انها الحرب الحاسمة.. وهذه جبهاتها المنتظرة / بسام ابو شريف




 - كم من مرة قلنا ان الحقائق والمعلومات التي ندلي بها للرأي العام تبقى لدى المواطن العربي اجمالا – قيد التمحيص

 

 

 

 

بسام ابو شريف ( فلسطين ) الجمعة 24/11/2017 م …
كم من مرة قلنا ان الحقائق والمعلومات التي ندلي بها للرأي العام تبقى لدى المواطن العربي اجمالا – قيد التمحيص وتنتقل بشكل مكوكي بين التصديق والرفض ، وكم من مرة قلنا ان مانقوله يصبح حقيقة عندما تنشره صحيفة غربية أو مايقوله العدوأو صحفي أجنبي له عيون زرقاء ؟؟!! .

وفي الحالة الخاصة لموقع ايلاف الذي أسسه عثمان العمير منذ سنوات بعد أن غادر موقعه كرئيس تحرير صحيفة الشرق الأوسط ، فان المصداقية جاءت من الذي نسب له الكلام ، ومن كلام الذي قابلته مجموعة ” ايلاف ” ، أو قرأت ماطبعه مكتبه –ايزنكوت ، لكن بغض النظر عن الدروس علينا أن نخطط للمستقبل ، نحن أمام وعد بلفور جديد ليس من حيث الجوهر بل من حيث الشكل ، وتعبير ” وعد بلفور جديد ” ، هو تعبير استخدمه نتنياهو عندما بدأت التسريبات حول حلول شرق أوسطية مصدرها الرئيسي كوشنر ( زوج ابنة ترامب الصهيوني اليهودي الذي يعتبر بنيامين نتنياهو معتدلا ، ويعمل حسب أوامر اديلسون مالك كازينوهات لاس فيغاس ومكاو وزوجته مريم التي تدعو لافناء الشعب الفلسطيني بيوكيماويا ) ، وساعد في “اللعب على المكشوف” ، ان ترامب يتبنى هذا النهج المباشر والواضح استنادا لقناعته بأن القوة العسكرية الاميركية وحلفائها قادرة على رسم عالم جديد تستعيده الولايات المتحدة بالشراكة مع اسرائيل .
لن نعود للتاريخ – لوعد بلفور الأول ولا لما كان يجهر به القائد العربي جمال عبدالناصر عن خطط الوهابيين لاحتلال سوريا في الخمسينيات وعن تعاملها مع اسرائيل .

لكننا سنركز على مايجري الآن لأن الحرب بدأت منذ سنوات والآن ( عكس الانطباع ) ، تتسارع نحو التصعيد وستصل الى قمتها الحارقة في وقت أقرب مما يظن كثير من “الخبراء الاستراتيجيين الذين نسمعهم ونشاهدهم على الشاشات ” .

ولاشك أن ما يدبره كوشنر ومجموعته الخطيرة هو أمر مدمر ولا أخلاقي ولا انساني ، لكنه كأصحاب القرار الصهيوني لاضمير لهم ولاحساب سوى المال والسيطرة وعلى رأس مايخطط هؤلاء للسيطرة عليه هو الولايات المتحدة التي يشكل الآن ترامب مفتاحهم لها ، لكنهم يعملون لضمان السيطرة حتى بعد رحيله ، والسؤال المباشر الذي يجب أن يجاب عليه بشكل مباشر هو ماذا علينا أن نفعل وبسرعة وكيف ندافع عن أنفسنا ونحطم مخطط العدو ؟

بالنسبة للولايات المتحدة واسرائيل فان الهدف هو السيطرة الكاملة على الشرق الأوسط ( شراكة ) ، ونهب ثرواته الى الأبد ، وهذا( حسب مخططهم ) ، يتطلب تصفية قضية فلسطين ( كقشرة فستق ) ، وهذا يتطلب توجيه ضربات كاسحة لمحور يرفض الظلم الذي أنزل بالشعب الفلسطيني ويسانده في حقوقه ، وهو محور المقاومة الذي تقوده ايران ،ويعلم هذا المحور أن موقفه هذا سوف يجر عليه الحروب والدسائس والارهاب الدموي الذي بلغ درجة العمل العسكري الضخم لتحطيم العراق وسوريا واليمن وليبيا ومصر ولبنان .

وان الهجمة الدموية في المرحلة المقبلة ستتركز على ايران وحزب الله وأنصار الله والحشد الشعبي وعلى سوريا والعراق ، وان كافة التناقضات في المنطقة سوف تستخدم وتستغل بكل الاشكال الطائفية والعرقية ، وان تدخل الولايات المتحدة واسرائيل عسكريا سيكون مباشرا وعلنيا ووقحا ، وسوف تستخدم الأنظمة الذيلية وأدواتها العسكرية والأمنية ضمن هذه المعركة ، وعندما أقول أدواتها سوف تشمل الأدوات والأجهزة العميلة في الدول العربية الأخرى ( لبنان – الاردن – سوريا –العراق – مصر – ليبيا – اليمن ) ، وهذا سيضاف الى الاستنفار العام لكل عملاء اسرائيل في المنطقة وجهازها المباشر ” الموساد ” ، لندقق في التعابير التي استخدمت خلال الساعات القليلة الماضية :-
الأمم المتحدة – مجلس الأمن – مندوبة الولايات المتحدة قالت بالحرف بعد الفيتو الروسي : ” على كل حال نحن نعلم من استخدم الكيماوي في سوريا وسنلاحقهم سواء أتخذ القرار أم لا ” ، تقصد أن مجلس الأمن لاقيمة له ، وتعني أن الولايات المتحدة ستلاحق الحكومة السورية وبشار الأسد ، والعراقيل في البوكمال ودير الزور له هدف واضح هو اشغال الجيش السوري ، وفتح الطريق أمام داعش وأسلحتها بالتوجه الى ضواحي دمشق الشرقية .

أما جنوب سوريا فالأمر واضح من خلال زيارة نتنياهو وليبرمان للجولان واعلانه الواضح أنه أبلغ روسيا والولايات المتحدة بأن اسرائيل حرة التصرف بالدخول للأراضي السورية للحفاظ على أمنها ومصالحها ، وحدد نتنياهو أن وجود الحرس الثوري الايراني على الأرض السورية هو تهديد مباشر لأمن اسرائيل !! ، وقال الجبير أمام وزير خارجية فرنسا : ” يجب نزع سلاح حزب الله ، حزب الله تنظيم ارهابي ويجب ضربه ” .

الحرب بدأت، فكيف نرد ؟
بطبيعة الحال هناك الجوابات التقليدية العادية ، نستنفر ، ننتبه ، نراقب ، ندقق ..الخ ، وهذا طبعا مطلوب ، لكنه لن يوقف العدو أو يشله ، هنالك جواب واحد لابديل له اذا كان ميزان القوى يميل لصالح معسكر العدو فعلينا أن نكتشف المفاصل التي تتحكم بهذه القوة وأن نستهدفها بالهجوم كخطوة للدفاع عن النفس ، اذا كان العدو يدعي أنه يلتزم بقواعد الملاكمة وينهال منذ البداية بضربات تحت الحزام فعلينا أن نستهدف ماتحت الحزام ” اسرائيل كالرمانة – قشرها صلب ويحيط بها شوك مؤذي يحميها ، لكن ماتحت القشرة حبات رمان ان فرطت واحدة تجر بقية الحبات للانفراط ” ، ابتداء من فركشة القبة الحديدية بطائرات بدون طيار ترسل بالمئات للجو قبل توجيه الصواريخ مرورا باستنزاف “الباتريوت” المكلف جدا واستخدام الشتاء القادم وصعوبة الطرق الجبلية وصولا الى حملة مكثفة بالعبرية موجهة الى جمهور لايشعر بالانتماء للأرض تقوده مجموعة من الارهابيين العنصريين الذين يعملون بأمرة المافيا الصهيونية” روتشيلد – اديلسون – ومحور كندا لنادي المال ” ، لكن الهيكل الأساسي للمواجهة يجب أن يبنى وبسرعة لتحويل اليمن الى قلعة صمود والى جعل المسالك البرية من ايران لفلسطين ميسرة ، انها الحرب التي يجب أن تخاض بذكاء ودهاء كي تتناسب مع خبث وكذب ودموية الارهابيين المهاجمين .

أما الجزيرة العربية والخليج فان هذه المنطقة تعج بالعرب الأقحاح الذين لايقبلون بقبح الأنظمة خاصة العائلة الخائنة عميلة الصهاينة منذ عبدالعزيز الذي أعطى هو للانجليز السند لوعد بلفور لليهود المساكين ” حسب تعبيره ” ، نسمع كثيرا تحليلات عن أن اسرائيل لن تهاجم لبنان ، كيف هذا ونحن نرى انها تهاجم لبنان وفلسطين واليمن وسوريا والعراق من خلال الارهابيين ومموليهم وحلفائهم الذين كشف النقاب عنهم دون تردد .

لماذا يكشفون الآن عن هذا الحلف القديم ؟ لأن معركة الحسم حسب دراساتهم وخططهم بدأت ، ويظنون أنهم سينتصرون ، لنبادر بالهجوم الدفاعي وسنرى أن ارباك سيعصف بهم .
*سياسي وكاتب فلسطيني – مستشار للرئيس الراحل ياسر عرفات

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.