سلامة الحريري وتجنيب لبنان فتنا تقتضي قبول الإستقالة وتحميل ” مستضيفيه ” مسؤولياتهم وكامل التبعات
الأربعاء 22/11/2017 م …
محمد شريف الجيوسي *
تركت استقالة الحريري من الرياض، من موقعه كرئيس للحكومة اللبنانية آثارا سلبية ، على من دفعوه للإستقالة،على غير صعيد وعلى نقيض ما كانوا يتأملون، كما تركت الإستقالة ارتباكاً وتخبطاً على تيار المستقبل (السني) اللبناني،المتحالف مع القوات اللبنانية والكتائب والشمعونيين،ما جعل إمكانية استثمار الإستقالة مع بقاء الحريري في السعودية محتجزاً أو موقوفاً أو ممنوعاً من العودة ، أمراً في غاية في التعقيد أو الإستحالة .
ومن هنا ( من وجهة من زينوا أو فرضوا عليه الإستقالة ) لا بد من عودة الحريري الثاني للبنان، في تعديلٍ مهم لسيناريو الاستقالة ، ويتساوق التعديل في آن مع روايته الواردة في نص الإستقالة،بأنه مهدد بالقتل، وبذلك ليكن عقابه على ما ارتكب(من وجهةتسريباتٍ سعودية) في داخل لبنان وليس في السعودية أو خارج لبنان ، ومن بعد فـ ( الطبيعي ) أن تتهم المقاومة اللبنانية أو إيران أو كلاهما بقتله ، في حادثة شبيهة باغتيال والده(رغم أن السناتور الأمريكي تشاك غراسلي ممثل ولاية ايوا رئيس المجلس القضائي في مجلس الشيوخ الأمريكي أكد في مقابلة مع مجلة بولوتيكو،أن إسرائيل قتلت الحريري بمساعدة سعودية)!؟ وبتصفيته المتوقعة في لبنان ، يتحقق أصطياد أكثر من عصفور بحجر واحد .
وهكذا ، إن صح قول الحريري بأنه سيعود قريباً إلى لبنان ، فإن هذا يعني أن حكماً بالخلاص منه قد صدر من قبل جهة ما (..) وأن مقتله سيحمَّل لغير قتلته الحقيقيين ،كما حدث مع الأب .. وأن المطلوب ليس الخلاص منه فحسب،إنما أيضاً إشعال فتنة في لبنان، قد تمتد فتصبح حرباً إقليمية .
بهذا المعنى فإن واجب الحرص على حياة الحريري وتجنيب لبنان والمنطقة عثار حرب إقليمية قد تتوسع ، يقتضي قبول استقالته والمضي في الإجراءآت الدستورية التالية في لبنان ، وعدم عودته ليتحمل محتجزوه مسؤولية الحفاظ على حياته وتبعات الإستقالة .. في هامش جغرافي بعيد ومحدد،لن يقدر الوصول إليه غير من احتجزوه أو من استضافوه لأية أسباب.
لقد بات الحفاظ على حياة الحريري الإبن غاية وهدف ومطلب وضرورة لن يؤمنها ويكون الأقدر عليها غير البلد الذي قدم فيه استقالته ..لأي سبب او تحت أي ظرف أو مبرر أو احتمال (لأسباب أكبر من شخصه الكريم ، بل وأكبر من المنصب ذاته ) فقد حصلت الإستقالة وانتهى الأمر، فالمهم الآن،الحيلولة دون استغلالها وتعظيم تداعياتها السلبية،ومنها مزاعم الحرص على عودته للبنان،حيث سيكون عبئاً عليه وليس صمام أمان كما يحاول صنّاع الفتن والأغبياء وحسنو الظن ، تصوير الأمور .
قد يعود الحريري الثاني للبنان ، ولكنه سيعود مهيض الجناح كسيراً غير قادر على التعامل بكفائة مع مخالفيه السياسيين رغم أن المقاومة اللبنانية والعهد تعاملا مع حدث ( الإختطاف السياسي ) بمنتهى الحكمة والتهدئة ، كما لن يكون قادرا على التعامل بندية مع حلفائه ، بل وسيكون هزيلاً في تبرير وتفسير ما حصل .
بكلمات،إن كرامة وسلامة الحريري في البقاء بعيداً عن لبنان وتصفية مستقبله و(إرثه) السياسي، وبذلك يجنب لبنان خضات في غنى عنها،وستبقى بعض صورة إيجابية ربما مستقرة في ذاكرة البعض .
* كتبت المقالة قبل مغادرة سعد الحريري للسعودية ، وما زلت أرى أن تراجع الحريري عن الإستقالة وعودته للبنان ، خطوة على طريق تنفيذ المؤامرة باغتياله وتحميل إيران وحزب الله بالتالي مسؤولية الإغتيال باتجاه خلق فتنة في لبنان والمنطقة ، تتبعها حرب واسعة .
التعليقات مغلقة.