نحو استنهاض الحالة القومية العربية النهضوية التحررية ….! / نواف الزرو




 نواف الزرو ( فلسطين ) الجمعة 17/11/2017 م …

(لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس)
بينما يغرق العرب وينخرطون بالوكالة في الحروب الامريكية-الصهيونية ضد الامة العربية ومشروعها الحضاري التحرري، وفي ظل المشهد العربي الخراب، فان الكيان الصهيوني لا يتوقف عن العمل من أجل نحت الرواية الصهيونية المزعومة في كافة الاماكن العربية الفلسطينية، ولعل اخطر ما يجري في هذا السياق، هي تلك الاقتحامات اليومية التي يقوم بها الارهابيون المستعمرون اليهود يوميا لمدينة القدي وللمقدسات فيها –الحرم الشريف والتي يتصدى لها ويحبطها المقدسيون، وهذه الاقتحامات تأتي على شكل موجات متلاحقة مبيتة مع سبق التخطيط طبعا، وهي انها ليست مجرد اقتحامات واعتداءات اهرابية على المقدسات، ففي المشهد الفلسطيني حروب صهيونية مفتوحة للاجهاز على الارض والتاريخ والحضارة والتراث وكل المعالم التراثية التي تحكي حكايات الوجود والحضور العربي في هذه البلاد-فلسطين-، حروب صهيونية مفتوحة لاختراع رواية وهوية وحضارة صهيونية مزيفة على انقاض روايتنا وهويتنا وحضارتنا العربية الاسلامية.
وان كان نتنياهو يشن حربا تراثية حضارية صريحة ..من الاقصى وكنيسة القيامة وكل الاماكن المقدسة الاسلامية والمسيحية في القدس..الى الحرم الابراهيمي في خليل الرحمن..الى مسجد بلال –قبة راحيل- في بيت لحم..الى قبر يوسف في نابلس، ..الى خطة العمل من اجل تهويد نحو 30 الف معلم تراثي يهودي مزعزوم، مع التركيز دائما وابدا على المدينة المقدسة باعتبارها”مدينة الآباء والاجداد” لهم، ثم الى مطالبة الفلسطينيين والعرب بالاعتراف ب”اسرائيل دولة للشعب اليهودي”، فان ذلك ليس صدفة او يقظة صهيونية متأخرة او مفصولا عن تاريخهم وتراثهم العدواني على هذا الصعيد.
فلا يمكننا ان نفهم هذا الذي يجري على ارض فلسطين والمدينة المقدسة من هجمات استيطانية تهويدية هستيرية الا في سياق الاستراتيجيات والايديولوجيات الصهيونية التي تسعى في الآونة الاخيرة لان تعطي غطاءا توراتيا لكافة الاجراءات الجارية على الارض.
وكل ذلك يجري بغطاء عربي مباشر أو غير مباشر، فمجرد الفرجة العربية الصامتة انما هي مشاركة في الجريمة الصهيونية.
فلم يحصل ان شاهدنا في تاريخ الصراع مع المشروع الصهيوني مثل هذا الاستنفار الاسرائيلي وراء مطالبة الفلسطينيين والعرب بالاعتراف ب”يهودية اسرائيل”، ولم يحصل ان كانت احوال العرب متفككة ضعيفة عاجزة في مواجهة مثل هذا الهجوم الاستراتيجي الاسرائيلي على فلسطين كما هي في هذه الايام.
لنجد انفسنا فلسطينيين وعربا في مواجهة هجوم صهيوني واسع النطاق لا يرحم، يهدف الى اختطاف فلسطين قضية وتاريخا ورواية الى الابد، ما يستدعي ان ينتفض العرب على الواقع الصعب، ليعيدوا حساباتهم وترتيب اولوياتهم في مواجهة ذلك الهجوم الاسرائيلي الصريح، فالغائب المغيب الاكبر في هذا المشهد هو الدور والفعل والارادة العربية…؟!
تحتاج فلسطين والامة كما سوريا والعراق واليمن وليبيا وغيرها، الى استنهاض عاجل للمشروع النهضوي الحضاري الوحدوي التحرري العربي الذي كان حمله ووطنه الوعي القومي العربي الراحل الخالد جمال عبد الناصر….!

[email protected]
نواف الزرو كاتب مؤرخ و باحث

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.