تقرير: حصاد القدس السنوي لعام 2017 م

نتيجة بحث الصور عن القدس

الثلاثاء 2/1/2018 م …

الأردن العربي –




المقدمة

شكل عام 2017 مفصلًا في تاريخ القدس وقضية فلسطين بما تضمنه من تحولات سياسية تكللت بشكل واضح بقرار الرئيس الأمريكي دونالدو ترمب في (6/12/2017) بالاعتراف بالمدينة عاصمة للكيان الصهيوني، بالإضافة إلى سلوك الاحتلال التهويدي والأمني الهادف للسيطرة على المدينة وتغيير هويتها.

عام مليء بالأحداث والمواقف والمسارات، تجلى في محطتين أساسيتين، الأولى في “هبة باب الأسباط” التي بدأت في (14/7/2017) بسبب محاولة الاحتلال الإسرائيلي لفرض أمر واقع جديد في الأقصى من خلال نصبه كاميرات مراقبة وبوابات إلكترونية، فهبَّ المقدسيون ضد الاحتلال ونجحوا بعد أسبوعين من الغضب في إجبار الاحتلال على التراجع، وسجلوا عليه نصرًا جديدًا يضاف إلى انتصارات الفلسطينيين، بينما تجلت المحطة الثانية في إعلان ترمب وما يشكله من محاولة أمريكية لشرعنة وجود الاحتلال في المدينة العربية والقفز على حضارتها العربية الممتدة منذ خمسة آلاف سنة.

ويمكن ترجمة هذا العام وأحداثه المتعلقة بـ “هبة باب الأسباط” و”هبة العاصمة بعد قرار ترمب”، بالإضافة إلى المسار الأساسي المتمثل بوجود الاحتلال وسلوكه العنصري، بسلسة من الأرقام المرتبطة بثلاثة أبواب رئيسة، تشمل “تهويد الأرض والمقدسات” – “السكان (أهل القدس)”- “الاحتلال وعمليات المقاومة” ضمن الفترة الممتدة من 1/1/2017 حتى 31/12/2017.

كما سنعرض في هذا التقرير السنوي الغضب الفلسطيني الذي تجلى في غزة والضفة خلال “هبة باب الأسباط” و”هبة العاصمة بعد قرار ترمب” والتضحيات التي قدمها الشعب الفلسطيني لنصرة القدس والأقصى والخسائر التي كبدها الفلسطينيون للاحتلال الإسرائيلي وجنوده ومستوطنيه.

الهدم والمصادرة

واصلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي فرض سياسة الأمر الواقع في مدينة القدس المحتلة من خلال سلسلة من الإجراءات والمشاريع التهويدية، لا سيما الاستيطان والاستيلاء والهدم والمصادرة، بهدف تغيير واقع المدينة وهويتها العربية الإسلامية.

وهدمت سلطات الاحتلال خلال عام 2017، نحو 154 منزلًا ومنشأةً سكنيةً وتجاريةً وزراعية بمختلف قرى وبلدات القدس المحتلة من بينها 13 منزلًا أُجبر أصحابها على هدمها بأنفسهم تفاديًا لدفع تكاليف الهدم الباهظة، وأخطرت سلطات الاحتلال بالهدم 555 منزلًا ومنشأة، فيما استولت مجموعات المستوطنين على 6 منازل في القدس المحتلة خلال هذا العام.

 

الاستيطان وعمليات المصادرة

نشطت حكومة الاحتلال والمؤسسات الاستيطانية بالمصادقة على بناء وتنفيذ مئات الوحدات الاستيطانية في القدس المحتلة منذ بداية عام 2017، سعيًا لتكريس استراتيجيتها التهويدية في القدس المحتلة، حيث وافقت حكومة الاحتلال على دراسة وتنفيذ مئات المشاريع التهويدية في كافة أراضي القدس بهدف تغيير معالم المدينة العربية.

وشكل فوز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، دعمًا للحكومة الإسرائيلية لتعزيز سياستها الاستيطانية من خلال الاعلان عن عشرات المخططات بالقدس والضفة الغربية المحتلتين، فيما أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كبار وزرائه أنه سيرفع القيود على البناء الاستيطاني في جميع مناطق القدس والضفة الغربية.

وصادقت سلطات الاحتلال على بناء 16252 وحدة استيطانية خلال عام 2017 في العديد من المستوطنات المقامة على أراضي الفلسطينيين في القدس المحتلة والأحياء العربية المقدسية.

السكان (أهل القدس)

واصلت سلطات الاحتلال تشديد قبضتها الأمنية على الفلسطينيين في القدس المحتلة من خلال سلسلة من العقوبات والإجراءات العنصرية، لا سيما الاعتقال والقتل والإعدام الميداني في بعض الحالات، وأدى القرار الذي اتخذته حكومة الاحتلال بشهر تموز/ يوليو بإغلاق الأقصى وتركيب كاميرات مراقبة وبوابات إلكترونية على أبواب الأقصى إلى اندلاع غضب فلسطيني في القدس الضفة الغربية وقطاع غزة ووقوع شهداء وجرحى في صفوف الفلسطينيين، بالإضافة إلى نتائج قرار ترمب بالاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني والذي أدى إلى اشتعال الغضب الفلسطيني مرة أخرى في كافة الأراضي الفلسطينية ودول العالم مما أدى إلى ارتقاء عشرات الشهداء ومئات الجرحى والمعتقلين.

واستشهد خلال عام 2017، 17 مقدسيًا من مختلف قرى وبلدات القدس المحتلة بوسائل مختلفة لا سيما القتل المتعمد، كما استشهد 29 فلسطينيًّا في الضفة الغربية وقطاع غزة خلال هبتي “باب الأسباط” في شهر تموز/ يوليو، و”هبة العاصمة بعد قرار ترمب” في شهر كانون أول/ديسمبر 2017.

واعتقلت قوات الاحتلال خلال عام 2017 أكثر من 2216 مقدسيًا، نصفهم خلال هبتي “باب الأسباط” في شهر تموز/ يوليو، و”هبة العاصمة بعد قرار ترمب” في شهر كانون أول/ديسمبر 2017.

وتستمر قوات الاحتلال باحتجاز جثمان 15 شهيدًا فلسطينيًا استشهدوا منذ مطلع انتفاضة القدس أواخر عام 2015، بينهم 3 شهداء مقدسيين، وهم الشهيد مصباح أبو صبيح (39 عامًا) والذي استشهد في (9/10/2016) والشهيد فادي أحمد القنبر (28 عامًا) والذي استشهد في (8/1/2017) والشهيد نمر محمود الجمل (36 عامًا) والذي استشهد في (26/9/2017).

وتجلت عنصرية الاحتلال من جديد خلال “هبة العاصمة بعد قرار ترمب” بقتل قوات الاحتلال للفلسطيني المقعد إبراهيم أبو ثريا ( 29 عامًا) في (19/12/2017) أثناء مشاركته في مسيرات الغضب التي خرجت عند السياج الحدودي في قطاع غزة، بالإضافة إلى عنصرية قوات الاحتلال باعتقال ومحاكمة الطفلة عهد التميمي (16 عامًا) من منزلها في قرية النبي صالح في رام الله في الضفة الغربية المحتلة.

 

عمليات المواجهة مع الاحتلال

وفي سياق المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي خلال عام 2017، وضمن انتفاضة القدس ونضال المقدسيين ومواجهتهم للاحتلال الإسرائيلي ومشروعه، لا سيما بعد قرار ترمب، واصل المقدسيون نضالهم الفدائي والشعبي في قرى وبلدات القدس وعند نقاط التماس مع الاحتلال الإسرائيلي.

ووصلت نقاط المواجهة مع جنود الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه خلال عام 2017 إلى 1174 نقطة مواجهة في قرى وبلدات القدس المحتلة، أسفرت عن مقتل 11 صهيونيًا وإصابة 174 آخرين.

انتفض الفلسطينيون في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس ردًا على قرار ترمب بالاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني، وتمكن الفلسطينيون عقب القرار وضمن الفترة الممتدة من (6/12/2017) حتى (30/12/2017) من تسجيل 1015 نقطة مواجهة في كافة الأراضي الفلسطينية، وأوقعوا 58 إصابة في صفوف جنود الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه.

إن الأرقام المذكورة أعلاه هي ارقام أولية، وأن الأرقام النهائية ستصدر في تقرير حال القدس السنوي.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.