السفير الايراني مجتبى في حوار لـ عمون: الأردن وإيران في طور بناء الثقة

 

الاردن العربي – عمون (الاحد ) 29/3/2015 م …

• نتمنى أن تتكرر زيارة الملك الى طهران

• الاجتماع العاشر للجنة الاقتصادية المشتركة في النصف الاول من العام الجاري

• هذه جوانب رسالة جودة

• نقدر عاليا الموقف الاردني لحلحلة وتصفية كافة القضايا عبر اللجوء الى الحوار والحل السياسي

• إذا كان بالامكان حل عقدة باليد يجب ألا تحل بالاسنان

• نستطيع ان نستثمر في الأردن بمشاريع كبيرة من خلال السياحة

* لا مقاتلون إيرانيون في سوريا

* التواجد الايراني في الجبهة الامامية لصد الارهاب كان له منافع للاردن

رأى السفير الإيراني في الأردن مجتبى فردوسي بور مراحل “مد وجزر” شهدتها العلاقات الأردنية الإيرانية على مدار 65 سنة هي تاريخ هذه العلاقة، ولكنها أخذت في هذا التوقيت مساراتها الصحيحة.

وقال “نحن الآن في طور بناء الثقة للعلاقات بين البلدين”، و”نعيش مرحلة لتجاوز المعيقات التي تعترض طريق هذه العلاقات”.

وتوقع السفير الإيراني، في حوار لـ عمون، بمكتبه في العاصمة عمان، عقد الاجتماع العاشر للجنة الاقتصادية المشتركة بين البلدين في طهران في النصف الاول من العام الجاري، بعد ثماني سنوات لم ترَ اللجنة خلالها النور.

وقال “إذا استطعنا اقامة الاجتماع بالموعد المقرر نستطيع من خلاله تفعيل اكثر من 17 اتفاقية تهم البلدين”.

وتحدث السفير عن “جوانب” الرسالة الأردنية التي نقلها نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية ناصر جودة من جلالة الملك عبدالله الثاني الى الرئيس الايراني حسن روحاني.

ورفض السفير مجتبى اتهام بلاده بالتدخل في الشؤون الداخلية لسوريا واليمن، وقال “ايران لا ولن تتدخل في شؤون الدول الاخرى وهذه مبادئ اساسية لايران ،نحن نتعاون مع سوريا واليمن ونقدم لهم العون من ناحية مكافحة الارهاب في اطار مطالبهم ونقدم لهم المشورة”.. وتالياً نص الحوار:

العلاقات الثنائية

أخذت العلاقات الثنائية بين البلدين مساراتها الصحيحة… وتاريخ وجذور العلاقات الاردنية الايرانية تعود الى اكثر من 65 سنة وهناك مد وجزر في هذه العلاقات.

وبعد توليَّ للمهام كسفير في الاردن هناك صفحة من العلاقات فتحت.. والدليل على ذلك ان الاردن لم يكن له سفير في ايران منذ اكثر من 6 سنوات .. ونحن نعتبر ان وجود سفير اردني برتبة وزير هو مؤشر ايجابي لتعزيز العلاقات بين البلدين واثناء العمل نحن بذلنا كل الجهود لتفعيل الاجتماع العاشر للجنة الاقتصادية المشتركة بين البلدين وتبادلنا المواعيد التي من المقرر ان ينعقد فيها هذا الاجتماع ونتمنى ان يتم الاجتماع في النصف الاول من العام الجاري. وكما تعلمون ان هذه اللجنة لم تر النور منذ 8 سنوات..

اذا استطعنا اقامة الاجتماع بالموعد المقرر نستطيع من خلاله تفعيل اكثر من 17 اتفاقية تهم البلدين.

انا موجود في الاردن اكثر من 7 شهور ومن خلال هذه الفترة حاولنا زيادة الزيارات بين المسؤولين وكان هناك زيارة مهمة لنائب رئيس الوزراء وزير الخارجية كما قام وزير الاوقاف الاردني بزيارة ايران ونتمنى زيادة الاتصالات على اعلى المستويات حتى يتم تعزيز علاقات البلدين أكثر. وفي هذا الاطار اشير الى تبادل الرسائل بين قادة البلدين وهناك 3 رسائل خاصة من الدكتور جواد طريف قدمت الى وزير الخارجية ناصر جودة فيما يتعلق بنتائج المفاوضات الجارية مع ايران.

نحن الان بطور بناء الثقة للعلاقات بين البلدين ويجب ان نعطي مجالا واسعا لاخذ الامور في مسارها ويجب ألا نستعجل ومن الطبيعي ان هناك بعض القضايا التي تطرأ على المنطقة وتكون لها تداعيات ولكن ما هو واضح وجلي ان هناك عزماً وارادة راسخة وقوية لدى قيادة البلدين حول تعزيز العلاقات وهذا العزم والارادة انا لمسته خلال تسليم اوراق اعتمادي لجلالة الملك وهو ما لمسه السفير عبدالله ابو رمان في ايران ونحن حاليا نعيش مرحلة لتجاوز المعيقات التي تعترض طريق العلاقات بين البلدين ومع الاجتماع العاشر للجنة الاقتصادية المشتركة بين البلدين هناك ارضية ممهدة للتعاون بكافة القطاعات والمجالات.. وانا اجزم ان القطار سيكون في سكته الصحيحة وانذاك تكون ادارة القطار؛ سريعة او بطيئة بين ايدي الطرفين..

زيارات في المدى القريب

– نحن نتوقع زيارة مسؤولين البلدين واهمها تأتي في اطار الاجتماع العاشر للجنة الاقتصادية المشتركة حيث من المقرر ان ينعقد على مستوى الوزراء في طهران.. وهناك مواعيد مطروحه نقلناها الى الجانب الاردني ومبدئياً سيكون في النصف الاول للعام الجاري.

زيارات على مستوى القيادات

– نحن نعمل على هذا الاتجاه ونتمنى ان تتكرر زيارة الملك الى طهران.

رسالة جودة

– نحن والاردن لدينا تطابق بوجهات النظر من حيث الحضارة والتاريخ المشترك ومن حيث الدين والمبادئ وكذلك لدينا وجهات نظر مشتركة حول اتخاذ الخطوات المشتركة لتعزيز الامن والاستقرار في المنطقة نحن نعتقد ان هناك أعداء لكلا البلدين وهناك تهديدات توجه للاردن نفسها توجه الى ايران سواء من ناحية الارهاب والتطرف او من جهة الاحتلال الصهيوني انا اعتقد انه في ظل وجود هذه المشتركات بين البلدين، استمرارية وتواصل الاتصالات والتشاور هو امر ضروري لا بد منه والرسالة التي قدمها جودة الى رئيس الجمهورية الايرانية تحظى بالجوانب السابقة.

تتدخلون بشؤون الدول

– إيران لا ولن تتدخل في شؤون الدول الاخرى وهذه مبادئ اساسية لايران، نحن نتعاون مع سوريا واليمن ونقدم لهم العون من ناحية مكافحة الارهاب في اطار مطالبهم ونقدم لهم المشورة. ونعتقد ان كافة الجهود المبذولة من ناحية ايران مصالحها تصب لكافة ابناء المنطقة. وانا سمعت من الكثير من الاصدقاء ان التواجد الايراني في الجبهة الامامية لصد الارهاب كان له منافع للاردن نحن ثورتنا وبناء على مؤسسها الراحل الخميني هي ثورة شعبية تهم الشعب ونحن لانقوم باي اجراء يخالف الشعوب.

الحوثيون

– الحوثيون هم جزء من المجتمع اليمني والتاريخ والحضارة اليمنية تثبت ذلك ومن يقول ان الحوثيين هم الايرانيون فهذا خطأ فادح ويجب وضع حد لاثارة النعرات في المنطقة فيجب على كافة الطوائف ان تتعايش بسلمية واليمن ليس مستثنى ونعتقد ان الحرب ستهدد امن المنطقة كاملة والتجارب السابقة تثبت هذا الواقع. ونعتقد ان الشؤون اليمنية يجب ان تنحل من خلال مشاركة جميع مكونات اليمن ومن دون التدخل الخارجي وبحضور وتواجد المحافل الدولية وكافة الاوساط الدولية وادارة جيدة من قبل كافة شرائح المجتمع اليمني .. ويجب ان يتاح فرصة للشعب اليمني حتى يقوموا بتقرير مصيرهم ومستقبلهم وادارة شؤونهم. ان تعيين او اقصاء احد من المسؤولين بعنف وقوة يتعارض مع المبادئ والقوانين الدولية والشرعية. ونعتقد ان الحقوق الاساسية يجب ان تعيها الشعوب انفسهم.

الحوار وليس الأسنان

– ايران دائما تولي اهتماما كبيرا للحوار وللجلوس على طاولة الحوار.. واعتقد ان زيارة وزير الخارجية تحظى باهمية كبيرة… نحن نقدر عاليا الموقف الاردني لحلحلة وتصفية كافة القضايا عبر اللجوء الى الحوار والحل السياسي السلمي … واسأل اذا كان الحوار سبيلاً لحل المشاكل لماذا نلجأ الى العنف ويوجد مثل في ايران يقول اذا كان بالامكان حل عقدة باليد يجب ان لا تحل بالاسنان. نحن ومنذ بداية الازمة اليمنية دعونا كافة الاطراف للجلوس والتحاور ولكن للاسف هناك بعض الاطراف شجع ودعا الى تقسيم البلاد الى الجنوب والشمال وهناك اكثر من تصريح صدر عن وزير الخارجية وعدد من المسؤولين الايرانيين دعوا فيه الى تسوية هذه الازمة بالطرق السلمية وعبر الوساطة الدولية المثلى لحل هذه الازمة. نعتقد ان الفرصة مازالت موجودة ومن خلال التعاون مع بعض وان نمهد الارضية لتسوية القضية سلمياً…

لماذا الاختلاف؟

– اعداء الاسلام كانوا وما زالوا يفكرون باثارة الفرقه بين المسلمين في اطار سياسة فرق تسد، والذين يخوّفون من الشيعة ويخوّفون من ايران ولكن الاشتراكات بيننا اكثر من 80 %.. عندنا لغة مشتركة ولغة العالم الاسلامي هي لغة القرآن الكريم واللغة العربية هي الثانية في ايران واكثر من نصف الايرانيين على معرفة تامة باللغة العربية، فقبلتنا واحدة وكتابنا واحد ونبينا واحد .. اذا لماذا هذه الخلافات؟ التي تفيد الاعداء فقط.. فنحن نستطيع من خلال الحوار والتفاهم ان نحل مشاكلنا وان نعزز علاقتنا.

مقاتلون إيرانيون في سوريا

– ليس لدينا اي قوات في سوريا ونحن نقدم المشورات فقط وهذه ضمن الاطار التعاوني بين البلدين.

زيارة سليماني إلى الاردن

اطلعت على هذا الخبر عبر وسائل الاعلام ومن الطبيعي اذا كان هناك قرار لتبادل حوار بين المسؤوليين الاردنيين والايرانيين يجب ان يأخد مجراه عبر القنوات الدوبلوماسية… وعندما اكون انا ونظيري السفير الاردني بايران ليس لدينا علم بهذا الشأن فلماذا يكون هناك ثقة بالاعلام الخارجي… ولكنني ارد على سؤالكم بشكل اخر.. كما تعلمون ان هناك اتصالات على اكبر المستويات الامنية والعسكرية بين الاردن والعراق وعندما العراق كبلد يطلب مكافحة الارهاب من الطبيعي ان يكون هناك بعض التنسيق بين هذه الدول الثلاث .. نحن جادون بمكافحة الارهاب ونعتبر ان هذه الامر مشكلة وتهديد للمنطقة باكملها وتم التطرق الى موضوع الارهاب بين الوزير جودة والمسؤولين الايرانيين . وفي مجال مكافحة الارهاب نحن على ثقة تامه انه لا يوجد خلاف بين ايران والاردن.

السياحة الايرانية

– اتخذنا عدة خطوات لتشجيع السياحة بين البلدين ونحن نحب ونريد تطوير العلاقات السياحية بين البلدين وتبادل المعلومات الخاصة في مجال السياحة. ونعتقد ان السياحة لها ابعاد جزء منها هي السياحة الدينية وجزء السياحة الرياضية مثل مسابقات رالي السيارات وايران مستعدة للتعاون في هذا المجال ولها امكانيات عدة ومتوافرة لها وجزء منها تتعلق بتبادل المعلومات بما يخص السياحة وعلى مستوى الجامعات وعندنا بايران كمية كبيرة من المتاحف والاردن له حضارة قديمة جدا ويمكن ان يتعاون مع ايران في هذا المجال والاهم اننا نستطيع ان نستثمر بمشاريع كبيرة من خلال السياحة وليس لدينا اي مانع من التعاون وهذا الموضوع بالذات ضمن اعمال اللجنة الاقتصادية.

أعداد السياح

– لا يوجد ارقام دقيقة والمشكلة هي اصدار التأشيرة ونحن الان نصدر التأشيرة بالمطاروالاردن ليس مستثنى عن هذه الدول ولكن فيما يخص السياح الايرانيين اذا ارادوا الدخول الى الاردن تواجههم مشكلة، بينما عندنا علاقات سياحية مع الدول العربية، وهناك اكثر من 3 ملايين سائح ايراني يزورون سنويا الامارات ومليون ونص يزورون السعودية للحج والعمرة و3 ملايين سائح ايراني يترددون الى العراق سنويا والى كل دول مجلس التعاون الخليجي واكثر من 4 ملايين ايراني يزورون تركيا واكثر من هذه الاعداد يزورون اوروبا … وادا توفرت مجالات التعاون في هذا الملف من شانها ان تزيد خصوبة العلاقات الاردنية والايرانية.

“النووي” في مساره الصحيح

– المفاوضات الايرانية في مسارها الصحيح وكافة الاطراف التي تجري مفاوضات مع ايران كلهم اكدوا ان التوافق الحاصل في نوفمبر في 2013 كان توافقا ايجابيا ومطلوبا والجانب الآخر لايزال يؤكد ان ايران كانت ملتزمة بكافة تعهداتها ونستطيع القول ان المفاوضات لها رؤيتان الاولى تتعلق بما قامت به الجمهورية الاسلامية من شفافية للامور. وفي هذا الاطار أقرت واعترفت كافة الأطراف المتفاوضة مع إيران بشفافية ايران والدليل اننا عضو من اعضاء المنظمة العالمية للطاقة الذرية وهناك رقابة كبيرة من قبل الوكالة حول استخدام السلاح النووي على المنشآت والمفاعلات النووية الايرانية. ومن جانب اخر لدينا فتوى تؤكد تحريم استخدام السلاح النووي ونحن نعتقد باننا قمنا بقدر كاف من الشفافية وقمنا بتنفيذ كافة المسؤوليات التي كانت على عاتقنا والرؤية الثانية ان الجانب الاخر يجب ان يقوم بالشفافية ورفع العقوبات عن ايران في كافة مراحلها ورفع العقوبات هي احد الشروط المسبقة لاحراز التقدم في هذه المفاوضات واذا تحققت هذه الشروط ورفعت العقوبات سيكون التوافق واضحاً ومسار الحوارات يكون ايجابياً… ولا يوجد لدينا مشكلة بالتحاور ولكن بشرط ان يقوم الطرف الاخر بمسؤولياته وبالالتزام بها ولا يوجد مشكلة بالوصول الى اتفاق ما عندما تكون المفاوضات مسؤولة وعلى اساس المنطق.

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.