الابارتايد الإسرائيلي أخطر وأوحش أنواع الأبارتايد في العالم / د. غازي حسين
د. غازي حسين ( فلسطين ) الأحد 17/12/2017 م …
يتصرف مستعمرو الدولة اليهودية، الدخيلة على فلسطين والمغتصبة للأرض والمقدسات والحقوق والمياه والثروات الفلسطينية في شوارع القدس، تماماً كما كان يتصرف النازيون في المدن الألمانية بحق اليهود الألمان غير الصهاينة، وينظمون مسيرات الكراهية والانتقام والاعتداء على الفلسطينيين سكان فلسطين الأصليين وأصحابها الشرعيين بدعم من الجيش وأجهزة الشرطة والمخابرات الإسرائيلية والتي لا مثيل لها في بلدان العالم والتي فاقت وحشية وهمجية الجستابو وفرق الإس إس والحزب النازي.
وجاء إحراق الفتى الفلسطيني محمد أبو خضير حياً على أيدي حاخام وأولاده الأربعة وإحراق الرضيع دوابشه ووالده ووالدته وهم أحياء ليظهر بجلاء استحالة التعايش مع إسرائيل ومع الشعب الإسرائيلي في فلسطين بما فيها مدينة القدس أولي القبلتين ومدينة الإسراء والمعراج وثالث الحرمين الشريفين.
ويحرِّض قادة الصهيونية والكيان الصهيوني وما رسخَّه كتبة التوراة والتلمود على قتل الأغيار وتضمنت قتل الكنعانيين وحرقهم وهم أحياء وتدمير مدنهم وقراهم ومنازلهم كما تفعل إسرائيل اليوم في فلسطين.
وتسن إسرائيل القوانين العنصرية بحيث أنها أصبحت أسوأ من عنصرية وفاشية ألمانيا النازية ونظام الأبارتايد في جنوب إفريقيا. ففي إسرائيل القائمة على وطن وأرض وأملاك وثروات الشعب الفلسطيني توجد نوعان من القوانين للمواطنين فيها، يوجد قانون لليهود وقانون للعرب والذي يجردهم من حقهم في المساواة ومن أبسط الحقوق الواردة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والقانون الدولي العام والقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف الأربعة لعام 1949.
وأصبحت القوانين الليبرالية والحقوق الإنسانية لليهود فقط وليس للفلسطينيين في إسرائيل ومنها حق عودة اللاجئين إلى ديارهم وحق تملكهم لأراضيهم وبالتحديد قوانين الأراضي وأصبحت القوانين فيها تعرف بعنصرية القوانين الإسرائيلية.
وحملت عنصرية الدولة الإسرائيلية وعنصرية القوانين والشعب الإسرائيلي إلى اتخاذ الأمم المتحدة القرار رقم 3379 الذي ساوى الصهيونية بالعنصرية فإسرائيل دولة لليهود بل وتعتبر نفسها دولة جميع اليهود في العالم.
ووصف تقرير الاسكو اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا التابعة للأمم المتحدة (إسرائيل)بالنظام العنصري .
وأكد التقرير بشكل علمي وأدلة واضحة أن إسرائيل مذنبة بجريمة الابارتايد. وتعمل على تفتيت الشعب الفلسطيني وتقسيمه إلى أربع مجموعات يخضعون للاضطهاد العنصري في ظل نظام الفصل العنصري الإسرائيلي.
ووضعت تقرير ريتشارد فولك وأكد أن السياسات الاسرائيلة تنطوي على سمات غير مقبولة من الاستعمار الاستيطاني والفصل العنصري والتطهير العرقي
وقدمت ريما خلف التقرير للصحافة بصفتها السكرتيرة التنفيذية للايسكو وهو التقرير الأول الذي يصدر عن إحدى هيئات الأمم المتحدة .ويخلص بوضوح ان إسرائيل دولة عنصرية مما أكد مجددا قرار الأمم المتحدة رقم 3379 الذي ساوى الصهيونية بالعنصرية وطالبت إدارة ترامب الأمم المتحدة بسحب التقرير . واستجابت الأمم المتحدة وسحبته مما دفع بالسيدة ريما خلف تقديم استقالتها .واعتمد التقرير الاممي على يهودية الدولة وقانوني العودة والجنسية ومجموعة كبيرة من القوانين العنصرية .
لقد اقامت إسرائيل اخطر وأوحش نظام فصل عنصري على كوكب الأرض .وتجسد إسرائيل كيان استعمار استيطاني يهودي قام على نظام فصل عنصري وتطهير عرقي .ويعني الاعتراف بيهودية الدولة استسلاما كاملا لإرادة العدو المحتل وتبرئته من حروبه ومجازره وشرعنت المشروع الصهيوني والمساهمة العربية في تثبيت فكرة إقامة الدول على أساس ديني مما يفتح الباب أمام إقامة الدول الطائفية والعرقية وإسقاط حق عودة اللاجئين إلى ديارهم. ويعني الترانسفير لمواطني فلسطين عام 1948.وبعبارة أوضح يعني الترحيل والتوطين والوطن البديل ويقود إلى انهيار المقاطعة العربية وإقامة التحالف الإسرائيلي الخليجي .وتختفي وراء الاعتراف بيهودية الدولة نوايا سيئة استعمارية وعنصرية لتخليد الابارتايد الإسرائيلي من البحر حتى النهر
إن الكيان الصهيوني والشعب الإسرائيلي خطيران على نفسيهما وعلى اليهود والعرب، بل وعلى العالم بأسره. لذلك تعتبر شعوب العالم أن إسرائيل تشكل أكبر تهديد للاستقرار والسلام في العالم.
وكان السفاح بيغن قد وصف رجال المقاومة الفلسطينية بالحيوانات المتوحشة التي تسير على قدمين.
وطالب الحاخامات بقتل العرب بالصواريخ. ووصف الحاخام العنصري عوفيديايوسيف العرب بالصراصير وطالب بإبادتهم.. ويقول الإسرائيليون علناً أن العربي الجيد هو العربي الميت، مما يظهر بجلاء وحشيتهم وفاشيتهم والمدعومة من مؤسسات الدولة الرسمية والشعبية والدينية. وترفض رؤية الدولتين التي أخذها مجرم الحرب بوش من مشروع شارون للتسوية وضمنها في خاطرة الطريق لتخليد وجود إسرائيل في فلسطين.
وأصبحت الدولة الإسرائيلية أخطر وأوحش دولة استعمارية وعنصرية وفاشية في العالم ولا مثيل لها حتى في ألمانيا النازية. لذلك لا يمكن للفلسطينيين والعرب والمسلمين القبول بها والتعايش معها ومصيرها إلى الاندثار والزوال، تماماً كالنازية في ألمانيا والأبارتايد في جنوب إفريقيا.
التعليقات مغلقة.