عيون فلسطينيّة في بلغاريا .. لقاءات خاصّة وحصريّة في بلغاريا قامت بها الأديبة د.سناء الشعلان

 

الأردن العربي ( الأحد ) 5/4/2/15 م …

لقاءات ثقافية اجتماعية وجدانية وطنية ، أجرتها الدكتورة سناء الشعلان

العيون التي ترى : إنّها عيون فلسطينيّة في بقاع الدّنيا جميعها،إنّها العيون التي تعرف حقّها،وتطالب به على الرّغم من القهر والظّلم والمنافي والسّجون والموت والحدود والأسلاك الشّائكة والمعتقلات،إنّها العيون التي تقول لا حتى ولو خرست ألسنة البشر أجمعين،إنّها عيون الأوفياء المخلصين لأوطانهم في كلّ مكان وزمان،وفي هذا اللّقاء الحصري هي عيون الفلسطينيين في بلغاريا الذين مهما نأت بهم المنافي والبلاد البعيدة فإن عيونهم ترنو إلى فلسطين،يعيشون بها ولها مهما طال الفراق والحرمان.إنّها عيون الفلسطينيين التي لا تنام،التقيتُ بالكثير من هذه العيون في بلغاريا،وكان لي هذه الإطلالة على حيواتهم وأحلامهم وأفكارهم،لقد أعارونني أعيونهم لأرى بها فلسطين السّليبة.إنّها عيون ضدّ النّسيان والمسافات المحدودة،إنّها عيون الفلسطينيين في كلّ مكان.

إنّها عيون فلسطينيّة تراها سناء الشّعلان بعيني ابنة الخليل التي تهوى البشر الجبال الذين لا يقبلون بالحياة إلاّ في قمم الكرامة.فطوبى لهم.

1-   عينا مايا الفلسطينيّة :

صمّم الأصدقاء الفلسطينيون في بلغاريا في لقائي الحصري بهم بأن يعرّفوا بـ”مايا تسينوفا” المستشرقة البلغاريّة باسم”مايا الفلسطينيّة”،وهو اسم يفرحها ويبهج قلبها الملائكي الطّيب الذي يفخر بأنّه صلّى في المسجد الأقصى،وسار في شوارع القدس،ونذر حياته لأجل الدّفاع عن القضيّة الفلسطينيّة.إنّها فلسطينيّة القلب والهوية والإيمان،في كلّ فعاليّة لدعم القضيّة الفلسطينيّة تجد مايا الفلسطينيّة تتصدّر المكان،لا يمكن أن تراها إلاّ والحطّة الفلسطينيّة تستلقي على كتفيها بمحبّة وإكبار ودعة ومحبّة.قابلتها بالثّوب الفلسطيني الذي يحمل إرث نساء فلسطين الماجدات اللواتي يلدن من الموت حياة ومن القسوة صبر ومن الألم انتصار،يليق بها أن تُقابل بالثّوب الفلسطيني إكراماً لفلسطينيتها المخلصة التي اختارتها اختياراً،ولم ترثها قدراً أو نسباً.هي فلسطينيّة مثل أيّ فلسطيني حرّ،لسانها عربيّ فصيح مثل أيّ إيقونة شعر،تعرف معنى النّضال،ومُنحت الجواز الفلسطينيّ تقديراً لحبّها لفلسطين وأهلها،ولاتخاذ قلبهاً معبداً للنضّال من أجل القضية الفلسطينية.تنام على الحرف العربيّ،وبه تتنفّس.هي من ترجمت الكثير من شعر محمود درويش إلى البلغاريّة،إنّها امرأة فلسطيّنية حتى وإن ولدت في بلغاريا ومن أبوين بلغاريين.

حاصرتها كثيراً كي تجيب عن أسئلتي،ولكنّها هربت منها،وظلّت مشغولة بمتابعة كلّ جديد في القضية الفلسطينيّة،وترجمت ما تكتبه الأقلام العادلة حول القضية الفلسطينيّة من اللّغة العربيّة إلى اللّغة البلغاريّة كي تضع الحقيقة كاملة أمام شعبها.

2-    عينا إبراهيم دغمش :

 إنّه الدكتور إبراهيم دغمش الفلسطيني القادم من غزّة،ويستقرّ مع أسرته في بلغاريا،هو رجل أعمال ناجح على الرّغم كما أنّه يحمل شهادة طبّ بشري ،وهو رئيس الجالية الفلسطينيّة في بلغاريا،بعد أن استقرّ فيها منذ 34 عاماً عندما جاء إليها للدّراسة فيها،وتزوّج منها،وأنجب أطفاله جميعاً على أرضها،لكنّه على الرّغم من ذلك ظلّ إبراهيم دغمش الفلسطيني الذي يمثّل وطنه في كلّ دقيقة.

شاركته في أجمل لحظات عشتها عندما قرعنا سويّاً جرس فلسطين في مدينة الأجراس في بلغاريا،وعلى صوت جرس فلسطين الذي يجب أن يظلّ عالي الصّوت مسموعه أجاب عن أسئلتي التالية:

1-هل لا تزال على تواصل مع أصولك الفلسطينية من حيث العادات والتقاليد والحضارة والأحداث والمأكولات والمناسبات والأعياد والاتصال مع الأقارب ومتابعة الأخبار والثقافة؟

طبعا أنا على تواصل معها أكثر مما لو كنتُ في فلسطين،والأكل المفضّل عنديهو خبز الصاج والخبيزة العليت،وطبعاً عل رأسهم الشّطة الغزاويّة.لابدّ لنا أن نكون فلسطينيين؛لأنّ الوطن ليس ارض وشجر،ولكن رزمة من الثّقافة والعادات والتقاليد،لذلك لم أشعر في يوم من الأيام أنّني بعيد عن فلسطين لأنّها تسكن في أعماقي.

2- في مكانك البعيد جغرافيّاً عن الوطن فلسطين كيف تخدم قضيتك؟هل تقوم بالدّور الإعلامي التنويري في بلغاريا حول عدالة القضية الفلسطينيّة؟

في كثير من المجالات نحاول أن نخدم الوطن،ولكنّنا نخجل أمام دماء الشّهداء وأنين الجرحى وعشق الأسير للحريّة ودموع الأمّهات في فلسطين وحرمان أطفال فلسطين من العيش في أمان.

3-كيف يتعامل المشهد البلغاري مع القضية الفلسطينيّة؟

إنّ الشّعب البلغاريّ شغب صديق وطيّب.

4- هل ربّيت أبناءك وبناتك الذين يعيشون في بلغاريا،ويحملون الجنسيّة البلغاريّة على حبّ فلسطين والدّفاع عنها؟أم أنّهم أصبحوا بلغار تماماً دون أيّ ملمح من ملامح الفلسطينيين دواخلهم؟

على الرّغم من أنّني علّمتهم حبّ بلغاريا لأنّها مسقط رؤوسهم ووطن أمّهم،إلاّ أنّني بمساعدة أمّهم قد علّمتهم أن يعشقوا فلسطين،وأن يعملوا أكثر منّا لأجلها.

5-هل بلغاريا طمست وجهك الفلسطيني؟أم لا تزال الفلسطينيّ الذي سيعود إلى وطنه مهما طال الغياب؟

أنا ابن فلسطين وابن غزة العزّة،فكيف يطمس وجهي الفلسطيني أيّ مكان حتى ولو كانت الجنة الموعودة.

6- هل تتواصل مع فلسطينيي الشّتات عبر العالم؟

طبعاً،وهنا تكمن قوّتنا،لنا تواصل وعلاقات في كلّ أماكن تواجد أبناء شعبنا.

7- ما هو الحلم الفلسطيني الذي يراودك؟

أن أعود إلى وطني وأعيش فيه.

8- برأيك الخاص ما هو الفرق بين الفلسطيني في الشّتات والفلسطيني في الدّاخل المحتلّ؟

الفلسطيني في الدّاخل قابض على الجمر بعزّ وكرامة ومرتاح،أمّا الفلسطيني في الشّتات فهو قابض على الجمر ومحروق بنار الغربة.

9-هل أنت بعيد فعلاً عن فلسطين؟ هل الجغرافيّة أنستك وطنك؟أم أنّ انتمائك أكبر من كلّ المسافات الفاصلة؟

ليس للجغرافيا أيّ تأثير؛لأنّ فلسطين تسكن في قلوبنا.

10- يقول البعض:”إنّ الغنى في الغربة وطن” .فهل هذا الأمر ينطبق عليك وعلى تواصلك مع فلسطين؟

الوطن لا يقدّر بمال،بل على العكس تماماً؛فكلما زاد مالنا زاد الاشتياق للوطن.لا يوجد في الدّنيا من هي أحنّ من الأمّ،وهذا ينطبق على الوطن الأم.

11- ماذا علّمتكَ الغربة بوصفك فلسطينيّاً؟

أن أكون فلسطينيّاً.

12- برأيك الخاص ما هو سلاح الفلسطيني في الغربة؟

حبّ الوطن والعمل من أجله في كلّ وقت.

13- الفلسطينيون جميعاً دفعوا ثمن أنّهم فلسطينيون.فما الثّمن الذي دفعته أنت مقابل ذلك؟

والله أخجل من نفسي,أيّ ثمن يساوي الثّمن الذي يدفعه الفلسطينيون في داخل فلسطين؟!.

14- هل تتواصل في الوقت الحاضر مع أزمة الفلسطينيين الذين تعرّضوا من جديد للتهجير القسري من أماكن عديدة في الوطن العربيّ لاسيما من مخيم اليرموك في سوريا؟

طبعاً إنّني أعمل بقدر المستطاع للمساعدة في تخفيف آلام التّشرّد وقسوة الحرب عنه.

15-هل يحزنك أنّك قد تموت وتدفن بعيداً عن وطنك؟

لا أفكّر أبداً في الموت في فلسطين،بل أفكّر في أن أعيش فيها بكرامة وحرّية.وإن جاءني الموت أودّ أن أكون على طاولة التّشريح في كليّة الطّب في غزّة حتى أفيد أبنائنا من طلبة كليّة الطّبّ.

16- ماذا تقول لكلّ فلسطينيي الشتات في العالم؟

كونوا سفراء لشعبكم لأنّكم تحملون أعدل قضية.

17- ماذا تقول للفلسطينيين في الدّاخل المحتلّ؟

تنحنى الهامات أمامكم.

3-    عينا محمد طرزان شفيق العيق:

هو الدّكتور والكاتب محمد طرزان العيق،هو ابن الطنطورة الجميلة الأسيرة.هو من أقدم أبناء الجالية الفلسطينيّة في بلغاريا التي تزوّج من بناتها،وأصبح فيها جَدّاً.يحمل درجة الدّكتوراة،وعمل أستاذاً جامعيّاً في جامعة قسنطينية في الجزائر لأكثر من عقد ثم عاد إلى بلغاريا كي يفتح محلّ نظارات طبيّة وعيادة عيون.استقرّ في بلغاريا منذ أن جاء إليها ليكمل فيها دارساته العليا.هو ناشط في شأن القضّية الفلسطينيّة لاسيما عبر قلمه.

كان لي معه هذا اللّقاء وهو ينتزع ضحكات الجميع بخفّة ظلّه المترعة بالسّخرية والتّهكّم من مرارة هذا العالم،وهذه السّخرية تتسّرب بوضوح إلى كتاباته التي يغلب عليها طابع الهزل والتّهكم حتى في أكثر المواضيع حرجاً وغلياناً.

1-هل لا تزال على تواصل مع أصولك الفلسطينية من حيث العادات والتقاليد والحضارة والأحداث والمأكولات والمناسبات والأعياد والاتصال مع الأقارب ومتابعة الأخبار والثقافة؟

بالتأكيد،نحن نحتفلُ بأعيادنا قدر الإمكان،ونتبادل الزيارات،وأغلب طبخاتنا على الطّريقة الفلسطينيّة.

2- في مكانك البعيد جغرافيّاً عن الوطن فلسطين كيف تخدم قضيتك؟هل تقوم بالدّور الإعلامي التنويري في بلغاريا حول عدالة القضية الفلسطينيّة؟

نعم،أنا شخصيَّاً -وبكل تواضع-أقوم بدور إعلامي وتغطية النشاطات الفلسطينيّة جميعها،وكلّ ما يخدم القضية سواء كانت نشاطات للسّفارة الفلسطينيّة أم للجالية الفلسطينية أم نشاطات تنظيمية[الفصائل] أم فردية وفي المجالات الاجتماعيّة والثقافيّة والدّينيّة والوطنيّة والسّياسيّة كلّها،وكذلك تغطية زيارات ضيوفنا الأكارم وأرشفة هذا النشاطات ومن ثمَّ نشرها وترجمتها إلى اللّغة البلغارية وأحياناً إلى الإنكليزيّة.

3-كيف يتعامل المشهد البلغاري مع القضية الفلسطينيّة؟

كبار السّنّ والجيل القديم يناصرنا ويتعاطف معنا،أمَّا الأجيال الشّابَّة فيه تجهل الحقيقة،وللأسف الأسف تسيطر الصّهيونيةّ تقريباً على كلّ وسائل الإعلام في بلغاريا!

4- هل ربّيت أبناءك وبناتك الذين يعيشون في بلغاريا،ويحملون الجنسيّة البلغاريّة على حبّ فلسطين والدّفاع عنها؟أم أنّهم أصبحوا بلغار تماماً دون أيّ ملمح من ملامح الفلسطينيين دواخلهم؟

طبعاً أحاول قدر الإمكان مع ابنتي الوحيدة،وهي تعي تماماً جذورها الفلسطينية ،لكن للأسف ليس لها اهتمامات سياسية.كما أن حفيدي [10 سنوات] يعي أننا فلسطينيون على الرّغم من أنّ والده بلغاري،فمثلاً هو يفضّل المطبخ العربي على البلغاري.

5-هل بلغاريا طمست وجهك الفلسطيني؟أم لا تزال الفلسطينيّ الذي سيعود إلى وطنه مهما طال الغياب؟

بالطبع ما زلت كذلك،وعلى العكس تماماً،فإنّ انتمائي لفلسطين يزيد ويتنامى، ويزداد إصراري على التمسُّك بحق العودة وأعبر عن ذلك بكتاباتي ومحاولاتي الشّعريّة.

6- هل تتواصل مع فلسطينيي الشّتات عبر العالم؟

طبعاً،ولاسيما بشكل خاصّ عن طريق الفيس بوك والبريد الإلكتروني وبالتواصل المباشر.

7- ما هو الحلم الفلسطيني الذي يراودك؟

العودة ،ثم العودة وأخيراَ العودة إلى فلسطين وإلى شط الطنطورة الخلَّاب.

8- برأيك الخاص ما هو الفرق بين الفلسطيني في الشّتات والفلسطيني في الدّاخل المحتلّ؟

نحن شعبٌ واحد ، آلامنا وآمالنا واحدة،تختلفُ درجة المعاناة وشكلها،أظنّ أنّ فلسطيني الدّاخل هم الرّكيزة والشّوكة في حلق الدولة العبرية وأما فلسطينيو الشتات فهم الرافد للثورة والنضال 000 وأتَّفقُ تماماً مع د0 أحمد الطيبي حيث قال: ‘الشعب الفلسطيني مثلث هندسي لا يكتمل إلا بأضلعه الثلاثة ; الضلعُ الأول فلسطينيو الداخل[عام1948] والثاني فلسطينيو الأراضي المحتلّة/الضفة وغزّة [ عام1967] والثالث فلسطينيو الشتات[في المخيَّمات والمنافي ودول العالم]!.

9-هل أنت بعيد فعلاً عن فلسطين؟ هل الجغرافيّة أنستك وطنك؟أم أنّ انتمائك أكبر من كلّ المسافات الفاصلة؟

لستُ بعيداً عنها مطلقاً وكما يقال فنحن -على عكس باقي شعوب العالم- الوطنُ يسكن فينا وحقيقةَ فليسَ هناك حدودٌ ولا مسافاتْ فأرواحنا مقيمةٌ في الوطن0

10- يقول البعض:”إنّ الغنى في الغربة وطن” .فهل هذا الأمر ينطبق عليك وعلى تواصلك مع فلسطين؟

إنْ فهمتُ السؤال على الوجه الصحيح فأقول ليس هناك غنى ولا بديل عن الوطن ; الوطن هو الانتماء،هو العزُّ والكرامة وصدق من قال بأن الوطنَ عديلُ الروح!فكيف لإنسانٍ أنْ يعيشَ بلا روح؟!

11- ماذا علّمتكَ الغربة بوصفك فلسطينيّاً؟

علَّمتني الغربة أن أشتاق أكثر وأكثر،وزادت من إصراري على حقي في العودة،كما علَّمتني قيمةَ الوطن وأهميَّته وبأنه الأم والأب والسنَدْ000 هو الأرض التي نستند إليها وهو الجسد والروح00دون الوطن أنت في حالة انعدام للجاذبية والوزن والقيمة! 0

12-برأيك الخاص ما هو سلاح الفلسطيني في الغربة؟

باختصارٍ شديد يكمنُ سلاحه في زيادة الانتماء للوطن،وذلك في المشاركة بكل الفعاليات الوطنية وإبرازها وشرح القضية للشعب المُضيف.

13- كيف تهزم شعورك بالاشتياق وألم الحنين للوطن؟

أمارس الكتابة عن الوطن وأبث أشواقي ولواعِجي على أوراقي وبالتواصل عبر الإنترنت والمراسلات.

14- هل هناك بعض من أسرتك لايزالون يعيشون في فلسطين؟وهل تزورهم من وقت إلى آخر؟

لي عدة خالات في طولكرم ولي أقارب غير مباشرين في أم الفحم وفي الفريديس في فلسطين المحتلة،لكن للأسف لم تتسنّ لي زيارتهم.

15- الفلسطينيون جميعاً دفعوا ثمن أنّهم فلسطينيون.فما الثّمن الذي دفعته أنت مقابل ذلك؟

بالطّبع ورثتُ اللجوءَ عن أهلي و قد وُلِدتُ في خرائب بصرى في السويداء سوريا قبل أن نستقر في مخيَّم اليرموك ومن ثمَّ الاغتراب في بلغاريا.

16- هل تتواصل في الوقت الحاضر مع أزمة الفلسطينيين الذين تعرّضوا من جديد للتهجير القسري من أماكن عديدة في الوطن العربيّ لاسيما من مخيم اليرموك في سوريا؟

بالتأكيد.وقد عملنا لجنة مؤقتة لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين والسوريين القادمين إلى بلغاريا ،إذ كنا نقوم بجمع التبرعات ومن ثم عملنا قوائم اللاجئين وقمنا بتوزيع سلَّات غذائية شهرية للعائلات وكان لي شرف رئاسة هذه اللّجنة.كما قمنا بعدّة حملات لرفع الحصار عن مخيم اليرموك،وإيصال صوت مخيم اليرموك للصليب الأحمر البلغاري والدولي بالتعاون مع فاطمة وعدنان جابر،كما أقمنا اعتصام أمام مفوضية اللاجئين في بلغاريا لزيارة المساجين والموقوفين من اللاجئين وتقديم المساعدات لهم والعمل على إطلاق سراحهم وذلك بالتعاون مع السّفارة الفلسطينيّة.

17-هل يحزنك أنّك قد تموت وتدفن بعيداً عن وطنك؟

بالتأكيد يؤلمنا ذلك وهذا هو هو قدرنا.

18- ماذا تقول لكلّ فلسطينيي الشتات في العالم؟

أن نوحد جهودنا،وأن نتعاون فيما بيننا،وبأنَّ الاختلاف في الرأي هو صحِّي ومطلوب،وبأن نحترم آراء بعضنا،وأن يكون ولاؤنا لفلسطين،وأنْ لا نضيع البوصلة،وأن نتعلم من عدوّنا كيف يتضامن مع نفسه،ويقف صفاً واحداً في مواجهة أعدائِه.

19- ماذا تقول للفلسطينيين في الدّاخل المحتلّ؟

اصمدوا واصبروا وصابروا،أنتم الشوكة في حلق إسرائيل،وأنتم الضّمان والعقبة في إفشال الحلم الصهيوني،وانتظرونا فنحن قادمون وأنتم لستم وحدكم.

20- ماذا تقول للعالم بشأن القضية الفلسطينيّة؟

آنْ الأوان أن يُنصف الفلسطينيون،وأن يتحمل العالم مسؤوليته الأخلاقية تجاه قضيتنا العادلة،فالعالم شارك بشكل أو بآخر في مأساة الشّعب الفلسطيني،ويجب وضع حد لعنجهية إسرائيل وتطبيق القوانين الدولية عليها وإخضاعها لها.لا نطالب بأكثر من قرارات الأمم المتحدة الصّادرة عنها0

4-   عينا عدنان حافظ جابر :

هو الدّكتور عدنان ابن الخليل،الذي رضع الإباء والعزّة من ثدي وطنه،منذ طفولته وقد في الأسر الإسرائيلي عندما قام بعمليّة فدائيّة انتهت بوسام شرف يحمله أنّى ذهب،وهو إصابة دائمة ومؤلمة في قدمه أورثته إعاقة دائمة،بعد الخروج من المعتقل عاش في المنافي إلى أن استقرّ به المقام مع أسرته في بلغاريا.هو يحمل درجة الدّكتوراه في الفلسفة،ويعاقر الشّعر في جلّ أوقاته.

قابلتُه في بيته في صوفيا حيث دعاني وزوجته الحانية السيدة فاطمة جابر بصحبة ثلّة من الأصدقاء إلى لقاء فلسطيني بكلّ تفاصيله الحانية الدّافئة الجميلة،هناك في بيته استعرض لنا أحلامه وأحزانه وآلامه وإصراره،هناك عرض علينا جميعاً بنطاله الذي كان يلبسه عندما قام بالعمليّة الفدائيّة التي اغتالت قدمه،وألقت به في معتقلات العدوّ الصّهيوني لسنوات طويلة.وفي بيته أيضاً وضع بين أيدينا بعضاً من تراب فلسطين الذي يحمله أنّى ذهب إلى جانب دواوين شعره الوطني عن فلسطين.

1-هل لا تزال على تواصل مع أصولك الفلسطينية من حيث العادات والتقاليد والحضارة والأحداث والمأكولات والمناسبات والأعياد والاتصال مع الأقارب ومتابعة الأخبار والثقافة؟

أتصل بالهاتف بشكل دائم مع أهلي في الأردن وسوريا.

2- في مكانك البعيد جغرافيّاً عن الوطن فلسطين كيف تخدم قضيتك؟هل تقوم بالدّور الإعلامي التنويري في بلغاريا حول عدالة القضية الفلسطينيّة؟

أخدم وطني بالكتابة.

3- هل ربّيت أبناءك وبناتك الذين يعيشون في بلغاريا،ويحملون الجنسيّة البلغاريّة على حبّ فلسطين والدّفاع عنها؟أم أنّهم أصبحوا بلغار تماماً دون أيّ ملمح من ملامح الفلسطينيين دواخلهم؟

لم ولن يصبح أولادي بلغار،هم يعرفون هويتهم،ويدركون أصولهم، لكنهم يحاولون التأقلم مع الوضع الجديد.

4-هل بلغاريا طمست وجهك الفلسطيني؟أم لا تزال الفلسطينيّ الذي سيعود إلى وطنه مهما طال الغياب؟

ما زلت فلسطينياً، آمل أن أعود للوطن، أو يعود أولادي.

5- ما هو الحلم الفلسطيني الذي يراودك؟

أن نتوصل إلى الوحدة الوطنية، ونحقق حق العودة، ويكون لنا دولة ذات سيادة.

6- برأيك الخاص ما هو الفرق بين الفلسطيني في الشّتات والفلسطيني في الدّاخل المحتلّ؟

كلاهما يدرك هويته الفلسطينية، الفرق في الظروف وتفاصيل المعاناة.

7-هل أنت بعيد فعلاً عن فلسطين؟ هل الجغرافيّة أنستك وطنك؟أم أنّ انتمائك أكبر من كلّ المسافات الفاصلة؟

أحمل الوطن أينما ذهبت.

8- يقول البعض:”إنّ الغنى في الغربة وطن” .فهل هذا الأمر ينطبق عليك وعلى تواصلك مع فلسطين؟

لستُ ثرياً من الناحية المالية،أحاول العيش بكرامة أنا وأسرتي. وأتواصل مع وطني .

9- ماذا علّمتكَ الغربة بوصفك فلسطينيّاً؟

العيش بشرف وكرامة في الغربة مسألة مضنية.

10-برأيك الخاص ما هو سلاح الفلسطيني في الغربة؟

العمل والعلم.

11- كيف تهزم شعورك بالاشتياق وألم الحنين للوطن؟

بالتواصل مع الأهل بالهاتف والكتابة، والتفاعل مع الفن لاسيما الموسيقى.

12- هل هناك بعض من أسرتك لايزالون يعيشون في فلسطين؟وهل تزورهم من وقت إلى آخر؟

بعض أهلي يعيشون في الخليل، ليس بمستطاعي زيارتهم.

13-الفلسطينيون جميعاً دفعوا ثمن أنّهم فلسطينيون.فما الثّمن الذي دفعته أنت مقابل ذلك؟

زهرة شبابي في الأسر،وجراح في جسدي ما زلت أحملها.

14-هل تتواصل في الوقت الحاضر مع أزمة الفلسطينيين الذين تعرّضوا من جديد للتهجير القسري من أماكن عديدة في الوطن العربيّ لاسيما من مخيم اليرموك في سوريا؟

أتواصل بالإتصال والكتابة.

15-هل يحزنك أنّك قد تموت وتدفن بعيداً عن وطنك؟

هذا صحيح، صرنا نحلم بقبر في الوطن.

16- ماذا تقول لكلّ فلسطينيي الشتات في العالم؟

اثبتوا جدارتكم العملية والعلمية والحضارية في العالم،توحدوا،واعملوا بقدر استطاعتكم لأجل قضيتكم الوطنيّة.

17- ماذا تقول للفلسطينيين في الدّاخل المحتلّ؟

توحدوا في وجه المحتل.

5-عينا فاطمة جابر:

 بل عليّ أن أقول قلب فاطمة جابر؛فهي أمّ الفلسطينيين في كلّ مكان،وهي القلب المفتوح لهم في كلّ مكان،تقضي حياتها لأجل هدف واحد،وهو مساعدة الفلسطينيين بكلّ شكل وتحت أيّ ظرف.هي فاطمة أبو عيد المعروفة باسم فاطمة جابر،وهي زوجة الشّاعر والمناضل والدّكتور عدنان جابر.ألجأتها الحرب الحاليّة في سوريا إلى أن تستقرّ مع زوجها وابنها وابنتها في بلغاريا.هي فلسطينيّة من قرية الجاعونة من قضاء صفد.وقد عاشت حياتها لاجئة في مخيّم اليرموك في سوريا تعمل ناشطة متطوّعة إنسانيّة تُعنى بشؤون اللاجئين الفلسطينيين بعد أن حصلت على شهادة تجارة ومحاسبة وشهادة تصميم ورسم تصميمي في دمشق.

قابلتُها في بيتها وهي موزّعة بين رعاية أسرتها الحانية،ودعم زوجها الذي تحبّه،وبين استقبال ضيوفها الذين دعتهم إلى سهرة أسريّة فلسطينيّة حميمة،وبين غمرنا جميعاً بأمومتها الفلسطينيّة العملاقة التي تتّسع لكلّ الدّنيا.كانت في آن تطعمنا وتداعبنا وتحدّثنا وتحنو علينا جميعاً.

هي امرأة لا تعرف في حياتها هاجساً وهدفاً وقضيّة وحلماً وغاية سوى فلسطين.إنّها باختصار أم فلسطينيّة بامتياز لا يكسرها خوف،ولا تهزمها محنة.

1-هل لا تزالين على تواصل مع أصولك الفلسطينية من حيث العادات والتقاليد والحضارة والأحداث والمأكولات والمناسبات والأعياد والاتصال مع الأقارب ومتابعة الأخبار والثقافة؟

نعم وبحرص شديد خوفاً من طمس هويتنا الفلسطينية.

2- في مكانك البعيد جغرافيّاً عن الوطن فلسطين كيف تخدمين قضيتك؟هل تقومين بالدّور الإعلامي التنويري في بلغاريا حول عدالة القضية الفلسطينيّة؟

بالطّبع وذلك من خلال المساهمة بإحياء أو المشاركة في أي مناسبة خاصة بالشعب الفلسطيني وقضيته أو إظهار وحشية العدو الصهيوني باعتداءاته المتكررة والوحشية على شعبنا في فلسطين لاسيما في القدس والخليل.

3-كيف يتعامل المشهد البلغاري مع القضية الفلسطينيّة؟

بين مؤيد ومتعاطف وبين معارض وداعم لإسرائيل بسبب تقصيرنا الرسمي وتأثير الصّهاينة إعلاميّاً على الغرب.

4- هل ربّيت أبنائك وبناتك الذين يعيشون في بلغاريا،ويحملون الجنسيّة البلغاريّة على حبّ فلسطين والدّفاع عنها؟أم أنّهم أصبحوا بلغار تماماً دون أيّ ملمح من ملامح الفلسطينيين دواخلهم؟

ما زالوا يحافظون على هويتهم من خلال الاندماج بجميع الفعاليات التي تحمل الهم الفلسطيني ومن خلال علاقتنا مع عدد من الأصدقاء الحقيقيين في الداخل الفلسطيني أو من خلال شبكات التواصل الاجتماعي عبر النت ،ومن خلال تعلمهم الدبكة الشعبية الفلسطينية وتواصل الأطفال والشباب والصّبايا الفلسطينيين مع بعضهم البعض من خلال عدة فعاليات ومحاولة مساهمتهم وانخراطهم بها .

5-هل بلغاريا طمست وجهك الفلسطيني؟أم لا تزالين الفلسطينيّة التي ستعود إلى وطنه مهما طال الغياب؟

لابد من العودة مهما تغيرت أماكن إقامتنا وطال الزمن ، فجميع الأماكن هي عبارة عن محطات للعبور ليست إلا !. وجميعنا يسعى للحصول على الجنسيّة الأوروبية لتكون جواز مروره للوطن المفقود والمنشود حتى لو زيارة .

6- هل تتواصلين مع فلسطينيي الشّتات عبر العالم؟

بالتأكيد لأنني منهم ، أنا لاجئة فلسطينية أجدادي من مشردي نكبة عام 1948.

7- ما هو الحلم الفلسطيني الذي يراودك؟

أن يكون لدينا قيادات فلسطينية على مستوى عظمة هذا الشعب المناضل والجريح .

8- برأيك الخاص ما هو الفرق بين الفلسطيني في الشّتات والفلسطيني في الدّاخل المحتلّ؟

من خلال تواصلي مع أصدقاء كثر في الداخل هم يتمنون أن يروا فلسطين بعيوننا و كما نراها فعين المحب والمحروم تلتقط تفاصيل الحنين والجمال هذا من الناحية العاطفية أما من الناحية الواقعية فمأساتنا لا تنفصل عن بعضها.

أهل الداخل في سجن كبير يمنعهم من ممارسة الحياة الطبيعية كسائر البشر مدن مقطعة قريبة بالمسافات لكنها بعيدة من حيث السبيل للتواصل فيما بينها، ربما لكل منطقة معاناتها المختلفة عن الأخرى لكن هناك معاناة عامة مشتركة، وهم يدركون هدف إسرائيل بالتضييق والضغط عليهم لدفعهم لترك الوطن ولتفريغ فلسطين من أهلها الأصليين والذين لولا وجودهم لكانت حجة الاستعمار الإسرائيلي قد تأكدت بأنّ “فلسطين أرض بلا شعب لشعب بلا أرض “،والأهم من كل ذلك أنهم موجودون فوق أرضهم وفي وطنهم ولا منة لأحد ما عليهم مثلنا نحن وعدوهم واحد ومعروف وهو الاحتلال أولا وأخيراً.

أما فلسطينيو الشّتات فمعاناتهم مضاعفة لاسيما في ظلّ الثورات العربية الداخلية حيث بات اللاجئ الفلسطيني يدفع ثمن أي صراع أو نزاع مسلح داخل أي دولة عربية ويُزجُ بها ويُتَهم بأنه السّبب في أيّ فتنة تحصل ودوماً تغلق جميع الحدود في وجهه كونه لاجئ والكل يتاجر به وبقضيته ويساهم بمأساته ويتلذذ بآلامه لأنه الحلقة الأضعف هو وسلطته وتنظيماته

9-هل أنت بعيدة فعلاً عن فلسطين؟ هل الجغرافيّة أنستك وطنك؟أم أنّ انتمائك أكبر من كلّ المسافات الفاصلة؟

رغم بعدي الجغرافي عن فلسطين وبعيداً عن الشاعرية والرومانسية فلسطين التي لم أعش بها يوماً ولا أعرفها إلا من خلال الكتب وقصص الجدات،لكنّها تسكنني 24 ساعة في اليوم،فعندما أشاهد دَرَج من حجر أقول يشبه أدراج القدس على الرّغم من أنّني لم أرها إلا على شاشات التلفزيون ومن خلال بعض النصوص الشعرية أو القصصية .

كنت مرة على البحر في مدينة “بورغاس” البلغارية وباللاشعور قلت لهم صَدفْ حيفا ويافا وعكا وغزة أجمل بكثير وأكبر من هذا الصدف ورمال الشواطئ بفلسطين أنظف ولونها أبيض وأجمل و..و.. ألخ .إنها لغة الحنين المُخَزن بالذاكرة الشفوية وليست المرئية من خلال ما رواه الأهل .الآن وهنا في صوفيا أبحث عن دمشق ،كما كنت أبحث عن فلسطين في دمشق هي لعبة الحنين لأوطان مفقودة ، لست واثقة من العودة لها لكنني متأكدة بأنها بلادي وأعمل على استرجاعها .

10- ماذا علّمتكَ الغربة بوصفك فلسطينيّة؟

علمتني أن جميع البلاد هي رمال متحركة تحت قدميك قد تبتلعك في أي لحظة أو ستطردك منها متى أرادت ومع أول خلل طارئ يحصل في حياتك قد لا تكون طرفاً فيه ولا سبباً من أسبابه،ولكنك لا تملك أرضاً صلبة تثبت أقدامك عليها، وتخرج وتعود إليها متى أردت ، لذلك كل بلاد الأرض لن تكون وطناً لك ما دامت غربتك قسرية وليست بإرادتك .

11-برأيك الخاص ما هو سلاح الفلسطيني في الغربة؟

الإيمان بالله وبعدالة قضيته والاهتمام بالعلم والنجاح والتأثير على الآخرين وكسبهم كمناصرين وأصدقاء لنا ولقضيتنا ومد جسر من الثقة والمحبة والاحترام بيننا وبين أهالي البلاد الأصليين التي نعيش فيها.

12- كيف تهزمين شعورك بالاشتياق وألم الحنين للوطن؟

لا أستطيع هزيمة هذا الشعور مهما حاولت وأحيانا تنتابني نوبات من البكاء مهما حاولت السيطرة عليها إلا أن محاولاتي تفشل.

13-الفلسطينيون جميعاً دفعوا ثمن أنّهم فلسطينيون.فما الثّمن الذي دفعتيه أنت مقابل ذلك؟

الغربة والتشرد من سوريا البلد الذي لجأت إليه عائلتي بعد خروجهم من فلسطين لأجد نفسي في بلاد جديدة لا تمت لي بأي صلة لا أرضها أرضي ولا أهلها أهلي .

14-هل تتواصلين في الوقت الحاضر مع أزمة الفلسطينيين الذين تعرّضوا من جديد للتهجير القسري من أماكن عديدة في الوطن العربيّ لاسيما من مخيم اليرموك في سوريا؟

بالطبع أتواصل معهم بكل أنحاء العالم وداخل مخيم اليرموك المحاصر منذ أكثر من سنتين حيث وهبت نفسي للعمل الإنساني كمتطوعة تعنى بشؤون اللاجئين بشكل عام والفلسطينيين السوريين بشكل خاص حيث أتواصل معهم داخل المعتقلات والسجون العربية والأوروبية حيث يتم إلقاء القبض عليهم وهم في رحلة الهروب من الموت إلى الموت الهروب من الموت السوري باتجاه المنافي الجديدة التي تحمل لهم إما الموت أو النجاة وأقوم بمحاولة حل قضاياهم ومحاولة مساعدتهم وقد أفلح حيناً وأفشل حيناً من خلال التواصل مع السفارات وبعض منظمات حقوق الإنسان الخاصة باللاجئين كمعتقلي سجن كرموز بالإسكندرية ومعتقلي ألبانيا وقبرص ومقدونيا واليونان وإيطاليا وبلغاريا وتايلاند .. والتواصل مع اللاجئين المحاصرين داخل مخيم اليرموك ومحاولة المساعدة حتى لو بنقل معلومة أو خبر عنهم أو لهم .

15-هل يحزنك أنّك قد تموتين وتُدفنين بعيداً عن وطنك؟

في البداية كان هاجسي وسبب من أسباب حزني أما الآن فلا يحزني على الإطلاق ولا يهمني متى وأين أدفن فكل البلاد ما دامت ليست وطني فهي واحدة وخصوصا بعد أنا شاهدنا كل أنواع الموت كالموت تحت التعذيب في أقبية الطغاة والموت غرقا في البحر أثناء رحلات الموت هربا وتجمدا بالثلج والصقيع أثناء الضياع في غابات أوروبا وغيرها من حالات الوفاة التي لم تخطر على بال أحدنا في يوم من الأيام .

16- ماذا تقولين لكلّ فلسطينيي الشّتات في العالم؟

أقول لهم بأننا يجب أن لا نلتفت للخلف وأن نترحم على من رحل ولا نأسف على ما فات. لو أن أهالينا عندما خرجوا من فلسطين بقوا ينوحون ويبكون لما تعلمنا ولا بنينا مخيماتنا ولا بيوتنا ولا صرنا على ما نحن عليه لدينا رسالة في هذه الحياة وهي جيلنا القادم يجب أن نقدم له تجربتنا وأسباب فشلنا بكل صدق وبلا رتوش وتجميل قد يكون الجيل الأفضل والأوعى ويكون مفتاح العودة بأيديهم .. الحياة لا تنتظر احد وهي دائما تسير إلى الأمام والأمس مضى ونحن لا نمتلك سوى يومنا هذا وكما يقول الشاعر (غداً بظهر الغيب واليوم لي !!) أحلم بغد وأخطط من أجله لكن يجب أن أستثمر اللحظة وأعيشها كما يجب أن تعاش فهي الوحيدة الحقيقة الملموسة الآن .

17- ماذا تقولين للفلسطينيين في الدّاخل المحتلّ؟

لا أستطيع أن أقول لهم شيء فلست أهلاً لإعطاء النصائح فظروفهم تختلف عن ظروفي ولكن اتمنى أن يبقوا يحرسوا لنا أشجار الليمون والزيتون والزعتر إلى أن نعود.

18- ماذا تقولين للعالم بشأن القضية الفلسطينيّة؟

أيها العالم أنت منافق وكاذب ومخادع وغشاش،وتكيل بمكيالين،ولن تعود بلادنا ما دمنا نعتمد على قراراتك ومجالس أمنك وقراراتك الدولية وأقول كما قال الشاعر :

“إنّ ألفي قذيفة من كلام لا تساوي قذيفة من حديد”.

“إنّ القضايا لا تحلّ في مجلس الأمن إنّما في مكاتب التّجنيد”.

6-عينا محمد عطا أبو عنزة:

 هو ابن قرية عبسان الجديدة من خان يونس الفلسطينيّة،جاء إلى بلغاريا يطارد حلمه الفلسطيني بالعلم والمعرفة والإنجاز،هو موجود في منذ عام 2012 في بلغاريا لأجل إكمال دراساته العليا في الرياضيّات الماليّة.هو مثال الشّاب الفلسطيني المثقّف المتعلّم المقاوم المكافح المتماسك المؤمن بقضيّته والذي يخطّ دربه بشكل دائم نحو وطنه فلسطين.هو فلسطيني يمثّل جيلاً كاملاً يعد بأن لا تموت قضيّة وطنه أبداً،فهو من يحمل الرّاية في درب النّضال.

منذ أن قابلته حدستُ أنّه سيكون صديقاً حميماً على قلبي،وهذا ما كان.في لقائي الثّاني به كنتُ أسأله كالأطفال عن تفاصيل الحياة المعيشيّة القاسية في غزّة،وكان كأستاذ مخلص يشرح لي بصبر وأناة وإخلاص.

وعندما رغبتُ في أن أتلصّص على أعماقه كانت إجاباته التّالية عن أسئلتي.

1-هل لا تزال على تواصل مع أصولك الفلسطينية من حيث العادات والتقاليد والحضارة والأحداث والمأكولات والمناسبات والأعياد والاتصال مع الأقارب ومتابعة الأخبار والثقافة؟

أكيد لا أزال على تواصل مع أصولي الفلسطينيّة على الأقل بالحدّ الأدنى لاسيما مع الأهل والأقارب.كما أنّني أشارك في جميع الفعاليّات والنّشاطات الفلسطينيّة أو الدّاعمة للقضية الفلسطينيّة سواء أكانت محاضرات أم مظاهرات أم ندوات تعريفيّة بالقضيّة الفلسطينيّة.

2-كيف يتعامل المشهد البلغاري مع القضية الفلسطينيّة؟

المشهد البلغاري ينقسم إلى قسمين،جيل الشباب الذي ينظر الى أوروبا الغربيّة على أنّها النّموذج الجميل الذي يجب أن يحتدى،وبالتالي يتبنّى السّياسة الغربيّة والاسرائيليّة بشكل عام،أمّا القسم الآخر فهو قسم كبار السّن،فهؤلاء ما زالوا يحملون الفكر الشّيوعي الدّاعم للقضيّة الفلسطينيّة.

3- ما هو الحلم الفلسطيني الذي يراودك؟

تحرير فلسطين من المطلّة إلى أم الرّشراس ومن البحر الميت إلى البحر المتوسّط.

4- برأيك الخاص ما هو الفرق بين الفلسطيني في الشّتات والفلسطيني في الدّاخل المحتلّ؟

الفرق الرئيسي هو هموم الوطن،ففلسطينيو الشّتات ربما أخذتهم هموم الحياة وتحدياتها بعيداً عن همّ القضيّة.لا أتّهم أحداً،ولا أزاود على وطنيّة أحد،وإنّما هي ظروف حياة الشّتات القاسية.

5-هل أنت بعيد فعلاً عن فلسطين؟ هل الجغرافيّة أنستك وطنك؟أم أنّ انتمائك أكبر من كلّ المسافات الفاصلة؟

فلسطين تجري في دمي مجرى الدم،فأنا على تواصل شبه يومي مع الأهل والأقارب والأصدقاء.بلغاريا لم تأخذ من فلسطينيتي أيّ شيء.ماذا تأخذ الإبرة من الماء.

6- ماذا علّمتكَ الغربة بوصفك فلسطينيّاً؟

علمتني غربتي الصّبر على الصّعاب، فكما يقال “الغربة هي قطعة.

7-برأيك الخاص ما هو سلاح الفلسطيني في الغربة؟

التمسك بإرث الآباء والأجداد .

8- كيف تهزم شعورك بالاشتياق وألم الحنين للوطن؟

شعور الحنين إلى الوطن لا يُهزم إلاّ بالعودة إلى الوطن،ولكنّني أحاول أن أصبّر نفسي من خلال التّواصل الدائم مع الأهل والأحباب في فلسطين.

9-الفلسطينيون جميعاً دفعوا ثمن أنّهم فلسطينيون.فما الثّمن الذي دفعته أنت مقابل ذلك؟

في عام 1993 أُعتقلت في مصر بتهمه الانتماء إلى جيش التحرير الفلسطيني، وفي عام 1995 قام القذافي بترحيلي وعائلتي من ليبيا لأنه وفق زعمه يعارض اتفاقية أوسلو.

10-هل يحزنك أنّك قد تموت وتدفن بعيداً عن وطنك؟

اسأل الله العظيم رب العرش العظيم ألاّ أموت إلاّ في فلسطين،وأنا أُدفن إلاّ فيها.

11- ماذا تقول للعالم بشأن القضية الفلسطينيّة؟

لا يحكم العالم إلاّ القوّة فمن امتلك ألقوه امتلك الحق!!.

7-عينا نبيل أبو مهادي :

هو الدّكتور نبيل ابن مدينة غزّة الصّمود والكبرياء،يحمل شهادة الدّكتوراه في الهندسة الوراثيّة.جاء إلى بلغاريا يبحث عن فرصة عمل ورزق بعد أن سرق العدو الصّهيوني قوته وقوت شعبه.هو رجل يعشق الكلمة،ويصافح الفكر،ويؤمن بأن الأجمل هو من سينتصر.يحلم بوطنه،ويرسم درب الاشتياق نحوها.

1-في مكانك البعيد جغرافيّاً عن الوطن فلسطين كيف تخدم قضيتك؟

نجاحي في مجالي التخصصي اكبر خدمة أقدمها أينما كنت يقولون فلسطين على الرّغم أنّني أمثّل بلغاريا في المحافل الدّوليّة.

2-هل تقوم بالدّور الإعلامي التّنويري في بلغاريا حول عدالة القضيّة الفلسطينيّة؟

اتّصالي مع مئات الطّلبة سنويّاً يسمح لي بأن أكون منبراً إعلاميّاً واعياً يقدّم المعلومة الدّقيقة.

3- ما هو الحلم الفلسطيني الذي يراودك؟

تطوير العامل البشري وتوجيه طاقاته بالشّكل السّليم.

4-برأيك الخاص ما هو الفرق بين الفلسطيني في الشّتات والفلسطيني في الدّاخل المحتلّ؟

كمدفئة على الحطب؛ الفلسطيني في الداخل يحترق بنار حبه

الفلسطيني في الشتات ينظر ويتمتع بروعة اللهب وجماله.

5-هل أنت بعيد فعلاً عن فلسطين؟ هل الجغرافيّة أنستك وطنك؟أم أنّ انتمائك أكبر من كلّ المسافات الفاصلة؟

لا توجد مسافات،الحبّ لا يعرف المسافات.

6- ماذا علّمتكَ الغربة بوصفك فلسطينيّاً؟

أن أُصمّم على فلسطينيتي.

7- برأيك الخاص ما هو سلاح الفلسطيني في الغربة؟

إيمانه بقدراته الذاتية.

8-الفلسطينيون جميعاً دفعوا ثمن أنّهم فلسطينيون.فما الثّمن الذي دفعته أنت مقابل ذلك؟

العلاقة الشوفينية والمتعلقة بالتقدم الوظيفي ليس العلمي.

9- ماذا تقول لكلّ فلسطينيي الشتات في العالم؟

كنْ فلسطينيا.

10- ماذا تقول للفلسطينيين في الدّاخل المحتلّ؟

اصبروا وصابروا؛فالنصر قادم.

11-ماذا تقول للعالم بشأن القضية الفلسطينيّة؟

إن أردتم حلّ 50% من الأزمات الدولية عليكم حل القضيّة الفلسطينيّة

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.