وقفات مع قرار القدس ورفض العنجهية الأمريكية / ابراهيم ابو عتيلة

ابراهيم ابو عتيلة ( الأردن ) السبت 23/12/2017 م …

–       بعنجهية وفوقية وصفاقة متناهية وبتحد واضح للتاريخ ولكل شعوب الأرض وبتارخ 6 كانون الأول / ديسمبر 2017 وبنفس ومنطق توراتي إنجليكاني قام طاووس الولايات المتحدة الأمريكية بإصدار قراره المتعلق بالإعتراف بالقدس عاصمة لكيان العدو الصهيوني المحتل لفلسطين معلناً عن نية زعيمة الإمبريالية العالمية نقل سفارتها إلى القدس متجاوزاً في ذلك كل قرارات الشرعية الدولية بما فيها قرارات كان دولته قد وافقت عليها في وقت سابق ومنها:




• 242- الصادر في 22 نوفمبر/تشرين الثاني1967، وفيه يدعو مجلس الأمن الدولي إسرائيل للانسحاب إلى حدود ما قبل حرب 1967.

• 251- صدر في 2 مايو/أيار 1968، ويستنكر القيام بعرض عسكري إسرائيلي في القدس.

• 252- صدر في 21 مايو/أيار 1968، ويدعو مجلس الأمن إسرائيل إلى إلغاء جميع إجراءاتها التعسفية لتغيير وضع المدينة.

• 267- صدر في 3 يوليو/تموز 1969، ويشجب جميع الإجراءات المتخذة من جانب إسرائيل والهادفة إلى تغيير وضع القدس.

• 271- صدر في 15 سبتمبر/أيلول 1969، ويندد بمحاولة حرق المسجد الأقصى وتدنيس الأماكن المقدسة.

• 465- صدر في الأول من مارس/آذار 1980، ويطالب إسرائيل بتفكيك المستوطنات القائمة والتوقف عن تخطيط وبناء المستوطنات في الأراضي المحتلة، بما فيها القدس.

• 476- صدر في 30 يونيو/حزيران 1980، ويعلن بطلان الإجراءات الإسرائيلية لتغيير طابع القدس.

• 478- صدر في 29 أغسطس/آب 1980، ويتضمن عدم الاعتراف بالقانون الإسرائيلي بشأن القدس ودعوة الدول إلى سحب بعثاتها الدبلوماسية من المدينة.

–       وبعد صدور هذا القرار ، تمت الدعوة لعقد اجتماع لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزارة الخارجية والذي عقد في القاهرة في 9 كانون الأول / ديسمبر 2017،  ولم تكن نتائج هذا المؤتمر على مستوى الحدث ، فلقد توجه المؤتمرون بدعوة أمريكا لسحب قرارها ، كما تم الاتفاق على التوجه للأمم المتحدة مع إبقاء الاجتمماع مفتوحاً والدعوة لمؤتمر قمة خلال شهر اذا استدعت الظروف ذلك.

–       وعقب هذا الاجتماع وبدعوة من تركيا تم عقد مؤتمر القمة الاستثنائي لمنظمة التعاون الإسلامي في استنبول في 13 كانون الأول / ديسمبر 2017 مشيراً في هذا المجال إلى كلمة رئيس السلطة الفلسطينية التي خلت من أي معنى من معاني الردود الواجب القيام بها غير استدرار عطف ودعوات للسلام لا تسمن ولا تغني من جوع ،  وكان بيان هذه القمة يشبه إلى حد كبير بيان وزراء الخارجية العرب فلم يرتق إلى ما يفرضه الحدث ولا إلى مستوى قدسية القدس ، كما لم تنفذ بعض الدول تهديدها بقطع العلاقة مع الصهاينة، علماً أن حضور القادة والزعماء للمؤتمر كان محدوداً فحضر 12 رئيس دولة من بين 48 دولة شاركت بالمؤتمر فقد ركز المؤتمر على سلام موهوم وحل دوليتن ينادي به طرف واحد وهو حل عفا عليه الزمن .

–       وعلى اثر دعوة مجلس الأمن من قبل جمهورية مصر العربية وفلسطين تم عقد جلسة استثنائية للمجلس في 18 كانون الأول / ديسمبر 2017 لبحث مشروع قرار خجول تقدمت به مصر باسم المجموعة العربية ولم يجرؤ من قام بصياغة والتقدم بالمشروع أن يذكر اسم ” أمريكا” في نص المشروع بما يحول بينها وبين التصويت عليه عملاً بما ورد في نص المادة 27 من ميثاق الأمم المتحدة والمتعلقة بالتصويت على القرارات في مجلس الأمن كما يتبين من النص تالياً :-

المادة 27 من ميثاق الأمم المتحدة

1.    يكون لكل عضو من أعضاء مجلس الأمن صوت واحد.

2.    تصدر قرارات مجلس الأمن في المسائل الإجرائية بموافقة تسعة من أعضائه.

3.    تصدر قرارات مجلس الأمن في المسائل الأخرى كافة بموافقة أصوات تسعة من أعضائه يكون من بينها أصوات الأعضاء الدائمين متفقة، بشرط أنه في القرارات المتخذة تطبيقاً لأحكام الفصل السادس والفقرة 3 من المادة 52 يمتنع من كان طرفاً في النزاع عن التصويت.

قابل ذلك عنجهية وعجرفة متناهية من قبل مندووبة أمريكا التي تحدت العالم لتعلن أن أمر اعتراف أمريكا بالقدس عاصمة ل ” اسرائيل “ا هو أمر يخص أمريكا فحسب وأن أمريكا ماضية بنقل سفارتها مهما كانت النتيجة ، وبالنتيجة ولعدم التقدم بمشروع قرار يحرم أمريكا من التصويت على المشروع بصفتها طرفاً مشتكى عليه بخطأ أو بتهاون ممن عرض النص الأمر الذي مهد للنتيجة التي كان يعرفها مسبقاً ومهد للفيتو الصهيوأمريكي ، فلقد عارضت الولايات المتحدة الأمريكية مشروع القرار مستخدمة الفيتو مقال أصوات العالم كله ممثلين بأربعة عشر صوتاً من أعضاء مجلس الأمن الخمسة عشر .

–       وبتاريخ 21 كانون الأول / ديسمبر 2017 ، وبدعوة من ومصر وتركيا المجموعة العربية وبمساندة دول عدم الإنحياز تم عقد إجتماع استثنائي للجمعية العامة للأمم المتحدة لاتخاذ قرار بشأن القدس مرتكزين على نفس مشروع القرار الذي تقدمت به مصر وعارضته أمريكا في مجلس الأمن ، وهنا وبمنطق زعيم العصابة وبسلوك هتلري مميز ، قامت أمريكا وبمنطق رئيسها الوعل الأمريكي وعلى لسان مندوبتها المتصهينة ببمارسة أبشع أنواع الإبتزاز لدول العالم الفقيرة عندما أعلنت بأنها ستوقف مساعداتها للدول التي ستصوت لصالح القرار ، ولم يتوقف الأمر عند ذلك فقد لوحت بتهديدها باستخدام سلاح آخر وهو سلاح مساهماتها في المنظمة الدولية ، فكان خطاب مندوبة أمريكا خطاباً مقززاً مقرفاً تحدت به العالم حيث اتهمت العالم بالإنحياز التام ضد الكيان الصهيوني واشارت حسب قولها ” بالعار ” الذي تمارسه الجمعية العامة ضد ” إسرائيل ” مستغربة كيف يرضى الكيان ببقائه عضواً في المنظمة الدولية ، تلاها في الحديث ذلك الصهيوني العفن الذي تحدى كل دول العالم حين قال عن دول العالم مشبهاً اياها بالدمى في يد الفلسطينيين مبرزاً قطعة نقد ادعى بانها من عهد داود ، وكأن قطعة نقدية تثبت حقاً ، متجاهلاً كل ما قام به الكيان من أعمال حفر في القدس في محاولات الكيان الفاشلة لايجاد أثر لهيكلهم المزعوم أو أي أثر يهودي لم يتم العثور على شيء منخ وفق ما تؤكده كافة الهيئات العلمية المحايدة ووفق ما فشل الكيان بإبرازه ……. وكان التصويت …. فصوتت الجمعية العامة على قرار رفض إجراءات أمريكا وبقاء القدس كمدينة محتلة وفقاً لقرارات الشرعية الدولية السابقة … وكانت صفعة العالم لترامب ونيكي هيلي وأمريكا والكيان الصهيوني …. فعلى الرغم من كل التهديد والوعيد الذي مارسته أمريكا …. فقد أيد القرار ” 128 ” دولة فيما عارضته ” 9 ” دول تابعة لأمريكا فقط ، ووقفت ” 35 ” دولة على الحياد …. آخذين بعين الاعتبار ما يلي :

·        انسحاب بعض الدول من تبني مشروع القرار كالنيجر وأفغانستان .

·        خضوع دول للابتزاز الأمريكي متمثلاً بالبوسنة والهرسك التي امتنعت عن التصويت .

·        تصويت دولة أفريقية ضد مشروع القرار واصطفاف ” 7 ” دول افريقية على جانب الامتناع عن التصويت كالكاميرون وجنوب السودان .

·        الزيادة النسبية في عدد الممتنعين عن التصويت كأسلوب لتجنب هياج الثور الأمريكي .

·        أثبت العالم أنه ليس للبيع أو المساومة كما جاء على لسان مندوب فنزويلا .

·        نادى المندوب السوري في كلمته بدولة فلسطينية على كامل التراب الفلسطيني في الوقت الذي لم يجرؤ فيه مندوب سلطة أوسلو على المناداة بذلك .

·        مارس الكيان وأمريكا كل معاني الإزدراء بالمنظومة الدولية فلم يكد مندوب الاحتلال من الإنتهاء من كلمته حتى انسحب ومندوبة أمريكا من الاجتماع تاركين موضوع التصويت لعضو من وفودهما .

–       وبعد ….. فإن ما حصل يمثل بكل المقاييس انتصاراً للشرعية وانتصاراً للحق الفلسطيني الذي يتطلب وجود قيادة جريئة تلفظ وترفض كل صيغ المساومة و التسوية والتخاذل … فلتسقط أوسلو نصاً ونهجاً وقيادة  ولنعمل سوياً على ذلك …..

ابراهيم ابوعتيله

عمان – الأردن

22 / 12 / 2017

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.