يا دكتور مروان الشمري “المتغطي بأمريكا بردان” / عدنان الروسان

عدنان الروسان ( الأردن ) الثلاثاء 21/11/2017 م …



لا أحب كثيرا أن أعلق على ما يكتبه الزملاء الكتاب و المحللون لأن من حق كل كاتب أو مهتم بالشأن العام أن يكون له وجهة نظر حتى لو خالفت كل وجهات نظر الآخرين ، لكن الدكتور مروان الشمري في مقالته الأخيرة في عمون بعنوان’ الأردن و أمريكا تحالف قوي تعززه القيم المشتركة ‘ بدا و كأنه يبحث عمن يرد عليه في رؤيته للعلاقات الأمريكية الأردنية خاصة و هو يشيد بالولايات المتحدة الأمريكية و بدورها و دور سفارتها في عمان التي تساهم بدعم الأردن في مختلف النشاطات و المبادرات حسب رأيه ثم يعود الدكتور للتذكير بأن ‘ أهم ما يجمع البلدين هي مجموعة الثوابت و القيم التي يؤمن بها كلا الشعبين و القائمة على التسامح و السلام و البناء و حقوق الإنسان و الإيمان بالسبل الدبلوماسية لحل النزاعات ‘ و لو أردت أن أبين للسادة القراء باقي الإشادات التي يتقدم بها الدكتور للولايات المتحدة لتوجب نسخ المقال بالكامل .

و نحن لا نختلف على أن الولايات المتحدة دولة عظمى و أنها بالتأكيد تسعى لعلاقات مستمرة مع الأردن على نفس الوتيرة التي عهدناها منذ عقود طويلة ، علاقة توفر فيها الأردن المظلة للولايات المتحدة الأمريكية لتمرير سياساتها و صمام أمان لمنع انفجار الوضع نتيجة للسياسات الأمريكية المتهورة دائما باستثناءات قليلة جدا ، أما أن شعبي الأردن و الولايات المتحدة الأمريكية يؤمنان بنفس الثوابت و القيم فلسوء الحظ أن ذلك ليس صحيحا و لا يقارب الواقع بشيء ، في المعنى الفلسفي لموضوع القيم لا نريد أن نخوض كثيرا لأنه يشكل قضية إشكالية كبيرة و معقدة، و ذوو الاختصاص في فقه الدول و انثروبولوجيا الشعوب و الأمم يقولون أن ليس هناك شيء اسمه القيم الأمريكية و هنا نتحدث عن علم و ليس عن شتائم فشعب الولايات المتحدة الأمريكية الحقيقي هم الهنود الحمر الذين جاء الاستعمار الأوروبي و مزقهم شر ممزق و دمر حضارتهم و أحرق بيوتهم و مدنهم و أقام على أنقاضها ما يعرف اليوم بالدولة الأمريكية و بالتالي إذا كان ذلك قيمة فالشعب الأردني لا يتقاسم مع الأمريكيين الجدد هذا المفهوم و هذه القيمة.

أما الثوابت فليس هناك ثوابت لدى الإدارات الأمريكية المتعاقبة باستثناء إسرائيل ، الثابت الوحيد الذي لا يتغير ، أما ما عدا ذلك ‘ فالمتغطي بأمريكا بردان دائما ‘ الحليف الأكبر في المنطقة بعد إسرائيل ، مبارك تم تدميره بالكامل و الولايات المتحدة تتفرج على سقوطه كما لو أننا في سيرك ، الحليف الأكبر الثاني السعودية تنهب الولايات المتحدة الأمريكية ثرواتها علنا ، جهارا نهارا و تهدد إذا لم تبق السيولة النفطية السعودية تصب في الخزانة الأمريكية و هذا ليس اتهاما بل كلام موثق للرئيس الأمريكي ترامب و ما صفقة الأربعمائة و ثمانون مليار دولار الأخيرة إلا مثالا واحدا على ذلك.

الولايات المتحدة الأمريكية ليست صديقا للأردن ، ربما يكون الأردن هو الصديق الصادق لكن ذلك لا ينطبق على أمريكا التي ترى حليفها الأردني يكاد يموت من الجوع و هي تواصل تقديم مساعدة سنوية عسكرية و كأن الأردن على أبواب حرب سنحارب من ، مع إسرائيل لدينا معاهدة صلح و إسرائيل منشرحة الصدر من أدائنا الجيد و احترامنا لكل نصوص المعاهدة رغم أنها تشتمنا صباح مساء حكومة و قيادة و شعبا ، و تطلق النار علينا في عقر دارنا و لا نفعل لها شيئا ، و باقي الجهات حبايب و قرايب ، بدل المعدات التي لا يريدها الجيش الأمريكي و التي تحسبوها علينا مساعدات أرسلوا لنا ما نسد به ديوننا و جوعنا .

الولايات المتحدة و رغم كل القيم و الثوابت التي يؤمن بها الشعبان الأردني و الأمريكي ! لا تعطي تأشيرة دخول لأراضيها للأردنيين إلا بشق الأنفس و بعد أن تمرمط و تذل المواطن الأردني بينما المواطن الأمريكي يخل الأردن آمنا مطمئنا كما ينتقل من نيويورك إلى واشنطن ، و الولايات المتحدة الأمريكية و سفارتها كانت دائما تتدخل في الشؤون الداخلية الأردنية و المناسف التي لطعتها السفيرة الأمريكية السابقة في البيوت الأردنية و الثياب المطرزة التي حصلت عليها من مسئولين و مسئولين سابقين و الزغاريد التي كانت تعج عند دخولها إلى المجالس الأردنية موثقة على اليوتيوب يا دكتور و لا أظن أن السفير الأردني يحظى بكل ذلك لدى عشائر و مسئولي الولايات المتحدة الأمريكية.

إن عينت الولايات المتحدة سفيرا لدى الأردن أم لم تعين فذلك لا يغير في الأمر شيئا، فسياسات البلدين لا تناقش على مستوى السفراء و السفير الأمريكي كما قلت لك للمناسف و الهدايا ، لسنا عدميين ، و نحب أن تكون العلاقة بين الأردن و الولايات المتحدة جيدة جدا و أن تحظى الأردني بالرعاية التي تحظى بها إسرائيل و نحن نقدم أكثر من إسرائيل للولايات المتحدة الأمريكية و لكن الأمر ليس كذلك ، حتى الآن على الأقل.

قبل أن أغادر هذه وجهة نظر وليست مناكفة للكاتب أو لغيره.

وتاليا مقال د. مروان الشمري …

الاردن وأمريكا تحالف قوي تعززه القيم المشتركة

د.مروان الشمري
 اثار استغرابي حقيقةً ان ينحى بعض المحللين والمعلقين منحىً غير علمي ولا موضوعي ولا دقيق في تحليلاتهم الصورية لموضوع عدم تعيين سفير أمريكي حتى الان في عمان، وذهب بعض المحللين والمواقع والصحف لتسمية ذلك بالظاهرة غير الصحية وبان هنالك أزمة صامتة بين عمان وواشنطن في الوقت الذي تواصل فيه سفارة واشنطن نشاطاتها بزخم كبير وتواصل ايضا إسهاماتها النوعية عبر مختلف النشاطات والمبادرات المدعومة من مؤسسات ومنظمات أمريكية في مجالات الصحة والتعليم والتدريب والمعلومات وغيرها من القطاعات الحيوية.

لعل من المهم التذكير بان ابرز ما يجمع بين البلدين هو مجموعة الثوابت والقيم التي يُؤْمِن بها كلا الشعبين والقائمة على التسامح والسلام والبناء وحقوق الانسان والإيمان بالسبل الديبلوماسية لحل النزاعات والإيمان بالانفتاح على الاخر والحوار واحترام الأديان والثقافات والتنوع والتعددية وهو ما رسخته قيادة هذا البلد ومختلف الإدارات الامريكية من كلا الحزبين الرئيسين في الولايات المتحدة وهو ما يعززه ايضا تلك الروابط الممتدة داخل المجتمعين عبر الاستثمارات الأمريكية هنا والاردنية هناك وعبر المغتربين الأردنيين هناك والمواطنين الأمريكيين في الاردن من موظفين وزوار وديبلوماسيين.
لقد دأبت الإدارات الامريكية وعلى اختلاف مذهبها السياسي على تقديم كل الدعم لعمان لإيمانها العميق بقيادة هذا البلد ولقناعتها بمصداقية القيادة الاردنية والقيم التي تمثلها القيادة والشعب الأردنيين بمنأى عن اداء الحكومات اقتصاديا او سلوكيات بعض الأفراد ذوي الرأي المتعصب سياسيا ودينيا.
ان الحديث عن أزمة صامتة فقط لان ادارة ترامب لم تعين سفيرا لها في عمان فيه جهل مقصود او بغير قصد ذلك ان هكذا تصريحات وتحليلات قد يأخذها الكثيرون على محمل الجد وقد تنتج أجواء مشحونة في اقليم ملتهب اصلا ونحن في غنىً عنها.
ولعل من المفيد هنا ان نذكر التالي:
الادارة الامريكية لم تعين سفراء في عديد من دول العالم التي تعتبر من أقوى حلفاء امريكا ومنهم استراليا والنمسا والارجنتين واليكم الموقع الذي يتتبع ترشيحات السفراء الأمريكيين والدول التي لا زال فيها المنصب شاغرا
كما ان ترامب ترك مئات المواقع القيادية العليا التي تحتاج مرشحين سياسيين ( political appointees ) بلا تعيين وفِي عدة وزارات ومنها الخارجية والصحة والتعليم وغيرها من الوزارات الهامة وذلك كمدخل لزيادة ما سماها الكفاءة وتقليل الكلف الا اذا كان هنالك ما يستدعي تعبئة تلك الشواغر السياسية.
نؤمن بان العلاقة بين البلدين هي قوية وثابتة وتتطور في كل الاتجاهات بما يخدم مصالح الشعبين وذلك لان الولايات المتحدة تؤمن بالأردن شريكا استراتيجيا استحق الثقة والاحترام عبر الرؤى الحكيمة للقيادة وعبر العقلية المنفتحة لشعبه.
نتمنى من محللينا احترام عقول القرّاء ومراعاة الظروف الإقليمية والدولية وعدم الاجتهاد على ما لم يرد فيه اي مورد نص او في أمور غير مبنية على حقائق او وقائع تدعمها ادلة وقرائن.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.