الضوء لا يأتي الا من الداخل / م. عبد الرضا الهاشم

م. عبد الرضا الهاشم ( الجمعة ) 10/11/2017 م …




الداخل هو المنظومة التي لليوم لم نستغلها جيدا و حتى لا نعرف كيف نُشَّغِلْ أجهزتها الكثيرة…او المُشَّكِلة لها… المعقدة منها و البسيطة…يدير تلك المنظومة و يتحكم بها بدقة عالية و يشرف عليها جهاز كومبيوتر متطور جداً لا يضاهيه اي جهاز تم انتاجه …صغير بحجمه و وزنه لكنه كبير بتقنيته التي لم تقترب منه كل اجهزة الكومبيوتر التي اُنتجتْ…لأنه ببساطة متجدد…و يديم نفسه بنفسه و هو من يصنع الطاقة اللازمة لتشغيله و المحافظة عليه و ادامته ذاتياً.

و فيها ساعة اكثر دقه من بك بن ومن اي ساعة اُنتجت لليوم..ساعة لم يشاهدها احد و لا يعرف عنها الكثير ولا تحتاج الى بطارية او جهاز شحن ميكانيكي..تتحرك عقاربها دون ان يراها احد و تُنَبِهْ على الوقت دون صوت ..لا يستطيع احد ضبطها او تحريك عقاربها الا صاحبها وفيها منظومة انارة متميزة..بطاقة متجدده لا يظهر نورها للغير وفيها واسطة نقل من احسن ما تم انتاجه.. يمكن السير بها بإضافات او بدونها..بإطارات اوواقيات متنوعة الاشكال والاحجام والمواد الداخلة في تصنيعها..او بدونها.هي من تنتج الوقود اللازم لحركتها ولا تلوث البيئ..وفيها منظومة تكييف ممتازة و دقيقة.. لا تتعطل..

استعارها العالم في كل انتاجه من اجهزة التكييف الصغيرة و الكبيرة..تعتمد على نفسها في تأدية واجبها دون تدخل من احد خارج ذلك الكومبيوتر.

وفيها كاميرا دقيقة لا تخطيْ و تُنظم نفسها حسب شدة الضوء و في كل الاوقات..لا يستطيع احد استنساخ تصاويرها..تنقل الحركات والالوان والابعاد والمسافات بدقه كبيرة ولا تحتاج الى تنظيم او تحديد زوايا..وفيها مضخة سحب و دفع تعمل بانتظام و دقة لعشرات السنين دون ان تحتاج الى ادامة او صيانه او تبديل قطع غيار.

فيها اجهزة استشعار عن بعد حسية وغير حسية..تستطيع تمييز الصور والاصوات والروائح والابعاد والالوان،فيها اجهزة تنصت واستلام وتوزيع وخزن وتفسير وتحليل لكل الاشياء سواء كانت الوان اواصوات اوروائح اوابعاد اووقت
فيها ثنائيات متماثلة حد التكامل لن تجد بينهما من فوارق لو قضيت عمرك تدقق بها..كل تلك الاجهزة مُنتجة من مادة لا تصدأ ولا تتغير مكوناتها وهي تعمل لعدة عقود.. تقوم بكل تلك الواجبات وبتلك الدقة والحساسية وهي من الرقة والدقة والتنوع تفوق كل ما اُنتج من مواد.

تلك المنظومة تستخدمنا ونستخدمها اونستعملها اونشَّغلها دون طاقتها التصميمية او لا نستفيد من كل امكاناتها وهي متاحة وبيسروسهولة ولا نعرف مقدار كفاءتها…من شَّكلها و صممها و جَّمعها واطلقها وشغلها اول مرة لم يترك معها دليل بالاستخدام او مواصفات تلك الاجهزة او اي معلومات عنها..تركها لصاحبها طالباً منه ان يدرسها قبل ان يدرس المحيط بها من غيرها…ولليوم و منذ مليارات السنين لم يتوصل احد لتحديد مواصفاتهاودقتها..احد هذه الاجهزة بحجم حبة الفاصوليا..حاول الانسان صناعة جهاز يؤدي نفس وظائفها فكان بحجم سيارة حمل كبيرة..فيها مضخة تم انتاج شبيهتها لكنها تحتاج كل فترة لإمدادها بالوقود.

نتصرف مع هذا الداخل المنتج للضياء..هذا الداخل الرقيق والدقيق والحساس كما يتصرف شخص مع هاتف نقال حديث لا يعرف منه سوى الاتصال الهاتفي
اعتقد نحتاج الى مراكز تدريب لنتعلم تشغيل تلك المنظومة من الأجهزة
ونحتاج من يضيف لما تقدم حول فعاليات تلك الاجهزة وتوافقها ونتائج تلك الفعاليات والتوافقات…

من يريد ان يضيف فليتفضل فالموضوع فيه من الممكن الكثير بهذا الاتجاه .

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.