في لقاء مع المناضل سالم صويص: أراهن على الجيل الحالي في مواجهة كل المشاريع

دام برس : دام برس | سالم صويص لدام برس : أراهن على الجيل الحالي في مواجهة كل المشاريع
الثلاثاء 7/11/2017 م …
الأردن العربي – عن ” دام برس ” –
التقه دام برس على هامش المؤتمر الذي تقيمه مؤسسة “وثيقة وطن” بعنوان : “الواقع العربي بعد مئة عام على وعد بلفور” في دمشق في حديثٍ شيّق عن الواقع العربي الراهن بكل تعقيداته، وواقع المواجهة المستمرة منذ ما قبل مئة عام على وعد بلفور المشؤوم..  سالم أحمد الصويص –  مقرّر لجنة صمود دعم الشعب الفلسطيني في نقابة المقاولين والإنشاءات الأردنيين أكد لدام برس أن “وعد بلفور” لا يخص فلسطين وحدها لأنه لم يستهدفها وحدها أساساً، بل يخص كل المنطقة العربية .. لأن الغرب حين أراد أن يتخلص من اليهود الصهاينة، قرر أن يقوم بترحيلهم إلى هذه المنطقة وإنشاء كيان يكون سرطاناً في قلب الأمة بغية السيطرة عليها كلها وعلى ثرواتها ومقدّراتها.
وعن سبل مواجهة المشروع القديم المتجدد بلبوساتها المختلفة – التقسيمية منها على وجه الخصوص – والتي تواجهها العديد من بلدان المنطقة قال صويص: إعلان بلفور هو مشروع مستمر و يحتاج إلى الوقوف في وجهه إلى مشروع مناهض .. وأنا أرى أن المشروع القومي العربي هو المؤهل لذلك عبر استنهاض الوعي القومي وروح المقاومة لدى هذا الجيل. وشخصياً أرى أن هذا الجيل لا يزال متمسكاً ومرابطاً على القيم النضالية، وأستطيع أن أراهن عليه كما أراهن على الأجيال المقبلة، فالانقسام والتشظيّ الذي يتبدّى الآن بين فتح وحماس أو غيرها من الفصائل الفلسطينية هو انقسام في الولاءات فقط .. ما يهمني أنا شخصياً أنَّ الشعب الفلسطيني كله مجمع على راية المقاومة وعدم التنازل والتفريط بحقوقه المشروعة، والأهم على مواصلة النضال لاستعادة تلك الحقوق.
ورداً على سؤال حول موقف النخب العربية التي أصيبت بوصلة الكثير منها بحالة من الدوار والتوهان عن وجهة المعركة الحقيقية بعد ما سمي بـ”الربيع العربي” أشار صويص إلى دمشق التي كانت بوصلتها على الدوام هي بوصلة النضال ومشروعها هو المشروع النهضوي العربي وهي اليوم وأكثر من أي وقت مضى بوصلة الأحرار والمقاومين، والسمت الذي هي عليه بوصلتها سمْت من لا يتوه أبداً، وأضاف صويص: ما نراه من مشاريع تواجهها سورية اليوم إنما هي وضعت لإشغال سورية وإنهاكها ومحاولة حرفها عن البوصلة التي تتمسك بها، ومن هنا تتأتّى أهمية الإنجازات التي يخطها الجيش العربي السوري في الميدان، ولكن وأيضاً أهمية تثقيل هذه الإنجازات سياسياً .. سواء على الصعيد الخارجي، أو على صعيد مستقبل الحياة السياسية في سورية في الداخل، حيث يكتسب مشروع الإصلاح السياسي في سورية أهميته في ترسيخ الوحدة الوطنية وتعزيز الجبهة الداخلية لمواجهة أية مشاريع أخرى .. وهو مطلوب أكثر من أي وقت مضى لأن تلك المشاريع الاستعمارية بأوجهها وبأدواتها المختلفة لن تتوقف ضد سورية لا اليوم ولا غداً ما زالت سورية مرابطة على بوصلة النضال التي هي في كل خنادقها.
وفي رد على سؤال دام برس عما رآه في دمشق وفيما إذا كان لمس أي تراجع في شعبية فكرة العروبة أو الفكر القومي العربي بسبب ربما خيبات البعض من مواقف بعض الدول العربية أكد صويص أن مؤشر الوعي لدى الشعب السوري كان على الدوام عند مستواه الأعلى، لذلك فهو كان قادراً على التمييز بين مواقف الأنظمة العربية ومواقف الشعوب العربية .. وبذات السياق كان أيضاً قادراً على التمييز بين مواقف آنية وطارئة لشريحة كبيرة من الشعوب العربية، وبين المواقف الفطرية التي تقف مع سورية التي يقدر كل الشعب العربي تاريخها النضالي وتضحياتها على مختلف الجبهات .. نعم ثمة شريحة كبيرة من الشعوب العربية تم تشكيل وعي خاطيء في البداية عندها بسبب إمكانيات الإعلام والدعاية المضادة الكبيرة التي وظفت لأجل ذلك، لكنها بفطرتها استطاعت تجاوز لعبة الميديا وهي السلاح الأخطر والأسوأ الذي استخدم في هذا الجيل من الحرب على سورية، لدرجة أن الكثيرين اعتقدوا حقاً أنهم يقفون حقاً الموقف الأخلاقي مع الشعب السوري .. أو يقفون مع “الضحية” في مواجهة “الجلاد”. الشعب السوري وعبر قيادته المتمثلة بالسيد الرئيس بشار الأسد استطاعوا بالصبر وبالصمود تشريح وتفكيك ألغام كثيرة خلا سبع سنوات من الحرب.
يقول ضيفنا في ختام حواره : عشت في بيت لحم – أنا المسلم الذي كان يقاسم أخاه الفلسطيني المسيحي أفراحه وأحزانه وأعياده ومناسباته  – وكنا – نحن المسلمين – نستقبل في أعياد الميلاد البطريرك الآتي من كنيسة القيامة، لأننا نشترك في هذه الأرض التي هي أرضنا في كل شيء .. المشاريع التي بدأت مع وعد بلفور، واستمرت مع سايكس بيكو، وتواصلت إلى يومنا هذا إنما تستهدف تقسيمنا إلى ملل وطوائف وأيان وأعراق متناحرة بعيداً عن هويتنا القومية العربية الجامعة، ولذلك فإن ما تسطّره سورية اليوم بصبر وصمود وتضحيات ودماء أبنائها في القوات المسلحة السورية لا يمكن أن يصرف نصراً حقيقياً وناجزاً إلا إذا توازى مع بقاء سورية واحدة في الجغرافيا كما في الروح والوحدة الوطنية أيضاً .. وأنا على يقين أنَّ هذا ما سيكون عليه الحال إن شاء الله.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.