القدس.. لاشرقية ولاغربية / احمد الشاوش




 - كثيرة هي التضحيات التي قدمها ابناء  الشعب الفلسطيني والامة العربية والاسلامية  دفاعاً عن فلسطين والقدس الشريف ، في  مواجهة قتلة ولصوص العصر الحديث من  البريطانيين الذين اعطوا فلسطين وطناً  لمن لاوطن له وتعهد الجلاد الامريكي  بحماية المحتل من صهاينة اوروبا  والطابور الخامس من الصهاينة العرب  المتمثل

 

 

 

 

 

 

احمد عبدالله الشاوش ( اليمن ) الأحد 17/12/2017 م …
كثيرة هي التضحيات التي قدمها ابناء الشعب الفلسطيني والامة العربية والاسلامية دفاعاً عن فلسطين والقدس الشريف ، في مواجهة قتلة ولصوص العصر الحديث من البريطانيين الذين اعطوا فلسطين وطناً لمن لاوطن له وتعهد الجلاد الامريكي بحماية المحتل من صهاينة اوروبا والطابور الخامس من الصهاينة العرب المتمثل في ملوك وامراء وقادة ومثقفين واعلاميين ورجال اعمال رضعوا الخيانة من مستنقعات الموساد والـ CIA ، وكانوا ومازالوا أكثر الناس دعماً وتمويلاً وتواصلاً من تحت وفوق الطاولة مع حكومة وقادة ومخابرات الاحتلال الاسرائيلي في سبيل السلطة والتسلط والجنس.

وما يدعو للأسف والاسى ان القضية الفلسطينية صارت ميداناً للمقامرة وعنواناً للمزايدة في سوق النخاسين العرب بعد ان باعها الكثير من الحكام والمثقفين المتآمرين منذ العام 1947م وساوم بها البعض واستغلها البعض الاخر أبشع استغلال حتى اللحظة.

وما يدعو للسخرية ان الثور الجامح للولايات المتحدة الامريكية ” ترامب” كشف عن وجهه البشع بانه ليس رئيساً لأمريكا وانما مجرد اراجوز لدولة الاحتلال الاسرائيلي ضارباً بقوانين الشرعية الدولية والانسانية والاعراف والتقاليد السياسية و الدبلوماسية عرض الحائط خلافاً لزعماء امريكا السابقين الذين حاولوا عدم الخوض والمجازفة في بعض المسائل الحساسة.

والملفت للنظر ان غالبية حكام العرب والمسلمين يؤكدون للعالم انهم مجرد ظاهرة صوتية ، وابواقاً لقوى التسلط ، ودمى تحركها الايادي الخفية للصهيونية العالمية ، ورغم الصحوة المتقدمة والخطوة الجريئة والنوايا العظيمة لمؤازرة فلسطين من خلال انعقاد مؤتمر منظمة التعاون الاسلامي في اسطنبول ، إلا ان الحضور المتواضع جداً خير شاهد على مدى الشرخ والخلاف الكبير والحضور الغير مشرف لـ 17 ملكاً واميراً ورئيساً فقط لقضية” مصيرية” بالنسبة للعالم العربي والاسلامي ، تمثل روح فلسطين ، بينما حشد ولي العهد السعودي 52دولة من بينهم كبار الملوك والامراء والرؤساء والقادة لاستقبال الخليفة الاحمق ترامب تحت مسمى محاربة “الارهاب” الذي يحمل أكثر من علامة تعجب واستفهام وانفاق مبلغ 460 مليار دولار في حين يبحث الفلسطينيون عن الرواتب وقطعة خبز وشربة ماء وقليل من الضؤ والامن والامن من بطش الجلادين والقتلة!!؟.

وأياً كانت لغة التسويق والتضليل والترهيب والانبطاح الرسمي لصفقة “القرن” الفاشلة التي تريد التضحية بالقضية الفلسطينية وشعب الجبارين ، ستظل القدس لاشرقية ولاغربية يكاد زيتها يضيء.. وستظل القدس عاصمة لدولة فلسطين منقوشة في وجدان وقلب وعقل كل عربي ومحفورة في مشاعر كل مسلم كما قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس المجاهد اسماعيل هنية.
وأياً كان حجم التآمر الرسمي العربي والدولي ، فان مآذن القدس واجراس الكنائس سترفع أصواتها وتصدح في الافاق عبر السماوت ، اعلاء لكلمة الله والتصدي لطغاة العصر وقتلت الاطفال والنساء والشيوخ حتى تحرير فلسطين.

ورغم الخزي والعار والتفريط في دماء الالاف من الفلسطينيين والدمار الرهيب وبناء المستوطنات ، إلا ان الأيام كشفت لنا حجم التآمر والعمالة والتفريط في فلسطين من خلال لقاءات قادة عرب وامراء خليجيين وترتيبات وعقد مؤتمرات” عشقي” وتنسيق كبير في مجالات الامن والاقتصاد والسياسة ظهرت ملامحة دون خجل عبر الفضائيات ووسائل الاعلام ، ورغم ذلك السقوط يواصل ابناء فلسطين الشرفاء مع ابناء جلدتهم من العرب والمسلمين النضال والكفاح ضد الغازي والمحتل الذي حول فلسطين ومنطقة الشرق الاوسط الى جحيم.

والخلاصة ان خطايا امريكا كثيرة منها حماية ودعم جيش الاحتلال الاسرائيلي والقاعدة في افغانستان وداعش في العراق وسوريا وليبيا ولبنان ومصر بتمويل خليجي ، غير ان قرار ترامب بتحويل القدس الى عاصمة لدولة الاحتلال الاسرائيلي ونقل سفارتها الى القدس الشريف هو قمة الانحياز والرهان الفاشل للإدارة الامريكية التي اعتقد منجموها حيناً من الدهر ان تبعية الكثير من الحكام العرب ستمهد الطريق للقرار المشؤوم ، والحقيقة ان الايام اثبتت ان الشعب الفلسطيني الصابر وقف مجاهداً ومدافعاً ومقاوماً امام أكبر آلة عسكرية مدمرة في العالم مؤكداً ان القدس عاصمة للدولة الفلسطينية ، ومخيباً آمال الصهيونية العالمية وحماقة ترامب وشرقية محمود عباس ، وتطبيع عشقي ، لان القدس هي روح فلسطين وقلب العالم الاسلامي النابض ومدينة السلام والقشة التي قصمت ظهر ” ترامب” وحولت اسرائيل الى جحيم وهزت عروش الحكام العرب بالتزامن مع المواقف الإسلامية و الاوربية والعربية والدولية الرافضة للقرار الأمريكي ، لاسيما بعد ان جسدت الانتفاضة الفلسطينية الثالثة الوحدة الوطنية يشاركها شرف النضال والكفاح والكرامة الملايين عبر المسيرات والاحتجاجات والتظاهرات الحاشدة في كل دول العالم في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي وداعميه ووأد القرار ” السفاح” لتحقيق الدولة الفلسطينية التي عاصمتها القدس الشريف.

[email protected]

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.