طريق فلسطين.. طريق تحرر ونهضة الشعب العربي / نبيهة إبراهيم

نتيجة بحث الصور عن المرأة الفلسطينية والشجرة

نبيهة إبراهيم ( الجمعة ) 29/12/2017 م …




على هذه الأرض ما يستحقّ الحياةْ

على هذه الأرض سيدةُالأرض،

أم البدايات أم النهايات.

كانت تسمى فلسطين.

صارتْ تسمى فلسطين.

سيدتي: أستحق، لأنك سيدتي،

أستحق الحياة.

بدأت برائعة محمود درويش (على هذه الأرض ما يستحقّ الحياةْ) ، لسببين وأجد فيهما البداية  لانتتفاضة أبناء الشعب العربي ضد المشروع الصهيو – أأمريكي، أما الأول فدعوة لخلع ثقافة الانهزامية بما تعنيه من يأس وإحباط يعيق النهوض والتقدم ، وارتداء ثقافة الحياة بما تعنيه من أمل وثقة بالنفس والأمة وبجذورها التاريخية ودورها الحضاري وبأننا شعوب تستحق الحياة وجديرة في أن تعيشها.

والسبب الثاني هو محورية القضية الفلسطينية وأهميتها للشعوب العربية  من المحيط إلى الخليج، وأن تبنيها كقضية تحررية لهذه الشعوب، فيه خلاص ليس لأبناء فلسطين فقط، بل لهذه الشعوب أيضاً، التي تستطيع أن ترفع الظلم والاستغلال عن كاهلها وتحقق سيادتها على أراضيها، وملكية مواردها الوطنية.

 أمريكا هي العدو، وهي تنظر لوطننا العربي كمنظومة اجتماعية قيمية حضارية واحدة متكاملة، لهذا احتضنت ولاتزال الكيان الإسرائيلي، ومنذ الحرب العالمية الثانية وحتى الآن وهي تمده بأسباب القوة والاستمرار، بعد أن اصطنعه الغرب عنوة على أرض فلسطين ليشق مشرق الوطن العربي عن مغربه، وليمنع أي حركة تقدم ونهوض فيه، ولإشعال الحروب والفتن بين أبنائه، إن كل الصراعات الدائرة في منطقتنا اليوم، الظاهرة منها والكامنة، المباشرة وغير المباشرة، هي صراعات متفرعة عن الصراع الأساسي مع ذلك الكيان العنصري الغاصب.

” لو لم تكن قضية فلسطين لما كان الاحتلال الأمريكي للعراق ” ، هذا من أقوال المفكر القومي العروبي الدكتور سليم الحص، نعم صحيح ولما دمرت ليبيا واليمن ولما شنت حرب عالمية ضد سوريا، والمواجهة ليست بالسهلة وتحتاج إلى عمل جد كبير، وطبعاً هنا لا نتحدث عن الملوك والأمراء اللذين باعوا واشتروا بقضية فلسطين، ولا عن بعض الأنظمة والحكومات العربية التي اختارت طريق الإذعان والخضوع للمشروع الأمريكي بحجة أن السياسة فن الممكن، والنتيجة أنها تنازلت عن فلسطين، راضية ومزعنة لأمريكا وإسرائيل، ولا عن غالبية الإعلام العربي المتواطئ مع الإعلام الغربي الذي يصور الكيان الإسرائيلي على أنه بعبع، إمعانا ً في تكريس روح الانهزامية لدى الشعوب العربية وإحباط هذه الشعوب، ولا عن بعض النخب التي استمالها الغرب وأدواته ممن يرتبطون بمشروعه في الهيمنة الاستعمارية على وطننا العربي.

هنا الحديث يخص الشعوب العربية كل الشعوب التي نشأت وتكون وعيها على أن العدو الأساسي لمصالحها هو الكيان الإسرائيلي وداعميه في الغرب.

عندما قامت الانتفاضة الفلسطينية ( انتفاضة الحجارة أواخر ١٩٨٧ )، غيرت نظرة الغرب للشعب الفلسطيني، أظهرته بأنه شعب  يقاتل من أجل الحرية freedom – fighter ) ، على عكس الصورة النمطية التي حاول أن يسوق لها الإعلام الغربي التي لصقت صورته بالإرهاب و بالعرب أجمعين. وأظهرت صورة الطفل الفلسطيني الذي يقاوم بالحجارة بطش وتوحش الجندي الإسرائيلي حتى انتشرت حينها بين الشباب في الغرب  موضة ارتداء الكوفية الفلسطينية وهذا أعطى القضية الفلسطينية بعداً دولياً هاماً.

وجاءت الانتفاضة الثانية المباركة ( انتفاضة الأقصى أيلول ٢٠٠٠)  لتفجر غضب الشعب العربي الفلسطيني وهو الذي فاوض تسع سنوات منذ أوسلو دون جدوى، وكانت حادثة تدنيس شارون وجنوده للمسجد الأقصى كافية  لتفجير الغضب الفلسطيني، وإطلاق ثورة شعبية وصفها  حينها باتريك سيل بأنها. ” تبشر بتغيير واقع العرب تغييراً جذريا ً “. وبالفعل اكتسبت تأييد شعبي كبير على امتداد الوطن العربي ككل، إنها عبرت عن تجربة قومية واختبار كبير للعروبة، لقد ظهر العرب على شاشات التلفزة يتبرعون لدعم انتفاضة الشعب الفلسطيني، وارتعدت فرائص أمريكا من موقف الشعوب العربية وهي التي تبذل أقصى جهودها لتمزيق كل ما يجمع ويربط هذه الشعوب، فإذا بقضية فلسطين توحدهم ، وكانت تجربة واختبار قومية من الطراز الأول، وقد تزامنت الحشود الأمريكية لغزو العراق مع اتساع نطاق الانتفاضة المباركة وأهميتها لدى العرب كل العرب، إلى أن اغتالها الغزو الأمريكي للعراق. 

– الكيان الإسرائيلي كمشروع اقتصادي خاسر في وطننا العربي، لأن أبناء المنطقة وبعد نصف قرن ونيف من اطصناع هذا الكيان لاتزال ترى فيه عدواً مغتصباً للحقوق ويحاول التوسع والاعتداء على البلدان العربية، حتى في مصر والأردن التي وقعت معاهدة سلام. لا تزال قضية فلسطين في قلب الخطاب السياسي العام،

أما كمشروع سياسي فقد نجح نوعاً ما وبلغ أوج قوته في ١٩٨٢ بعد اجتياح لبنان ، ولكن ومنذ ذلك الحين  وهو من تراجع إلى تراجع. والفضل في ذلك يعود للزعيم حافظ الأسد الذي فتح شلال المقاومة، وتدفقت منه انتصارات عظيمة  في ساحات العراق ولبنان وسوريا، انتصارات تجاوزت فيها الأمة نكباتها ونكساتها ، والأهم من كل ذلك صمود الشعب العربي الفلسطيني، شعب الجبارين في وجه آلة الحرب الإسرائيلية وإصرار هذا الشعب العظيم على استعادة حقوقه في تقرير المصير إقامة دولته على أراضيه.

لسنا في المرحلة الأصعب في تاريخنا، بالرغم مما مررنا به على طول سبع سنوات كبيرة جائعة، بائسة ، فالحركات الرجعية كالإخوان المسلمين هزمت هزيمة منكرة، والكيان الكردي الانفصالي تلقى صفعة كبيرة، وتحررالعراق اليوم بشكل كامل من توحش داعش ،

وسوريا على أبواب إعلان نصر مبين، ولاتزال تملك عناصر قوتها مع حلف المقاومة وقادرة على تهديد الكيان الإسرائيلي، الجيش العربي السوري امتلك خبرة قتالية كبيرة.، المدرسة السورية في مكافحة الإرهاب ستنافس عليها دول العالم.، الحكومة السورية حتى الآن رافضة أي حل سياسي يمس بوحدتها  وسيادتها، وإذا استمرت الأحداث تجري على نفس الوتيرة فإن سوريا تسير نحو التحرير الكامل دون الرضوخ لشروط أمريكا.

إمكانية التلاقي السوري العراقي المصري سيصبح القوة الوازنة في المنطقة، ضمن هذا السياق يكون قرار ترامب نصر إعلامي لا قيمة له على الأرض، عندما عجزت أمريكا عن إعطاء الكيان الإسرائيلي نصر حقيقي على الأرض قررت مساعدته بنصر إعلامي هزيل، وهو بمثابة السكرة حسب تعبير بعض المحللين الإسرائيلين.

أميركا في أفول والكيان الإسرائيلي في أضف حالاته المستقبل لأبناء الشعب العربي على امتداد الوطن العربي من المحيط إلى الخليج، طريق تحرير فلسطين هو طريق الحياة الحرة الكريمة للشعب العربي كافة ، فنحن شعوب جديرة بالحياة ونستحقها.

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.