مصيرالصهيونية وإسرائيل إلى الزوال كمصيرجميع الايديولوجيات و الأنظمةالاستعمارية والعنصرية / د. غازي حسين

نتيجة بحث الصور عن د. غازي حسين

د. غازي حسين ( فلسطين ) الأربعاء 13/12/2017 م …




الصهيونية أيديولوجية وحركة عالمية منظمة استعمارية وعنصرية وإرهابية، وظّفت الأكاذيب والأطماع والخرافات والأساطير التي رسّخها كتبة التوراة والتلمود بمساعدة الدول الاستعمارية لإقامة إسرائيل في فلسطين، وبالتالي اعتمدت الصهيونية والدول الاستعمارية على الديانة اليهودية لإقامة الدولة اليهودية في فلسطين العربية.

فالمشروع الصهيوني مشروع استعمار استيطاني شيطاني استخدم الدين اليهودي لإقامة إسرائيل في فلسطين العربية قلب الوطن العربي وكأكبر غيتو يهودي استعماري عنصري وإرهابي في قلب المنطقة العربية والإسلامية، وكحليف للدول الاستعمارية والمركز للهيمنة على بلدان الشرق الأوسط كقدمة للهيمنة الصهيونية على العالم.

والأيديولوجية الصهيونية أيديولوجية غربية نشأت في أوروبا لحل المسألة اليهودية فيها على حساب حقوق الشعب العربي الفلسطيني والحقوق الوطنية والدينية للعرب من مسلمين ومسيحيين وجميع المسلمين في العالم وفي فلسطين العربية، وتبنّت الفكر العنصري الأوروبي وبشكل خاص فكر الفيلسوف الألماني فريدرش نيتشه، واستبدل الزعيم الصهيوني آحاد عام الآري في نظرية نيتشه العنصرية باليهودي الذي خُلق العالم ومافيه من أجله كما يعتقد الصهاينة.

وتعهّد المؤسسون الصهاينة خدمة مخططات ومصالح الاستعمار البريطاني والإمبريالية الأمريكية في الوطن العربي، وقرر المؤتمر الصهيوني الأول في بازل بسويسرا عام 1897بتهجير اليهود إلى فلسطين من أوروبا الشرقية وترحيل الفلسطينيين منها وتوطين اليهود فيها بإقامة المستعمرات اليهودية على أنقاض المدن والبلدات والقرى الفلسطينية، فالصهيونية فكرة استعمارية غربية قامت بنقل كتلة بشرية على أساس ديني عنصري استعماري من أوروبا لتخليص الشعوب الأوروبية من دسائسهم ومؤامراتهم وشرورهم والحلول محل الفلسطينيين سكان فلسطين الأصليين وأصحابها الشرعيين باستخدام الهجرة والاستيطان والترحيل والقوة ورشوة الأمراء والملوك والرؤساء في المنطقة وفي بقية البلدان في العالم.

وهي أيديولوجية وحركة وكيان استعمار استيطاني إحلالي وإجلائي وعدواني، واستولت إسرائيل على فلسطين التاريخية التي كانت تعرف بسورية الجنوبية وجزء لا يتجزأ من سورية الأم وبلاد الشام، وصادرت بمساعدة الانتداب البريطاني وهزيمة الدول العربية في حربي 1948 و 1967 الأراضي والمنازل الفلسطينية، وأحلّت المهاجرين اليهود محلّهم بدعم من الدول الغربية وحكومة ألمانيا النازية بموجب اتفاقية هافارا الموقّعة عام 1934 بموافقة هتلر لتنظيف ألمانيا وأوروبا من اليهود وتهجيرهم فقط إلى فلسطين العربية.

وارتكبت العصابات اليهودية الإرهابية المسلحة التي درّبتها دول أوروبا الاستعمارية وأشركتها في الحربين العالميتين الأولى والثانية المذابح الجماعية والترحيل القسري و/74/ مجزرة أفظع من مجزرة دير ياسين في الفترة الواقعة من بداية عام 1948 وحتى 15 أيار 1948.

وأقامت الصهيونية في15أيار 1948 إسرائيل في فلسطين العربية كدولة يهودية استعمارية عنصرية إرهابية للهيمنة على البلدان العربية من النيل إلى الفرات وبلدان الشرق الأوسط الكبير كمقدمة لهيمنة اليهود على العالم.

 

ومن سمات إسرائيل:

  • أولاً : إحلال اليهود الاشكناز محل العنصر الأصلي المحلي وهو العربي الفلسطيني.
  • ثانيـاً: توظيف إسرائيل لخدمة مصالح ومخططات الدول الغربية في البلدان العربية.
  • ثالثــاً: عملت بريطانيا الدولة المنتدبة على فلسطين بالسماح للوكالة اليهودية في فلسطين من إقامة مؤسساتها بحيث أصبحت حكومة داخل حكومة الانتداب البريطاني.
  • رابعـاً:تولّت بريطانيا وألمانيا النازية والولايات المتحدة تهجير اليهود إلى فلسطين وتحقيق وعد بلفور المشؤوم وتقسيم فلسطين وحماية وتقوية ودعم إسرائيل وحروبها العدوانية، وفتحت الولايات المتحدة وبريطانيا وألماني النازية أبواب فلسطين ومعابر غير شرعية على مصراعيها لهجرة اليهود إليها.

فالدول الغربية لعبت الدور المحوري في تقرير كامبل واتفاقية سايكس_بيكو ومؤتمر الصلح في فرساي ومؤتمر الحلفاء في سان ريمو ونظام الانتداب البريطاني واتفاقية هافارا مع النازية، وقرار التقسيم وتأسيس إسرائيل والدفاع عنها وتقويتها والاشتراك في حروبها العدوانية والدفاع عن احتلالها للأراضي الفلسطينية والسورية واللبنانية داخل الأمم المتحدة وخارجها، والاشتراك في حروبها ضد البلدان العربية وتزويدها بجميع أسلحة الدمار الشامل النووي والكيماوي والبيولوجي.

غزا التتار بلاد الشام وأقاموا فيها دولاً عاشت ثم اندثرت وزالت وعادت الأرض إلى أصحابها، واحتل الصليبيون باسم الدين مدينة القدس حوالي مئة سنة وحررها صلاح الدين الأيوبي من الغزاة الفرنجة الذين أرسلهم بابا الفاتيكان لاحتلال القدس التي أسسها العرب قبل ظهور اليهوديةوالمسيحية والإسلام، وحررها رجال الصحابة من الغزاة الرومان.

حاولت إسرائيل استغلال حروبها العدوانية وممارساتها للاستعمار الاستيطاني والعنصرية والإرهاب كسياسة رسمية للحيلولة دون تحقيق العدل والسلام الشامل، فالسلام الدائم والشامل هو الذي يقوم على مبادئ الحق والعدالة واجتثاث جذور الاستعمار والعنصرية والكراهية والقتل والدمار الذي سببته اليهودية العالمية والدول الاستعمارية باغتصاب فلسطين وترحيل شعبها وتهويدها بما فيها القدس بشطريها المحتلين.

إن قادة الإرهاب الصهيوني الذي رسّخه كتبة التوراة والتلمود والمؤسسون الصهاينة والإرهاب الوهابي والسلفي المتطرّف والذي تبنّته المملكة السعودية ونشرته في العالم يتّهمون حركات المقاومة الفلسطينية واللبنانية وبشكل خاص حزب الله بالإرهاب ويقيمون التحالف الجديد بين إسرائيل ومملكة آل سعود وبقية دول الخليج لتوجيهه ضد حركات المقاومة ومواجهة إيران وضد الحكومات الوطنية، ونصّبوا الرئيس المتصهين ترامب أميراً للمؤمنين على /54/ دولة إسلامية لخدمة المخططات الأمريكية والصهيونية حمايةً لعروشهم المهترئة، فمكافحة الإرهاب تتعارض مع مصالح الدول الغربية والإقليمية مما أدّى إلى فشل الجهود الإقليمية والدولية وانتصار الجهود التي بذلتها وتبذلها سورية والعراق وإيران وروسيا وحزب الله، ولمتكن الدول الغربية صادقة في مكافحتها للإرهاب التكفيري بل وظّفته في خدمة مصالحها ومخططاتها وفي الوقت نفسه دعمت وتدعم ولا تزال تدعم الإرهاب الصهيوني.

نجح محور المقاومة في مواجهة المجموعات الإرهابية الوهابية والتكفيرية الأخرى فكرياً وسياسياً وميدانياً، وسحب شعار مكافحة الإرهاب من أيدي الدول الغربية التي وظّفته لخدمة مصالحها ومخططاتها والمخططات الإسرائيلية.

وقام الإعلام الغربي والخليجي وإعلام الدول العربية التي وقّعت اتفاقات الإذعان في كامب ديفيد وأوسلو ووادي عربه الذي تهيمن عليه اليهودية العالمية بدمغ مقاومة الشعب العربي الفلسطيني واللبناني لاغتصاب الأرض والمياه والاحتلال والضم ومصادرة الأراضي الفلسطينية بالإرهاب لإضعاف المقاومة كمقدمة لفرض الحل الإسرائيلي لقضية فلسطين من خلال مبادرة ترامب التي شارك في وضعها الفاشي والكذّاب نتنياهو ووافق عليها المتأمرك والمتصهين ومجرم الحرب محمد بن سلمان ومحمد آل نهيان لإرضاء ترامب والصهيونية العالمية وحفاظاً على عروشهم وعلى حساب حقوق الشعب العربي الفلسطيني في وطنه فلسطين العربية.

وانطلاقاً من الرواية الرسمية التي أعلنتها الإدارة الأمريكية واتهمت فيها بن لادن زعيم تنظيم القاعدة التي أسستها المخابرات المركزية لمحاربة الجيش السوفياتي في أفغانستان بالشباب المسلم وبتمويل السعودية أعلن بن لادن وتنظيم القاعدة أنّ الانحياز الأمريكي الأعمى لإسرائيل هو الذي دفعه لارتكاب  تفجيرات 11 أيلول والتي استغلتها إدارة بوش لشن الحرب الصليبية على العرب والمسلمين ولهيمنة الولايات المتحدة والقطب الواحد على العالم.

ومن هنا يستنتج المرء خطورة الظلم الفادح الذي أنزلته إسرائيل وأمريكا بالشعب الفلسطيني وفقدان السلام العادل واستمرار النكبة والتطهير العرقي لإقامة أكبر غيتو يهودي استعماري وعنصري وإرهابي في قلب البلدان العربية والإسلامية، وبدعم وقيادة المتصهين ترامب الذي نصّبته المملكة السعودية في قمم الرياض الثلاثة أميناً للمؤمنين في أواخر أيار عام 2017 لتصفية قضية فلسطين وإضعاف حركات المقاومة ومواجهة إيران وانتقال إسرائيل من مرحلة الاستعمار الاستيطاني في فلسطين إلى الكولونيا لية في البلدان العربية والإسلامية.

إنّ مقاومة الاحتلال والاستعمار بنوعيه القديم والجديد وخاصة الاستعمار الاستيطاني اليهودي العنصري والإرهابي وحق تقرير المصير والاستقلال الوطني والسيادة لجميع الشعوب والأمم كبيرها وصغيرها كما تنص عليه ديباجة ميثاق الأمم المتحدة لقلع الاحتلال والعنصرية والإرهاب قانونية وشرعية وتدعمها الشرائع السماوية والقوانين الوضعية ولتحقيق السلام العادل والقضاء على القهر والظلم والكراهية والاضطهاد والاستبداد وتعزيز حقوق الإنسان والمواطنة، فالسلام القائم على العدل والإنصاف وحق الشعوب والأمم في السيادة الوطنية وعدم التدخل في شؤونها الداخلية هو الرد الطبيعي والعملي والعلمي على التحدّيات التي يواجهها السلام العالمي ومكافحة الإرهاب، والإرهاب الصهيوني والتكفيري هما أهم التحديات التي تواجهها البشرية اليوم وقاد إلى تدمير بلدان الشرق الأوسط، ومنع تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية والتطور والسلام الشامل والعادل فيها.

أثبت تاريخ البشرية أن مصير الأيديولوجيات والأنظمة التي نشرت الاستعمار والعنصرية والفاشية والإرهاب الدولي والإقليمي إلى الزوال، فزالت النازية في ألمانيا والفاشية في إيطاليا وإسبانيا والعنصرية في روديسيا والبرتغال والأبارتايد في جنوب أفريقيا ومصير إسرائيل والإرهاب الصهيوني التكفيري وداعميه إلى الزوال.

إنّ بلدان الشرق الأوسط وأوروبا والعالم بأسره بحاجة إلى ائتلاف عالمي من النخب الفكرية والثقافية والتربوية ومنظمات المجتمع المدني لمكافحة الإرهاب الصهيوني والإرهاب التكفيري واقتلاعه من جذوره، وستقود هزيمة الإرهاب بكل أشكاله إلى تحقيق السلام القائم على مبادئ الحق والعدالة وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم، وإقامة الدولة الديمقراطية العلمانية في كل فلسطين التاريخية من النهر إلى البحر.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.