في حوار مع المناضلة الفلسطينية ليلى خالد: نرفض الضغط العربي علينا




الأحد 3/12/2017 م …

الأردن العربي – أكدت ليلى خالد عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أن الجبهة دائماً ما تراجع سياساتها ومواقفها في الكثير من القضايا.

وأوضحت خالد في حوار خاص مع “دنيا الوطن” أن الجبهة تشكل حالة معارضة للنظام السياسي، لافتة إلى أنها جزء من منظمة التحرير، وبالتالي فإنها تنتقد المواقف الخاطئة، وتحرص دائما على تصويبها.

وفيما يتعلق بالمجلس الوطني الفلسطيني، أشارت خالد إلى أن المجلس معطل حالياً لأنه لم يجتمع منذ واحد وعشرين عاماً.

وحول موقف الجبهة الشعبية من الانتخابات العامة، أكدت خالد أن الجبهة مع الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني، منوهة إلى أن الجبهة طرحت إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية وفقاً لاتفاق 2011، مبينة: أن ذلك هو المدخل الوحيد لوحدة الشعب الفلسطيني.

وفي السياق ذاته، أعلنت عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية، أن الجبهة لن تشارك في أي حكومة تكون مستندة إلى اتفاق أوسلو، موضحة أن الانتخابات يجب أن تكون على قاعدة التمثيل النسبي، الذي اتفق عليه في عام 2011 في الحوار الوطني الشامل المستند الى برنامج سياسي.

الكثير من الملفات الأخرى فتحتها “دنيا الوطن” مع المناضلة الفلسطينية ليلى خالد، والتالي نص الحوار:

س: كونك عضو في الجبهة الشعبية.. هل أنت راضية عن أداء الجبهة حالياً؟

أنا عضو مكتب سياسي للجبهة الشعبية، ودائما نسعى للأفضل، لذلك الرضى عن النفس معنى ذلك أننا وصلنا إلى الكمال، والكمال يعني المستحيل فالإنسان لا يصل له، وبالتالي فإننا في الجبهة الشعبية دائماً ما نراجع سياساتنا ومواقفنا حتى نكون على صواب، لذلك دائماً ما نتطلع لأن نعمل أفضل من اليوم الذي قبله والسنة التي قبلها، خاصة وأننا مقبلون الآن على الذكرى الـ 50 لانطلاقة الجبهة الشعبية.

س: البعض يتهمكم بأن دوركم يقتصر فقط على الاعتراض والاستنكار ولا خطوات عملية.. فما ردكم؟

نحن نشكل حالة معارضة للنظام السياسي الفلسطيني، ونحن جزء من منظمة التحرير الفلسطينية، ودائماً ننتقد أية مواقف خاطئة ونحرض عليها، ونحن دائما مع وحدة الشعب الفلسطيني ومع الممثل الشرعي والوحيد وهي منظمة التحرير، لذلك عندما ننتقد، فإننا ننتقد الأخطاء على الساحة الفلسطينية، فهي بهدف التصحيح، وأن تكون الساحة الفلسطينية هي الأفضل، فنحن دعاة وحدة وطنية، وبالتالي فإن مواقفنا دائماً ضد أي شيء يعارض إنجاز الوحدة الوطنية، حتى في اللحظات الأخيرة في الحوار الوطني الذي جرى في القاهرة قبل أيام.

س: بصفتك عضواً في المجلس الوطني الفلسطيني.. هل يقوم المجلس بدوره المنوط به حالياً؟

لا طبعاً لأنه معطل، ولم يجتمع منذ واحد وعشرين عاماً، وهذا دلالة على أنه معطل.

س: هل أنتم في الجبهة الشعبية مع انتخابات رئاسية وتشريعية ومجلس وطني حالياً؟

طبعاً، نحن في جلسات الحوار طرحنا إعادة بناء منظمة التحرير بناءً على الاتفاقات التي جرت في عام 2011، وبالتالي هذا هو المدخل الحقيقي لإعادة بناء ووحدة القيادة للشعب الفلسطيني، حيث يشارك الجميع، لذلك نحن مع كل شيء ديمقراطي أي انتخابات المجلس الوطني والاتحادات لبناء قواعد منظمة التحرير الفلسطينية، وأي انتخابات أخرى يجب أن نبني عليها.

س: إذاً ستشاركون في الانتخابات إن جرت وفي حكومة الوحدة الوطنية؟

نحن لن نشارك في حكومة تكون مستندة إلى اتفاقات أوسلو، حيث إن اللحظة التي يعلن فيها أن هذه الاتفاقات أُلغيت فنشارك، وكذلك الأمر بالنسبة للمجلس التشريعي، فسندرس هذه المسألة حال صدور قرار بالانتخابات، أما بالنسبة للمجلس الوطني فإننا مع الانتخابات على قاعدة التمثيل النسبي، الذي اتفق عليه في عام 2011 في الحوار الوطني الشامل المستند إلى البرنامج السياسي الذي اتفق عليه وصدر بمبادرة من الأسرى، وتم التوافق عليه في الحوارات، فهذا هو الأساس الذي تكون عليه المشاركة في انتخابات المجلس الوطني الفلسطيني، الذي سيكون هو الجامع لكل الشعب الفلسطيني.

س: على من تلقون اللوم في الانقسام؟ وهل رأيكم في الجبهة الشعبية موحد بهذا الخصوص؟

نحن رأينا موحد في هذا الجانب، ولم يصدر عنا أي موقف مخالف، فدائماً الموقف الصادر عن الجبهة الشعبية هو موقف يعبر عن كل الجبهة الشعبية، وليس عن فرد معين، هذا من جانب، ومن جانب آخر، منذ البداية قلنا إن المسؤولية ملقاة على الجانبين حركة فتح وحماس، ونحن أدنا الانقسام لأنه مدمر للشعب الفلسطيني وللمشروع الوطني، كما أدنا مشروع أوسلو، الذي اتخذ بقرار منفرد ومن وراء ظهر الشعب الفلسطيني.

وبالتالي فإن الطرفين يتحملون المسؤولية، لذلك عندما ذهبوا إلى لقاءات ثنائية إلى القاهرة فكانت حماس وفتح طرفا الانقسام، وبعد ذلك دعيت الأطراف الفلسطينية للمشاركة في تثبيت مسألة إنهاء الانقسام الذي لم ينتهِ حتى اللحظة لأن هناك عقبات، فعندما ينتهي الانقسام، فسيكون هناك وحدة وطنية حقيقية مبنية على الشراكة والتعددية.

س: هل تعتقدين حسب المعطيات الموجودة أن هذه المرة هناك نية صافية وخالصة لدى الطرفين لإنهاء الانقسام؟ رأينا بالأمس هناك طرد للموظفين، وجاء للمواطنين شعور بإمكانية فشل هذه المحاولة. فما توقعاتكم؟

على الطرفين أن ينتبهوا إلى أن شعبنا ملّ من الانقسام ومن السياسات المنفردة، وكفر بكل ما هو قائم، فهناك حالة من الإحباط، وبالتالي علينا أن نعطي شعبنا دلائل بأن هناك إرادة سياسية، فان لم تكن الإرادة صافية، فمعنى ذلك أن هناك عقبات، فبعد عشر سنوات من الانقسام لن يكون من السهل إعادة الأمور إلى نصابها، لكن الكل مستعد لأن يضع يده لإنهاء الانقسام، ونقلع عن منهاج أوسلو، ونبني برنامجاً سياسياً يلبي احتياجات ومتطلبات الشعب الفلسطيني.

س: البعض قالها بشكل واضح، بعد أكثر من عشر سنوات من الانقسام، أين أنتم في الجبهة الشعبية؟ وهل كان هناك خطوات عملية كان من الممكن أن تقوم بها الجبهة؟

منذ اللحظة الأولى كانت لنا علاقات مع حماس وفتح، وفي كل لقاءاتنا فإننا ندعو للمصالحة، ولكن للأسف فإن الطرفين مازالا يضعون العراقيل.

س: كيف تنظرون إلى إجراءات الرئيس أبو مازن تجاه قطاع غزة؟

طالبنا الرئيس بأن يتوقف عن هذه الإجراءات، ولكن هناك إمكانية أصبحت قائمة على الأرض من خلال اللقاءات التي تمت على الأرض، وبالفعل تمت هذه اللقاءات واتفق على أن تجري عملية المصالحة ثم تتخذ الإجراءات برفع العقوبات، وهذا خطأ، وطالبنا الرئيس بأن يعود عن ذلك.

س: هل لديكم قناعة بأن الإجراءات عبارة عن ضغوطات لإنهاء حالة الانقسام؟ أم تعتقدين أن هناك أهدافاً أخرى للأمر؟

إذا كنا سنبدأ بالعمل من خلال الضغوطات، فان ذلك يعني لا يوجد مصالحة، لأنه طلب من حركة حماس بأن تحل اللجنة الإدارية، وفعلاً حلت اللجنة الإدارية، وأن تسلم المعابر، وفعلاً سلمت المعابر، وأن تسلم الوزارات ولم يستلموا، ولم يقيم الوزراء في غزة ليديروا العمل، وبالتالي فإن الإجراءات غير مقنعة، لذلك الذي يريد أن يحل الأمور فسيحلها، ومن يريد أن يعقدها فسيعقدها، وبالتالي فإن هذه الإجراءات مقتل في حياة الشعب الفلسطيني ولن ترضى عنها حركة حماس، فإن الذي يريد أن يعاقب حركة حماس لماذا يصالحها؟

س: كان للجبهة الشعبية بصمة كبيرة في مراحل تاريخ الشعب الفلسطيني، ألا تشاركيني الرأي بأن دور الجبهة أصبح باهتاً أو غير مؤثر؟

مصطلح غير مؤثر كبير على تنظيم مثل الجبهة الشعبية، فدور الجبهة الشعبية وتأثيرها واضح، ولا يخفى على أحد ونحن على مقربة من شعبنا وقضاياه.

س: ما هو رأيك في رعاية الولايات المتحدة الأمريكية لعملية السلام، خاصة مع علاقاتها الاستراتيجية مع أحد طرفي الصراع وهو الاحتلال الإسرائيلي؟

السؤال يعطي الجواب، حيث إن الولايات المتحدة الأمريكية علاقتها بإسرائيل علاقة استراتيجية، وتدعمها بكل الوسائل لممارسة إجراءاتها الإجرامية ضد الشعب الفلسطيني، فهي لا تريد من أحد أن ينتقد الاستيطان، كما أنها تقدم المساعدات العسكرية والاقتصادية لإسرائيل، لذلك هناك وهم وتضليل بأن أمريكا تدعم عملية السلام، فكيف تكون أمريكا راعية للسلام وهي تدعم الطرف المعتدي، والبديل عن ذلك فإننا دائماً ما ندعو إلى انعقاد مؤتمر دولي ترعاه الأمم المتحدة لتثبت قراراتها المتعلقة بالقضية الفلسطينية، وأولها قرار 194 وهذا أحد أهداف الشعب الفلسطيني وحق العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية، ولكن نحن نسعى لتحرير فلسطين.

س: بالحديث عن حق الفلسطينيين، قال نتنياهو في الفترة الأخيرة بأنه سيعطي الفلسطينيين أقل من دولة وأعلى من حكم ذاتي، فما ردكم؟

لا يمكن لعدونا أن يعطي وإنما هو أخذ منا أرضنا وهواءنا وبحرنا وبرنا واغتصب حقنا في الأرض، ونحن يجب أن ننتزع هذا الحق ولا نريد مِنة من أحد سواء من نتنياهو أو غيره، فهذه الأرض لنا، لذلك علينا أن نناضل من أجلها.

س: ما رأيك في صفقة القرن والحديث عنها؟

تركنا هذه الصفقة وأعلنا أن مؤتمر الرياض مؤتمر إقليمي عربي إسرائيلي، وأيضاً أن يكون الفلسطينيون من أجل إحلال السلام في المنطقة، وهذا يعني أن يطبع العرب مع إسرائيل وأن يبنوا علاقات، فعليهم أن يقبلوا بالحل الذي تقوله إسرائيل، وبالتالي فإن العرب يضغطون على الفلسطينيين ولكننا لن نقبل ذلك، وبالتالي نحن نحلل ونقول موقفنا، “واللي مش عاجبوا يبلط البحر”.

س: هل ترين أن السعودية ستكون مع قرارنا حول صفقة القرن؟

هذا الحكي لا يطبق، فانهم يريدون أن يرموا الكرة في ملعبنا، ونحن نرى أنهم يطبعون بشكل علني مع إسرائيل، وبالتالي لا يكون معنا.

س: برأيكم هل هناك تدخلات إقليمية في الشأن الفلسطيني؟ ومن الذي يتدخل؟

الجميع يتدخل بفلسطين، فتاريخيا يظهر أن النظام العربي يرفع شعارات وعند التطبيق فلا تكون لصالح القضية الفلسطينية، وخاصة في هذه المرحلة، لذلك علينا أن نعتمد على ذاتنا ونوحد قوانا ونرسم استراتيجية وطنية لعملية المراجعة المقبلة لأنها ستحقق أهدافنا، وهذا هو البديل؟

س: السلطة في حوارات أخيرة قالت إن التدخل المصري لا يعتبر تدخلاً في الشأن الفلسطيني لأنه خالٍ من أية مصالح أو أهداف، فما تعقيبكم؟

المصريون حاولوا أكثر من مرة، أن يصلحوا ذات البين، ولكن لم يتمكنوا على مدار 10 سنوات، ولكنهم الآن يبذلون جهوداً كبيرة من أجل إنهاء الانقسام وإجراء عملية المصالحة بين طرفي الانقسام، وبعد ذلك يجب على كافة الأطراف أن يكونوا حامياً للاتفاقات من أجل تطبيقها، وليس من أجل التوقيع عليها.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.