استحالة التعايش مع إسرائيل ومصيرها إلى الاندثار والزوال / د. غازي حسين
د. غازي حسين ( فلسطين ) السبت 16/12/2017 م …
تُجسِّد إسرائيل أخطر أنظمة الاستعمار الاستيطاني العنصري والإرهابي التي ظهرت في تاريخ البشرية، وهي أسوأ من الاستعمار البريطاني ومن النازية في ألمانيا والفاشية في إيطاليا وإسبانيا ومن الاستعمار الاستيطاني الفرنسي في الجزائر ونظام الفصل العنصري الأبارتايد في جنوب إفريقيا.
لذلك يؤمن الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية ونخب إسرائيلية ويهودية وعالمية أن مصيرها إلى الزوال.
كانت الحرب العدوانية عام 2014م على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة هي الحرب العدوانية السادسة وهي حلقة من سلسلة من الحروب العدوانية والتوسعية والاستيطانية المستمرة على الأمة والعواصم العربية بدءاً من القدس ومروراً ببيروت حتى تونس والجزائر والخرطوم، فالحروب العدوانية والترحيل ومصادرة الأراضي والمقدسات الفلسطينية وتدمير المنجزات وسرقة المياه والثروات والاغتيالات وقتل البشر والشجر والحجر جرائم حرب وجرائم ضد السلام والإنسانية مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بطبيعة إسرائيل الاستعمارية والعنصرية والإرهابية وتفوق وحشيتها وهمجيتها وحشية النازية في ألمانيا إبان حكم أدولف هتلر.
استغلت اليهودية العالمية وحشية النازية وجرائمها ضد اليهود غير الصهاينة ومعزوفتي الهولوكوست واللا سامية وتأييد الدول الاستعمارية وأقامت إسرائيل جراء حرب عام 1948 التي أشعلتها والنكبة التي سببتها وتهجير الشعب الفلسطيني من وطنه فلسطين وتدمير ما يقارب (750) قرية وبلدة فلسطينية، وأقامت على أنقاضها المستعمرات اليهودية. وأشعلت عدة حروب عدوانية على الأردن وسورية ومصر ولبنان، وجعلت من القدس العربية بشطريها المحتلين عاصمة الكيان الصهيوني، وهي عاصمة فلسطين والعرب والمسلمين، ومدينة الإسراء والمعراج وأولي القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
وأخذ الشعب الإسرائيلي يتجه باستمرار إلى المزيد من التطرف أي المزيد من الاستيطان والعنصرية والإرهاب، على الرغم من أن شعوب العالم استخلصت من تجربتها مع النازية
والفاشية والاستعمار بعد الحربين العالميتين أن الاستعمار والأنظمة العنصرية والفاشية يجب أن تزول ومصيرها إلى الزوال، لأنه لا يمكن القبول والتعايش مع الأيديولوجيات الاستعمارية والعنصرية والفاشية.
قررت الإمارات والممالك التي أقامتها بريطانيا الاستعمارية وتحميها الإمبريالية الأمريكية والصهيونية العالمية وإسرائيل من شعوبها الموافقة على الحل الصهيوني لقضية فلسطين الذي وضعته إسرائيل وتسوِّقه وترعاه الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي لذلك دعموا اتفاقيات الإذعان في كمب ديفيد وأوسلو ووادي عربة.
ويتفاوضون ويجرون الاتصالات والتفاهمات والعلاقات مع إسرائيل، ويروِّجون أن وجودها لا يمكن إزالته لامتلاكها جميع أسلحة الدمار الشامل.
وعلى النقيض من ذلك يتمسك الشعب الفلسطيني بحقوقه الوطنية الثابتة غير القابلة للتصرف وعلى رأسها حق عودة اللاجئين إلى ديارهم واستعادة أرضهم وممتلكاتهم تطبيقاً لمبادئ القانون الدولي العام والقانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949م وأسوة بالتعامل الدولي، وتدعم الأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم حقوق الشعوب الفلسطينية، ويعتقدون أيضاً كما يعتقد الشعب الفلسطيني بوجوب زوال الكيان الصهيوني ككيان استعمار استيطاني ونظام عنصري وإرهابي جاء من وراء البحار وغريب عن المنطقة وعدو لشعوبها وحليف للدول الاستعمارية ونشر الحروب والقتل والاغتيال والخراب والدمار وعرقلة التنمية والتطور فيها، ويؤمنون باستحالة التعايش معه والقبول والاعتراف به فاغتصابه غير الشرعي وبالحروب واستخدام القوة لأراضي ومقدسات ومياه وثروات فلسطين العربية واعتداءاته المستمرة والدائمة وضع الأساس لنهايته واندثاره وزوله من المنطقة.
لقد وصلت العنجهية والأطماع الاستعمارية وعنصرية الشعب الإسرائيلي حداً ترفض فيه رؤية الدولتين التي أخذها بوش من مشروع شارون للتسوية ووضعها في خارطة الطريق وتبنتها الرباعية الدولية وقيادة منظمة التحرير الفلسطينية.
ووصل الهوس والتطرف الديني والاستعماري لدى الشعب الإسرائيلي وقادة إسرائيل حداً يصرّون فيه على وجوب اعتراف منظمة التحرير والدول العربية بيهودية الدولة لتبرير إقامة أكبر غيتو يهودي عنصري ودولة الخلافة الإسلامية ودويلات أخرى على أُسس طائفية
ومذهبية وعرقية، لتفتيت البلدان العربية والإسلامية وإعادة تركيبها لإقامة إسرائيل العظمى الاقتصادية من خلال مشروع الشرق الأوسط الجديد.
وتخطط اليهودية العالمية لإقامة الإمبراطورية الإسرائيلية وعاصمتها القدس بشطريها المحتلين وحكم العالم ألف سنة تحقيقاً للخرافات والأطماع والأكاذيب التي رسّخها كتبة التوراة والتلمود والمؤسسون الصهاينة وينفذها قادة إسرائيل بدعم وتأييد كاملين من الدول الغربية ومن أسمتهم كونداليس رايس بالمعتدلين العرب.
وتؤمن أحزاب وقوى ونخب وطنية وقومية ويسارية عربية وإسلامية وعالمية بزوال إسرائيل ككيان استعمار استيطاني ونظام عنصري وإرهابي، مارس ويمارس الإبادة الجماعية والتطهير العرقي تجاه الشعب الفلسطيني، وبعد حوالي سبعين عاماً من الحروب والكوارث والمآسي التي سببتها إسرائيل في فلسطين وسورية ولبنان ومصر والأردن والعراق.
قام الاستعمار والصهيونية والنازية واللا سامية بزرع يهود أوروبا وبدعم من الإمارات والممالك العربية التي تحميها الإمبريالية الأمريكية، واقتلاع الشعب الفلسطيني من وطنه فلسطين وباستغلال معزوفتي الهولوكوست واللا سامية لخدمة المصالح الاستعمارية والصهيونية.
ورحّلتْ إسرائيل شعباً بأكمله، ولا تزال تمنع الفلسطينيين من العودة إلى منازلهم وقراهم، وقامت بمصادرة أراضيهم وأملاكهم بحجة غيابهم عنها بعدما رحلتهم منها ومنعتهم وتمنعهم من العودة إليها. ويكمن الحل إزاء هذه الحقائق المرة والمريرة بوجوب عودة المستعمرين اليهود إلى بلدانهم الأصلية، وقيام إسرائيل بحزم حقائبها والعودة إلى الأمكنة التي جاء المستعمرون اليهود منها إلى روسيا وبولندا وألمانيا وغيرها ولتصبح ألمانيا يهودية بدلاً من فلسطين العربية.
لقد تعاقب على فلسطين وسورية الأم غزاة من شعوب واحم شتى وزالوا واندثروا جميعهم، وسيكون ويجب أن يكون مستقبل ومصير إسرائيل والمشروع الصهيوني في فلسطين العربية كمصير كل الغزاة إلى الاندثار والزوال إنْ عاجلاً أو آجلا
التعليقات مغلقة.