زعيم كوريا الديمقراطية اكثر نضجا وعقلانية من المتغطرس والمتهور ” ترامب” / كاظم نوري الربيعي
كاظم نوري الربيعي ( العراق ) الجمعة 29/12/2017 م …
في كل مرة يطل فيها دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة الامريكية وهو يتحدث عن كورية الديمقراطية وزعيمها يحاول ان يسخر ويستهين بهذا القائد وعلى طريقة المستهترين و” القبضايات ” و” الاشقياء” وفق التعريف العراقي.
فتارة يصفة ب” السمين صاحب الصواريخ وتارة يحاول النيل منه بطريقة تدل على ان ترامب وبقية قادته رغم استخفافهم بالقيادة الكورية لكنهم يخشونها وبدركون ان مايصدر عنها اعلاميا او عبر التصريحات سوف تجسده عمليا ولن تتردد بتنفيذه او ان تخشى التهديدات الامريكية التي لم تتوقف يوما .
هذا السبب اي موقف قادة كورية الديمقراطية الصارم جعل واشنطن تتردد في الاقدام على توجيه اي ضربة عسكرية ضد بيونغ يانغ رغم التصريحات الامريكية النارية ” منها مثلا سوف نمسحها من الارض او غير ذلك من التصريحات التي تنم عن هستيريا والتي تصدر عن قادة ” البنتاغون”.
ترامب يعلم جيدا ان اية مغامرة عسكرية غير محسوبة النتائج في شبه الجزيرة الكورية تعني اشعال فتيل حرب ستمس روسيا والصين المجاورتين لكورية الديمقراطية وان الهزيمة الامريكية في فيتنام وتمريغ الانوف الامريكية بالوحل جراء صمود وصلابة شعب فيتنام والدعم السوفيتي في حينها جعل واشنطن تشعر ان موسكو لن تقف موقف المتفرج على نار تشتعل قرب حدودها مرة اخرى.
ولهذا السبب تتردد واشنطن في الاقدام على مغامرة عسكرية لا رحمة او حبا بالشعب الكوري لانها وهذا ما نلاحظه تواصل الضغوط على الدول الاخرى لمحاصرة شعب كورية وحتى تجويعه ووصل الحال اصدار قرار عن مجلس الامن الدولي كان من المفروض ان لاتدعمه روسيا والصين يقضي بفرض حظر على تصدير المشتقات النفطية الى كوريا .
موسكو من جانبها تستشعر بالخطر القادم فقد اوعزت مؤخرا باستبدال منظومات الدفاع الجوي في المناطق المحاذية الى كورية الديمقراطية بمنظومات حديثة من افواج اس 400″ بعد ان كانت منظومات ” اس 300″ تعمل في تلك المناطق وعلى عجل بدات تعمل هذه المنظومات الحديثة حتى قبل اعياد الميلاد.
خطوة احترازية روسية من هذا النمط لم تات عفوية بل ان موسكو تدرك ان ترامب وطاقمه لايؤتمن جانبهم لاسيما وان اخر تصريحات قائد قوات المارينز الامريكية لم يستبعد نشوب حرب مع روسيا مثلما حث جنوده المرابطين في مناطق ودول البلطيق الثلاث على الاستعداد للحرب.
صحيح ان بعض من تلك التصريحات هدفها اعلامي بحت لكن كل المعطيات على الارض تؤكد ان الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين يمارسون ضغوطا على روسيا سواء كان ذلك في المجالات العسكرية او الاقتصادية والا بماذا نفسر زحف حلف ناتو العدواني وتمدده شرقا واقامة بنيته التحتية على تخوم حدود روسيا في جمهوريات انسلخت عن الاتحاد السوفيتي بعد انهياره عام 1991.
ولم هذا النهج المعادي والمستمر ضد روسيا بفرض العقوبات الاقتصادية عليها وتحريض دول الاتحاد الاوربي السائرة في فلك واشنطن على الاستجابة للمطالب الامريكية.
ومنذ ذلك الوقت الذي انهار فيه الاتحاد السوفيتي وواشنطن ترتب اوضاعها العسكرية في تلك الدول وترسل المزيد من القوات الامريكية ومن حلفائها في ” ناتو” للمرابطة على اراضي دول البلطيق مثل لتوانيا واستونيا ولاتفيا والحجة ” حماية تلك الدول من غزو روسي كاذب وعلى ذات المسرحية التي اقامت فيها الدرع الصاروخية قرب حدود روسيا بزعم حماية دول اوربا من الصواريخ الايرانية.
روسيا واعية تماما مايدور في ذهن قادة البيت الابيض مثلما تعي ذلك القيادة الكورية التي تتصرف احيانا بطريقة يعدها البعض” منفلتة” على المجتمع الدولي وعدم احترامه ونحن نتساءل متى احترمت ” واشنطن ومدللتها تل ابيب ” المجتمع الدولي او القوانين الدولية حتى تطلب من بيونغ يانغ احترامها؟؟
امعنوا النظر بماحل في المنطقة بعد خطوة ترامب العدوانية والاجرامية ازاء القدس المحتلة خلافا لكل الاعراف الدولية والمواثيق ؟؟؟
انظروا هاهي اي” القوات الامريكية” ترابط على ارض سورية حيث تتواجد في ” التنف” بصورة غير شرعية والحجة انها هناك تتصدى” لاحتمالات هجمات ارهابية محتملة ؟؟
تخيلوا المسرحية التي يحاول ان يسوقها قادة البنتاغون مثلما يحاولون ان يوردوا روايات عن اعداد عسكرييهم ومهماتهم التي يحصرونها ب” المئات” و” بالتدريب” والاستشارة سواء كان ذلك في سورية او العراق واذا بهم بالالاف يرابطون على عددكبير من القواعد العسكرية في سورية والعراق دون اي سبب منطقي مقنع وخلافا للاعراف والقوانين الدولية .
مع كل ما تقدم تبقى احتمالات اندلاع حرب سواء في شبه القارة الكورية او في منطقة الشرق الاوسط قائمة جراء الاستهتار الامريكي والاستخفاف بالدول والشعوب الاخرى وعلى ذات الطريقة التي اتبعها النازي في الاربعينات حيث لقي المصير الذي يستحق .
وتبقى قيادة كورية الديمقراطية وزعيمها الذي تسبب يصداع لسادة البيت الابيض الذي يحلوا ل” ترامب” وغيره من قادة البنتاغون ان يسخروا منه اشبه ب ” الموس” العالق في حنجرة ” المتغطرس ترامب ” الذي بح صوته جراء تهريجه واستخفافه وسخريته من زعيم الشعب الكوري الشاب الذي يرد بما تستحق دون ان يخشى هستيرية واشنطن ومهما هددت وتوعدت وعربدت لانه واثق من قدرات بلاده على الحاق ضرر فادح بساسة البيت الابيض وجعلهم يدفعون ثمنا باهظا اذا اقدموا على اية مغامرة عدوانية ؟؟ا
التعليقات مغلقة.