رابطة المرأة الفلسطينية في ألمانيا.. ويوم متميز في برلين…!! … “الحياة تحت الحصار .. معاناة النساء والأطفال في غزة”

 

د.م. احمد محيسن ـ برلين ( السبت ) 28/3/2015 م …

لقد كان يوماً مميزاً في برلين السبت المنصرم الموافق 07/03/2015 ..حيث الندوة الفكرية التحليلية.. والتي نظمتها وأقامتها رابطة المرأة الفلسطينية في ألمانيا.. بعنوان “الحياة تحت الحصار – معاناة النساء والأطفال في غزة”

كان يوماً متميزاً بعنوانه وبمشاركة المحاضرين.. فيه وكذلك الحضور النوعي المتميز من الجمهور الألماني بامتياز..  وكذلك تميز بالسيدات والنسات المنظمات للندوة.. وتميز بالثقة العالية بالنفس.. على مستوى التحضير والإلقاء وعرض المادة والنقاش بأعلى المستويات باللغة الألمانية من السيدة غصون أبو شمالة التي قدمت وأدارت الندوة.. والتي أثنى على نتائجها الضيوف المتحدثين وكذلك الحضور الكريم.. حيث لم تشهد المدينة لغاية اللحظة لمثل هذه الندوة شبيهاً..!!

وقد افتتحت السيدة غصون أبو شمالة الندوة بالترحيب بالضيوف والحضور الكرام.. مندوبة سفارة فلسطين في ألمانيا.. والمحاضرين واصدقاء فلسطين.. واستهلت حديثها بنقل صورة إجمالية عن الوضع المأساوي في غزة.. وقالت لقد اجتمعنا في هذا اليوم لكي ننقل لكم حجم معاناة أهلنا في قطاع غزة.. خاصة حياة النساء والأطفال في غزة.. بعد ثلاثة حروب عدوانية على القطاع واستمرار الحصار الظالم عليهم الذي يمتد لأكثر من سبعة أعوام متتالية.. ثم عرجت على الهدف من الدعوة ولماذا نساء واطفال غزة ..؟! مع الإقرار أيضاً بمعاناة الرجال والشباب وكافة القطاعات في القطاع.. ولكن معاناة النساء والأطفال هي الاشد وطأة ووجعا جراء آثار الحرب العدوانية التدميرية على القطاع.. وأرادت مؤسسة رابطة المرأة الفلسطينية في المانيا أن توصل رسالة مفادها.. بأنكم أهلنا في غزة المحاصرة.. لستم وحدكم في الميدان.. ونعمل دون كلل أو ملل على إيصال صوت معاناتكم للعالم..  ونطالب الساسة والمجتمع الدولي بتحمل مسؤلياتهم تجاهكم..!!

وتطرقت السيدة غصون أبو شمالة في معرض حديثها إلى وضع الأرامل والأيتام ومعنى العيش ما تبقى من الحياة أيتاماً بدون الآباء والأمهات.. ومدى العبئ الملقى على الأمهات في تربية الأبناء في ظل ظروف قاهرة.. وأشارت إلى أحوال الذين دمرت منازلهم وما زالوا ينتظرون وعود إعادة الإعمار..!!

وأضافت.. من هنا نجد علينا لزاماً أن نعمل على أبراز الحقائق المعيشية الصعبة لأهلنا في غزة حيثما وجدنا وبكل الأمكانيات المتاحة.. ونعمل على مد يد العون والمساعدة لهم .. ومطالبة الساسة والمجتمع الدولي بتحمل مسؤولياتهم تجاه حجم الدمار الذي حل في غزة..!!

وقالت.. ننود أن نذكر هنا بالأشقاء الذين استشهدوا حيث كانو يدرسون على ضوء الشمعة  التي أحرقتهم .. وذلك نظرا لعدم وجود التيار الكربائي..!!

ونود أن نذكر بآمال الخطيب ابنة الأربعة عشر ربيعاً..  والتي تم اعتقالها لمدة شهرين في سجون الإحتلال.. بتهمة التقاطها  حجراً  لتلقيه على سيارات الإحتلال.. ونود أن نذكر بالنساء والأطفال في المسجد الأقصى المبارك.. كيف تم إذلالهم بوحشية من قبل الإحتلال الإسرائي ..!!

ونود أن نذكركم بضحايا الشتاء والثلوج.. وذلك بسبب تشردهم في العراء القارس وفقدانهم مناولهم ومساكنهم..  ونريد أن نعمل  على خلق سبل مساعدة أهلنها هناك تحت الحصار والمعاناة..!!

وأضافت السيدة غصون أبو شمالة بأننا استطعنا الفوز بأن نكسب لهذا الحدث ولهذه الندوة القيمة ثلاثة من أبرز المتحدثين والمدافعين عن قضيتنا العادلة.. وهي شخصيات مشهود لها في هذه الندوة الفكرية التحليلية على المستوى القانوني والإعلامي وشهادة العصر على جرائم الإحتلال.. حيث تجمع هذه الندوة بين الحقوقيين والمؤلفين والإعلاميين والساسة وأصحاب دور النشر..  واستهلت الترحيب بالمتحدثة الأولى السيدة فيليتسيا لانغر من مدينة توبنغن.. وهي القانونية المحامية  والإعلامية والمؤلفة لكتب عديدة حول جرائم الاحتلال.. والحائزة على جائزة نوبل البديلة..!!

وكذلك رحبت بالبرلمانية الألمانية السيدة أنيته غروت من برلين.. المتخصصة في علم الإجتماع والسياسية.. وهي البرلمانية المتحدثة باسم لجنة حقوق الإنسان عن حزب اليسار في البرلمان الألماني.. وهي التي ركبت سفن الحرية لكسر الحصار عن قطاع غزة .. حيث كانت على متن أكبر سفن اسطول الحرية .. السفينة مافي مرمرة..!!

وتم الترحيب أيضا بالسيد ميلتسر .. الصحفي والمؤلف والناشر .. والقادم من مدينة إزن بورغ..!! 

هم ضيوف محاضرين لم تنثني عزيمتهم في الدفاع عن حقوق شعبنا وفضح سياسة دولة الإحتلال الإسرائيلي.. والتي أصبحت تمثل وتحدد ملامح ومكونات حياتهم المهنية..!! السيدة فيليتسيا لانغر.. كنتم أول حقوقية  دافع عن الفلسطينيين في المحاكم العسكرية الإسرائيلية بعد الحرب العدوانية عام 1967.. انطلاقا من خبراتكم الرهيبة في السجون والمحاكم الإسرائيلية.. وأصدرتي كتابك المشهور “بعيني الإثنتين” ..  والتي تم ترجمته ونشره إلى عشر لغات في العالم .. سيما وأنت شهادة على العصر.. وعلى معاناة ألأسرى الفلسطينيين في سجون الإحتلال.. !!

ومن المعروف لدينا بأن السيدة أنيته غروت مع السيدة إنجه هوغر والسيد نورمان بيج من حزب اليسار.. كانوا في نهاية مايو 2010  على  متن سفينة مافي مرمرة.. وهي أكبر سفينة في سفن أسطول الحرية من أجل كسر الحصار الإسرائيلي الظالم على غزة ..  ولتقديم الأدوية  والأغذية والتضامن مع الشعب الفلسطيني المحاصر.. حيث هاجمت قوات الإحتلال الإسرائيلية الأسطول وقتلت عشرة من المتضامنين العزل وجرحت أكثر من خمسين.. وذلك في المياه الدولية..!!

وأما عن الجانب الإعلامي فقد كان أيضا السيد ميلتسر.. وهو الإعلامي والصحفي وصاحب دار النشر.. والناقد لسياسة الإحتلال.. وهو من الف كتب عديدة في هذا المجال.. ومن الناقدين المعروفين لسياسة الإحتلال.. وقد نشر العديد من الكتب في هذا المجال.. ونشر كذلك قصائد للشاعر الألماني المعروف بنقده لسياسة الإحتلال السيد ايريش فريد.. وندين له بالعمل على الترجمة السريعة لتقرير غولدستون إلى الألمانية والذي يحتوي على أكثر مكن 600 صفحة.. والذي يفضح ويوثق جرائم الحرب التي ارتكبها الإحتلال بحق شعبنا في أواخر ديسمبر 2008 إلى 18 يناير 2009..  وكان ما يقارب ال 20 من المترجمين الذين ترجموا هذه الوثيقة الهامة للأمم المتحدة إلى اللغة الألمانية.. وهو الناشر لمجلة ” سيميت”  التي تفضح سياسة الإحتلال وتوثق جرائمهم.. وسيكون قريبا مع معرض الكتاب في مدينة لايبتزغ حيث سيعرض كتابه الجيد بعنوان “استيقظي ميركل” .. وقد أحضر معه  بعض النسخ من هذا الكتاب والتي نفذت جميعها..!!

وقد تخلل المحاضرات أفلاما توثيقية قصيرة معبرة حول آثار جرائم الإحتلال التدميرية في غزة..  أعدتها السيدة ريموندا حسن من رابطة المرأة الفلسطينية في ألمانيا .. بمهنية وجودة عالية.. إضافة لمعرض الصور والوثائق الذي أعدته السيدة ريموندا حسن واخواتها العاملات معها من بقيت الأخوات..!!

وعرضت السيدة غصون أبو شمالة ومن على شاشة العرض.. تقريراً شاملاً وافياً توثيقياً.. بمساعدة برنامج البور بوينت وموثقاً بالأرقام والصور والإحصائيات والشواهد حول الأوضاع المأساوية التي يعيشها أهلنا في غزة بشكل عام.. والتي تعيشها المرأة ويعيشها الطفل الفلسطيني في القطاع تحديداً وبشكل خاص.. وذلك على الصعيد الصحي والتعليمي وتدمير البيوت والمدارس والمستشفيات والبنية التحتية والطاقة..  بل وكل سبل ووسائل العيش البشري السوي والتي تم تدميرها.. وكذلك تم تناول وعرض أعداد الشهداء من الأطفال والنساء والشيوخ من المدنيين العزل.. وكذلك الجرحى ومعاناتهم التي ما زالت مستمرة .. وكذلك أكثر من نصف مليون مواطن فلسطيني في غزة ما زالوا بدون مأوى وبدون إعادة إعمار.. حيث لا يرى من تحقيقها أي خطوات عملية.. بل بقيت وعوداً..  وهي ليست أكثر من حبر على ورق..!!

كما وحيت رابطة المرأة الفلسطينية في ألمانيا الصمود الأسطوري للأهل في قطاع غزة.. بكافة شرائحهم وأعمارهم.. وتخصيص الندوة عن معاناة النساء والأطفال في غزة.. لا يعني أن الأخوة الرجال.. شيباً وشباناً قد تم إغفال حجم معاناتهم.. بل إن المعاناة تشمل الجميع في غزة.. وما أردناه هو الإضاءة على معاناة المرأة والطفل تحديداً.. حيث تكون المعاناة مضاعفة..!!

وتحدث الضيوف في محاضرات نوعية مطالبين الحكومة الألمانية والمجتمع الدولي بوضع حد للحصار المضروب على غزة.. وإعادة إعمارها.. وتأمين سبل العيش الكريم لسكانها .. وطالبوا بالإعتراف بدولة فلسطين .. وبمقاطعة دولة الإحتلال الإسرائيلي اقتصادياً وعدم مدهم بالأسلحة والذخائر..  والعمل على تشكيل ضغط على ساستها وحكوماتها.. وقد تم توجيه بعض الأسئلة من الجمهور للمتحدثين المحاضرين.. والتي تم إجابتها باستفاضة..!!

وفي نهاية الندوة التي استمرت لمدة ما يقارب الخمس ساعات.. حيث بقيت الصالة لآخر لحظة تعج بالحضور الكرام.. واغلبيتهم الساحقة من الألمان أصدقاء قضيتنا.. وبعد ذلك.. وتعبيرا عن شكرهم لما يبذلونه في دعمهم لقضيتنا العادلة …فقد شاهدنا كيف كرمت رابطة المرأة الفلسطينية في ألمانيا المتحدثين الضيوف الكرام بدروع تذكارية.. بتقديم درع شكر لكل متحدث.. ممهورة بعبارات الشكر والإمتنان.. لدعهم ومساندتهم وتضامنهم مع قضيتنا العادلة ومع شعبنا المكافح…!!

الأمهات والنساء والأطفال في فلسطيننا.. هم ثروتنا ورصيدنا ومستقبلنا.. وأهلنا في قطاع غزة المحاصر هم  في الواقع محور اعتباراتنا…!!

 

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.