العلاقة السرية بين الإخوان المسلمين والإدارة الأمريكية … الإخوان يستعطفون «ترامب» في رسالة مسربة.. خوفا من تصنيف الجماعة “إرهابية”..

 الثلاثاء 5/12/2017 م …
الأردن العربي – نشرت صحيفة أمريكية رسالة كتبها جهاد حداد المتحدث الرسمي باسم الإخوان المسلمين، النزيل بسجن طرة، تحت عنوان “أنا عضو في جماعة الإخوان المسلمين ولست إرهابيا”.



وبالرغم من المتناقضات التي شملتها رسالة الحداد التي مثلت رسالة استغاثة للرئيس الأمريكي “دونالد ترامب”، خشية تصنيف الإخوان جماعة إرهابية، حوت أيضا على اعتراف صريح، بالفجوة التي صنعتها مناورات الجماعة السياسية مع الشعب المصري، ولم تخل من وصلات نفاق ومغازلة باستخدام فقراء مصر في التقرب للإدارة الأمريكية، والتذكير بالخدمات التي قدمت للقري والنجوع بدون ذكر صريح في الرسالة لاستخدام الزيت والسكر لدفع البسطاء للتصويت لصالح الجماعة، واستغلال المال والخطاب الدينى في احتلال العقول.
لسنا إرهابيين
وأضاف الحداد في رسالة الاستعطاف التي نشرتها صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية: “نحن لسنا إرهابيين، فقد استلهم الإخوان المسلمون فلسفتهم من الفهم الإسلامي، الذي يؤكد قيم العدالة الاجتماعية والمساواة وحكم القانون، فمنذ إنشائها عام 1928، عاش الإخوان وضعين: النجاة في أوضاع سياسية معادية، أو تقديم الأمل للناس المهمشين في المجتمع، ولهذا كتبنا عنهم، وتحدثنا عنهم، مع أننا لم نسمع بهم من قبل، ومن هذا المنطلق، فإني آمل أن تجد كلماتي طريقها إلى النور”.
الإخوان محافظون
ويتابع الحداد قائلا: “نحن محافظون، وبقاعدة شعبية كرست مصادرها كلها للقطاع العام خلال العقود التسعة الماضية، وأفكارنا بسيطة جدا، ونؤمن بترجمة الإيمان إلى عمل وواقع، وأن امتحان الإيمان هو الخير الذي يجب أن تقدمه لحياة الآخرين، وأن عمل الناس معا هو الطريق الوحيد لبناء الأمة، وتلبية طموحات شبابها، والانخراط في العالم بطريقة إيجابية، ونؤمن بأن التشاركية والشمولية متأصلة في ديننا، وأن لا أحد لديه تفويض إلهي لفرض رؤية واحدة على المجتمع”.
جمال مبارك
وتابع بالقول: “منذ نشأتنا تعاملنا سياسيا مع المؤسسات في بلدنا، واجتماعيا لمواجهة احتياجات السكان، رغم كوننا أكثر جماعة مضطهدة في ظل حكم الرئيس السابق حسني مبارك، وكانت مشاركتنا في البرلمان، سواء في تحالفات مع الأحزاب السياسية الأخرى، أو بصفتنا مستقلين، هي دليل على التزامنا بالتغيير القانوني والإصلاح، وجاهرنا بالحقيقة أمام السلطة في مناخ مليء في الأحزاب الشكلية التي تبصم للسلطة، وعملنا مع المنظمات المستقلة الداعية إلى الديمقراطية ضد خطط الرئاسة فيما يتعلق بنجل مبارك-جمال-، وعملنا بشكل قريب مع عدد كبير من النقابات واتحادات العمال”.
تفريخ الإرهاب
واستطرد الحداد في رسالته قائلا: “نسمع من وقت طويل أن جماعات العنف (فرختها) جماعة الإخوان المسلمين، أو أنها فروع منها، وهذا أمر مضلل، ففي الحالات التي ترك فيها أشخاص جماعة الإخوان المسلمين لتبني العنف، فإنهم مضوا في هذا الطريق، لأنهم لم يجدوا في فلسفتنا أو رؤيتنا أو الحركة ما يدعم التطرف، وهناك عدد كبير من هؤلاء المتطرفين -إن لم يكونوا جميعا- يعدوننا كفارا أو ساذجين سياسيين، فهذا ليس موضوعا بسيطا له علاقة بالكراهية لسذاجتنا السياسية، لكنه في الحقيقة اعتراف بأن فلسفتنا تجعل من أيديولوجيتهم المتطرفة لا قيمة لها، فحركتنا لا تقوم فقط على الاعتقاد العميق بأن المجتمعات المستقيمة أخلاقيا هي التي تزدهر، لكن الإصلاح السلمي ضمان لاستمراريتها، وكما أظهر التاريخ، فقد صمدت حركتنا في المجتمعات اللا متسامحة، والأنظمة القمعية، وجماعات التمرد العنيفة، والتقدم السريع باتجاه صدام الحضارات من المتطرفين حول العالم، فإن تنسب العنف لنا مثل أن تنسب عنف تيموتي ماكفي، الذي فجّر قنبلة مميتة في مدينة أوكلاهوما في عام 1995، للوطنية، أو كنسبة أيديولوجيات التفوق الأبيض للتعاليم المسيحية”.
فقراء مصر
وزعم أن “جماعة الإخوان المسلمين كرست جزءا كبيرا من انخراطها في الحياة العامة لبرامج خدمات اجتماعية في المناطق الفقيرة، بما في ذلك عيادات مجانية، وبنوك طعام، ودعم أكاديمي ولوجيستي لطلاب الجامعات الفقراء، حيث ملأنا فراغا نشأ بسبب الفساد، وغياب خدمات الدولة، وغياب المجتمع المناسب”.
واختتم رسالته معترفا بالأخطاء، “وبإدراك متأخر، أشعر بالندم للمناورات السياسية التي خلقت مسافة بيننا والشعب الذي عشنا طويلا من أجل خدمته، وهو درس قاس من الربيع العربي، ونعترف بأخطائنا، لكن القفز من المشاورة العامة إلى الاعتقال والتصنيف الوهمي مناف للعقل، ويعبر عن قصر نظر وسابقة مثيرة للقلق”.
تعليق على الرسالة
رسالة الحداد التي تبنتها “نيويورك تايمز”، وتحدث فيها بروح الملائكة، بهدف تبيض وجه الجماعة، أضافت للجماعة رصيدا جديدا من الأكاذيب رصدتها “فيتو” أثناء الاطلاع على نص استغاثة الجماعة جاءت كالتالى:
في البداية: زعم الكاتب الإخوانى، أن جماعته تشاركية متناسيا ما فعله الإخوان، عقب حصد الأغلبية البرلمانية، وعمدت إلى السيطرة على جميع لجانه وإقصاء جميع التيارات السياسية، وشنت حملة تشويه بحق شركاء الميدان وصلت للأعراض.
ثانيا: عقب وصول محمد مرسي إلى الحكم في 2013، أزاحت الإخوان من طريقها جميع الشركاء وطبقت نظرية “أهل الثقة” في توزيع المناصب على أعضائها الأمر الذي خلق حالة غليان داخل القوى السياسية.
ثالثا: زعم الحداد أن جماعته تصدت لنظام مبارك ولمشروع التوريث، متجاهلا الأرشيفات الصحفية، وحديث مهدي عاكف الشهير حول أحقية نجل مبارك في خوض الانتخابات الرئاسية، وامتناع عناصر الجماعة عن ذكر اسم في مبارك في التظاهرات التي كانت تنظمها حركة كفاية، ولم تخل ثورة 25 يناير من خداع الإخوان، عندما أعلنت عدم مشاركته في أي فاعليات، واحتلت ميدان التحرير بعدما تأكدت من تفوق كفة الثوار.
رابعا: الجماعة التي تدعى السلمية الآن تناست أحداث الاتحادية، وما تلاها من أحداث دموية شهدته مصر عقب عزل مرسي، وتحريضها الصريح على حمل السلاح والانتقام من الدولة، وشن حملة تشويه ضد الجيش المصري، وتحريض الشباب على عدم التجنيد، إضافة إلى خروج كيانات إرهابية تابعة لها، تبنت العنف المسلح كجبهة محمد كمال، وحركة “حسم” التي تبنت جميع العمليات.
خامسا: اعترف الحداد عن غير قصد بالفجوة التي أحدثتها الجماعة مع الشعب، وهو تأكيد صريح لثورة 30 يونيو، التي تنكرها الجماعة وتصر على وصفها بـ”الانقلاب” وتعبر مرسي حتى الآن الرئيس الشرعى للبلاد.

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.