إتفاق بين السيسي وبوتين سيغيّر المنطقة!
السبت 2/12/2017 م …
الأردن العربي – تناولت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية مسودة اتفاق التعاون بين روسيا ومصر الذي يجيز للبلديْن الاستخدام المتبادل للأجواء والمطارات بما فيها القواعد الجوية، محذرةً من أنّ روسيا ستتمتع بأكبر وجود عسكري في مصر منذ العام 1973، إذا ما تمت ترجمته عملياً.وأوضحت الصحيفة أنّ هذا الاتفاق يعني، إذا ما أبصر النور فعلاً، حصول روسيا مجاناً على الامتيازات التي تدفع الولايات المتحدة ثمنها باهظاً في مصر منذ عقود. ونقلت الصحيفة عن أندرو ميلر، الخبير المتخصص في الشؤون المصرية في مجلس الأمن القومي الأميركي سابقاً تأكيده أنّ الاتفاق يمثّل “مشكلة كبرى بالنسبة إلى العلاقات الدفاعية الأميركية-المصرية”.
في السياق نفسه، نقلت الصحيفة عن وسيلة إعلامية روسية افتراضها أنّ الاتفاق هذا سيساعد روسيا في حملتها العسكرية في سوريا، حيث تتلاقى مواقف الرئيسين المصري عبدالفتاح السيسي والروسي فلاديمر بوتين. بدوره، قال، فلاديمير فيتين، مدير مركز الشرق الاٌدنى والأوسط في المعهد الروسي للدراسات الاستراتيجية، إنّ إمكانية وصول روسيا للمطارات المصرية ستتيح لطائراتها المتجهة إلى سوريا التوقف فيها للتزوّد بالوقود، وفقاً لتقرير نشرته وكالة “نوفوستي” استندت إليه الصحيفة.
وفيما تحدّثت الصحيفة عن إمكانية اتجاه مصر إلى إقناع روسيا بالمضي قدماً بمسودة الاتقاق الذي وقعته معها سابقاً لبناء مفاعل نووي في مصر، نقلت عن ميلر قوله: “لروسيا تاريخ طويل في توقيع مسودات الاتفاقات التي تستغرق ترجمتها وقتاً طويلاً أو لا تُترجم إطلاقاً”.
تابعونا للمزيد من الاخبار المميزة على موقع شام تايمز
في هذا الإطار، تناولت الصحيفة العلاقة بين السيسي وبوتين، موضحةً أنّهما وقّعا على صفقة أسلحة بقيمة 3.5 مليار دولار ويدعمان المشير خليفة حفتر في ليبيا في وجه حكومة الوفاق الوطني المدعومة أميركياً، وناقلةً عن مسؤولين أميركيين قولهم إنّ موسكو أقامت وجوداً عسكرياً محدوداً في الصحراء الغربية المصرية لدعم حفتر.
توازياً، كشفت الصحيفة أنّه لم يعرف إذا ما بلّغت واشنطن بمسودة الاتفاق الروسي-المصري، ناقلةً عن إدغار فاسكيز، المتحدّث باسم الخارجية الأميركية قوله: “أخذنا علماً بهذه التقارير ونراقب الوضع”.
من ناحيته، لم يستغرب موقع “ستراتفور” الاستخباراتي الأميركي مسودة الاتفاق الروسي-المصري، معيداً نية موسكو توسيع نفوذها في الشرق الأوسط إلى 3 أسباب: رغبتها في الفوز بالنفوذ والحرية للتعامل مع التحديات الاقتصادية العالمية الأوسع نطاقاً وفقاً لشروطها، واهتمامها في احتواء المجموعات المتطرفة التي تصل إلى قلب أراضيها، والوصول إلى أسواق جديدة لأسلحتها وسلعها ونفطها وغازها، في الوقت الذي تلقي فيه العقوبات الغربية ثقلها على اقتصادها.
وختاماً، رأى الموقع أنّ هذا الاتفاق سيتيح لروسيا إذا ما تحقّق أن توسّع نطاق نفوذها العسكري ليبلغ ليبيا والبحر الأحمر والقرن الأفريقي والبحر المتوسط، كاشفاً عن خوض موسكو مفاوضات مع السودان لبناء قاعدة بحرية فيها.
التعليقات مغلقة.