لبنان الى اين؟ / فؤاد دبور

فؤاد دبور* ( الأردن ) السبت 18/11/2017 م …




* أمين عام حزب البعث العربي التقدمي ” في الأردن

لقد اصيب الشعب العربي في لبنان بمعظم تلاوينه السياسية ومؤسساته الدستورية بالقلق والخوف نتيجة استدعاء رئيس الحكومة اللبنانية سعد الدين رفيق الحريري الى الرياض واجباره على تقديم استقالته المكتوبة سلفاً والتي تهدف الى خلق فتنة داخلية وانقسامات قد تصل الى حرب اهلية يستغلها العدو الصهيوني للقيام بحرب عدوانية تستهدف المقاومة اللبنانية بشكل عام وحزب الله وسلاحه بشكل خاص كون هذه المقاومة تهدد امن الكيان الصهيوني. بمعنى ان الاستقالة الاجبارية للحريري قد شكلت خطورة مرعبة لكل اللبنانيين الحريصين على وطنهم وشعبهم مما دفع بالجميع وبخاصة رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب والامين العام لحزب الله الى التدخل العاجل والسريع لطمأنة ابناء الشعب العربي في لبنان بأن ما حدث في الرياض لن يجر لبنان الى فتنة داخلية ولن يصل لبنان الى توترات اهلية ومخاطر اقتصادية وبخاصة الليرة اللبنانية.

واكد جميع المخلصين والحريصين على الدماء اللبنانية وعلى امن لبنان واستقراره على العمل الجاد لتجاوز لبنان هذه المحنة التي تسببت بها إقالة الحريري. وجاءت ردود الفعل لدول مؤثرة في المنطقة والعالم تؤكد الحرص على ان لا يكون لبنان ساحة حرب داخلية او خارجية من اي جهة كانت وبخاصة العدو الصهيوني. كما حرصت سورية وجمهورية ايران الاسلامية وهما مستهدفتان ايضا كرد فعل على الهزائم التي لحقت بالمشروع الامريكي – الصهيوني على دعم استقرار لبنان والتحذير من اي عدوان يطاله لان مثل هذا العدوان سوف يضع المنطقة بأسرها في حرب كارثية تدميرية تصل تداعياتها الى وضع العالم اجمع على شفير حرب عالمية ثالثة وتجاوزت الدولتان ومعهما حزب الله الخلافات السياسية مع الرئيس الحريري وتياره والاساءات التي قام بها ضد سورية حرصا على لبنان اولا، وعلى المنطقة بأسرها ثانيا في مواجهة الذين لا تهمهم الدماء التي قد تسيل بسبب اي تهور نحو الحرب. ولا يكترثون اطلاقا للدمار والخراب الذي سوف يلحق بالجميع دون استثناء سواء أكان المعتدي ام المعتدى عليه، وهذه الرؤية نابعة من التقدير بأن هذا السلوك غير المحسوب الذي اقدمت عليه الرياض عبر ورقة الحريري لم تأخذ موازين القوى في المنطقة بالحسبان ولا للنتائج المدمرة التي يمكن ان تتسبب بها هذه السياسة.

نؤكد على ان ما جرى ويجري في لبنان انما يأتي ضمن سياق الصراع المحتدم منذ سنوات طويلة في المنطقة بين المشروع الاستعماري التدميري الامبريالي الامريكي – الصهيوني الذي تقوده الادارات الامريكية مع ادوات لها في المنطقة وبين المشروع الوطني والقومي المقاوم للهيمنة الصهيونية – الامبريالية فإذا كان الاول تدميري، فإن المشروع المقاوم بناء ويصب في خدمة ابناء المنطقة أمنيا وبشريا واقتصاديا واجتماعيا.

ونؤكد على ان استهداف سلاح المقاومة في لبنان الذي يمثل استهداف المقاومة في سورية وايران والعراق وغيرها سوف يفشل مثلما فشلت الحملات والحروب العدوانية على لبنان بدءا بالقرار 1559/ ايلول عام 2004، ومن بعد هذا القرار العدوان الصهيوني – الامريكي المدعوم من التابعين تموز عام 2006م، وكذلك الحرب الكونية العدوانية التي شنت على سورية العربية المقاومة في شهر اذار عام 2011 وكذلك حرب العصابات الارهابية على العراق بعد ذلك، والقطران العربيان يحققان النصر على العصابات الارهابية المدعومة امريكيا وتركيا ومن انظمة عربية طالما استهدفت القوى المقاومة للعدو الصهيوني واحتلاله لفلسطين العربية واراض عربية في سورية ولبنان.

كما اننا نعود لنؤكد على ان المدافعين عن شعبهم ووطنهم وامتهم يدفعون الدماء في سبيل ذلك، ويحققون الانتصارات ويلحقون الهزائم بأعداء الامة، وسوف يستمرون في النضال والمقاومة والمواجهة والدفاع عن استقلالهم وسيادتهم وقرارهم المستقل مهما بلغت التضحيات وعلت الأثمان فالأوطان والشعب والامة وكرامتها وسيادتها والمصير يكتب بدماء المخلصين.

لكننا لا نتوقع شن عدوان صهيوني على لبنان في هذا الوقت على الاقل وبسبب استقالة او اقالة الحريري. وان كنا نؤكد على ان الجهات التي تستهدف سلاح المقاومة الداخلية منها في لبنان او الكيان الصهيوني ومن معه من انظمة في المنطقة لن تتوقف محاولاتها العدوانية لتدمير هذا السلاح بكل الوسائل المتاحة لهذه الجهات المعادية للمقاومة.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.