لماذ لا ندعم جماعة ناطوري كارتا اليهودية؟ / عوض الصقر




 عوض الصقر ( الأردن ) الإثنين 11/12/2017 م …

ربما لا يسمع الكثيرون بجماعة ناطوري كارتا اليهودية Neturei Karta التي تعارض إقامة الكيان الصهيوني على أرض فلسطين.
ناطوري كارتا ، عبارة آرامية تعني “حراس المدينة” وهي طائفة يهودية ارثوذكسية تأسست في عام 1935، ترفض الصهيونية بجميع أشكالها ومسماياتها كما أنها تعارض وجود دولة إسرائيل ، وبحسب معتقداتها فإن إقامة دولة إسرائيل يعني بداية نهايتها. ويتركز وجودهم في القدس ولندن ونيويورك.
وتنادي طائفة ناطوري كارتا بتفكيك دولة اسرائيل الحالية بشكل سلمي حيث أنه بناء على معتقدات التلمود البابلي ، فإن إقامة دولة إسرائيل تتم فقط بعد مجئ السيد المسيح عليه السلام. بل إن أحد كبار حاخاماتهم طالب بالمشاركة في الحكومة الفلسطينية في ضوء قناعتهم المطلقة بأن إسرائيل سوف تزول وتنتهي خلال سنوات قليلة ، كما شارك في المسيرات المناهضة لبناء جدار الفصل العنصري في بلدة نعلين ، غربي رام الله ، خمسة عشر شخصاً من أتباع هذه الطائفة.
وقد أقر زعيم الجماعة الحاخام موشيه هيرش بأن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات هو الممثل الشرعي والقانوني لدولة فلسطين ، والتي تشمل ما يعرف بدولة إسرائيل.
وينحدر معظم أتباع هذه الطائفة من أصول هنغارية كانوا قد استقروا في فترات سابقة في المدينة القديمة للقدس بداية القرن التاسع عشر، وكذلك من اليهود الليتوانيين الذين كانوا طلابا هناك.
وبناء على معتقدانهم الدينية فإن أتباع هذه الطائفة ترفض دفع الضرائب لدولة إسرائيل حيث أنهم لا يعترفون بها أصلا. وقد وصل الأمر بهذه الطائفة إلى أنهم لا يقبلون لمس أي عملة ورقية أو نقدية تحمل صور وشعارات للصهيونية. كما أن أتباع هذه الطائفة لا يقتربون من حائط البراق لاعتقادهم بأنه تم تدنيس هذا الحائط من قبل الصهاينة.
ومما يجدر ذكره فإن زعيم هذه الطائفة موشيه هرش عمل كوزير لشؤون اليهود في السلطة الوطنية الفلسطينية في عهد الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.
كما شارك الحاخام موشيه هيرش وعدد من أتباعه في جنازة عرفات في رام الله بفلسطين.
وبعد هذه المقدمة وبما أن معتقدات هذه الطائفة وسلوكياتها تخدم مصلحتنا في مواجهة الغطرسة الاسرائيلية واعتداءاتها الغاشمة على شعبنا الأعزل بدعم علني من الادارات الاميركية المتعاقبة والتي كان آخرها قرار ترمب بنقل السفارة الاميركية من تل أبيب الى القدس بدون أدنى اكتراث لمناشدات الدول العربية والاسلامية التي يزيد عدد سكانها على مليار ونصف المليار.
وهنا أتساءل ، لماذا لا نبني علاقات مع أعضاء هذه الطائفة ولماذا لا نمد أيدينا إليهم ونستضيفهم في المؤتمرات والندوات الحوارية والقنوات الفضائية.. ولماذا لا نسلط الاضواء عليهم؟ ، بل لماذا لا تعترف حكومات الدول العربية والاسلامية بهم وتعتبرهم ممثلا شرعيا للشعب اليهودي؟

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.