خواطر سورية “143” / د.بهجت سليمان ( ابو المجد )

 

د.بهجت سليمان ( ابو المجد )* ( سورية ) الإثنين 6/4/2015 م …

*السفير السوري السابق في الأردن

( صباح الخير يا عاصمة الأمويين .. صباح الخير يا عاصمة الحمدانيين .. صباح الخير يا بلاد الشام .. صباح الخير يا وطني العربي الكبير ) .

[ سَتَبْقى شَآمُ العُرْبِ، ما بَقِيَ الورى ……. وتَبْقى سيوفُ الحقِّ، في كلِّ دَيْدّنِ ]

-1-

( مُقَوِّماتُ الأمْنِ القوميّ العربي )

1-  تحديد مَنْ هو العدوّ الرّئيسي، وَمَنْ هم الخصوم؟.

2-  تحديد مَنْ هو الحليف الرئيسي وباقي الحلفاء، وَمَنْ هم الأصدقاء؟.

3-  ما هو مفهوم الأمن القومي العربي، وما هو تعريف الأمن القومي العربي؟.

4- مَنْ هي الجهة أو الجهات التي شَكّلت وتُشكّل خطراً رئيسياً على الأمن القومي العربي؟.

5-  مَنْ هو “العربي” الذي ينضوي في محورِ أعداء الأمن القومي العربي؟.

6- مَنْ هو الذي يساهم، بسياسته ومواقفه، في تنفيذ المشروع الصهيوني، لإضعافِ الأمة العربية وتشتيت الشعوب العربية؟.

7- مَنْ الذي زرعَ بِذْرَةَ مجاميعِ الإرهاب الدموي المتأسلم – التي عملت على تدمير الأمن القومي العربي، نِيابةً عن أعداء العرب – و مَنْ الذي رعاها ومَوَّلها وسَلّحها؟ ولا زال يُمَوّلها؟.

8- مَنْ الذي بَدَّدَ الثروات العربية، وَمَنْ لا زال يضع آلاف مليارات الدولارات في بُنوكُ خارجية؟.

9- مَن الذي خَفّضَ سعرَ النّفط، بحيث تكفي قيمةُ تخفيضِهِ خلال سنة واحدة فقط، لِحَلّ أزمة مديونية جميع الدول العربية؟.

10- من الذي أشْعَلَ أُوَارَ الطائفية ونَفَخَ بها وصَبَّ ويَصُبُّ الزّيتَ على نارِها، حتى اليوم؟.

11- ما هو مفهوم “الشرعية” وكيف يجري الالتزام بتطبيق هذا المفهوم، ومن الذي يقوم بِسُلوكٍ يتناقضُ مع هذا المفهوم؟.

12- مَن الذي عَمِلَ ويعمل على استبدال الصراع المصيري الوجودي بين العرب والصهاينة، بِصراعٍ عربيٍ – فارسي، وبِصراعٍ سنّي – شيعي “تنفيذاً لِمُقرَّرات مؤتمر هرتزليا الإسرائيلي الأخير”

– وبِالإجابة على هذه الأسئلة، يتحدّدُ المفهومُ السليم والدّقيق للأمن القومي العربي..

وبغير ذلك، يصبح كلّ ما يجري تحت عباءة “الأمن القومي العربي”، مُعادياً للأمّة العربية ومُوائماً لأعداء الأمة العربية في المحور الصهيو – أطلسي ومُناقِضاً للأمن القومي العربي .

-2-

( إنّه صِراعٌ بين “خيارات سياسية”، وليس صراعاً طائفياً )

– كلَّما سَمِعْتَ أعرابياً صهيو – وهابياً أو إخونجياً مقيتاً أو مأفوناً ضغائنياً، يتّهم أعداءَ “إسرائيل” في محور المقاومة والممانعة، بأنهم “طائفيون!!!!”….

عليك أن تدرك على الفور حجم النفاق والدجل والمراءاة والجبن والتبعية والانحطاط التي يعيشها ويمارسها هذا اﻷعرابي أو اﻹخونجي أو الحاقد، سواءٌ كان شخصاً أم كان تجمعاً أم تنظيماً أم نظاماً …

لماذا ؟

– ﻷنّ هذه المخلوقات اﻷعرابية التابعة، رعديدةٌ وجبَانة لا تمتلك جرأةَ اﻻعتراف بحقيقة الصراع القائمة في المنطقة، والتي هي صراع بين “خيارات سياسية” متناقضة، وليست صراعاً بين “خيارات طائفية”..

ﻷنّ “الخيارات الطائفية” ليست خياراتٍ بل هي وقائع فرضت وتفرض نفسها على أصحابها منذ الولادة …

– ولِأنّ المنضوين في كوكبة الخيارات السياسية التحررية الاستقلالية، ليس لديهم شيءٌ يخجلون منه، فإنّهم يعلنون خيارهم السياسي جَهاراً نهاراً وعلى رؤوس اﻷشهاد، لِأنّهم يَفْخَرون بِخِيارِهم السياسي…

– وأمّا المنضوون في طابور الخيارات السياسية الذيلية التابعة للمحور الصهيو-أمريكي، والقائمون على رأس السلطة في بلدانهم بـ “فضل” هذا الخيار.. فإنهم ينكرون ذلك ويعملون على تزوير الحقائق الدامغة والوقائع الفاقعة، ويحاولون تظهيرَ الصراع الجوهري القائم وتسويقه، على أنّه صراعٌ طائفيٌ وليس صراعاً سياسياً :

/ لكي يخفوا حقيقة مواقفهم التابعة الخانعة المخزية والمشينة من جهة،

/ ولكي يستجلبوا إلى صَفِّهِمِ أصحابَ العقول الضعيفة والغرائزيّيِنَ من جهة ثانية،

/ إضافةً إلى المرتزقة و”المتعيّشة” وضِعاف النُّفوس الذين يشترونهم بالبترو دولار،

/ وإضافةً إلى باقي اﻷذناب والمُرْتَهَنِين والمأجورين .

/ ولكي يخلقوا صِداماتٍ طائفيةً ومذهبيةً، تَسْتَنْزِفُ العربَ وتُريحُ “إسرائيل” وتُخْفِي حقيقةَ الصّراعَ السياسي .

-3-

( الكلمة الطّيّبة… صَدَقَة )

– المهمّة الأسْمَى للأقلام الوطنية الشريفة، ثقافيةً كانت أم إعلاميّة أم أكاديميّةً… أنْ تَضُخَّ شلاّلاتِ الأمل، لا سواقي اليأس، في شرايين الوطن المُتْعَب، كُلّما أوغَلَ أعداءُ الخارج والداخل، في الاعتداء عليه والنَّيْلِ منه ..

– والمهمّة الأسمى لهم، هي وَضْعُ المَراهِمِ على جروح الوطن والمواطنين، وليس وَضْعَ السّموم التي تُودي بالوطن والمواطنين ..

– والمهمّة الأسمى لهم، هي تحويل الجمر الملتهب إلى نُورٍ يُضيءِ الدّروبَ المظلمة، لا تحويل الجمر إلى نارٍ تحرق من تَطوله ..

– والمهمّة الأسمى لهم، ليست توصيف ما هو قائم، مما يبعث فعلاً على الألم والوجع والمعاناة غير المسبوقة في تاريخ الوطن.. بل هدهدةُ الأحاسيس والمشاعر وإحاطتها بِسِوارٍ من الدِّفْءِ الروحي والحنان والمحبّة ..

– والمهمّة الأسمى لهم ليست تفتيقَ الجروح، فالمجروحون في الوطن كثيرون، وليسوا بحاجةٍ لنا ولا لغيرنا، لكي نذكّرهم بجروحهم التي يُعانونَ منها الأمَرَّيْن، وفيهِمْ ما يكفيهِمْ، بل هم بحاجة إلى الكلمة الطّيّبة، لِأنّ “الكلمة الطّيّبة، صَدَقَة” مع أنّ المواطنَ الشريف هو الذي يتصدّقُ علينا، عندما يقرأ كلماتِنا .

– والمهمّة الأسمى لهم، لا أنْ يكونوا مُصَوِّرين فوتوغرافيين، بل مُصَوِّرِي أشِعّة، تَنْفُذُ صُوَرُهم إلى أعمقِ أعماق النفس البشرية، لتستخرِجَ منها عوامل القوّة والمنعة، لا عوامل التّثبيط والتّيئيس .

– والمهمّة الأهمّ لهم، أن لا ينقلوا إحباطاتِهِم الشخصية ومراراتِهم الذّاتية، إلى الآخرين، وَأنْ لا يُعَمّموها على القُرّاء الذين تمتلِىءُ جَعْبَتُهم، بالإحباطات الشخصية والمرارات الذاتية، ولذلك ينتظرون من أصحابِ الكلمةِ كَلِمَةً طيّبة، تُنْعِشُ أرواحهم وتُهَدِّئ نفوسَهُم .

-4-

( كيف رَضِيَت أميركا، بتوقيع الاتّفاق النّووي مع إيران؟ )

سؤالٌ وجَّهَتْهُ إحدى صديقات صفحة “” خاطرة أبوالمجد”، فَكان الجوابُ التّالي :

– لِأنَّ الأمريكان معروفون ببراغماتيّتهم، وهم تلاميذُ نُجَباء لِلمثل العامّي الشّامي القائل “الإيد اللِّي ما فينك تْعَضَّا، بُوسْها وادْعِي عليها بالكَسْر”..

– وأمريكا، ليست مُجْبَرَة، بالمعنى العسكري على الاتفاق، ولكنّها حاصَرَت إيران الثورة لمدّة “36” عاماً لِإسقاطها أو إضعافها على الأقل.. فَكانت النتيجة أنًّ إيران لم تسقط ولم تَضْعفْ، بل ازدادت قوّتُها أضعافاً مُضاعَفة ..

– وهذا يعني أنّ استمرارَ أمريكا بمحاصرة الجمهورية الإيرانية، يعني استمرار إيران بِزيادة قوّتها ..

ولذلك ارتأى صانعُ القرار الأميركي، بِأنّ التّهادن مع إيران – وليس التّحالف، لِأنّه لن يكون هناك تحالُفٌ بينهما – قد يؤدّي إلى التّأثير على إيران من الدّاخل من خلال ما يُسَمَّى التّيّار الإصلاحي ..

– بحيث يصبح “الإصلاحيّون” هم أصحابُ الدور الأهمّ على حساب أصحاب الدور التقليدي المحافظ، وبما يؤدّي إلى اشتباك المحافظين مع “الإصلاحيين” داخل إيران، بما يؤدّي إلى إسقاط النظام الإيراني من الداخل، أو يتمكّن “الإصلاحيّون” من تعديل النهج السياسي الإيراني الحالي، لِيقتربَ شيئاً فشيئاً من نهج السياسة الأميركي الحالي.

– هذا ما تراهن عليه وتأمُلُه السياسةُ الأمريكيةُ الجديدة مع إيران “ولكنّ هذا الأمل، كَأمَل إبليس بالجَنّة”.

-5-

( المعترضون على الاتفاق النووي مع إيران )

كَالطَّيْرِ يرقصُ مذبوحاً مِنَ الألَمِ :

المعترضون هم:

“إسرائيل “

محميّاتُ نواطيرِ الكاز والغاز

الحزبُ الجمهوري اﻷمريكي

المحافظون الجُدُدْ في أمريكا

اللّوبي الإسرائيلي في أمريكا

ثوّار الناتو في “ثورات الربيع العبري “

أعداءُ الشعوب والتقدم في العالم ..

ويكفي أن نرى رَفْضَ واعتراضَ وتذَمُّرَ وتشكيكَ، هذه التشكيلة من قوى الاستعمار والظلام والتخلف واﻹرهاب في العالم، للاتفاق النووي مع إيران.. لكي ندرك أنّه اتّفاقٌ ممتاز .

-6-

( “تنازلت” إيران، عما لم تكن تريد الحصول عليه )

– لقد “تنازلت” إيران في الاتفاق النووي، عما لم تكن تملكه ولم تكن تريد الحصول عليه، وهو امتلاك القنبلة النووية..

– وإيران الثورة تمتلك من الحكمة والحنكة والوعي واﻹدراك العميق، بأن السلاح النووي عبء على أصحابه، ﻷنه بات مستحيل الاستخدام في هذا العصر.. والرادع الذي لا يمكن استخدامه، ليس رادعاً.

-9-

( إنّها سَكْرَةُ الموت وحلاوةُ الرّوح )

– عندما يقولُ “غير النّبيل وغير العربي” الأمين على إلحاق جامعة الأعراب بِصندوقة المال الصهيو – سعودي – القٓطَري، بأنّهم يشعرون بالخطر، “للمرّة الأولى”.. فهذا القول صحيح ..

– وشُعورُهُم بالخطر، هذه المرّة، في مكانه، لِأنَّ المشروع الصهيو / أمريكي في محاولة ابتلاع المنطقة، قد وَصَلَ إلى ذروته.. وكُلّ ما يقوم به الآن أصحابُ هذا المشروع وأذنابُهُم، هو حلاوةُ الروح وسَكْرةُ الموت، وليس “يقظة قومية!!!” كما يقولون، اللَّهُمَّ إلاّ إذا كانت العثمانية الجديدة وباكستان و”إسرائيل” والوهابية السّعودية التلمودية والإخونجية المتهوّدة، حريصين جداً جداً على “يقظة العرب القومية”!!!.

– وهذا يعني إدْراكهُم الغريزي بِأنّهم – أي المحميّات التابعة للقرار الصهيو / أمريكي – أصبحوا على حافة الهاوية فِعْلاً..

والذين أصبحوا على حافة الهاوية تلك، هم أنفسهم الذين يتهافتون الآن للانضواء تحت جناح البترو دولار السعودي، للاعتداء على اليمن.. وهم ذاتُهُم الذين يقومون بمُغامراتٍ دمويّة حمقاء، سوف تُعَجّل في نهايتهم ..

– وأمّا الذين رفضوا ذلك العدوان، فهم واثقون من المستقبل، مهما بَدَت الأمورُ الآن على غير ذلك .

-10-

( الطائفيّة: هي ماءُ الحياة لِلوهّابية السعودية التلمودية ولِلإخونجيّة المتهوّدة )

– تمتلئُ وتَفِيضُ قلوبُ ومواقِفُ ومُمارَساتُ وسلوكُ وكلامُ أتباعِ وبيادِقِ الوهّابيّة السعودية التلمودية والإخونجية المتهوّدة، بِالطائفيّة والضّغائنيّة والثأريّة والكيديةِ والعنصريّةِ..

ورغم ذلك لا يتوقّفون عن رَمْي أعدائهم وخصومهم بِتُهمة الطّائفيّة ..

لماذا ؟

– لِأنّ الطائفيّةَ سِلاحُهُم وعَتادُهُم وذخيرتُهُم وهواؤهم الذي يتنفسّونه وماؤُهُم الذي يشربونه..

ولِأنَّ وُجُودَهم وبَقاءَهُم، مُرْتبِطٌ بِبقاءِ الطائفيّة ..

– ولذلك سخّروا وسيسخّرون عشرات مليارات الدولارات النفطية والغازية، لِإبقاءِ نارِ الطائفيّةِ مُتأجِّجَةً ..

– وبِانطفاءِ النار الطائفيّة المسمومة، سوف تكون نهايةُ الوهابية والإخونجية .

-11-

” محور الاعتدال “

” المحور السّنّي “

” حلفاء واشنطن “

” أصدقاء الغرب “

” مجلس التعاون الخليجي “

هي أسْماءٌ حركيّة اجْتَرْحَها المحورُ الصهيو – أمربكي وأذنابُهُ، لكي يَتَسَتَّر من خلالها، على الأدوار الوظيفية، للكيانات الجغرافية /السياسية الخانعة والمذعِنة والتابعة والراكعة، لِلمحور الاستعماري الجديد، الصهيو – أطلسي، المعادي للعرب وللمسلمين وللمسيحيين المشرقيين ولكلّ دولة تتمّسّك بالاستقلال والكرامة في هذا العالَم .

-12-

( الكارثة في الأعراب، لا في العروبة )

– الخطَأُ والمشكلةُ والمصيبةُ، ليست في “العروبة” كما يعتقد البعض، بل تتجَسّدُ الخطيئةُ والكارثةُ في “الأعراب” الذين سَطَوا على النفط العربي وعلى المقدّسات الإسلامية التي يؤمنُ بها معظمُ العرب ..

– وذلك عَبْرَ فَرْعَي التلمودية “السعودي” و”الوهابي” اللَّذيْنِ صادرا الإسلامَ وصادرا العروبة، ووَضَعاهُما في خدمة أعداء العرب والمسلمين ..

– بِحَيْثُ ينطبق على ما يجري قولُ الشاعر :

وَمَا “هِنْدُ” إلاّ مُهْرَةٌ عربيّةٌ

سَليلَةُ أفـْراسٍ، تَزوَّجَها بَغْلُ

فَإنْ ولَدَتْ مُهْراً ، فَلِلّهِ دَرُّها

وإنْ ولَدَتْ بَغْلاً، فَجاءَ بِهِ البَغْلُ

-13-

( نحن قَوْمٌ …

نُعادي أصـدقاءَنا

وَنُصادِق أعداءَنا

ونقف ضدّ مَنْ يقف معنا

ونقف مع مَنْ يقف ضدّنا

وباختصار: نحن قومٌ نقف ضدّ أنفسنا. )

– وطبعاً كلمة “نحن” هنا: تعني النظام الرسمي العربي ومعظمَ الحكّام العرب، كما تعني قسماً كبيراً من المواطنين العرب ..

– ثمّ يستغرب البعض: لماذا تسير جميعُ أُمَمِ الأرض، إلى الأمام… ووَحْدَها “الأمّة العربية” تسير بسرعة الصّاروخ، ولكن إلى الخَلْف، باتّجاه العصر الجاهلي، بل باتّجاه العصر الحجري، طالما بقيت كما هي عليه الآن.

-14-

عندما قال شاعرُ الفلاسفة وفيلسوفُ الشعراء :

( أبو العلاء المعرّي )

النَّاسُ صِنْفانِ، ذو عَقْلٍ بِلاَ دِينٍ

وآخَرُ دَيِّنٌ، لا عَقْلَ لَهْ

– لم يكن ذلك العملاق “أبو العلاء المعرّي” يدعو إلى الإلحاد أو الزّندقة، كما اتهمه غُلاةُ عَصْرِه، بل كان يدعو إلى إعْمالِ العقل .

– وكلّ مَنْ يدعو إلى إعْمالِ العقل، يقوم معظم رجال الدِّين بتكفيره ..

– وما يقصده “المعرّي” هنا، هو توصيف الواقع القائم، وكأنّه يقول للنّاس، إنّ وجود العقل لا يعني الابتعاد عن الدّين، بل يعني إعمالَ هذا العقل، ليس كما يريدُ له رِجالُ الدّينِ ولا تُجّارُ الدّين أنْ يعمل.. بل بما يراهُ هذا العقلُ مُناسِباً ..

– فهناك “القرآن الكريم”، وهناك أعلى وأغلى نعمة يتمتّع بها الإنسان وحده من بين الكائنات الحيّة، وهي “العقل البشري”..

وهذا العقل قادِرٌ على أنْ يصلِ إلى الإيمان الكُلّيّ، طِبْقاً لِما يريدُهُ خالِقُ هذا الكون، وليس طِبْقاً لِما يريده فقهاءُ الدِّين .

– وكذلك المُتَدَيِّن، ليس مطلوباً ولا مقبولاً منه، وفقاً لِـ “المعرّي”، أنْ يُلْغِيَ عقلَهُ، ويتقوقع في ما يريده له رجالُ الدّين فقط .

– ولذلك نرى أنّ مُعْظَمَ الأعلام الفلسفية والفكرية والثقافية والأدبية والشعرية بل وحتّى في ميدان العلوم الطبيعية، في تاريخ العرب.. جرى تكفيرُها وزندقتها وأبْلستُها، مِنْ قِبَل رِجال الدِّين في تاريخ الإسلام، فقط لِأنّهم طالبوا بإعْمالِ العقل، بَدَلاً من الانسياق القطيعي الأعمى لِما يريده رجالُ الدِّين .

– ولذلك قال “أبو العلاء المعرّي”، هذا البصيرُ النّافِذُ البصيرة، مُخاطِباً الإنسان، أينما كان :

أيُّها الغِرُّ، قَدْ خُصِصْتَ بِعَقْلٍ …… فَاسْتَشِرْهُ.. كُلُّ عَقْلٍ، نَبِيُّ

-15-

( “مُو شاطِرْ، غير بِصَفّ الحَكِي” )

– قرأتُ منذ عدّة أيّام، تعليقاً لِأحدِ القُرّاء، على صفحة أحد الأصدقاء الذي شاركَ “SHARE” في أحد البوستات المنشورة على صفحة “خاطرة أبوالمجد” و وَرَدَ في التعليق: “مو شاطِرْ غير بِصَفّ الحَكِي”..

– فَضَحِكْتُ إشفاقاً على طريقةِ تفكير هذا المُعَلِّق وأشباهه، وكأنَّ القدرةَ على التعبير عمّا يجولُ في خواطِر النَّاسِ، أصْبَحَتْ مَوْضِعَ لَوْمٍ وانتقاد!!!!.

– وأمّا إذا كان المُعَلِّقُ المحترَم:

يرى في مواجهةِ أشْرَسِ هجوماتٍ إعلامية وسياسية ودبلوماسية، على الدولة الوطنية السورية، لمدّة أربعين شهراً، في مَحْمِيّةٍ جنوب سوريّة، يتحرّكُ فيها آلافُ الموساديين والنفطيين والغازيين والأطلسيين، كما يريدون ويشتهون، وكذلك عشراتُ آلاف الظلاميين والإخونجيين.

ويرَى في التّعَرُّضِ لِخَمْسِ مُحاوَلاتِ اغتيالٍ هناك، مُجَرّد “صَفّ حَكِي”!!!… فهذا أمْرٌ آخَر..

– وإذا كان المُعَلِّقُ المحترَم، يرى أيضاً:

في المشاركة في حرب تشرين ضدّ “إسرائيل” عام “1973” على بِطاحِ الجولان.

ويرى في المشاركة مرّةً ثانية، في مواجهة الغزو الإسرائيلي لِلبنان عام “1982”.. يرى في ذلك، مُجَرَّدْ “صَفّ حَكي”!!! فهذا شأنه .

– اللّهُمَّ ارْزقْنا القدرة على الاستمرار بِـ “صَفّ الحَكِي” –

-16-

( البَغْلُ الهَرِمُ الكسيح: الهّزّاز سعود السعودي )

– نقول لهزاز آل سعود الذي يحاول الظهور بمظهر ذئب جريح يخبط ذات اليمين وذات اليسار، مع أنه ليس أكثر من بغل هرم كسيح، يلبط ذات اليمين وذات اليسار…

– نقول لهذا العاهة الزهايمري المأفون “سعود فيصل عبد العزيز السعودي” :

كل رفسة تقوم بها اﻵن، أيّها البغل الهرِم الكسيح، أنت وباقي سفهاء آل سعود، تجاه اليمن وسورية، سوف تتحول إلى صاعقة ماحقة تذهب بل تعود بك وبباقي سفهاء آل سعود إلى نقطة البداية التي كُنْتُمْ فيها، في القرن الثامن عشر، زُمْرَةً من اللاجئين المتسكعين على أبواب مشايخ الخليج اﻵخرين، وفي وقتٍ ليس ببعيد.

-17-

( من “قادسية صدّام” إلى “عاصفة الحزم” الصهيو – سعودية )

– “عاصِفَةُ الحزم” الصهيو- سعودية عام “2015”، هي امتدادٌ وشَبيهٌ لِـ “قادسيّة صَدّام” عام “1980” من حَيْثُ كَوْنُ الحرب على الثورة الإيرانية الوليدة حينئذٍ، وَرْطة.. كما هي الحرب العدوانية لِصاحِبِها السعودي، على الشعب اليمني حالياً .

– وسوف تكون نتيجةُ العدوان السعودي على اليمن، باهظةً جداً على أصحابه وعلى القائمين به، وبما لا يخطر لهم على بال .

-18-

( أبو تيمور لنك: وليد “بك” جنبلاط )

( كل ما يمكن أن يقال من أوصافٍ وتوصيفٍ مُخْزٍ ومُشِين، بِحَقّ “أبو تيمور لنك: وليد – بيك – جنبلاط” :

صديق الإسرائيلي شمعون بيريز و

نديم اﻷمريكي جيفري فلتمان و

تابع أيّ صندوقة مال نفطية أو غازية و

المعادي لكل ما يَمُتُّ بصلة للمقاومة والممانعة …

سوف يكون قليلاً ولا يفي هذا البهلوان اﻷفعوان “حقَّه”. )

ملاحظة :

سوف “يَنُطّ” أحدُ تابِعِيه، ليروي لك عن “تاريخ وليد بيك النضالي!!!” الذي لا يحتاج إلى شهادة من أحد!!!!.

-19-

( وليد جنبلاط: زَبّالٌ في نيويورك )

( لو حققوا لـ “وليد جنبلاط” رغبته الملحّة التي عبَّرَ عنها علناً، منذ عام “2004” بأن يكون “زبّالاً في نيويورك” لكان أفضل له وللبنان ولغير لبنان. )

-20-

( بين الجرابيع.. والبَوَالين )

– هناك سفهاءُ أقزامٌ وجرابيعُ كتوفيق عكاشة “المصري” وأشباهِهِ وكَبعضِ العاهرات المأفونات في لبنان، لا يستحقون الرّدّ عليهم بكلمةٍ واحدة، مهما ملؤوا براميلَ من زبالةِ سفاهاتِهِم وتقيّؤاتِهِم…

– وهناك بعضُ الجاعرين الناعرين المصابين بجنون العظمة، رغم أنهم ليسوا أكثر من فئرانٍ مسمومة وبَوَالِينَ صبيانيةٍ منفوخة، يحتاجون، بين الحين واﻵخر، إلى دَبّوسٍ صغيرٍ لتنفيسِ تورّماتِهم وانتفاخاتِهِم و”مَنْفخاتهم”.

-21-

( المُعارَضات السورية التّعيسة )

– السّماع لحديث الأغلبية الساحقة من “المعارضين السوريين” في الخارج، يُشْبِهُ – في أفضل الأحوال – سَماعَ نعيق الغربان ونَقيقِ الضفادع ..

– ويُشْبِهُ في معظم الحالات، فحيحَ الأفاعي والعقارب التي تنفث السُّمَّ الزُّعاف بدون توقّف ..

– كم أنْجَبْتَ، ياوطني، من تِلال النُّفايات ومن قِطْعان المخلوقات البشريّة التي لا تمتلك ذرّةً واحدةً من الأخلاق ولا من القِيَم ولا من الوجدان ولا من الضّمير ولا من الشَّرَف، بَعْدَ أنْ باعَ هؤلاء أرواحهم وأجسادهم لِأعداء الوطن.. ثمّ يُحاضِرون علينا من الخارج، بِالعَفاف!!!!.

-22-

( المنطقُ الصهيو – أمريكي – الوهّابي المقلوب )

– في العُرْفِ الصهيو – أمريكي – الوهّابي، يجوزُ شَرْعاً وقانونياً وسياسياً وأخلاقياً، لِما يُسَمَّى “المملكة العربية السعودية”، أنْ تستعينَ بِجيوش عشر”10” دولٍ على الأقلّ، لكي تعتدي على دولة مجاورة لها هي “اليمن”.

– ولكن لا يجوز مطلقاً، لِلجمهورية العربية السوريّة، في العُرْف الصهيو – أمريكي – الوهّابي، أنْ تستعينَ بِـ “إيران” وبِـ “حزب الله”، للدّفاع عن نفسها، في مواجهةِ عدوانٍ قادِمٍ وقائِمٍ عليها، من أكثر من ثمانين دولة!!!.

-23-

( الفرق بين السياسي اﻷمريكي الأحمق والعاقل )

– ما هو الفرق بين “السياسي اﻷمريكي الأحمق” و

” السياسي اﻷمريكي العاقل” ؟

الفرق :

– هو أنّ اﻷوّل عنصري واستعماري ويؤمن بِعَظَمة أمريكا ورسالتها، ولكنه لا يتعلّم من التاريخ ..

والثاني كاﻷوّل تماماً، عنصريٌ واستعماريٌ، ولكنه يتكيّف مع ما هو عاجِزٌ عن تحقيقه، فيبدو عاقلاً، مع أنه يتحيّن الفرصةَ المناسبةَ لمعاودةِ تحقيقِ ما فشل في تحقيقه .

-24-

( سَيلحق آلُ سعود بِعادٍ وثمود )

– سُفَهاءُ آل سعود ومُرْتَزِقَتُهُم وأبْواقُهُم، لا يمتلكون عقيدةً ولا نظريةً ولا رؤيةً ولا مبدأً، إلّا  “الطائفية” التي تُشَكِّلُ سلاحَهَمُ الوحيد، ويُشَكِّلُ “البترودولار” ذخيرةَ هذا السلاح .

– وحتّى سيّدُ آل سعود وحامِيهِم الأمريكي، يحتفظ بهم، بِسَبَبِ ذلك .

– ولولا الطائفية والبترودولار، لَكانَ آل سعود قد لَحِقوا بِعادٍ وثَمود، منذ بضعةِ عُقود .

-25-

سفير المهلكة الوهابية السعودية التلمودية في “واشنطن” يقول رَداً على الاتفاق مع إيران: “إننا سوف نصنع القنبلة النووية الخاصّة بنا” ..

( وهذا صحيح في حالة واحدة فقط، إذا كانت القنبلة النووية الخاصّة بِالعاهات السعودية، بمكن تصنيعها من بَوْل البعير. )

-26-

( سببُ الخلافات مع آل سعود )

( يتجلَّى الخلافُ الجذري مع آل سعود وباقي الأذناب الأعرابية التابعة للمحور الصهيو – أمربكي، بِنهج المقاومة والممانعة والعِداء الحقيقي لـ “إسرائيل”..

وكُلُّ مَنْ يَتَخلَّى عن العداء للكيان الصهيوني، سوف يصبح صديقاً وحبيباً لِسفهاء آل سعود ولِأشْباهِهِم ولِأسْيادِهِم. )

-27-

( “شرعيةُ!!!” عبد السعودية منصور هادي: منتهيةٌ منذ أكثر من سنة )

(هل تعلم أنّ “شرعيّةَ”!!! الرئيس اليمني السابق “عبد ربّه منصور هادي” غير موجودة وغير قائمة منذ تاريخ “شباط 2014” الذي انتهت فيه مُدَّةُ السّنتين التي حَدَّدَتـها المبادرةُ الخليجية لانتخابه)؟!!!.

-28-

عندما اسْتَبْعَدَ الإعلاميُّ العربيُّ المصريَّ الأشهر في هذا العصر، الأستاذ :

(محمد حسنين هيكل)

اسْتَبْعَدَ إمكانِيّةَ تَدَخُّلٍ عربيٍ عسكريٍ في اليمن:

كان يتكلّم منطقياً وعلى أساسِ وجودِ عقلٍ سياسيٍ أو وجودِ الحدّ الأدنى من العقل السياسي السليم لدى “العَرَب”..

ورغم تجربته العميقة والعريقة والمديدة، خلال حوالي قَرْنٍ من الزّمن، في عالم السياسة والإعلام، لم يخطر في بال الأستاذ “محمد حسنين هيكل” أنّ البلاهةٓ “العربية” يمكن أنْ تصِلَ بأصحابها إلى هذه الدرجة من الجهل بألف باء السياسة وبِأبجديّة العلم العسكري الحديث.

وعلى كُلّ حال، فَقَدْ جَنَتْ على نفسها بَرَاقِشْ “وَبَرَاقِشْ هنا: هي الأعراب المُعْتَدون على اليمن”.

-29-

( مدرسةُ النّفاق “اليساري!!!” الملغوم وَالمسموم وَالمُزَيَّف )

( “منظّمة العمل الشيوعي” لِصاحِبِها “المناضل اللبناني الشيوعي اليساري التاريخي: محسن إبراهيم!!!!” هي أكـْبَر مصنع أو معمل وأخْصَب فَرّاخة أو مَدْجَنة لِتصنيع وتفريخ الانتهازيين الوصوليّين المتلوّنين المزايِدين في الوطن العربي. )

-30-

( اﻷعداء والخصوم بحاجة للتفاوض.. واﻷصدقاء بحاجة للحوار )

( من يقول بأن الدولة القوية جداً “لا تحتاج للتفاوض” يحتاج إلى إعادة النظر بقناعته هذه.. والدليل أنّ الولايات المتحدة اﻷمريكية “دولة قوية جداً”، ومع ذلك احتاجت للتفاوض مع إيران. )

-31-

( ازْفُرْ أيُّها المُحْبَطْ شخصياً، كما تشاء.. ولكن حَذارِ أنْ تُلَوِّثَ الآخَرِينَ بِرَذاذِ زَفَراتِك)

– إذا كان من حقّ المُحْبَطِين، على الصّعيد الشخصي، أنْ يَزْفُرُوا كما يَشاؤون وكما يَحْلو لهم ..

– ولكنْ مِنْ ليس مِنْ حَقِّهِم أنْ ينقلوا رَذَاذَ زَفَراتِهِم، على الصّعيد العامّ، إلى الآخَرِين، لِكَيْلا يُلَوّثوهُمْ وَلِكَيْلا يُسيئوا إليهم .

-32-

( النّصْرُ فارِسُ الشام )

و غَضَنْفَرٌ، يَلْقَى العواصِفَ شامِخاً

بِالعَزْمِ، والإعْجازِ، والآمالِ

حتّى الذين توَهّموا، أنَّ الدُّنا

لانَتْ لهُمْ، وتَشَبَّعوا بالمَالِ

سَيَرَوْنَ، كيفَ السَّيْفُ، كانَ غَرِيمَهُمْ

وَيَرَوْنَ، كيفَ الحَقُّ في إقْبالِ

ويَرَى الذينَ تَسابَقوا، نحوَ العُلا

أنَّ الأُسُودَ، بِساحَةِ الأبْطالِ

اللهُ أكْبَرُ، هذِه الدُّنيا لِمَنْ

وَهَبَ النُّفوسَ، لِقادِمِ الآجالِ

تَبْقَى الشّهامَةُ بَيْرَقاً، يَخْتالُ في

أرْضِ الشُّموخِ، وسُورَة الأنفالِ

والشّامُ عِزَّتُها، بِأُسْدِ أُباتِها

والنَّصْرُ فارِسُها، في مُطْلَقِ الأحْوالِ

– د . بهجت سليمان

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.