نعم ايران عندها قنابل نووية وليس قنبلة واحدة…. ولكن / سامي كليب
سامي كليب ( لبنان ) الإثنين 6/4/2015 م …
منذ عام 1977 أجرت وكالة الطاقة الدولية 2000 عملية تفتيش في ايران لكنها لم تعثر على دليل واحد يؤكد عزم طهران على انتاج قنبلة نووية. يعرف الغرب ذلك، ويعرف الخائفون من ايران ذلك،
لكن هكذا هي شريعة الغاب في العالم، لا بأس ان تّقتُل مليون ونصف مليون عراقي بكذبة أسلحة الدمار الشامل ثم تقسِّم العراق. العقول البسيطية الساذجة ستنسى سريعا، ثم سوف تستنجد بك انت القاتل لكي تساعدها على مقاتلة من أرسلتهم لعندنا. منذ فيتام مروروا بالعراق وافغانستان وليبيا وصولا الى سورية تسببت التدخلات الاميركية بقتل 5 ملايين شخص. من حاسب ومن راقب ؟ وهل كانت قنبلة نووية ستقتل أكثر ؟
العالم يخاف من ايران بسبب تنامي قدراتها العلمية النووية وبسبب توسع دورها، وليس لأنها تريد انتاج قنبلة نووية، هي نفسها قالت مليون مرة ان القنبلة تخالف العقيدة والدين والآخلاق والانسانية.
ثم كيف لايران ان تستخدم القنبلة النووية، اين؟ على اسرائيل المرعوبة؟ اذا هي تدمر فلسطين وكل الجوار لو فعلت؟ على الخليج؟ اذا هي تدمر العراق والخليج ونصف ايران ؟
عوقبت ايران وحوصرت بكذبة السلاح النووي الذي تؤكد وكالة الطاقة الدولية نفسها انها لم تجد شيئا حوله ، بينما ماذا في اسرائيل علنا ؟
التقني الاسرائيلي مردخاي فعنونو المسجون بتهمة الخيانة كشف في اكتوبر تشرين الاول 1986 لصحيفة صانداي تايمز البريطانية ان اسرائيل تمتلك 200 قنبلة نووية. نعم 200 . صحيفة هآرتس نفسها نشرت وثيقة سرية عام 1999 صادرة عن وزارة الطاقة الاميركية تنصف اسرائيل في المرتبة 6 بين الدول النووية العالمية .
بيتر براي مؤلف واحد من أهم الكتب حول المسالة بعنوان ” ترسانة اسرائيل النووية” يرصد كل التاريخ النووي الاسرائيلي الذي بدأ عام 1955 بتعاون فرنسي اسرائيل ( نعم فرنسا التي تقاوم بكل قوتها اليوم الاتفاق مع ايران ) . حصل اللقاء الاول في باريس برئاسة وزير الخارجية الفرنسي آنذاك كريستيان بينو ووزيرة الخارجية الاسرائيلة غولدا مائير . جرى الاتفاق على ان تمد فرنسا اسرائيل بمفاعل نووي بقدرة 10 ميغاواط مقابل الحصول على تكنولوجيا الكومبيوتر الاميركي ( اي ان اسرائيل مذاك وهي تخدع حليفها الاول اميركا وتبيع ما يعطيها تحت جنح الظلام ) .
وفي العام الماضي صدر قرار من الامم المتحدة يطالب اسرائيل بالتخلي عن اسلحة الدمار الشامل. 161 دولة دعمت القرار . طبعا اميركا وقفت في وجهه . لان اميركا والغرب الاطلسي يريدون اسرائيل قاعدة عسكرية في هذا الشرق، لا باس ان تقتل العرب ولا بأس ان يُقتل يهودُها ايضا، فالجميع لحم المصالح الغربية.
هل تريدون الآن معرفة لماذا الغرب واسرائيل يخشيان ايران، ولماذا دول الخليج تخاف دورها؟
اليكم هذه المعلومات :
• حسب تقرير طوموسن رويترز ايران صعدت الى المركز 17 عالميا بانتاج العلوم من مطلع عام 2013 بانتاجها 2925 مقالا علميا متخصصا.
• تحتل ايران المركز الاول عالما في معدل النمو في الانتاج العلمي المنشور ويتضاعف الانتاج كل 3 سنوات .
• من عام 96 حتى 2008 زادت ايران من انتاجها العلمي 18 ضعفا .
• المقالات العلمية المتخصصة كانت تنحصر قبل الثورة نحو اربعمئة مقال، الان تتخطت 20 الفا .
• عدد الطلاب كان قبل الثورة يقتصر على 167 الفا، الان يقارب الاربعة ملايين .
• نسبة المتعلمين ارتفعت من 50 بالمئة قبل الثورة، الى 86 بعدها. وصلت الى محو شبه كامل للامية. 60 بالمئة من المقبولين في الجامعات هن من الاناث.
• انفقت ايران 6،3 مليار دولار عام 2011 على البحث العلمي ….
• عام 2012 اصدرت ايران اكثر من 38 الف عنوان كتاب …..وتطبع اكثر من 250 مليون نسخة كتاب …. تحتل المركز الاول باصدارات الكتب في الشرق الاوسط والعاشر عالميا ..
• تحتل المرتبة 12 بانتاج السيارات في العالم، والاولى في الشرق الاوسط . اكثر من مليون سيارة في العام .
• اطلقت قمرين صناعيين الى الفضاء بتصنيع محلي، وارسلت قردا وعاد حيا من الفضاء .
• في مقال نشر في نيوزويك في 18 آب 2008 كان العنوان :” لننس هارفرد ذلك ان ابرز الزملاء المتخرجين في العالم هم في ايران ”
• مسؤولو جامعة ستانفورد العريقة فوجئوا عام 2003 بان ابرز طلاب فرع الهندسة الالكترونية لنيل شهادة الدكتوراه جاءوا جميعا من جامعة شريف للعلوم والتكنولوجيا الايرانية .
• كانت ايران تستورد القمح من دول نائية الآن حققت الاكتفاء الذاتي وهي محاصرة .
• كانت ايران محكومة بآفة الاعتماد على النفط، فقلصت الاعتماد عليه الى اقل من 30 بالمئة من ميزانيتها
• وكانت صادرات ايران تقل عن 5 مليارات دولار، واذ بها ترتفع اليوم الى اكثر من 60 مليارا.
كل هذا حصل وايران مطوقة ومحاصرة ، فكيف حين تستعيد الان 120 مليار دولار من ودائعها المجمدة ؟ وكيف اذا اضفنا الى ما تقدَّم الصواريخ والاسلحة والاقمار الصناعية والاختراعات العلمية وغيرها على أيدي جيل من الشباب لم تتخط اعمارهم الثلاثين عاما .
هل زار احد الخائفين من ايران احدى مدنها ؟ هل رأى انها تقارب بأناقتها ونظافتها وهندستها اعرق مدن الغرب؟ هل عرف أحدنا كيف ان الايراني يهدي زوجته ورودا طيلة السنة ويحترمها ويقدرها. هل نعلم ان في المقاهي تجالس النساء الرجال دون اي حرج وباحترام كبيرة .
انا اعتز بعروبتي ، وافضل ان تكون اي دولة عربية ، ان تكون السعودية او الكويت اوقطر او سورية او الامارات او مصر او الجزائر او السودان او المغرب او اليمن او حتى جيبوتي والصومال وجزر القمر، بهذه الاهمية لكي نكون كشعوب عربية خلفها، لكن بدلا من البكاء على دور ايران ، وتشكيل القوى العسكرية لصد دورها في هذه الدولة او تلك، فلنوظف اموالنا كما وظفتها لخدمة الانسان والعلم والتقدم والتكنولوجيا .
الغرب يخشى ايران لانها ببساطة ستنافسه علميا ، لانها لو اقترحت بعد حين مثلا مفاعلا كهربائيا نوويا في دولة عربية او نامية سيكون اقل بعشرات الاضعاف من سعره الاوروبي . ولان دولة بهذه القدرات ، تستطيع ان تلعب دورا محوريا كبيرا يزعج اسرائيل قبل كل شيء ………
اسرائيل وحدها الاكثر ازعاجا، والغرب ما جاء يفاوض ايران الا لانها اسندت علومها بقدرات عسكرية عالية ، ففاوضت من موقع القوة لانها هي الاخرى بحاجة للمال، لا كمفاوضاتنا المذلة منذ كامب دايفيد مرورا بمدريد واوسلو حتى اليوم . . .
نعم ايران عندها قنابل نووية ، لكنها قنابل العلم والمعرفة والتقدم . فمبروك لايران قنابلها العلمية النووية، وعسى ان نحذو حذوها يوما ما بدل الشكوى من دورها .
التعليقات مغلقة.