ديمقراطية الغرب المنافق واحداث ايران الاخيرة / كاظم نوري الربيعي
كاظم نوري الربيعي ( العراق ) الخميس 4/1/2018 م
بداية لابد من توضيح بعض الامور الى المبهورين ب” ديمقراطية الغرب” و حقوق الانسان” والتباكي على البشر والكثير من الشعارات التي يسمعون بها عن بعد نتحدث عن ذلك عن تجربة تمتد الى اكثر من عقدين من الزمن عشتها ولازلت اعيشها في ” دولة يصفونها بانها ” اعرق دولة في الديمقراطية انها بريطانيا.
من حقهم ان يركضوا او يهرولوا وراء الاعلام الغربي وما تتناقله وسائل الاعلام من ” امور خيالية يغلفها اعلام الغرب بالاكاذيب التي تنطلي مع الاسف على السذج او الذين يسمعون وعن بعد عن امور يفتقدونها في اوطانهم لانهم يعيشون في ظلام دامس ولن تتاح لهم الفرصة بخوض غمار تجربة ” ديمقراطية” ولو واحدة في حياتهم كونهم لايعرفون ” غير ” سموه” وجلالته” ودولته” وحفظه الله ومعاليه وياطويل العمر .
الى اخر هذه المصطلحات الكريهه التي عفا عليها الدهر وباتوا حتى يعتبرون ما تقدمه الدولة او اجهزة السلطة من خدمات هي واجب عليهم اي انها بمثابة ” مكرمة” وكلنا نتذكر ” مكرمة دجاجة” واحدة للعائلة كانت توفرها السلطة في عهود سابقة بالعراق كنا نحن العلراقيين ندفع ثمنها من جيوبنا الخاصة لكنها من وجهة نظر السلطة ” مكرمة” تبا لمثل هذه المكرمات وهذه السلطات..
قبل اسابيع ونحديدا في شهر اكتوبر الماضي تظاهر الالاف من الطلبة في العاصمة لندن اعربوا عن امتعاضهم من استمرار قرار الحكومة البريطانية تحميل الطلبة الجامعيين دفع ” سلفة الدراسة” وهي بالاف الباونات بعد تخرجهم وان لاطاقة لهم بدفعها لان الكثير منهم لايحصل على عمل بعد التخرج وحتى اذا حصل على عمل بعد التخرج يبقى يدفع شهريا مبلغا كبيرا مما يحول دون ان يحقق الطالب المتخرج تكوين حياته اي ان السلفة تلاحقه باقساطها حتى اذا اصبح في ارذل العمر هذا هو السائد في العالم الغربي .
السلطات البريطانية التي تتباكى على الحرية وحق التعبير وحقوق الانسان لم تستجب لهذا الطلب” طلب المتظاهرين ” من الطلبة وضربت عرض الحائط مطالب مشروعة للطلبة ولن تحاور احدا لكن وزير خارجيتها هب مطالبا ايران بمحاورة” المشاغبين ” الذين عبثوا بالمؤسسات العامة ودمروا ممتلكات المواطنين واحرقوا السيارات منفذين اوامر من الخارج وتحديدا من باريس ” عندما دعت مريم رجوي المتظاهرين الى تدمير كل شي في ايران علنا وجهارا دون ان تتفوه سلطات باريس وهي الاخرى عريقة ايضا ” بالديمقراطية” على الطريقة الغربية بكلمة واحدة.
من وجهة نظرية ” ديمقراطية الغرب الكاذبة والمزيفة ” التي يطبقونها في الغرب وفي الولايات المتحدة الامريكية هؤلاء ليسوا من مرتكبي اعمال الشغب ويحق لهم ذلك لان المستهدف هو الحكومة الايرانية والسلطات الحاكمة التي تناصب الغرب وساسة البيت الابيض العداء .
ولم يرد في بال احد من ” المنادين بالديمقراطية وشعار حق التظاهر ” سواء في واشنطن ” سيدة العالم الحر” او لندن او باريس مسالة” التراخيص التي يجب ان يحصل عليها اي تجمع او حزب يروم التظاهر هذه التراخيص تطلبها حكومات ” الديمقراطية الزائفة” اما في مناطقنا فكل شيئ مباح ” حتى لو استخدمت المعارضة” دبابات ” صواريخ ” قاذفات قنابل” هذا مسموح لمن يطلق على نفسه ” معارض” لكنه ” ارهابي ان استخدم ” السكين” في بلاد الغرب الذي صدعت رؤوسنا ” ب” حرية الشعوب” وحقوق الانسان” وغيرها من الشعارات البالية التي لم يعد لها قيمة بعد كل الذي نعانيه في بلداننا جراء تدخل وغزو دول تطلق على نفسها ” دول العالم الحر” في شؤون الدول والشعوب الاخرى لنهب ثرواتها وسلبها ” قرارها الوطني”.
وزير خارجة بريطانيا والاتحاد الاوربي وحتى ” تركيا” التي لاتعرف الحرية في حياتها دعت الى تنفيذ مطالب المتظاهرين في ايران حنى اولئك الذين دمروا الممتلكات الخاصة والعامة لكنهم ” في بريطانيا لم يدعوا الى محاورة طلبة تظاهروا كونهم يعانون من ” سلفة الدراسة” في عموم بريطانيا.
اما واشنطن التي اصيب رئيسها ترامب باسهال الكتابة والتصريحات و ” الهوس” مثلما اصيبت ممثلة ” واشنطن في الامم المتحدة المتصهينة حتى النخاع فلن تكتفي بالتحريض والشتم وتشجيع الفوضى والتدخل في الشان الايراني بل اخذت تتحرك في المحافل الدولية” مجلس الامن الدولي ” وغيره و التي لم تحترمها الولايات المتحدة في يوم من الايام في حياتها بل استغلتها وتستغلها لغزو الدول ” العراق مثالا” والاعتداء على الحكومات والانظمة الوطنية وذلك دعما لاعمال الشغب التي حدثت في ايران.
السلطات الايرانية اقرت وعلى لسان الرئيس روحاني ان هناك مطالب مشروعة لجاعات بعينها تتعلق بالوضع الاقتصادي الذي تقف وراءه” واشنطن في تمسكها بفرض الحظر الاقتصادي والتمسك بوضع يدها على اموال ايرانية موجودة في البنوك والمصارف الامريكية وترفض اعادتها الى طهران رغم التوصل الى اتفاق بشان برنامجها النووي.
اي ان واشنطن التي تمارس البلطجة السياسية والعسكرية والمالية والاستحواذ على اموال الدول الاخرى ومصادرها المالية خلافا للاعراف الدولية هي مسؤولة عن ” لهف” اموال ايران ولن تعيدها الى اصحابها وهو ما اثر سلبا على الوضع الاقتصادي والمعيشي في ايران وليس كما يدعي ترامب من ان ايران ” تدعم الارهاب” ويقصد الحركات المقاومة للصهيونية في فلسطين المحتلة لان طهران تخصص من مواردها النفطية لذلك بمعزل عن ميزانية الدولة وفق مسؤول ايراني رفيع المستوى.
هل نسينا عندما فرضت الولايات المتحدة حظرا على العراق عام 1991 وحرمت العراقيين من فرصة العيش واستقطعت ملايين الدولارات تحت مسمى” النفط مقابل الغذاء” لتستحوذ على تلك الاموال في نهاية المطاف بعد التدخل عسكريا وغزو البلاد في عامة 2003 وتختفي تلك الاموال دون ان يطالب بها احد من الحكام الذي جاءوا الى السلطة بعد الغزو مثلما لم يطالب احد من هؤلاء الحكام بالشركات التي اشتراها نظام صدام في بريطانيا وفي المقدمة شركة ” تشيرشل” التي تتخصص بصناعة البوريات ومنها ” انبوب المدفع العملاق” وقد صادرها “ابو ناجي” مثلما صادر العم سام ” ” استقطاعات اموال النفط مقابل الغذاء”.
هذه هي الديمقراطية والحرية يامن تلهثون وراء الولايات المتحدة والغرب وعملائهم تحت ” شعار المعارضة” لتدمير الاوطان.
حسنا فعلت ايران التي انا لست من مريدي اي حكم شبيه بحكمها عندما فرزت بين المطالب المشروعة للشعب الايراني واهداف خونة الشعوب من القابعين في عواصم الغرب لينفذوا اجنداتهم الاستعمارية لتقطع عليهم طريق التسول والاستجداء الذي دابوا عليه في عواصم الغرب الاستعماري..
التعليقات مغلقة.