ترامب يقرب نهاية إسرائيل / د. طلال الشريف
د. طلال الشريف ( الجمعة ) 8/12/2017 م …
من يفرح ويبتهج في إسرائيل هو مخطئ رغم الإحساس بالنصر والرئيس الأمريكي يصنع جميلا خادعا لكم ولكنه يقرب نهاية دولة إسرائيل بعد أن كان بمقدورها التعايش مع الفلسطينيين والآن يأخذها الكبر للظلم الكبير للشعب الفلسطيني وحقوقه.
أنا لن ألتفت للحالة والمواقف العربية أو الإسلامية ولا حتى الفلسطينية المنقسمة دائما ليس الآن بل منذ ظهور فكرة المشروع الصهيوني تلك المواقف والإدارة التي لم ترق في أي مرحلة لفهم ماهية وكيفية إدارة الصراع مع المشروع الصهيوني والتي كانت في أحسن حالاتها تمسك بلحظة تاريخية وسياسية واقعية هي إتفاق أوسلو أضاعوها أو أجبروا على إضاعتها لتلحق بالفرص التي ضاعت من قبلها ومن بعدها فالقيادات الفلسطينية المتعاقبة كانت على الدوام أدنى في مستواها من قيادة الشعب الفلسطيني وقضيته لتحرز نصرا أو حتي حلا مشرفا يحفظ الأرض ووحدة الشعب حتى وصلنا لقمة التردي لتفرض علينا الولايات المتحدة وإسرائيل والرجعية العربية ما تريد وتقوم الإدارة الأمريكية المتحالفة مع الكيان الصهيوني بتصفية قضية فلسطين ولذلك لن يفيد التشنج والتهديد الفالصو والحالة هكذا من ضعف وإنقسامات عربية وإسلامية وفلسطينية لإجبار الولايات المتحدة للتراجع عن سياساتها الإجرامية وإنتفاضة الشب الفلسطيني الكبرى على كل الحالة هي الحل فما لم يستطعه العرب متحدين أو منقسمين والقيام بفعل إيجابي لإدارة الصراع وتحرير الأرض لزمن طويل فلن يستطيعوه بردود أفعال رسمية ولكن الحالة الشعبية المنتفضة والمستمرة طويلا ستغير وجه المنطقة بالتأكيد.
ورغم الغصة في الحلق واللوثة في العقل والصدمة في الضمير أرى الواقع يفرض منطقيا أيضا أن أخاطب وألفت نظر الشعب الإسرائيلي بأنكم تدخلون أنفسكم وتدخلون المنطقة بمجملها في نفق مظلم رغم إبتهاجكم وفرحتكم بالعنجهية الأمريكية التي أصبحت تصرفاتها وقراراتها تشكل أكبر الأخطار عليكم وعلى مستقبلكم في المنطقة وليس بهذه العنجهية وغطرسة القوة تبنى وتستمر الدول والأمم حتى لو مر عليها قرون وحالة التعايش بسلام لشعبكم ودولتكم ستهتز طويلا طويلا وقد كان لكم فرصة من التعايش بسلام مع الفلسطينيين والعرب والمسلمين في المنطقة بحلول عادلة لا تجحف بحقوق ومستقبل الشعب الفلسطيني وليس كما تفعلون الآن فعلى ما يبدو أنكم أي الشعب الإسرائيلي مثلكم مثل قياداتنا لم تفهموا ماهية الصراع ولم تحسنوا إدارته وليس لديكم حكماء يحفظون مستقبلكم بغير القوة الغاشمة التي تتغير موازينها على الدوام فعودوا عن هذا الطريق فهو سيطيح بدولتكم في زمن ما يقرب أو يبتعد لكنه سيأتي فإحذروه لو أردتم إستمرار العيش في وطننا العربي وراجعوا ما تفعلون فهذا لن يحقق سلام بالمطلق.
التعليقات مغلقة.