بدء معركة الأنبار : سلاح للعشائر وتنسيق مع الأردن

 

الأردن العربي ( الخميس ) 9/4/2015 م …

انطلقت، أمس، وبتنسيق رفيع المستوى مع الأردن العملية العسكرية التي كان من المتوقع أن تشنها القوات العراقية في محافظة الأنبار، بعد حوالي الأسبوع على إعلان الحكومة العراقية «تحرير» مدينة تكريت من مسلحي تنظيم «داعش»، على الرغم من وقوع بعض الاشتباكات في الأحياء الشمالية منها مؤخراً.

التمهيد السياسي والعسكري لمعركة الأنبار جاء بدعم أردني واضح، بحسب ما أعلن وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي خلال زيارته عمان، لحضور أعمال مؤتمر لدول «التحالف الدولي»، حيث التقى الملك الأردني عبد الله الثاني، بعد يوم على اتصال الأخير برئيس الحكومة العراقي حيدر العبادي معلناً عن دعمه لمواصلة القوات العراقية عملياتها في «الأنبار والموصل».

ولم يقتصر التمهيد لمعركة الأنبار على هذين المستويين فقط، إذ أعلن مسؤول في مجلس المحافظة منذ يومين أن العبادي «وافق على طلب قدمه محافظ الأنبارصهيب الراوي بشأن تخويله التعاقد مع الدول العالمية لغرض شراء أسلحة وأعتدة لمقاتلي العشائر للمشاركة في المعركة المقبلة»، موضحاً أنه تم تشكيل لجنة تضم، إلى الراوي، كلا من وزير الدفاع خالد العبيدي وأحد مستشاري رئيس الوزراء، لهذا الغرض.

وكما في تكريت، التي أعلن العبادي عن انطلاق العمليات فيها من سامراء، الشهر الماضي، اختار رئيس الحكومة الإعلان عن بدء عملية الأنبار من قاعدة الحبانية (تتمركز فيها قوات من المارينز)، التي زارها «للاطلاع على الاستعدادات لتحرير المحافظة.. والتقى بالمسؤولين والقيادات الأمنية، حيث تم تقديم موجز عن الأوضاع الأمنية وعن القطعات العسكرية ومشاركة أبناء المحافظة لتحرير مناطقهم»، بحسب بيان صدر عن مكتبه.

وشبَّه العبادي «الانتصار في تكريت» بما سيحصل في الأنبار في كلمة ألقاها أمام تجمع كبير من المقاتلين من «أهلها»، مبيِّناً أن «المعركة الآتية ستكون من أرض الأنبار لتحريرها بالكامل»، وقال: «سننتصر في الأنبار ونحررها من داعش كما انتصرنا في تكريت».

وبالتوازي، أعلن وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي من عمان أن عمليات توزيع السلاح على العشائر في الأنبار تسير «بوتيرة متسارعة» لأنه سيكون لهم دور مهم في «تحرير مدنهم»، وقال إن قادة «التحالف الدولي» الذين حضروا المؤتمر في العاصمة الأردنية، «كان لديهم التباس بشأن ما جرى في تكريت، وقد أوضحنا لهم حقيقة الأمور على الأرض بشكل دقيق».

وأشاد العبيدي بدعم الأردن الجيش العراقي، قائلا إن «مستودعات الأردن مفتوحة للجيش العراقي»، لكنه نفى مشاركة أي قوات أردنية في العمليات العسكرية الجارية، لافتاً إلى أنه لن يشارك في المعارك الجارية في مدن الأنبار إلا من أسماها «المجموعات المنضبطة».

وشدد الوزير العراقي في مؤتمر صحافي بعد مشاركته في اجتماع ممثلي دول «التحالف» الذي عقد قرب البحر الميت، على أن بإمكان العراق الاستفادة من «الإمكانيات الجوية العالية جداً» لـ «التحالف الدولي» في المعارك المقبلة، مشيراً إلى أن «الاجتماع كان جيداً ومثمراً»، مؤكداً أن العبادي سيشرف على توزيع الأسلحة على مقاتلي العشائر الذين سيلعبون دوراً مهماً في معركة الأنبار.

وكان العبيدي قد أعلن خلال زيارته السابقة إلى عمان، نهاية العام الماضي، أن بلاده تتطلع لبناء جيش مهني وتريد الاستفادة من الخبرات الأردنية في مجال تدريب القوات العراقية، كما أكد الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية محمد المومني، الشهر الماضي، أن بلاده على استعداد لمساعدة القوات العراقية «تدريباً وتسليحاً».

اهتمام عمان و «التحالف الدولي» بالمحافظة العراقية التي تضم مجمل الحدود العراقية – الأردنية، ليس بجديد، حيث سبق للمبعوث الرئاسي إلى «التحالف» جون آلن – الذي ثمَّن خلال المؤتمر دور الأردن والتزامه في القضاء على الإرهاب واعتبر أنه «شريك إستراتيجي» – أن أكد في مقابلة مع وكالة الأنباء الأردنية «بترا» أن بلاده «تدعم العشائر العراقية»، حيث تقوم «قوات أميركية خاصة بتدريب العشائر.. في الأنبار».

ميدانياً، قال ضباط في الجيش العراقي إن القوات العراقية أجبرت مقاتلي «داعش» على التراجع في منطقة السجارية شرقي مدينتي الرمادي والفلوجة، في المحافظة، وهي المنطقة التي انطلقت منها العملية العسكرية.

وأكد مسؤول عراقي في الرمادي أن هدف تطهير منطقة السجارية هو تأمين طرق الإمداد لقاعدة الحبانية العسكرية الجوية، وإضعاف قبضة تنظيم «داعش» على المنطقة التي تربط بين الرمادي والفلوجة.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.