هل تريدون ان تقنعوننا ان ” سي اي ايه ” تحولت الى جمعية خيرية؟ / كاظم نوري الربيعي
كاظم نوري الربيعي ( العراق ) الأربعاء 20/12/2017 م …
تناقلت وسائل الاعلام خبرا مفاده ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شكر الرئيس الامريكي ترامب على معلومات حصلت عليها وكالة الاستخبارات الامريكية ” سي اي ايه” قيل انها تتعلق بعملية ارهابية كادت ان تنفذ في مدينة ” بطرسبورغ ” الروسية وان الاجهزة الامنية الروسية تمكنت فعلا من احباط العملية الارهابية بناء على تلك المعلومات .
كل هذا جاء بفضل ” سي اي ايه” وهي جهاز مخابرات امريكي يعبث في شؤون دول العالم بما في ذلك روسيا .
لابد وان الخبر مر مرور الكرام على البعض وهناك من اعتقد ان وكالة ” سي اي ايه” الاستخبارية التي عرف عنها انها ” ام المصائب ” في اثارة المشاكل في العالم وتنظيم الانقلابات العسكرية والتدخل في شؤون الدول الاخرى والتخلص من خصوم الولايات المتحدة بالطرق غير الشرعية خلافا لكل المواثيق الدولية تحولت الى جمعية خيرية وبات وضع روسيا التي تعدها واشنطن عدوها اللدود وشعبها يهمها واخذت تحن على الشعب الروسي وحكومته المستهدفة من قبل الغرب والولايات المتحدة تحديدا .
وهناك من تساءل وباستغراب هل الى هذا الحد تستطيع ” سي اي ايه” ان تعرف كل شيئ في الداخل الرورسي وانها متغلغلة في داخل البلاد دون ان يشعر بها احد وان ما قدمته من معلومات الى الجانب الروسي من داخل روسيا تجهله الجهات الروسية المعنية وياتي من باب الحرص والمحبة لروسيا ؟؟
لاشك ان لدى الاستخبارات الامريكية ” سي اي ايه” علاقات واسعة مع ” الجماعات الارهابية ترجع الى سنوات الحرب التي كانوا يطلقون عليها ” حرب المجاهدين” في افغانستان ضد السوفيت وهي بهذا لمجال تتقدم على اجهزة الاستخبارات الروسية في المعلومات لاسيما وان الازمة السورية اكدت ان العلاقة بين ” داعش” وغيرها من الجماعات الارهابية متواصلة مع واشنطن ولن تنقطع منذ ” حرب مجاهديها ” وكم من المرات قدمت القوات الامريكية وهو مالمسناه طيلة سنوات الحرب ضد الارهاب سواء في سورية او العراق الدعم والمساندة للارهابيين في الحرب ضد الجيش السوري والقوات الرديفة وحتى الروس انفسهم يقرون بذلك وقد اكد ذلك اكثر من مسؤول في وزارة الدفاع الروسية. مثلما اكد اكثر من مسؤول عسكري عراقي تعاون القوات الامريكية مع ” داعش”.
العلاقة كما اسلفنا بين جهاز الاستخبارات الامريكي ” سي اي ايه” والارهابيين تمتد الى الحرب في افغانستان ضد السوفيت وقد اعترفت وزيرة الخارجية الامريكية السابقة هيلاري كلنتون في مذكراتها ان ” داعش” صنيعة امريكية وعندما تعترف بانها صنيعة ” امريكية” هذا يعني ان ماحدث من اجرام وقتل وتدمير في سورية والعراق ل” سي اي ايه” دور في ذلك لانها ترتبط بعلاقات مع ” قادة هؤلاء الارهابيين وليس باولئك” الحمير والاغبياء والقتلة ” الذي يفجرون انفسهم هنا وهناك بالمفخخات او بالاحزمة الناسفة ويقتلون الابرياء معتقدين من ان ” حور العين والغلمان المخلدون” بانتظارهم اي ان ” سي اي ايه” ترتبط بعلاقات مع ” صاحب مشروع ” الدولة الاسلامية” المنهار ابو بكر البغدادي ومن لف لفه من ” نصرة” وغيرها من جماعات الاجرام وما تحمله من مسميات كريهه .
بالمناسبة لم نعد نسمع شيئا عن مصير البغدادي بعد كل الهزائم التي لحقت بمشروعه وهو مشروع امريكي صهيوني بامتياز سواء في سورية او العراق .
هل نحن بانتظار ” رواية شبيهة برواية نهاية ” بن لادن” لتسدل الستارة على هذه المسرحية وعلى طريقة ” افلام كاو بويز” المعروفة التي تجيد حبكها ونسجها ” وكالة ” سي اي ايه ” الاستخبارية التي تريد ان تتحول الى ” جمعية خيرية “؟؟.
هناك كما هو معروف اتفاقيات توقع بين الدول تتعلق بتبادل المعلومات الاستخبارية او تسليم المجرمين وغيرهم وفق ميثاق الامم المتحدة ولابد من وجود اتفاقية وهذا ما نجهله من هذا النوع بين موسكو ووشنطن واذا وجدت مثل هذه الاتفاقية تصبح اية معلومات يقدمها اي من الطرفين للطرف الاخر لاتستدعي تقديم الشكر لكن كما هو واضح لاوجود لمثل هذه الاتفاقية بين روسيا والولايات المتحدة وان الاخيرة” واشنطن” تبرعت بتقديم المعلومة حول العملية الارهابية الوشيكة التي احبطت في مدينة ” بطرسبرغ الروسية من باب فتح باب التعاون او حسن النية في هذا المجال وحتى في في مجالات اخرى مثلما صرح ترامب اكثر من مرة انه بحاجة الى مساعدة روسيا في المسالة الكورية وان ما قدمته ” سي اي ايه” للجهات الروسية ربما هو عرض يمثل حسن نية ” لدى واشنطن” ويبقى ماخفى كان اعظم.
الذي نود الحديث عنه وارجوا ان لاتعدونه في اطار نظرية ” المؤامرة ان وكالة ” سي اي ايه” ربما كانت على دراية ب” العملية الارهابية” من خلال علاقاتها مع قادة الارهابيين وانها ربما من يدري اخذت تتخلى عنهم بعد الهزيمة التي لحقت بمشروعها في المنطقة وبلغت الجانب الروسي بذلك لاحبا بروسيا او شعبها لان من السهل على واشنطن وهذا ما لمسناه في اكثر من موقف ان تتخلى عن عملائها و” تنزعهم كما تنزع فردة الحذاء” او ان تستبدلهم باخرين وهو ما نراه الان في سورية حيث تدرب وتجند الكثيرين في الحسكة من الارهابيين الفارين من المعارك وغيرهم لمواصلة مخططها التخريبي في سورية عندما شعرت ان لاطائل من دعمهم لداعش وغيرها وهذا ينطبق على جميع عملائها من قادة الارهاب في سورية وحتى العراق.
اسئلة عديدة تفرض نفسها بعد ” موقف واشنطن هذا وهي التي تحمل كرها لانظير له الى روسيا جراء مواقفها المناهضة للمخططات الامريكية سواء في منطقتنا او في العالم وقد تنامى هذا الكره وبصورة عنيفة اثر الازمة السورية وتتنمنى واشنطن الانهيار لروسيا على الطريقة السوفيتية وتحاول احاطتها بمنظومات صاروخية وقوات من حلف ناتو لممارسة الضغوط عليها ووصل الحال ان عطلت حتى التنسيق معها عسكريا في اطار ” حلف ناتو الذي حول نشاطاته بالضد من روسيا بمرابطة قوات له على تخوم حدودها والتوسع شرقا حيث تؤكد الاحصائيان ان هناك اكثر من ” 200″ راس نووي امريكي يمكن استخدامه عبر الطائرات العملاقة في اوربا الشرقية وحدها وقد طالبت موسكو واشنطن بنقل تلك الرؤوس من شرق اوربا فضلا عن العقوبات الاقتصادية التي تفرضها عليها هي ودول الاتحاد الاوربي التي جددت تلك العقوبات مؤخرا لستة اشهر .
من تلك الاسئلة هل تريد واشنطن من ابداء حرص كاذب على” روسيا وشعبها من الارهاب وهي التي تسعى الى حصارها عسكريا واقتصاديا ان تبعث رسائل الى موسكو مفادها انها قادرة على فعل ” اي شيئ في داخل روسيا من خلال اجهزة ” استخباراتها ” سي اي ايه” التي يمكن ان تتدخل في ” الشان الانتخابي” القادم الذي حدد له شهر ” مارس من عام 2018 مثلما اتهمت واشنطن موسكو بذلك خلال الانتخابات الامريكية؟؟
ام انها اي واشنطن تعتقد ان موسكو ساذجة وسوف تصدق هذه الرواية ” رواية” الكشف عن هذه العملية الارهابية قبل وقوعها وابلاغ الجانب الروسي بذلك حبا بروسيا وشعبها .
اي حب هذا انه حقا ينطبق عليه القول ومن” الحب ماقتل” ؟؟
التعليقات مغلقة.