الشرق الحزين / عبير بركات

 

عبير بركات ( الأحد ) 29/3/2015 م …

من درس وترعرع في منطقة الخليج يمكنه ان يعي جيدا “حالة الكره” التي تتشكل عند الحديث عن طالب او طالبة يمنية لمجرد يمنيته ، الوهلة الاولى تصاب بالدهشة فاليمن جزء جغرافي من منطقة الخليج لكنه الجزء المنبوذ المغضوب عليه ..

تساءلت عن السبب فجاء الجواب على لسان البعض : ” نحن لسنا من مقامهم ” ..!!

منذ ذلك الوقت واليمن يسعى جاهدا لكسر تلك الحالة والخروج بنهضة اقتصادية من بوابة الجوار الخليجي ، لعل أحدثها محاولات اليمن الانضمام إلى مجلس التعاون الخليجي ، بالطبع المسألة بالنسبة للمجلس الخليجي لم تكن مسألة عالقة قيد الدراسة ، بل مرفوضة رفضا قاطعا ..

بقي اليمن السعيد على حاله دولة بعيدة عن ساحة الصراع الشرق اوسطي الى ان تسارعت الاحداث وركب موجة ” الربيع العربي ” ، منذ ذلك الحين دخل اليمن مراحل عدة من التدخل الخليجي في شؤونه الداخلية ،ابرزها ابعاد الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح عن المشهد اليمني برضوخه للمبادرة الخليجية العام 2011 وظهور القاعدة جنوب البلاد اضافة الى التمدد الحوثي الى العاصمة صنعاء ووصوله الى عدن جنوبا معقل الرئيس اليمني المستقيل عبد ربه منصور هادي الذي اضطر الى مغادرة البلاد مع قوة دبلوماسية ..

لم ينتظر هادي طويلا ، فالسعودية لبت نداءاته وحسمت امرها باستخدام القوة في اليمن على رأس قوة “عاصفة الحزم ” المرفقة بتأييد بعض الدول العربية كمصر والاردن ودعم امريكي لوجستي واستخباراتي لما اسموه ” اعادة الشرعية” ووقف التمدد الحوثي ..

الا ان الامور لا تقاس بالظاهر ، فخشية السعودية من محاصرتها “بالتهديد الايراني” في اليمن بعد العراق ، واقتراب الحوثيين من مضيق باب المندب الاستراتيجي المنفذ التجاري لحركة النفط الى الاسواق العالمية فضلا عن وجود قواعد عسكرية امريكية وفرنسية في جيبوتي المطلة على المضيق ، كلها عوامل اشعلت النخوة الخليجية برئاسة السعودية للتدخل في اليمن متجاهلة النداءات اليمنية السابقة لضمها الى كنف مجلس التعاون الخليجي .. فعلى اي اساس “شرعي” تستند اليه السعودية في تدخلها باليمن ؟؟!!

بالعموم اليمن ليست دولة خليجية لكنها مركز ثقل يهدد المصالح السعودية في المنطقة ..

اذا المصلحة دائما تقتضي .. لكن الجوار والتاريخ واللغة والدين الواحد هي صفات مجردة لا اكثر .. بالفعل انه الشرق الحزين من افعال وممارسات ابنائه التي تتقبل التفرقة والضغينة بصدر رحب ..

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.