شكرا للوزير الكويتي السابق سامي النصف … خلّينا ( برّه ) لو سمحت / يوسف أبو بكر

يوسف أبو بكر ( الأردن ) الخميس 9/11/2017 م …
في الأخبار أن الوزير الكويتي السابق سامي النصف ، قد صرّح بأن الأردن ( قد ) يصبح هو الدولة السابعة في منظومة دول ” مجلس التعاون الخليجي ” ، أو أن يكون للأردن صفة أو وضعيّة خاصة بالنسبة لتلك الدول ضمن مجلسها …



نقول للسيد الوزير : شكرا جزيلا على دعوتك ,,, ولكن !
نحن في الأردن يا سيّدي لا نريد أن نكون جزءا من هذه المنظومة ، حيث أنّ قطاعا كبيرا ووازنا من شعبنا الأردنيّ ليس مقتنعا بضرورة انضمام الأردن لمجلس التعاون الخليجي .
نحن في الأردن يا سيّدي ، نرى أنّ مكاننا الطبيعي أن نكون جزءا أصيلا ( ونحن بالفعل كذلك ) من منظومة الهلال الخصيب ، أو على الأقلّ من منظومة بلاد الشام ، فهذا هو الأمر الأقرب إلى التصوّر الواقعي دون الحاجة إلى تفسير أو تعليل .
إنها الحقائق التاريخيّة والجغرافيّة والديمغرافيّة يا سيّدي .
فالأردن لا يقع على الخليج ليكون جزءا من منظومة سياسية تجمع دوله التي أصبحت في علاقاتها مع بعضها البعض مثالا صارخا في تناقض المصالح واختلاف الإتجاهات والأهداف .
كان الأولى بالسيّد الوزير أن يدعو بعض قادة الخليج إلى الجلوس لطاولة المفاوضات لإصلاح ذات البين ، قبل أن يدعو الأردن لتكون الدولة السابعة في مجلس أصبح بحكم ( غير الموجود عمليّا ) .
يقول السيد الوزير سامي النصف أن أنظمتنا في الأردن ودول الخليج متشابهة ، وقد يكون ذلك صحيحا عندما نتكلم عن أنظمة الحكم فقط ، ولكن في التفاصيل هناك اختلافات ، بل واختلافات كبرى ، وهذا بالمناسبة ليس عيبا أو نقيصة ، بل هي سنّة الحياة واختلاف التجارب والظروف.
لا يمكن للمواطن الأردني ، وليس من المعقول أن يتخلّى عن مكتسباته التي عمّدها وحصل عليها بعد رحلة نضال طويلة وممضّة من أجل وحدة مع أنظمة قد تكون غنيّة ، ولكنها تفتقر إلى الحد الأدني من وجود مجتمع مدني ومؤسسات مجتمع مدني من أحزاب ونقابات .. الخ . والحديث في هذا الأمر وحوله يطول .
ولعلم السيّد الوزير ، فإن الشعب الأردنيّ وحدويّ بطبعه ، ولكن ليس بأيّ ثمن وكيفما اتفق .
تستطيع ( بعض ) دول الخليج لو أرادت أن تساعد الأردن في أزمته الإقتصادية التي تكاد تطبق عليه وتحرمه حتى من أن يتنفس الهواء ، سيكون ذلك أفضل بكثير من تبذير مئات المليارات للتآمر على بعض الأنظمة العربية لتغييرها من خلال دعم وتسليح عصابات القتلة والمجرمين المستوردين من كل بقاع الدنيا .
وسيكون المواطن الأردني في غاية السعادة عندما ترفع ( بعض ) دول الخليج يدها عن اليمن وشعب اليمن الذي تشنّ عليه هذه الحرب الظالمة بحجّة ( إعادة الشرعيّة !! ) للرئيس الهارب – الرئيس الدمية عبد ربّه منصور هادي .
مرة أخرى نقول للسيّد الوزير الكويتي السابق سامي النصف .. شكرا سيّدي ، ودعوتك مرفوضة .
وكما نقول بالأردني الفصيح : ” إنتو بس ديروا بالكم على حالكم ، واحنا بألف خير “.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.