عهد ومرح التميمي – حكاية الجيل الفلسطيني الذي لا يهزم / نواف الزرو




نواف الزرو ( فلسطين ) الأربعاء 20/12/2017 م …
 في احدث وابرز تطورات المشهد الميداني الفلسطيني،نشرت صفحة موقع “كيكار هشبات” العبري وكالات- الإثنين 18 ديسمبر 2017، عبر حسابها في فيسبوك فيديو يظهر فتيات فلسطينيات من عائلة التميمي في قرية النبي صالح وهن يواجهن ويطردن جنديين يقفان على باب منزلهما في المواجهات التي شهدتها البلدة مؤخرا.واعتبرت صفحة الموقع أن ما قامت به الفتيات بأنه “إذلال للجنود”، معتبرةً أن هذا سبب واضح لانخفاض عدد المجندين الإسرائيليين في الوحدات القتالية.
نتيجة بحث الصور عن عهد ومرح التميمي
وفي اليوم التالي شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، بساعات متأخرة من الليل، غارة على قرية النبي صالح، اعتقلت خلالها فتاة فلسطينية بزعم أنها تصدت لجنود الاحتلال عندما حاولوا اقتحام منزل عائلاتها خلال الاحتجاجات بالشارع الفلسطيني على القرار الأميركي بشأن القدس. وهذه الفتاة هي عهد التميمي (17 عاما) من قرية النبي صالح، حيث اهتم جيش الاحتلال باعتقالها كونها التي “ضربت” ضابط في جيش الاحتلال وأهانته وسط جنوده قبل يومين أمام منزلها.وقال الناشط في مقاومة الجدار والاستيطان محمد التميمي، إن أكثر من 20 دورية إسرائيلية اقتحمت القرية، وداهمت منزلها واعتدت بالضرب على عائلتها، وصادرت أجهزة حاسوب، وهواتف محمولة، وكاميرات، قبل أن تعتقلها.
وحكاية الفتاة عهد البطلة هي حكاية الجيل الفلسطيني الجديد\ الجسور الشجاع الذي لا يعرف الانكسار او الهزيمة، وحكاية عهد هي حكاية الصمود والبقاء والتحدي الفلسطيني في وجه الاحتلال ومستعمريه الارهابيين، وفي التفاصيبل:
  ترعرت عهد على النضال، ويجري حب الأرض المغتصبة بدمائها، فنشأت في كنف عائلة رفضت أن تخضع لقوانين المحتل ، مما أدى إلى تعرض والدها إلى الاعتقال ما يقرب من 9 مرات، أما والدتها فاعتقلتها سلطات الاحتلال 5 مرات وأخيها مرتين، بخلاف ما عانته من فقدان للعم والخال بسبب الاستشهاد، وأصبحت العائلة مستهدفة من الإعلام وسلطات الاحتلال الإسرائيلي.
   ولا يمر يوم الجمعة دون أن تخرج مع عدد من أهالي القرية في مسيرات رافضة للمستوطنات ولوجود المحتل، باتت لا تخشى الاعتقال أو الاستشهاد، وتؤمن أن لهذا الحراك نتيجة ، وترى أن الخروج والتظاهر وسيلة قوية تعلن لإسرائيل أن هناك أجيال قادمة محافظة على العهد، ومستمرة في النضال.
   وخصت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عنوانها الرئيسي وصفحاتها الأولى الداخلية، إلى ما اعتبرته ظاهرة إقدام فتيات قاصرات ونساء فلسطينيات بالاعتداء-الهجوم- على جنود الاحتلال الإسرائيلي خلال المظاهرات والمواجهات التي تشهدها الضفة الغربية والقدس المحتلتين، احتجاجا على قرار الرئيس الأميركي القدس عاصمة للاحتلال الإسرائيلي.ورجحت الصحيفة أنه بعد اعتقال التميمي، سيشرع جيش الاحتلال بحملة خاصة لاعتقال الفتيات الفلسطينيات اللواتي يتم توثيقهن من خلال الفيديو بالتصدي لجنود الاحتلال والمشاركة بالمواجهات المندلعة في الأراضي الفلسطينية المحتلة للأسبوع الثالث على التوالي.
وحكاية عهد وشقيقتها مرح، من ابرز حكايات القرية، وتعود لسنوات طويل من الكفاح والنضال، فذات ظهيرة في في منتصف آب/2012 على سبيل المثال، وعلى وقع هتافات عشرات الحناجر التي كانت تنادي بالحرية تحت سماء قرية فلسطينية اسمها النبي صالح، كانت الطفلتان الشقيقتان عهد ومرح التميمي تمسكان بطرف ثوب امهما الناشطة ناريمان التميمي التي كما العادة كانت تتصدر مسيرة مناهضة للجدار والاستيطان وسياسة مصادرة الاراضي، صعد صوت الهتاف عاليا، وصارت مرح تردد بزهو مع شقيقتها ذات الهتاف، وكلما علا الصوت كان جنود الاحتلال المتمركزين في المكان والمتأهبين كما العادة للقتل، يزدادون عدوانية وشراسة ويستعدون بكل ما فيهم من غضب وحقد وجنون لإسكات هذه الحناجر، وحسب صورة قلمية كان رسمها وائل مناصرة رام الله ـدوت كوم26 /8/ 2012-: حين واصلت المسيرة تقدمها صوب الاراضي المهددة بالمصادرة، كانت الام ناريمان المعتادة على صلف الجنود ووحشيتهم، الهدف الاول للهجمة المسعورة التي استهدفت المسيرة، حيث انقض عليها عدد من الجنود وقاموا بأقتيادها بعد الاعتداء عليها بالضرب، وذلك على مرآى من طفلتيها عهد ومرح اللتان سارعتا الى محاولة انقاذ امهما من بين انياب الجنود، دون التفكير مطولا بعواقب هذه المحاولة التي كلفتهما بعضا من وحشية الجنود، وبعد فشل محاولتهما، إقتاد الجنود الام الى مركبة عسكرية وانطلقوا بها الى جهة غير معلومة، الا ان عهد ومرح اللتان احستا برهبة غياب ذلك الحضن الذي اعتادتا دفئه، انطلقتا كفراشتين خلف تلك المركبة العسكرية التي كانت تتواري سريعا عن ناظريهما، وصارتا تطاردانها فيما البحة تستولي شيئا فشيئا على صوتيهما، والعجز يفتك بقدرتهما على مواصلة الركض، واللحاق بأمهما التي كانت هي الاخرى تلوح بيديها المقيدتين من بعيد وكأن لسان حالها يقول: أنا عائدة اليكن رغم عسف الجلاد وبطش القتلة وسارقي الاحلام.
وسط هذا المشهد المليء بالحسرة والوجع والرهبة والشعور بالعجز، لم تجد الطفلتان عهد ومرح، سوى المرابطة في المكان بإنتظار عودة الام من أسرها، فكل شيء دونها بلا طعم وبلا مذاق، وكل شيء في غيابها مر وقاحل وموحش، تماما كما الليل الذي بدأ يرخي سدوله على القرية النائمة في حضن الخوف، ولان مرح وعهد سطرتا بكل ما فيهن من براءة واحدة من أنصع صفحات التحدي، وايضا لانهن عايشن تجربة قاسية ستحفر عميقا في وجدانهن الطري ذكريات مؤلمة قد لا تزول اثارها سريعا ، فقد استحقتا الاحتفاء والتكريم.
محافظ رام الله والبيرةآنذاك ليلى غنام، التقت الناشطة ناريمان التميمي، وطفلتيها عهد ومرح، واشادت بشجاعتهن وقدرتهن على مواصلة التحدي رغم ما تعرضن له من قبل جنود الاحتلال، واشارت غنام الى أن ما تعرضت له التميمي وطفلتيها هو نقطة في بحر التجاوزات والاعتداءات المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني.
وفي قرية النبي صالح ايضا، كانت الطفلة الفلسطينية جنى التميمي( 5 أعوام) خاطبت يوم السبت 07 /7/ 2012 بشجاعة جنودا إسرائيليين متواجدين على إحدى مداخل القرية باللغة الإنجليزية وتحدثت عن الظلم الهائل الذي يرتكب ضدهم من الاحتلال الإسرائيلي، وحاول هؤلاء الجنود التهرب من صوت الطفلة جنى التي كانت تلبس الثوب الفلسطيني وتوشحت بالكوفية التي يعلوها العلم الفلسطيني، حيث أخذت تلاحقهم بقوة وشجاعة وتوجه رسائلها بشكل شخصي لكل جندي متواجد في المكان، وتحدثت عن أمنياتها بزوال الاحتلال وقالت لهم: “أنتم حقيقة مجانين”.
    ننحني احتراما وإجلالا لعهد ومرح وجنى وعائلة التميمي في النبي صالح، ومن خلالهم للجيل الفلسطيني الصاعد الذي يخشاه الاحتلال وتتحدث وسائل اعلامه عن جيل لا يهاب الموت ابدا…؟!

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.