رسالة مفتوحة من كاهن عربيّ إلى الرئيس الأميركيّ دونالد ترمب / الأب الارشمندريت : نادر ساووق

نتيجة بحث الصور عن الأب الارشمندريت : نادر ساووق

الأب الارشمندريت : نادر ساووق ( الأردن ) الأربعاء 27/12/2017 م …




السيد الرئيس ،

أحببتُ ، بوصفي كاهناً عربياً ومواطناً أردنياً مسيحيّاً ، أن أخاطبك بوصفك  رئيساً للولايات المتحدة الأميركية .

أخاطبك من الأردن ، أرض الحضارات والمقدسات ، أرض الإيمان والتآخي ، أرض معمودية السيد المسيح ( المغطس ) ، فأنت – وياللأسف – أصدرت قرارك المشؤوم ، بالاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل ، وبنقل سفارة بلادك . لذلك فؤجئت بقرارك ، كما فوجئ به الكثير من الشعوب والقيادات المسيحّية والإسلامية ، لأنه قرار أحادي ، يتناقضّ مع القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ، ومع الوضع القائم لمدينة القدس ، وجرحت مشاعرنا كمسيحيين ومسلمين ، لأن القدس – كما تعلم –  مدينة مقدسة للديانات الثلاث ، أي مدينة الشموليّة والتعددّية .

وهذا ما أكده وصرح به جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين ، صاحب الوصاية وخادم الأماكن المقدسة في القدس الشريف ، في القمة الإسلامية في اسطنبول ، حيث قال : ” حقّ المسلمين والمسيحّيين في القدس أبدي خالد ” .

السيد الرئيس ،

لقد أعرب قداسة البابا فرنسيس ، عن موقفه الصريح لهذا القرار ، لأنه يحدث خللاً في وضع المدينة المقدّسة ، عندما قال : ” أرجو أن يهتم الجميع لهذه القضية وأن يلتزموا احترام الوضع القائم ( الستاتوكوو ) في المدينة المقدسة بما يتلاءم وقرارات هيئة الأمم

القدس مدينة فريدة ، مقدسّة لليهود والمسيحيين والمسلمين ، وكلهم يكرمون فيها أماكنهم المقدّسة كل واحد بحسب ديانته . وللقدس دعوة خاصة : أن تكون مدينة سلام”.

السيد الرئيس ، بقرارك هذا أنت هددت عملية السلام واستقرار المنطقة . فهل لديك فكرة واضحة عن السلام الذي تريده اسرائيل ؟ هل السلام يقوم على استمرار تحدي اسرائيل لقررارت لا تحصى  لمجلس الأمن ، ولهيئة الأمم المتحدة ؟ هل يتحقق السلام العادل في تهويد القدس ؟ …

أمام حالة الصراع القائم حول القدس ، فنحن العرب نرى أن آية قرارات أحادية من جانب واحد لا يمكنها أن تحقق السلام ، فلا سلام حقيقي بدون القدس .

فالسلام لا يعني الاستسلام . لأننا نريد السلام العادل والشامل ، والمرتكز على إعادة الحقّ المسلوب ، لشعبنا ولأهلنا في فلسطين . نحن نريد السلام الذي يحترم حقوق الإنسان ، والذي يسلّط العقل على الأهواء ، والحقّ على القوة ، نحن نريد السلام الذي يزرع المحبة في قلوب الناس ، وجميعهم أخوة لآب واحد هو الله تعالى .

كما علّمنا السيد المسيح الذي نحتقل بميلاده المجيد قائلاً : ” طوبى لصانعي السلام ، لأنّهم أبناء الله يدعون ” . ( إنجيل متى 5 : 9 ) .

السيد الرئيس ، أختم بتوجيه شكر خاص لك  ، وكما قيل ” رُب ضارة نافعة ” . لأنك بقرارك هذا ، لن يزيدنا إلاّ ثباتاً وصموداً في دفاعنا عن عروبة القدس ، وعن مقدّساتها المسيحّية والإسلامية ، لأنّها أمانة في أعناقنا .

E- Mail : Fr.nader92@yahoo.com

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.