معركة ستالينغراد ( أيقونة الشيوعيين والفكر الأممي )… 75 عاماً على النصر العظيم
الأربعاء 23/11/2017 م …
الأردن العربي –
منذ 75 عاماً، حدث ما غير جذرياً مجرى الحرب العالمية الثانية. فقد شن الجيش الأحمر يوم 19 نوفمبر (تشرين الثاني) سنة 1942 هجوماً مضاداً إبان معركة ستالينغراد. وبالنتيجة انهزمت فيها القوات الفاشية. هكذا بدأ الطريق نحو النصر العظيم الذي شهده ربيع سنة 1945..
في ساعة مبكرة من صباح يوم 19 نوفمبر (تشرين الثاني) سنة 1942 انهالت المدافع السوفيتية بوابل من النار على مواقع العدو، وبدأ هجوم الجيش الأحمر الذي أدى بعد مرور بضعة أيام إلى إحكام التطويق على القوات الفاشية. ووقع فيه 330 ألفًا من الجنود والضباط والجنرالات الألمان. وخلال الثلاثة أشهر التالية دارت معارك ضارية لكن كل محاولات الألمان اختراق طوق الحصار لم تنجح إطلاقا.
جرى الإعداد لهذه العملية التي سميت بـ “أوران” في غضون شهرين نقلت خلالهما إلى ستالينغراد المحاصرة تعزيزات عسكرية من سيبيريا الغربية لتشكيل قوة ضاربة، وذلك في ظروف غاية في السرية..
ويرى المؤرخون أن معركة ستالينغراد أصبحت نقطة انعطاف في سير الحرب العالمية الثانية لأن القوات الفاشية التي بسطت سيطرتها نحو ذلك الوقت على كل أوروبا أو تكاد، منيت فيها بهزيمة نكراء ولم تتمكن بعدها من استعادة مواقعها.
يقول خبير معهد التاريخ العالمي التابع لأكاديمية العلوم الروسية ميخائيل مياخكوف:
في ستالينغراد بالذات حدث انعطاف معنوي في مجرى الحرب، وليس فقط لكون الألمان زجوا في المعركة معظم قواتهم بأمر من هتلر الذي أولى أهمية سياسية كبرى للاستيلاء على هذه المدينة، بل لكون معنويات الجيش الألماني قد انهارت في حين أن الجيش السوفيتي رأى أن بإمكانه سحق العدو.
أعقب الهجوم المضاد معارك عنيفة دامت شهورا كاملة تقدمت في سياقها القوات الألمانية أواسط يوليو (تموز) صوب ستالينغراد بحيث أصبحت على قناعة بأن المدينة ستسقط حتما قبل حلول أغسطس (آب)، وبالتالي سيفتح أمامها الطريق إلى مناطق القوقاز الغنية بالنفط. إلا أن الألمان اصطدموا بالمقاومة البطولية من قبل القوات السوفيتية التي كانت تدافع عن المدينة بنكران الذات.
ويتذكر المدافعون عن ستالينغراد أن القتال من أجل السيطرة على “مامايف كورغان” أو تل ماماي جرت سجالاً فترة طويلة كما دارت معارك مستميتة للاستيلاء على كل شارع وكل بيت. وكان العالم يتابع محتبسا أنفاسه المجابهة على ضفاف الفولغا إدراكا منه أن مصير البشرية قاطبة يرتهن بمآلها. وأنقذ المدافعون عن ستالينغراد المدينة بعينها بل وأوروبا كلها وسائر العالم من الفاشية. وحفزت هزيمة القوات الهتلرية في معركة ستالينغراد حركة المقاومة في البلدان الأوروبية بالإضافة إلى أنها أدت إلى إضعاف مواقع القوى الموالية لألمانيا في تركيا وإيران والبلدان العربية..
معركة ستالينغراد التي استمرت 200 يوم بليالها هي أوسع الحروب نطاقاً وأكثرها إراقة للدم في تاريخ البشرية. فاستشهد أو جرح خلالها زهاء مليون جندي وضابط سوفيتي. فيما خسرت دول المحور الفاشي ربع قواتها التي حاربت في الجبهة السوفيتية الألمانية.
التعليقات مغلقة.