العراق: مجموعة إرهابية جديدة تضم أكرادا تنشط في قرى ديالى وصلاح الدين … عناصرها يحملون رايات بيضاء يتوسطها أسد… وتضارب حول هوية مرجعيتها
الثلاثاء 28/11/2017 م …
الأردن العربي – من وائل عصام: بدأت مجموعات مسلحة إسلامية تنشط مجدداً في عدة قرى نائية في محافظتي ديالى وصلاح الدين، الممتدة قرب سلسلة جبال حمرين، وفق ما قال سكان محليون في بلدة طوزخرماتو العراقية، جنوب كركوك.
مصادر محلية تناقلت أنباء عن مشاهدة رايات بيضاء يتوسطها أسد، بحوزة عناصر المجموعة الجهادية التي تضم مقاتلين أكرادا وأجانب، ويطلقون على أنفسهم اسم «جيش أحرار السنة».
كذلك، أشارت صحف كردية إلى أن هذه الجماعة هي تشكيل جهادي جديد، يضم خليطا من المقاتلين الأكراد المنتمين لجماعتي «أنصار السنة» و»أنصار الإسلام»، وعناصر من تنظيم « داعش ».
وقال أحد القادة السابقين للفصائل المسلحة في منطقة طوزخرماتو: «يوجد في تلك المنطقة، قرى خارج سيطرة الحكومة منذ زمن ليس بالقليل، وأغلب المقاتلين من المنطقة نفسها ، لكن بعد أحداث كركوك أزداد عددهم، وانضم للمجموعة مقاتلون أكراد وعرب وتركمان من المناطق التي انسحبت منها البيشمركه».
وأضاف: «بعد انسحاب البيشمركه من كركوك وطوزخرماتو، قرر عدد من عناصر البيشمركه والمتطوعين، الانضمام إلى هذه القوات لأنها رفضت الانسحاب، وقررت إعادة تنظيم صفوفها».
ورجح أن يكون «تفجير كركوك الأخير من تنفيذهم»، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنهم «غير قادرين على مواجهة الجيش في المدن، لأن وجودهم في مناطق وعرة قرب طوزخرماتو».
وتابع : «من الصعب خوض حرب هناك من قبل الجيش لأن الطبيعة الجغرافية، لهذه المناطق لا تسمح باستخدام الآليات العسكرية المدرعة».
واللافت، وفق القيادي نفسه «ترويج الإعلام الكردي لهذه الجماعة بشكل واسع، وربما تريد حكومة الإقليم توجيه رسالة لبغداد، أنه إذا تم القضاء علينا سوف تخرج جماعات إرهابية مسلحة تزعزع الأمن».
آخر الأحداث الأمنية في تلك المنطقة، تشير إلى وجود أعمال لم يتم تبنيها من تنظيم « داعش » ولا من أي جماعة أخرى، مما يطرح مزيداً من التساؤلات حول هوية منفذي الهجمات بالأحزمة الناسفة على «سرايا السلام» قبل اسبوعين في كركوك، وكذلك في بلدتي الدبس وطوزخرماتو.
كما شُن مؤخراً، هجوم بشاحنة مفخخة، على نقطة تفتيش لـ»الحشد الشعبي» في سوق الخضار، وسط بلدة طوزخرماتو.
عمر الفلاحي، كاتب صحافي مختص بالجماعات التكفيرية في العراق، قال إن هناك روايتين، حول هوية هذه الجماعة، إحداها تتحدث عن أن «الظواهري أرسل شخصا يدعى أبو الزبير، إلى قيادة جماعة أنصار الإسلام الكردية في شمالي العراق، لإعادة إحياء تنظيم القاعدة فيه، بعد تراجع تنظيم الدولة».
والرواية الأخرى تشير، وفق المصدر، إلى أن «تنظيم داعش هو المسؤول عن هذه الجماعة، خصوصاً وأن قياديين منه شوهدوا مع هذه الجماعة في مرتفعات طوزخرماتو».
وترجح مصادر محلية في طوزخرماتو، صحة الراوية الثانية، إذ يبدو أن عناصر التنظيم وبقايا المقاتلين المنسحبين من الحويجة ومحيطها، أعادوا تجمعهم في جبال حمرين والقرى القريبة منها حول طوزخرماتو.
ولعل ما يدعم هذه الفرضية، أن مسؤول التنظيم في مدينة الحويجة، وبلدة سلمان باك، انسحب نحو هذه المنطقة منذ سقوطها بيد قوات الحكومة العراقية، حسب مطلعين.
في ظل كل ذلك، تتحدث مصادر كردية عن وجود دور للملا كريكار، الزعيم الجهادي الكردي، ومؤسس تنظيم «أنصار الإسلام» أقدم الجماعات الإرهابية في العراق، في إعادة إحياء جماعته في معاقلها الكردية السابقة نفسها والمتصلة جغرافياً بطوز خرماتو.
ورغم صعوبة تأكيد وجود مثل هذا الدور، لكن مراقبين يعتقدون أن الهجوم الأخير للميليشيات الشيعية على المناطق الكردية في كركوك، وباقي المناطق المتنازع عليها، وفشل القوى الكردية القومية في التصدي لتغول حكومة بغداد، عزز من فرصة الإرهابيين الأكراد للولوج مجدداً للساحة التي ابتعدوا عنها في السنوات الأخيرة، بعد هيمنة الأحزاب القومية.
كما أن النزاع الشيعي – الكردي الأخير، دعا الكثير من قيادات العرب السنة، ومنهم تكفيريون، إلى زيادة التنسيق بين القوى العربية السنية والكردية السنة، بمواجهة خصمهم المشترك، حكومة بغداد وميليشياتها، ومن ورائها إيران حسب زعمهم.
التعليقات مغلقة.