الدكتور يعقوب زيادين يترجّل / عدنان الأسمر

عدنان الأسمر ( الأردن ) الخميس 9/4/2015 م …

رحل عنا القائد الوطني والاممي الكبير الدكتور يعقوب زيادين إلا أن ما دافع عنه من مبادئ إنسانية وفكر تقدمي ومواقف وطنية ستظل باقية ما بقي الكون عامرا ، فهو نموذج للذين تنازلوا طواعية عن خيارات الثراء والجاه والعيش في مستويات الترف والبذخ واختار السجون والمنافي والبيوت السرية ونصرة العمال والفقراء والكادحين وناضل من اجل بناء أردن وطني متحرر وفك التبعية ونيل الاستقلال الوطني وكسر قيود المعاهدات الاستعمارية كما ناضل من اجل تحقيق المساواة والعدالة الاجتماعية ورفع الظلم عن العمال والكادحين وكان أبو خليل من القادة الاممين العاملين من اجل بناء جبهة أممية متحدة تؤيد شعوب العالم الثالث في نضالها ضد الاستعمار الكولونيالي وتدافع عن السلم العالمي والتقدم والديمقراطية وكان مدافعا شرسا عن أهل فلسطين وحقوقهم التاريخية المشروعة وهو نموذج للوحدة الوطنية ومدافع عن الدولة المدنية التي لا مكان فيها لعصابات الإرهاب والتكفير والطائفية والمذهبية وهو الفائز في البرلمان الأردني عن دائرة القدس التي تعني المسجد الأقصى وكنيسة القيامة ومخيمات عقبة جبر وعين السلطان والنويعمة فأبو خليل كان أخ وصديق لأبناء المخيمات وكان يمضي الوقت الكثير معهم في ظروف عيشهم المأساوية وكانت عيادته وبيته مفتوحة دوما للفقراء والعمال وأبناء المخيمات يقدم للكثير منهم العلاج والدواء والعمليات الجراحية مجانا وهو دائم الضحك في وجوههم والترحيب بهم فلم يكن يشعر احد بأي حواجز في العلاقة الشخصية معه .

وكان أبو خليل يصر على زيارة الرفاق وأبناء مخيم البقعة في المناسبات الوطنية والاجتماعية وأتذكر انه أصر على زيارة المفرج عنهم من سجن الجفر من منتسبي فصائل المقاومة في صيف عام 1974وقد رافقته مع بعض الرفاق إلى بيوت العديد منهم كما كان يحضر الاجتماعات الموسعة في البيوت التي تعقد لعمال وكالة الغوث أو المناسبات الوطنية التي تقام في المخيم وكان يشارك في حفلات التكريم التي تقيمها فصائل العمل الوطني في مخيم البقعة للمناضلين اللذين تم إطلاق سراحهم من السجن أو الزنازين وكان يتعامل بكل احترام وتقدير مع منتسبي فصائل المقاومة وخاصة من مخيم البقعة ويقدم لهم ولأسرهم ما يطلبونه من دعم ومساعدة وخدمة ولا يسعني وأنا احد تلامذته وزارني في منزلي عدة مرات وزرته في عيادته ومنزله بصحبة الرفاق من مخيم البقعة عشرات المرات إلا أن أتقدم لذلك القائد الشيوعي الاممي وأحد مؤسسي الحركة الشيوعية العربية والأردن وفلسطين بأسمى آيات المجد وأبهى أكاليل الفخار والاعتزاز والوفاء والخلود لذكراه العطرة .