فعل صهيوني عنصري وقبيح / د. فايز رشيد
” هؤلاء الصهاينة جيشا ومدنيين, مرعوبون من الفلسطيني! طفلاً كان أو شابّاً, امرأةً أو رجلاً, شيخاً أو وليداً. حيّا أو ميتاً. الفلسطيني يذكّرهم بحقيقة غربتهم عن أرضنا, بحقيقة انتمائه لهذه الأرض . وبالتالي يستشرسون في قمعهم الناتج عن الحقد العالي على الإنسانية عموماً, فكيف على الفلسطيني؟ لذلك , هزمت امرأة هذا الفاشي الأحمق! إنها الأم الفلسطينية ,التي رسمها مكسيم غوركي في روايته تماما ”.اقتحام النائب الصهيوني في حزب الليكود اليميني الفاشي أورين حازان ,حافلة لأهالي معتقلين فلسطينيين, كانت في طريقها من قطاع غزة إلى سجن “نفحة”, وتوجيهه لهم وابلا من الشتائم والسباب, هو فعل قبيح من صهيوني عنصري زنديق, لا يمكن لحدث مثله أن يكون إلا في عصابة زنادقة في ثوب دولة! ولكن تأتي الرياح لا كما تشتهي السفن الصهاينة, وبخاصة إذا كانت رياحا فلسطينية , الرياح هذه المرّة تمثلت في المرأة الفلسطينية العربية الكنعانية اليبوسية الأصيلة عندما تصدت لهذا العنصري الكريه, ذي الرائحة الشايلوكية النتننة ” والتي مثلما قال شاعرنا الكبير المتنبي .. لا يأخذ الموت نفسا من نفوسهم… إلا وفي يده من نتنها عود”, توجه المأفون إلى إحدى النساء سائلاً عن اسم المعتقل الذي تتجه لزيارته, فقالت إنها متجهة لزيارة ابنها في السجن. فما كان من القميء القبيح حازان الا أن بادرها بالقول: :ابنك الحشرة ما الذي فعله؟” فردت عليه: ” ليس حشرة وانا لن اجيبك على سؤالك”. فرد عليها المتوحش المسعور: ابنك كلب” فردت عليه: “ابني ليس كلبا وإنما هو أرجل الناس وانت الكلب”. وبدأ حازان باستفزاز السيدة الفلسطينية من جديد, فردت عليه: “ابني رجل بكل ما تعنيه الكلمة من معنى”.ومن ثم قال لها:أنا عضو كنيست”, فردت عليه السيدة الفلسطينية: “سواء أكنت عضو كنيست أو نتنياهو نفسه, أولادنا فوقكم جميعا”.
بالتأكيد , فإن خبراء اللغات ,عندما انتقوا أوصاف الذم والقدح لفئة معينة من البشر, لم يحسبوا أن كيانا عنصرياً كريهاً سيقوم في فلسطين, وإلا لاخترعوا كلمات أشد وطأة من التي نعرفها في وصفهم, ألفاظ تعكس حقيقة حقدهم الكريه على البشرية وعلى كل ما هو إنساني! تماماً مثلما لم يعاصر شكسبير مأساة الشعب الفلسطيني ولا جرائم الفاشية الصهيونية بحقه على مدى يقارب القرن, رغم ذلك أبدع مسرحيته “تاجر البندقية”التي يصور فيها نفسية المرابي اليهودي “شايلوك”, وإصراره على قطع رطل لحم من جسد مَدين فقير له لم يفِ بدَينه للمرابي في موعده!. كذلك كان نصيب الشاعر ت. س. إليوت عندما نشرت زوجته فاليري, مخطوطة قصيدته الأكثر ذيوعاً في الشعر الحديث “الأرض اليباب” أو بالعنوان الآخر “الخراب”. وبسبب نشر هذه القصيدة من قبل صديقه عزرا باوند, جرى اتهام الأخير أيضاً بنفس التهمة. نصيب الفيلسوف الألماني مارتين هايدغر كان أشد قسوة, عندما اتهمته الحركة الصهيونية “بالاصطفاف إلى جانب الرايخ الثالث” و”العداء للسامية”!, هذا رغم تأكيد الفيلسوف الفرنسي جاك دريدا (في كتابه “هايدغر والسؤال”), أن هايدغر أدان النازية فلسفياً, وبأشكال مختلفة أخرى, خاصة من خلال تحذيره من خطر تدمير الإنسان ,وهو ما أكده أيضاً الفيلسوف اليهودي الليتواني الأصل إيمانوئيل ليفيناس، الذي شكك بالتهمة.
في حقيقتهم, فإن هؤلاء الصهاينة جيشا ومدنيين, مرعوبون من الفلسطيني! طفلاً كان أو شابّاً, امرأةً أو رجلاً, شيخاً أو وليداً. حيّا أو ميتاً. الفلسطيني يذكّرهم بحقيقة غربتهم عن أرضنا, بحقيقة انتمائه لهذه الأرض . وبالتالي يستشرسون في قمعهم الناتج عن الحقد العالي على الإنسانية عموماً, فكيف على الفلسطيني؟ لذلك , هزمت امرأة هذا الفاشي الأحمق! إنها الأم الفلسطينية ,التي رسمها مكسيم غوركي في روايته تماما كما الشابة الفلسطينية عهد التميمي التي ضربت كفين على وجهي جنديين صهيونيين دون حساب للعواقب . أود أن أسأل هذا المعتوه الكريه , سؤالا باللهجة الفلسطينية القحّ: ” أتعرف من أين هي قرعة رأس أمك؟” , وحتى أريحك , إنها من كراكوف في بولندا, حلّ عنا, وغادرنا حتى ولو إلى جهنم , المهم حلّ عنا أيها المهووس! وتقولون عن حل الدولتين؟ والله لو حوّل الله ملائكته بشرا, وشاء لهم أن يعيشوا مع الصهاينة , لما استطاعوا!.
نؤكد, أنه ورغم الفاشية الصهيونية في قمع الشعب الفلسطيني, على مدى يقارب المئة عام , من المنظمات الإرهابية الصهيونية بدايةً, ثم على أيدي وليدها القسري الصهيوني, فإن شعبنا لم يرهب يوماً قمعاً مهما بلغت حدود وحشيته, لذلك نرى صورا لأطفال ونساء وشيوخ وشباب فلسطينيين, وهم يواجهون جنوداً غزاة , خائفين رغم تزنرهم بالأسلحة الجديدة سريعة الطلقات, تؤازرهم قطعان كبيرة من الأعداد من المستوطنين المتوحشين الهمجيين, الذين لا أمكنة لهم, سوى زرائب محاطة بأسلاك شائكة , وحراسات عليهم تمتد ليلا نهاراً , خوفاً من انفلات أحدهم. .. هؤلاء الحشرات السامة, الهمجيين, الزنادقة الفاشيين!.
التعليقات مغلقة.