطت الدولة  .

أين أنت بالوسط الفني  ؟

يقول : لا اعترف بصداقات البعض  إلا من وقف موقف واضح وقاتل كالجندي… أنتمي إلى سلك كنت أتباهى به وبشعاره ” وطن شرف إخلاص “

ما أعمالك الفنية ؟

لن أصوّر أعمالي إلا داخل الأراضي السورية

هناك أربع أعمال سينمائية  وبأجور زهيدة من وحي الأزمة  السورية سيكون  لها تأثير هائل … “حب في الحرب ” الذي يمتاز بروعة إخراجه …. إضافة إلى عمل ” في انتظار الخريف ” مسلسل درامي كوميدي الذي ينتهي بمشهد مؤثر يحكي خلود سورية … أما عن “مطر حمص” الذي يصوّر اللحمة الوطنية الدينية  من خلال شخصية الأب زهدي التي يتقمّص شخصيتها … و أخيراً فيلم الام الذي عرض … موضحاً بأن التصوير في سورية … وأي عمل خارج أراضي سورية غير جاهز للعمل به .
مشيراً إلى تاريخ سورية و ثقافته العريقة المتمثلة بالشيخ صالح العلي الذي قال :
يريدون  باسم بالدين تقسيم امة ……..تسامى بنوها فوق كل  دين و مذهب
وما شرع عيسى غير شرع محمد …….و ما الوطن الغالي سوى الأم و الأب
، وذاك الذي وقف بوجه الفرنسي وقال : “وانا كمسيحي اقول أشهد أن لا إله  إلا الله و أشهد أن محمدا رسوله ” و لترحل فرنسا عن ديارنا هذا  هو فارس الخوري .
هذه هي المثال و الأوجه الحقيقية لسورية معتقداً  بأن يكون لجمال سليمان منصباً وزارياً في الأيام المقبلة  .

ياسر العظمة حمل رسالة مرايا منذ الثماينيات … و بشار اسماعيل كان علما فيها  .. هل من الممكن أن تشارك في المستقبل بأعمال درامية على هذا النمط ؟

ياسر فنان عظيم إلا أنه  لا يمكن أن يستمر إلا بوجود  رأس مال ، و يضيف : للأسف رجال المال الذين فكروا بالدخول بمسألة الانتاج التلفزيوني نادرين من يملكوا العقل  بل أخذوا المنحى التجاري .
ويشير إلى أنه قيمة فنية يجب أن يدعم بالمال من أجل استمراريته  ،وهو  الفنانين المفضلين خلال عمله في المسيرة الفنية ، كما  توجّه بتحية كبيرة له متمنيا أن يلاقي الدعم الكامل من أجل استمراريته .

ما رسالتك  لمؤسسة دام برس الإعلامية ؟

دام برس مؤسسة سنحاول أن نتابع ما تقوم به لنكون حكما في يوم من الأيام على إعطاء الرأي الحقيقي بهذه الحقيقة  ،نتمنى من الله أن تكون مؤسسة تحمل لواء الحق دائما ،ويجب أن تكون مؤسسة سورية وطنية بامتياز … أن تكون نصيرة للحق و هذا ما نأمله منها
يجب أن تنقل الحقيقة وتكون مع الضعيف .. أن تحمل لواءً واحدا وهو السعي لإيصال العلم و المعرفة و المعلومة لننهض بسورية العظيمة إلى أعظم مراحل النهوض لتصبح في مصاف الدول العظمى لأنها أمة بحد ذاتها …  وأقول : تحيا سورية ليس على مبدأ الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي أكن له كل التقدير و لكن حبا لهذه الأمة العظيمة التي أتمنى أن تنهض ثانية لتكون نبراساً للأخلاق .

تصوير : تغريد محمد

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.