مرة اخرى لو بدها تشتي كانت غيمت / ناجي الزعبي

ناجي الزعبي ( الأردن ) الجمعة 10/11/2017 م …
تتصاعد أصوات طبول الحرب التي اعتدنا على سماعها مصاحبة للجوقة الإعلامية  المتأهبة دوماً لأحداث الصدى الإعلامي المطلوب وجني الثمار ، لكن  احتمالات العقل وتقادير الموقف العسكرية تقول ان الحرب احتمال ضعيف جداً  برغم انه وفي كل الاحوال تبقى هناك مساحة ضيقة للجنون وخارج سياق العقل وعودة مهووس بالحرب كهتلر الى مسرح الأحداث وفي حفلة الجنون لا تنتظر رقصاً على الايقاع .



لقد كررت اميركا تهديداتها بشن الحرب لأكثر من مرة ووصل تهديدها لدرجة التهديد باستخدام السلاح النووي في اخر عهد اوباما وكانت التهديدات تلي الانتصارات التي تتحقق بالميادين السورية وتسبق مؤتمرات الصلح والحوار والتسويات ونذكر جميعاً تجول الاسطول الاميركي بالمتوسط والتسوية التي جرت بتخلي سورية عن السلاح الكيماوي نظير مغادرة الاسطول المتوسط والذي جاء لغاية اخرى وهي  القيام بضربة لسورية
كما تكرر الموقف وارسلت حاملات الطائرات الاميركية لسواحل كوريا  الديمقراطية بعد تصعيد ترامب وتهديده بالقيام بضربها وقد فقدت حاملة الطائرات وجهتها
ثم نذكر بباكورة عهد ترامب عدوانه على سورية بصواريخ  التوما هوك ال ٥٩  التي أطلقت على مطار الشعيرات في إطار تهديده بشن الحرب   ليحول دون استمرار سورية باجتثاث الارهاب
برغم ذلك طهرت سورية ترابها الوطني من داعش التي صنعتها اميركا وذهبت التهديدات ادراج الرياح .
لازالت اميركا وادواتها ودماها يواصلون سيرتهم وسلوكهم السياسي والعسكري بلغة وأدوات الماضي بتخبط وانعدام للقراءات الموضوعية للمستجدات معتمدين على الرعب الذي كانوا يوقعونه بالسابق و على سطوة اميركا وهيبتها وهيمنتها السابقة وهي معطيات باتت من الماضي.
الحقائق الان هي صاحبة الكلمة الاولى وليس الضجيج والتهديد وسطوة البلطجة وهي تقول بان بانه لا توجد حالة تأهب اميركية وروسية ولا أساطيل تجوب المتوسط ولا استعدادات مسبقة لروسيا وايرن ولا حالة تأهب في قاعدة العيديد والسيلية ولابالناتو .
تقول الحقائق
 ان الشعب الايراني يبلغ  تعداده ٧٧ مليون نسمة  ويبلغ تعداد جيشها مع الاحتياطي٩٠٠ الف مقاتل ،
وتعداد الحرس الثوري ٩٠ الف مقاتل.
كما ان إغلاق مضيق هرمز سيرفع سعر برميل النفط لمستويات غير مسبوقة و سيعصف بالاقتصاد العالمي وأوله اميركا وأوروبا المفلس معظمها  ، واول من  ستلتهمه الحرائق الكيان الصهيوني والخليج.
 تستطيع ايران خوض  حرباً لسنين طويلة وان تستنزف خصومها فهل يستطيع الخليج والعدو الصهيوني خوض معركة استنزاف ام ان بناه الهشة ستكون معرضة للانهيار ؟.
اما دول الجوار الايراني فلن تقف متفرجة اذ ان هزيمة وسقوط   ايران سيلقي بتداعياته عليها ابتداءاً من روسيا الى الهند الى الدول المطلة على بحر  قزوين ثم العراق وتركيا وسورية.
وستجد الدول التي تتحفز للانقضاض على الدمى الاميركية الفرصة السانحة  مثل كوريا الديمقراطية  التي لديها سلسلة من الأهداف إبتداءً من كوريا الجنوبية  لليابان للقواعد العسكرية الاميركية في غوام واًكيناوا وبحر الصين الجنوبي والفلبين.
ما تفعله السياسات الاميركية اثر كل تهديد ونتيجة لسلوكها المتخبط هو زيادة رقعة التحالف المناهض لها والنفوذ الايراني وتعرية التحالفات الرسمية للعدو الصهيوني وبلورتها وإنضاجها والتسريع بالإفصاح الذي يتجاهل الاحتلال لفلسطين والدور الذي يلعبه العدو في إشعال الوطن العربي وتدميره وسرقة ثرواته ولعب دور المعسكر الاميركي ورأس حربة مشروعه الامبريالي .
اذا ألقى  احدهم حجراً في بئر ايران لن يتمكن لا عاقل ولا مجنون لإخراج العالم  من فوهة  بركانه.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.