القادة الصهاينة يهددون إيران وحزب الله
الأردن العربي – من زهير أندراوس ( الخميس ) 9/4/2015 م …
* بعد أنْ هدّدّ باراك بإعادة إيران آلاف السنين إلى الوراء مسؤول عسكريّ إسرائيليّ يُهدد بإعادة لبنان 200 عام “فقط” في حال اندلاع مواجهة مع حزب الله
في إطار الحرب النفسيّة الشرسة التي تخوضها إسرائيل، إنْ كان من المُستوى الأمنيّ أو السياسيّ، ضدّ حزب الله اللبنانيّ، وبعد أنْ أقّرت بتزايد قدرات الحزب كمًّا ونوعًا، وأكّدت مرارًا وتكرارًا على لسان قيادييها العسكريين والسياسيين بأنّ كلّ منطقة في إسرائيل من أقصى الشمال حتى أقصى الجنوب، باتت في مرمى صواريخ الحزب، أطلّ اليوم على الرأي العام الإسرائيليّ الجنرال موني كاتس، قائد كتيبة (أوغدات هجليل 91)، ولجأ إلى التهديد والوعيد، مستخدمًا نظرية القائد العام للجيش الإسرائيليّ، غادي أيزنكوط، والقاضية بتحويل لبنان كلّه إلى ضاحية جنوبيّة، كما فعل جيش الاحتلال في الضاحية الجنوبيّة في العاصمة اللبنانيّة، بيروت، في حرب لبنان الثانيّة بصيف العام 2006، وربمّا أنّ التصريحات الذي أدلى بها الجنرال كاتس لموقع (WALLA) الإخباريّ الإسرائيليّ تحمل في طيّاتها رسالة طمأنة للجمهور الإسرائيليّ، الذي بات يتوجّس من حزب الله وقوّته العسكريّة، علاوة على أنّه في حرب لبنان الثانية هرب أكثر من مليون إسرائيليّ من شمال البلاد إلى مركزها وجنوبها خشيةً من صواريخ الكاتيوشا الـ”بدائيّة” التي أطلقها حزب الله بكمياتٍ كبيرةٍ على شمال الدولة العبريّة.
المسؤول العسكريّ الإسرائيليّ عبّر في الحديث مع الموقع العبريّ عن إيمانه بأنّ إسرائيل تملك القدرة على تحقيق الحسم في المُواجهة القادمة مع حزب الله، والتي تُشير شعبة الاستخبارات العسكريّة في الجيش الإسرائيليّ (أمان)، إلى أنّها قد تندلع خلال العام الجاريّ 2015. وتابع قائلاً إنّه يقصد بالحسم أن الطرف الثاني، أيْ حزب الله، يتوقف عن القتال، مُشدّدًا في الوقت عينه على أنّه في حال اندلاع الحرب فإنّ لبنان لن يعود 30 عاما إلى الوراء، وإنما 200 عام، على حد تعبيره.
وهذا التصريح يُذكّر بما كان قد قاله سابقًا وزير الأمن الإسرائيليّ السابق، إيهود باراك عن الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة، حيث أكّد في مقابلةٍ صحافيّةٍ على أنّه في حال اندلاع مواجهة بين إسرائيل وبين إيران فإنّ إسرائيل ستُعيد إيران آلاف السنين إلى الوراء، مُشيرًا إلى أنّه لن يبقى فيها، أيْ في إيران، مَنْ يقوم بإحصاء عدد القتلى والجرحى، في إشارةٍ واضحةٍ إلى إمكانية استخدام إسرائيل أسلحة غير تقليديّة، إذْ أنّ المصادر الأجنبية تؤكّد على أنّ إسرائيل تملك مئات الرؤوس النوويّة.
بالإضافة إلى ذلك، تناول الجنرال كاتس في الحديث، الذي نُشر اليوم الخميس، عشية عيد الفصح لدى اليهود، الذي يحّل غدًا وبعد غدٍ، إلى أقوال السيّد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، والذي كان قد أكّد مؤخرًا على أنّ مَنْ ينتصر في الحرب القادمة هو الأكثر استعدادًا للتضحية، حيث شدّدّ المسؤول الإسرائيليّ على أنّه يوافق الشيخ نصر الله على ذلك. وساق كاتس قائلاً إنّه ستكون هناك ما أسماها بالحرب الأخرى، مُشيرًا إلى أنّ لن تكون أمام الإسرائيليين أيّ إمكانية أخرى، وأنّ الشيخ نصر الله سيعلم هذه الحقيقة في نهاية المطاف، ولفت إلى أنّ الإسرائيليين على استعدادٍ لدفع أثمان باهظة، على حدّ وصفه.
جدير بالذكر في هذا السياق، أنّ المُراسل السياسيّ للقناة الثانية في التلفزيون الإسرائيليّ، أودي سيغال، كان قد كشف النقاب قبل فترةٍ وجيزةٍ عن خطّة حكوميّة إسرائيليّة تقضي بإخلاء المستوطنات الإسرائيليّة في شمال الدولة العبريّة وجنوبها في حال اندلاع مواجهة مع حزب الله، كما أنّ قائد المنطقة الجنوبيّة في الجيش الإسرائيليّ، الجنرال سامي تورجمان، قال قبل عدّة أيّام لصحيفة (يديعوت أحرونوت) إنّه خلال الحرب يجب إخلاء المستوطنين من منطقة القتال، بحسب تعبيره. وفي معرض ردّه على سؤال مُحلل الشؤون العسكريّة في الموقع الإخباريّ الإسرائيليّ، أمير بوحبوط، ردّ كاتس قائلاً إنّ هناك ضرورة بقيام إسرائيل بإجراء مناورةٍ بريّةٍ ملموسةٍ، وتساءل: هل الظروف السياسيّة تسمح بذلك، وردّ قائلاً إنّ هذا نقاش آخر، ولكنّه أكّد على أنّ القرار يجب أنْ يُتخذ، مُشيرًا إلى أنّ القرار ليس سهلاً، وبالتالي سندفع الثمن، بحسب تعبيره.
وبرأيه، فإنّه في الحرب العدوانية الأخيرة ضدّ قطاع غزّة في صيف العام 2014 كانت حركة حماس قريبةً جدًا من الانكسار، مُشدّدًا على أنّه يقول ذلك بناءً على معلومات يملكها، وبحسب التقديرات الشخصيّة، أضاف، بالنسبة لقدرات وقوّة الجيش الإسرائيليّ، فإنّه بالإمكان حسم المعركة مع حزب الله بسبب التحضيرات والتجهيزات، نوعيّة القادة والمُقاتلين، نوعية المعلومات الاستخباراتيّة، بالإضافة إلى نوعية سلاح الجوّ الإسرائيليّ والعتاد العسكريّ الآخر، علاوة على الروح القتاليّة التي يتمتع بها الجنود في الجيش الإسرائيليّ، حسبما ذكر.
وحذّر المسؤول العسكريّ من أنّ إقدام حزب الله على المُواجهة مع إسرائيل، يعني بشكلٍ واضحٍ إدخال لبنان برمتها إلى منطقة الخطر، إذْ أنّ لبان بكاملة سيُدّمر بشكلٍ كاملٍ، وسيقوم الجيش الإسرائيليّ بإعادته إلى الوراء ليس ثلاثين عامًا إلى الوراء، بل 200 عام، ويُمكن تفسير هذا التصريح بأنّه محاولة إسرائيليّة مكشوفة لدقّ الأسافين داخل القوى السياسيّة الفاعلة في لبنان، والدول الإقليميّة التي تتدّخل في بلاد الأرز، علمًا أنّ المملكة العربيّة السعوديّة، كانت قد أكّدت مع اندلاع حرب لبنان الثانية على أنّ حزب الله أدخل لبان إلى مغامرة غير محسوبة، ومُضافًا إلى ذلك، فإنّ العلاقات بين حزب الله والسعوديّة سجلّت في الأسبوع الأخير تصعيدًا سلبيًا، بعد تصريحات الشيخ نصر الله عن التدّخل السعوديّ في اليمن، حيث قال إنّها ستُهزم باليمن.
التعليقات مغلقة.