محمود عباس لم يمثّلنا يوماً / زياد منى

 

زياد منى ( فلسطين ) الخميس 2/4/2015 م …

لا بدّ بداية من الإقرار بتميّز محمود عباس بخاصية لا ينافسه فيها أحد، وغير مسبوقة في تاريخ فلسطين الحديث وهي التفوق على نفسه! ففي كل مرة يظن من لا يعرفه أنه وسلطته الكاريكاتورية وصلا أخيراً إلى قاع قاع تنازلاته السياسية والإضرار بفلسطين وشعبها، قضية العرب الأولى والرئيسة، شاء من شاء وأبى من أبى، يتبيّن له أن الرجل لا قاع لتنازلاته. فإيمانه المطلق بعدالة القضية الصهيونية (!) يدفعه دوماً إلى اتخاذ القرارات التي تعكس مدى التزامه بالمشروع الصهيو ــ إمبريالي في بلادنا وإخضاع مصالح شعبنا وكل أمتنا لأطماع الأعداء.

محمود عباس لم يعرف عنه غير ذلك في حركة فتح قبل انحرافها عام 1974 عن أهداف انطلاقتها. فقد صُنِّفَ داخلياً على أنه رئيس الفرع الفلسطيني للمنظمة الصهيونية العالمية، وكل كوادر فتح المخضرمين يعرفون ذلك. لذا، فإن اختيار جورج بوش الابن وشارون له رئيساً لوزراء السلطة المهلهلة لم يأت من فراغ.

الرجل لم يؤمن يوماً بكفاح مسلح ولا ببطيخ.

لكنه عرف أيضاً بملاحقته كوادر حركة فتح المعارضين لخط القيادة الاستسلامي في إقليم سوريا الذي كان مسؤولاً عنه.

كان دوماً ضد الكفاح المسلح الذي عدّه عبثياً، لكن من دون فهم أسباب انخراطه في حركة أعلنت الكفاح المسلح طريقاً رئيساً لتحرير فلسطين.

إضافة إلى ذلك، وللتذكير ليس غير، شعار حركة فتح عند انطلاقها كان انتزاع القضية من المؤتمرات والمنظمات العربية والدولية واللجان العبثية وتسليمها إلى أبنائها. أتقولون: هذا ما يعنيه القرار الوطني الفلسطيني المستقل! كفى مهازل، فقراركم مستقل عمَّ؟ مستقل عن سياسات الذين يدفعون معاشاتكم الشهرية ويتسترون على فسادكم وإفسادكم!

لذا، فإن كلمته في مؤتمر شرج الشيخ الأخير الذي يجهر فيه انخراطه في سياسات المحاور العربية الخطيرة، ليس فقط على أوطاننا المتلاشية وعلى شعوب أمتنا، والانحياز إلى برامج مذهبية لا يمكن أن تفاجئ من يعرف تاريخه الذي لا يختلف عن حاضره.

لنتذكر معاً أن مبادئ حركة فتح التي قامت عليها عند تأسيسها هي الابتعاد عن سياسات المحاور والامتناع عن الانخراط في النزاعات العربية، والالتزام بمبدأ «الطريق إلى فلسطين توحد العرب». على يده وقيادات فتح كان الانخراط في سياسات المحاور العربية التي أوصلتنا إلى ما نحن فيه من وضع كارثي.

كما أن دعوته في مؤتمر شرم الشيخ لإخوانه من حكام العرب للإجهاز على سلطة حماس في الأراضي الفلسطينية المحررة، لا يمكن عدّها إلا مرحلة من مراحل السقوط المدوي. ففي الوقت الذي يعلن فيه جهاراً، ليلاً ونهاراً، رفضه أي عمل عسكري ضد العدو الصهيوني، تراه يطالب بعدوان عربي على غزة! انحطاط ما بعده انحطاط. هل سمعت يا محمود عباس أنتَ وإدارتك خادمة كيان العدو وأمنه!

قد يقول البعض إننا نبالغ في نقدنا للرجل، لكننا نجيب: إنْ لديكم، إلى اليوم، أي نقطة ناصعة في تاريخه وسياساته وممارساته، هو وكل طاقم إداراته، السابقون واللاحقون، فتفضلوا بالإفصاح عنها. نقول لمحمود عباس، قرضاي فلسطين كما قال رئيسه الراحل، ومعه إدارته المتخاذلة المستسلمة: ارحلوا. كفاكم ما ارتكبتم من خطايا بحق شعبنا وقضيتنا وكفانا.

ارحلوا عنا، فشعب فلسطين لم يفوضكم يوماً التحدث باسمه ونيابة عن دموعه وجراحه وتطلعاته الوطنية/ القومية.

شعب فلسطين، ومعه أبناء أمتنا العربية يقولون: فلسطين تأبى على النسيان، وحقنا لا يسقط بالتقادم ولا بتواقيع الاستسلام الذليل لهذا أو ذاك.

شعب فلسطين، ومعه كل أبناء أمتنا العربية يقول: فلسطين بوصلتنا والطريق إليها يوحّد العرب.

شعب فلسطين يقول: أنت ومن معك لم تمثّلونا يوماً

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.