أمام الدورة (132) للجمعية العمومية للإتحاد البرلماني الدولي بهانوي ، نائب رئيس البرلمان العربي يؤكد على حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته الوطنية المستقلة
الأردن العربي ( الأربعاء ) 1/4/2015 م …
القى سعادة المستشار عبد الرحمن لبدك نائب رئيس البرلمان العربي نيابة عن معالي السيد احمد بن محمد الجروان كلمة البرلمان أمام الدورة (132) للجمعية العمومية للإتحاد البرلماني الدولي بهانوي ــ فيتنام، تناول خلالها خطة التنمية المستدامة لما بعد سنة 2015. لعملية التجديد العالمية الحالية والتي خلصت إلى اعتماد الوثيقة الختامية لمؤتمر الأمم المتحدة للتنمية المستدامة تحت عنوان “المستقبل الذي نصبوا إليه” والتي كانت عبارة عن توصيف دقيق للدروس المستفادة من 20 سنة من التجربة في مجال التنمية المستدامة وجاءت بتقييم مستفيض للتقدم المحرز في هذا المجال وإنتهت الى التسليم بأن الناس هم محور التنمية المستدامة ، وأن سعينا جميعا ينبغي أن يتجه لبناء عالم عادل ومنصف وشامل للجميع، ويتعين في هذا الصدد أن نعمل سويا من أجل تعزيز النمو الاقتصادي المطرد والشامل وتحقيق التنمية الاجتماعية وحماية البيئة بما ينعكس نفعا على الناس جميعا.
واشار الى ان تحقيق العدالة وإحترام الالتزامات الناشئة عن المعاهدات وغيرها من مصادر القانون الدولي والدفع بالرقي الاجتماعي قدما ورفع مستوى الحياة في جو من الحرية، فإننا في البرلمان العربي نسجل بأسف عميق أن أوضاع العالم اليوم بعيدة كل البعد عن الرؤية التي توخاها الميثاق ، فبينما ينعم البعض في خير وفير نلاحظ البلايين يعانون من الفقر المدقع والتفاوتات الصارخة والبطالة والأمراض والحرمان والهشاشة والتشرد ، وهو الآن أعلى مستوى له منذ الحرب العالمية الثانية.
واوضح نائب رئيس البرلمان العربي ان النزاعات المسلحة والجريمة المنظمة والارهاب الأعمى والفساد والإفلات من العقاب وتآكل سيادة القانون واقعا معاشا يوميا ومازالت أزمات الاقتصاد والغذاء والمياه والطاقة العالمية لها آثار ملموسة إضافة الى تغير المناخ الذي هو في بدايته الآن ،لذلك يجب علينا أن ندرك أن كل هذه المشاكل ليست من صنع الطبيعة بل هي نتاج لفعل وتقصير البشر من مؤسسات عامة وقطاع خاص وجهات أخرى معهود إليها مع الأسف حماية حقوق الإنسان والدفاع عن كرامته.
واكد المستشار عبد الرحمن لبدك الذي ترأس وفد البرلمان العربي المشارك في الدورة الـ132 للاتحاد البرلماني الدولي، التي تنعقد في العاصمة الفيتنامية هانوي، على ان من حق الشعب الفسطيني إقامة دولته الوطنية المستقلة وفق قرارات الشرعية الدولية.
وضم وفد البرلمان العربي سعادة المكرمة رحيلة بنت عامر الريامية، ومن الامانة العامة مي فوزي .
ولكم نص الكلمة
هانوي- فيتنام
28 مارس – 1 أبريل 2015م
معالي رئيس الإتحاد البرلماني الدولي
أصحاب المعالي والسعادة
السيدات والسادة الحضور،،،
أتشرف أن أتحدث إليكم بإسم البرلمان العربي الذي يشارككم الإهتمام بالموضوع الرئيس للدورة الحالية لإتحادكم الموقر.
إذ نشكركم على اختيار هذا الموضوع لأشغال هذه الدورة والذي يدخل في إطار الحوار العالمي الذي يعرفه العالم سنة 2015 بشأن خطة التنمية المستدامة لما بعد سنة 2015.
هذا الحوار الذي يتناول الكثير من العناصر الجديدة والتي من شأنها أن تساهم في إحداث التحول الذي ننشده جميعا، ونحن في البرلمان العربي نلاحظ أن هذا الحوار جذوره عميقة تمتد إلى تجربة المجتمع الإنمائي خلال العقدين الماضيين والنتائج الهادفة التى أفرزتها المؤتمرات العالمية التي عقدت في هذا الموضوع:
مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالبيئة والتنمية 1992 المعروف بمؤتمر قمة الأرض برييو ديجنيرو.
مؤتمر المرأة العالمي في بيجين عام 1995 ثم مؤتمر متابعة توصيات بيجين في نيويورك عام 2000.
مؤتمر قمة الألفية والأهداف الإنمائية لعام 2000.
مؤتمر القمة العالمي لسنة 2005.
ثم المرحلة التحضيرية لمؤتمر الأمم المتحدة للتنمية المستدامة المعرف بمؤتمر ريو + 20 سنة 2012.
أسفرت كل هذه المراحل عن وضع الخطوط العريضة لعملية التجديد العالمية الحالية والتي خلصت إلى اعتماد الوثيقة الختامية لمؤتمر الأمم المتحدة للتنمية المستدامة تحت عنوان “المستقبل الذي نصبوا إليه” والتي كانت عبارة عن توصيف دقيق للدروس المستفادة من 20 سنة من التجربة في مجال التنمية المستدامة وجاءت بتقييم مستفيض للتقدم المحرز في هذا المجال وإنتهت الى التسليم بأن الناس هم محور التنمية المستدامة ، وأن سعينا جميعا ينبغي أن يتجه لبناء عالم عادل ومنصف وشامل للجميع ،
ويتعين في هذا الصدد أن نعمل سويا من أجل تعزيز النمو الاقتصادي المطرد والشامل وتحقيق التنمية الاجتماعية وحماية البيئة بما ينعكس نفعا على الناس جميعا.
سيدي الرئيس
الحضور الكريم،،،
إذا كانت أمم العالم منذ حوالي 70 سنة إعتمدت الميثاق المؤسس للأمم المتحدة وأخذت على عاتقها (إنقاذ الأجيال المقبلة من ويلات الحروب… وأكدت على الحقوق الأساسية للإنسان وكرامة الفرد والمساواة بين الرجال والنساء وبين الأمم كبيرها وصغيرها وعلى الاحوال التي يمكن في ظلها تحقيق العدالة وإحترام الالتزامات الناشئة عن المعاهدات وغيرها من مصادر القانون الدولي والدفع بالرقي الاجتماعي قدما ورفع مستوى الحياة في جو من الحرية ، فإننا في البرلمان العربي نسجل بأسف عميق أن أوضاع العالم اليوم بعيدة كل البعد عن الرؤية التي توخاها الميثاق ، فبينما ينعم البعض في خير وفير نلاحظ البلايين يعانون من الفقر المدقع والتفاوتات الصارخة والبطالة والأمراض والحرمان والهشاشة والتشرد ، وهو الآن أعلى مستوى له منذ الحرب العالمية الثانية، وقد أصبحت النزاعات المسلحة والجريمة المنظمة والارهاب الأعمى والفساد والإفلات من العقاب وتآكل سيادة القانون واقعا معاشا يوميا ومازالت أزمات الاقتصاد والغذاء والمياه والطاقة العالمية لها آثار ملموسة إضافة الى تغير المناخ الذي هو في بدايته الآن.
لذلك يجب علينا أن ندرك أن كل هذه المشاكل ليست من صنع الطبيعة بل هي نتاج لفعل وتقصير البشر من مؤسسات عامة وقطاع خاص وجهات أخرى معهود إليها مع الأسف حماية حقوق الإنسان والدفاع عن كرامته.
ولهذا فإن الإلتزامات العالمية التى أخذناها على عاتقنا بموجب ميثاق الأمم المتحدة تجبرنا على التحرك بإعتبارنا رعاة لهذا الكوكب ويتعين علينا جميعا أن نلاحظ ما يجري حولنا من التهديدات التي نشاهدها اليوم التي لا تحترم الحدود التي رسمها البشر سواء كانت حدود بين البلدان أو حدودا بين الطبقات أو القدرات أو الأعمار أو الجنسين أو المناطق الجغرافية أو الأصول العرقية أو الأديان. ولهذا فإن ترابط العالم الذي لا رجعة فيه يجعل كل هذه التحديات ليست مجرد عبئ من الأعباء ، بل تشكل كذلك فرصة لصوغ شراكات وتحالفات جديدة يمكنها أن تتضافر للنهوض بأوضاع البشرية، فنحن الآن في مفترق طرق تاريخي، وسيتوقف على الطريق الذي سنسلكه نجاحنا أو إخفاقنا في الوفاء بالعهود التي قطعناها على أنفسنا.
فبإمكاننا عن طريق إقتصادنا المعولم وما لدينا من تكنولوجيا متقدمة أن نربح الرهان (تحقيق التنمية المستدامة للجميع).
لهذا فبإسم البرلمان العربي ندعوكم جميعا الى الإمساك بدفة القيادة والتصرف بشجاعة ، فالجميع مدعو الى إحتضان التغيير ، تغيير مجتمعاتنا، وطرق إدارة اقتصادنا، وتغيير علاقاتنا بكوكب الأرض الذي ليس لدينا غيره.
سيدي الرئيس
الحضور الكريم،،،
المجتمع الدولي الآن شرع في محاولة منه لإعداد خطة عالمية للتنمية المستدامة لما بعد 2015 في تعبئة شاملة لم يسبق لها مثيل في التاريخ، فلم يحدث قبل أن جرى تشاور بهذا القدر من الشمول والاهتمام العالمي، إلتزمت من خلالها جميع الدول الاعضاء في الأمم المتحدة والبرلمانات والخبراء والمجتمع المدني وقطاع الاعمال، وهذا في حد ذاته يشكل أملا كبيرا يعكس الروح الخلاقة والشعور بوحدة الهدف اللذان إنبثقا عن الأسرة البشرية بكاملها. وهذا أكبر برهان على أنه بإمكاننا أن نلتقي لكي نبتكر … لكي نتعاون سعياً الى الحلول الجذرية وتحقيق المصلحة المشتركة.
سيدي الرئيس
الحضور الكريم،،،
اسمحوا لي قبل أن أنهي هذه الكلمة، أن أرحب بإسم البرلمان العربي بالجهود والمبادرات البرلمانية والحكومية الأخيرة من الدول والشعوب المحبة للسلام لدعم قضيتنا الأولى في المنطقة العربية تأكيداً منا لحق الشعب الفسطيني في إقامة دولته الوطنية المستقلة وفق قرارات الشرعية الدولية.
فإننا نثق كل الثقة في الإتحاد البرلماني الدولي وفي برلماناتكم الوطنية في لعب مزيد من الأدوار لإتخاذ إجراءات حاسمة على الصعيد الوطني والدولي لإنهاء معاناة هذا الشعب وتحقيق أمله في إقامة دولته وعاصمتها القدس الشريف.
وفي نفس الوقت أن أتوجه إلى الجمعية الوطنية الفيتنامية رئيسا وأعضاء ومن خلالها الى الشعب الفيتنامي الكريم على حسن الاستقبال والتنظيم المحكم وكرم الضيافة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
التعليقات مغلقة.