النص الكامل لكلمة أمين عام حزب البعث العربي التقدمي ” في الأردن ” فؤاد دبور في احتفالية الحزب بالذكرى ألـ 68 لتأسيس البعث
الأردن العربي – محمد شريف الجيوسي ( الأربعاء ) 8/4/2015 م …
القى أمين عام حزب البعث العربي التقدمي ( في الأردن ) فؤاد دبور كلمة جامعة ، في الاحتفال الذي أقيم ليلة يوم الثلاثاء / الأربعاء الموافق 7 / 8 نيسان 2015 .. وسط حشد حزبي وصديق كبير .. بحضور المستشار محمد أبو سرية القائم بأعمال سفارة الجمهورية العربية السورية في الأردن ، وممثليْ سفارتي إيران الإسلامية وفنزويلا البوليفارية ، وبحضور عدد من ممثلي الأحزاب القومية واليسارية والقوى والشخصيات الوطنية الأردنية ، وكوادر الحزب وأمناء الفروع .
وقد قدمت الدروع لممثلي السفارات الثلاث السورية والإيرانية والفنزويلية ، ولقدامى المناضلين البعثيين وأمناء الفروع ، كما كرمت القيادة المركزية أمين عام الحزب فؤاد دبور تقديرا لجهوده المتصل في خدمة البعث .
ورفع في الاحتفال العلم الأردني والعربي السوري وعلم البعث التقدمي ، وصدح نشيد موطني طيلة وقت الاحتفال ، وأنشد جماعيا مع بدايته.
وفيما يلي النص الكامل لكلمة امين عام حزب البعث العربي التقدمي فؤاد دبور :
ذكرى البعث في مولده
الرفيقات والرفاق والسادة الحضور
أرحب بكم جميعا أجمل ترحيب وأشكر لكم حضوركم هذه المناسبة الغالية على قلب كل مخلص لامته وعروبته، كل مناضل من اجل وحدة الأمة وحريتها وعزتها وكرامتها وامتلاكها قرارها السيادي.
ماذا يمكن ان نقول في هذه المناسبة، ميلاد البعث منذ أكثر من سبعين عاما قضاها في النضال المتواصل والمتصل في كل أرجاء الوطن العربي؟ تعجز الكلمات، والخطابات أمام عظمة الحزب الذي قدم للأمة العربية عطاءات وتضحيات، قدم شهداء في ساحات النضال وقتال أعداء الأمة، في فلسطين، سورية، لبنان، العراق، اليمن، الجزائر وساحات عربية أخرى.
أكثر من سبعة عقود، وما زال البعثيون يناضلون، يواجهون ويقاومون أعداء الأمة ومشاريعهم ومخططاتهم التي تستهدفها ، ينشرون الفكر والوعي القومي بين جماهير الأمة العربية، نعم واجه البعث ويواجه أعداء الأمة، وهانراهم يصمدون ويقامون أعداء الأمة الذين يشنون اعتى وأقسى عدوان على سورية العربية منذ أكثر من أربع سنوات، مثلما واجهوا العدوان الصهيوني الامبريالي الاستعماري على فلسطين العربية وأقطار الأمة منذ أكثر من ستة عقود حيث كان البعث وليدا جديدا تحت اسم “حركة البعث” التي ولدت في العام 1943م درست وحللت الحركة المجتمع العربي ووضعته في سياق التطور التاريخي، وتوصلت إلى قضايا التحرر والتقدم والوحدة القومية مثلما أكدت على تحرير الأمة من انحرافات فرضتها ظروف مرحلية، عرقلت نضالات قوى التحرر الوطني في العديد من أقطار الوطن، استمرت حركة البعث في نضالها ضد الاستعمار رغم كل الصعوبات وساندت حركات التحرر والتحرير في أرجاء الوطن العربي، وللأمانة والتاريخ، فقد اعتبرت حركة البعث تأسيس “جامعة الدول العربية” في العام 1945 التي جاءت استجابة لرغبة بريطانية، خطوة منحرفة لا تعبر عن إرادة الأمة العربية لأنها جاءت ممثلة لحكومات عربية رسمية، اما قضية فلسطين فقد اعتبرتها الحركة قضية أساسية للأمة وأكدت في كل أدبياتها ومنشوراتها على ابعاد وأخطار الوعد البريطاني المسمى وعد “بلفور” وقاومت هجرة اليهود إلى فلسطين العربية وفضحت سياسة بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية التي تستهدف الأمة عبر إقامة كيان للعدو الصهيوني فوق ارض فلسطين العربية يهدد الأمة في وحدتها واستقلالها وسيادتها وثرواتها.
مثلما اعتبرت الوحدة العربية أساس القوة والاقتدار والمنعة وامتلاك السيادة، وجاء المؤتمر القومي التأسيسي للحركة (4-6) نيسان عام 1947 حيث شارك فيه أكثر من 200 عضو من أقطار عربية وبخاصة سورية ولبنان والأردن وكان البيان الختامي الذي صدر في مثل هذا اليوم من ذلك العام السابع من نيسان عام 1947م وأصبحت حركة البعث حزبا تحت اسم “حزب البعث العربي” وقد تضمن الإعلان السياسي إقرار دستور للحزب ووضع نظام داخلي له وتم انتخاب عميد للحزب وهيئة تنفيذية من ثلاثة أعضاء. مثلما تضمن التأكيد على الإيمان بالامة العربية الواحدة ورسالتها الحضارية الخالدة.
وتمر أيام النضال إلى ان تصل إلى أواخر العام 1952 حيث اندمج الحزب العربي الاشتراكي بقيادة أكرم الحوراني إلى حزب البعث العربي ليصبح اسم الحزب “حزب البعث العربي الاشتراكي” رافعا شعار وحدة، حرية، اشتراكية، حيث ناضل البعثيون ، وما زالوا، من اجل تحقيق هذه الأهداف والتي هي أهداف الجماهير العربية المخلصة لامتها وحرية هذه الأمة وسيادتها. ذلك لان حزب البعث العربي الاشتراكي الذي تحتفل بميلاده اليوم هو حزب جماهيري، ارتبط بالحركة الجماهيرية منذ نشوئه، وتطور مع هذه الحركة التي هي حركة التاريخ، معبرا عن إرادتها ومصالحها وتطلعاتها مؤكدا في مسيرته النضالية على التطور والتجدد والتمسك بالهوية القومية الاشتراكية.
الرفيقات والرفاق السادة الحضور
جاء قانون الأحزاب الأردنية رقم 32 لعام 1992، تعاطى حزب البعث في الأردن معه، وتم الإعلان القانوني عن الحزب في الثالث عشر من نيسان عام 1993م تحت اسم “حزب البعث العربي التقدمي” التزم الحزب بنصوص القانون وبخاصة فك الارتباط التنظيمي مع حزب البعث العربي الاشتراكي، لكنه بقي ملتزما بفكره وأهدافه ومبادئه وقد أعطى معظم اهتماماته نحو الأردن ولكن ليس على حساب نضالاته القومية.
الرفاق والرفيقات والسادة الحضور
– يدعو البعث هذه الأيام العرب إلى توحيد الجهود وحشد الطاقات والتمسك بالمشروع القومي لمواجهة المشاريع والمخططات الأمريكية – الصهيونية ومواجهة الإرهاب والإرهابيين التكفيريين الدمويين الذين يقتلون ويدمرون في العديد من أقطار الوطن العربي يستهدفون الحضارة والتراث دون وازع من دين يدعونه وهو منهم براء.
– مثلما يدعو البعث إلى دعم المقاومة والالتفاف حولها والتي أثبتت قدرتها واقتدارها على مواجهة أعداء الأمة والدفاع عن قضاياها فهي طريق التحرير والحرية ومواجهة مشاريع أعداء الأمة ومخططاتهم التي تستهدف وحدة كل قطر من أقطارهم.
– كما يعتبر البعث ان معركة الأمة العربية مع أعدائها الصهاينة والامبريالية الأمريكية والاستعمار وعصابات الإرهاب هي معركة مصير ووجود وعليه فهي تتطلب لم الشمل وجمع الصفوف وتوحيد النضال لمواجهة هؤلاء الأعداء وللدفاع عن الأمة في أرضها وحريتها وثرواتها واستقلالها وسيادتها.
– ويؤكد حزبنا، على ان حل مشاكل الأردن السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية مع أمته العربية وبها، مثلما يؤكد على إدانة ورفض المعاهدات والاتفاقيات والتطبيع مع العدو الصهيوني وبكل أشكاله.
– يؤكد حزبنا على تحقيق الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ويناضل مع الأحزاب القومية واليسارية وكل القوى الوطنية من اجل الوصول إلى قوانين ناظمة للحياة الديمقراطية في الوطن وفي المقدمة منها قانون انتخاب ديمقراطي وكذلك قانون الأحزاب ديمقراطي .
– ويرفض حزبنا، دخول الأردن في أحلاف وتحالفات لا تخدم قضايانا الوطنية وقضايا الأمة العربية وبخاصة التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، والتحالف المسمى بالعربي الذي يستهدف الشعب العربي في اليمن حيث أودى بحياة المئات وأوقع ألاف الجرحى من المواطنين اليمنيين مثلما الحق الدمار والخراب في مؤسسات الدولة اليمنية، وتطالب بالانسحاب من هذه التحالفات التي لا تخدم مصالح شعبنا وامتنا.
– كما نؤكد على عدم انخراط الأردن في أي عمل مهما كان من شأنه ان يلحق الضرر بأمن القطر العربي السوري مثلما يلحق أضرارا بالغة بأمن الأردن واستقراره، وتطالبه الإسهام ايجابيا في دعم الحل السياسي الذي يحافظ على سورية أرضا وشعبا ويجنبها المزيد من الخسائر المادية والبشرية هذا الحل الذي يستند إلى الحوار بين مكونات الشعب العربي السوري الوطنية.
الرفيقات والرفاق والسادة:
تتعرض العديد من أقطار الوطن العربي إلى عدوان إرهابي دموي مجرم مدعوم من الصهيونية والولايات المتحدة الأمريكية وأتباع لها في الإقليم وأنظمة عربية، فها هي سورية تتعرض ومنذ أكثر من اربعة اعوام إلى عدوان إرهابي غير مسبوق يستهدف سورية أرضا وشعبا، مثلما يستهدف إسقاط الدولة السورية بكل مكوناتها ومؤسساتها وجيشها وقيادتها الصامدة في وجه العدوان، وذلك عقابا لها لأنها ترفض الاستسلام والرضوخ والانخراط في السياسات والمشاريع الأمريكية الصهيونية ولأنها تتمسك بالثوابت الوطنية والقومية ولأنها تجسد في سياساتها المصالح العليا للأمة العربية، ولأنها تعتبر تحرير الأرض العربية المحتلة واستعادة الحقوق المشروعة للشعب العربي الفلسطيني هدفا مركزيا في نضالها القومي، ولأنها تدعم المقاومة بكل أشكال الدعم المطلوبة لتمكينها من مواجهة العدو الصهيوني والمخططات الأمريكية التي تستهدف الأمة العربية رغم كل الحشد الخارجي للعصابات الإرهابية التكفيرية والمرتزقة في الداخل، سورية تواجه تقاوم تقاتل تصمد وتحقق انجازات وفي نهاية الأمر فإن انتصار سورية بشعبها وجيشها وقيادتها مؤكد، وستعود سورية مرفوعة الهامة شامخة سيدة عزيزة.
مصر: القطر العربي الأكبر والذي يمثل ضمانة لقوة الأمة وقدرتها على مواجهة المؤامرات التي تستهدف الأمة مطالبة بأخذ دورها في دعم وإسناد قضايا الأمة العربية ومواجهة المشاريع والمخططات المعادية وبخاصة المؤامرات التي تحاك لتصفية القضية الفلسطينية ومطلوب منها أيضا ان تفتح المعاير وفك الحصار عن شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، فالشعب اكبر واهم من أي فصيل، وهي تتعرض أيضا لعمليات إرهابية تستهدف أمنها وجيشها.
العراق: الذي تعرض لعدوان أمريكي استعماري يواجه اليوم عصابات إرهابية تستهدف أرضه وشعبه وتراثه وحضارته ومقدراته ومؤسساته، والجيش مدعوما من الشعب يواجه بكل قوة واقتدار هذه العصابات ويحقق انجازات على طريق تحرير كل مدنه وقراه المحتلة من الإرهابيين.
اما اليمن: القطر العربي الأصيل المتجذر في أعماق التاريخ في عروبته فهو يواجه أيضا عدوانا جويا يقتل ويدمر مؤسساته واقتصاده المتواضع، ونقول لما يسمى بالتحالف العربي ارفعوا أيديكم عن اليمن وشعبه ودعوه يحل مشاكله بالحوار ونقول لهذا التحالف لقد أخطأتم الهدف حيث ذهبتم إلى اليمن وفلسطين وشعبها العربي يتعرض إلى عدوان صهيوني يومي، فالعدو هناك في فلسطين وليس في اليمن.
طبعا، تونس تتعرض للإرهاب، ليبيا تنشظي، البحرين تعاني.
ودعونا نتساءل، لمصلحة من يتم كل ما يجري في الوطن العربي؟ لمصلحة من تم تدمير الجيش العراقي اثر الحرب العدوانية (آذار عام 2003م)؟؟؟ ولمصلحة من يستنزف الجيش العربي السوري ويتم اغتيال طيارين وتدمير قواعد جوية عسكرية في سورية؟ ولمصلحة من العدوان على الجيش المصري وبخاصة المتواجد في المنطقة الحدودية مع فلسطين المحتلة؟
تحية إلى حزب البعث العظيم في ذكراه الثامنة والستين، تحية إلى مناضلي البعث على امتداد الوطن العربي
تحية إلى كل المخلصين الشرفاء من أبناء هذه الأمة
تحية إلى كل أحرار العالم المناضلين ضد الظلم والطغيان والاستغلال
تحية لهم على دعمهم لقضايا امتنا العربية العادلة.
التحية والحرية للأسرى القابعين في سجون الاحتلال الصهيوني،
معا إلى أردن عربي ديمقراطي سيد حر، معا إلى امة عربية حرة موحدة
المجد والخلود لشهداء الأمة العربية،
عهدا على النضال حتى تتحقق أهداف البعث، أهداف الأمة في الوحدة والحرية والاشتراكية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأمين العام
لحزب البعث العربي التقدمي
فــــؤاد دبـــور
التعليقات مغلقة.