يمنيات ضد غارات التحالف العربي على بلدهن

 

الأردن العربي ( السبت ) 4/4/2015 م …

لم تمر إلا عدة أيام على بداية الغارات الجوية التي ينفذها التحالف العربي المكون من تسعة بلدان ضد الحوثيين في اليمن حتى سجلت خسائر فادحة بين السكان. فقد لقي أكثر من خمسين مدنيا حتفهم في هذه الغارات. ورغم دوامة العنف هذه تأمل عشرات النساء اليمنيات أن تتمكنّ من وقفها.

يوم الاثنين 30 مارس/آذار قام التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية التي تدعم القوات الموالية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ضد المتمردين الحوثيين بتنفيذ غارة دامية على مخيم للنازحين في حجة بالشمال الغربي للبلاد. وسقط إثر هذه الغارة 40 قتيلا وما لا يقل عن 200 جريح. وقبل أيام قليلة سقط إثر عمليات القصف الأولى 14 قتيلا مدنيا في صنعاء حسب الدفاع المدني، فيما تحدثت منظمة العفو الدولية عن 25 قتيلا من بينهم أطفال.

“إننا ندعو جميع اليمنيات إلى أن يصبحن راعيات للسلام”

أنجيلا أبو أصبع أستاذة في جامعة صنعاء وناشطة في جمعية نسائية اسمها “النساء المتحدات”. وقد شاركت في تجمع نساء صنعاء يوم الأحد 29 آذار/مارس للتنديد بالغارات.

جميع مقرات الحوثيين التي قصفت في صنعاء كالثكنات والقصر الرئاسي تقع في أحياء سكنية. وقد دمرت بيوت من شدة القصف ومات مدنيون أبرياء في هذه الغارات. المدارس ومعظم المتاجر مغلقة. الناس خائفون ولا يجرؤون على الخروج من بيوتهم التي لم تعد مكانا آمنا هي أيضا.

وتمثل البنات أكثر من 70% من الطلاب المسجلين في معهد اللغات حيث أعمل. ومنذ أسبوع لم تعد الطالبات تحضر الدروس. لقد كانت الدراسة بالنسبة إليهن متنفسا وأملا في المستقبل في هذا المجتمع المحافظ. المؤسسة لم تغلق أبوابها ولكن أهاليهن لم يسمحوا لهن بالحضور. ويا لها من خسارة!

مبادرتنا تجمع النساء من كل الشرائح من أساتذة وناشطات في الأحزاب السياسية وصاحبات الأعمال الحرة. ولكننا هدفنا واحد، وهو أننا نريد السلام لبلدنا وننادي جميع اليمنيات بأن تصبحن راعيات للسلام.

طبعا نحن نندد بالتدخل الأجنبي في بلدنا ولكننا غاضبون على الحوثيين أيضا لأنهم يعرضون جنوب البلد، محافظات عدن ولحج والضالع للنار وإراقة الدماء. ووضعنا اليوم يعزى إلى عبد المالك الحوثي [زعيم الحوثيين] والرئيس هادي. فالأول مختبئ في مكان آمن والثاني جالس في أمان ورفاهية عند السعوديين فيما اليمنيون يقتلون.

“خطاب طائفي بدأ ينتشر في بلدنا”

كنا نريد أن تختار بلدان الخليج الحوار وأن تدعو الطرفين إلى التفاوض بدل أن تسارع إلى قصفنا. كنا نفضل أن يستخدم المجتمع الدولي وسائل الضغط الدبلوماسي وأن تفرض الأمم المتحدة مثلا على الحوثيين وضع السلاح. ولكن بدل كل هذا أذنت بشن الغارات على مخازن سلاحهم دون أي اعتبار للمدنيين.

مؤخرا التقطت صورا لجبل في ضاحية بصنعاء حيث قصفت مخازن للسلاح. وقد وصلت الشظايا إلى المنازل في حينا وكسرت النوافذ. لا أستطيع حتى تخيل ما حدث للمدنيين الذين يعيشون بالقرب من ذلك الجبل.

وفي الأشهر القليلة الماضية بدأ خطاب طائفي ينتشر في بلدنا وهي خطاب لبث النزاع بين الشيعة والسنة لم نعهده في مجتمعنا من قبل. ونحن ندعو جميع اليمنيات إلى محاربة خطاب الكراهية ومساعدة الضحايا. وسنواصل تحركنا ضد هذه الحرب المقيتة. وإن اضطر الأمر سنخرج إلى الشوارع وسنجعل أنفسنا دروعا بشرية لوقف القتال بين الإخوة.

إن النساء في اليمن يتعرضن لحالات تمييز جسيمة بسبب العادات والأعراف. إذ لا يستطعن مثلا الزواج دون إذن ولي أمرهن الذكر. وتزويج الأطفال ما زال منتشرا جدا في هذا البلد وما زالت الفتيات في عمر بالكاد يصل إلى 8 سنوات تزوجن قسرا. ومعدل الفتيات الملتحقات بالمدارس ضعيف جدا ولا يتجاوز 27% حسب منظمة اليونيسف.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.