ترامب وإشعال الحرب العالمية الثالثة على إيران / د. غازي حسين
د. غازي حسين ( فلسطين ) الخميس 4/1/2018 م …
ترامب رجل متهور مزاجي عنصري ومتصهين لا يفهم العالمين العربي والإسلامي ولا العالم الأوروبي وليس لديه خبرة سياسية إلاَّ في مجال الصفقات التجارية. ويعتمد على الدين والقومية والعنصرية في صناعة قراراته تغيّر العالم ولكن أمريكا والإمبريالية الأمريكية لم تتغير، وهي ليست سيدة العالم كما صورها المحافظون الجدد ويهود الإدارات الأمريكية. ويؤمن المتصهين ترامب أن مشكلة العالم هي في التطرف الإسلامي وأن القضاء عليه سيقضي على الإرهاب العالمي ويجعل منه بطلاً في أمريكا ويقوي نفوذها. ويمكنه هو واليهودية العالمية وإسرائيل من الهيمنة على منطقة الشرق الأوسط وعلى النفط والغاز فيها والتحكم بها وبشعوبها لأجيال قادمة.
أثار تفكيره السطحي والمتبني للأفكار اليهودية والمسيحية الصهيونية واليمين الأمريكي وتخبطه في سياساته الداخلية والخارجية غضب الشعب الأمريكي والشعوب والدول الأوروبية وبقية شعوب العالم.
ويتصف حلفاء ترامب من الأمراء والملوك العرب بأنهم أكثر جهلاً من ترامب. ويعتقدون أنهم يستطيعون الاستمرار في حكم شعوبهم بدعم ترامب وبالإرهاب والسجون ونشر الطائفية وشراء الضمائر ونشر الفساد وأنهم قادرون على سحق تحركات شعوبهم المقاومة والتآمر مع ترامب والتحالف مع نتنياهو اللذان سيفشلان في مساعدتهم في الاحتفاظ بعروشهم وحمايتهم من شعوبهم التي تعاني من الفتن والحروب التي أشعلوها في سورية وليبيا والعراق واليمن والإرهاب الوهابي التكفيري الذي نشروه في بلدان العالم كافة.
طالب الفاشي والكذاب نتنياهو أن تعترف منظمة التحرير الفلسطينية بيهودية الدولة وتتولى إسرائيل مسؤولية الأمن في كل فلسطين حتى مرتفعات السلط في الحل النهائي أي موافقة القيادة والشعب الفلسطيني على تهويد فلسطين بما فيها القدس وعلى الاستعمار الاستيطاني اليهودي.
وتبنى ترامب موقف نتنياهو بتمرير الحل الصهيوني لقضية فلسطين بمساعدة آل سعود وزايد وثاني وأنظمة اتفاقات الإذعان في كمب ديفيد وأوسلو ووادي عربة، ويعمل ترامب جنباً إلى جنب مع الاستعماري والكذاب نتنياهو لإنهاء المقولات التي سوّقها حزب العمل كمقولة الأرض مقابل السلام ورؤية الدولتين ويهودية الدولة وسيطرة إسرائيل الأمنية حتى نهر الأردن وضم الغور لدولة الاحتلال من خلال تقديم التنازلات من الطرفين والدخول في المفاوضات الكارثية بمساعدة الرباعيتين العربية والدولية وأموال دول النفط الخليجية لتوطين اللاجئين الفلسطينيين والقضاء على حق العودة وعروبة فلسطين.
وينطلق ترامب من المسيحية الصهيونية والعنصرية الأمريكية، والذي وصل به إلى حد التماهي مع إسرائيل. وتعهد ترامب في خطاب تنصيبه بتاريخ 20/1/2017 بأن رؤية أمريكا فقط ستحكم جميع قرارات الولايات المتحدة ويتطابق خطابه إلى حد التهور والتهوُّد والصهينة مع مخططات إسرائيل ككيان استعماري وعنصري وإرهابي ومعادي للعرب والمسلمين ومتابعة الحرب الصليبية العالمية التي أشعلتها مجرم الحرب بوش الابن. وتصب قرارات إدارة ترامب اليهودية في مصلحة العدو الإسرائيلي وضد الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني وللعرب والمسلمين. وطالب السعودية وبقية دول الخليج بمشاركتهم بأموال النفط والغاز وبأثر رجعي تصل إلى ربع عائداتهم مقابل الحماية لأنظمتهم الاستبدادية المعادية لشعوبهم وأمتهم ولحقوق الشعب الفلسطيني وأذعنت السعودية وبقية دول الخليج لابتزاز ترامب وسوف يستمرون بالدفع حتى الإفلاس وتنظيف خزائن المال في بلدانهم.
استغل العدو الإسرائيلي مجيء ترامب وأقر مشاريع استيطانية جديدة تتضمن تشييد آلاف الوحدات السكنية والتوسع في هدم منازل الفلسطينيين ومتابعة تهويد القدس العربية المحتلة والمسجد الأقصى المبارك.
ولخصت رئيسة نادي الصحافة الأمريكية في البيت الأبيض هيلين توماس النفوذ اليهودي بصنع القرارات الأمريكية قبل مجيء ترامب قائلة:«اليهود يسيطرون على إعلامنا وصحافتنا ويسيطرون على البيت الأبيض. والإسرائيليون يحتلون فلسطين. هذه ليست بلادهم. قولوا لهم ارجعوا لبلادكم واتركوا فلسطين لأهلها» وقالت إنني أرى بوادر حرب عالمية ثالثة طبخت في مطبخ تل أبيب ووكالة المخابرات المركزية.
وعندما قال بوش الابن أنه يحارب في العراق من أجل الله والصليب رفضت هيلين توماس مرافقته وقالت إنها حرب الشيطان وليست حرب الله، فماذا تقول لو أنها لا تزال على قيد الحياة عن ترامب الذي يشحن حتى حكام السعودية وبقية دول الخليج لشن الحرب على إيران؟
تعمل الإدارات الأمريكية وبقية الدول الغربية والصهيونية العالميةعلى تفتيت البلدان العربية والإسلامية وتتصرف بروح تقرير كامبل وسايكس بيكو 1 ومشروع الشرق الأوسط الجديد لإقامة إسرائيل العظمى من النيل إلى الفرات. وهم وأتباعهم في الخليج لا يحاربون الإرهاب وخلقوا القاعدة وطالبان وداعش والنصرة والمجموعات الوهابية والتكفيرية الأخرى لإعادة تفتيت وتقسيم وتوزيع جديد لمناطق النفوذ في بلدان الشرق الأوسط.
وجاء ترامب وصوّر أن أمريكا مهددة من الداخل والخارج وأن الطبقة الحاكمة (السابقة) كانت تحمي نفسها بدلاً من أن تحمي حدودنا من الدول الأخرى.
وزاد ترامب من العنصرية في المجتمع الأمريكي ومن انقسام الأمة الأمريكية. فالأمريكيون مختلفون بشأن جميع القضايا الأساسية بدءاً من الهجرة والإرهاب إلى تغيير المناخ وانسحاب ترامب من اتفاقية باريس حول المناخ. ووعد ترامب بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس والعمل على ترسيخها بشطريها المحتلين عاصمة موحدة للعدو الإسرائيلي وعاصمة لجميع اليهود في العالم تمهيداً لتهويد المسجد الأقصى المبارك وإقامة الهيكل المزعوم على أنقاضه وفرض سيطرة إسرائيل على بلدان الشرق الأوسط كمقدمة لهيمنة اليهودية على العالم.
ونجح ترامب بالحصول على موافقة المتأمرك والمتصهين ومجرم الحرب (في اليمن) محمد بن سلمان على مبادرته لتصفية قضية فلسطين وللتطبيع مع إسرائيل والتنسيق السياسي والأمني وإقامة العلاقات التجارية معها.
وأعلن ترامب أن العلاقات مع إسرائيل قبِل ترامب شيء وبعد ترامب شيء آخر مجسداً انحيازه المطلق للعدو الإسرائيلي.
وأحاط ترامب نفسه بطاقم يهودي من غلاة اليهود المتشددين. وعين صهره اليهودي المتطرف جاريد كوشنير المشرف على ملف المفاوضات الفلسطينية واصفاً إياه بصانع السلام المحتمل. ويعمل ترامب على تأجيج الحروب في الشرق الأوسط وزعم أن إيران تلعب بالنار وأكبر راعية للإرهاب في العالم. ويعمل على تحشييد السعودية ودول الخليج على إيران. وتعتبر أوروبا أن ترامب خطراً عليها وهو يريد أن يورط أوروبا في حروب جديدة. وتتطابق مواقفه من فلسطين وإيران مع الموقف الإسرائيلي. ويسعى نتنياهو مع ترامب لزيادة العقوبات وتشديد الحصار على إيران ومواجهتها عسكرياً وصولاً إلى إشعال الحرب العدوانية لتغيير قيادتها التي لا تروق إلى ترامب وإدارته والتي تدعم تحرير القدس وبقية فلسطين بالمقاومة المسلحة. ونجح ترامب في وضع العالم على أبواب أزمة عالمية ربما ستتحول إلى الحرب العالمية الثالثة لتحقيق الاستراتيجية الأمريكية الشاملة في العالم وتحقيق الاستراتيجية الإسرائيلية وأهداف المسيحية الصهيونية التي تؤمن بخرافة هيرمجدون وسيطرة اليهود على العالم.
فهل سيشعل الرئيس الأمريكي الحرب العدوانية أي الحرب العالمية الثالثة على إيران تلبية لإسرائيل والسعودية وبقية دول الخليج ولتحقيق مصالح الإمبريالية الأمريكية في البلدان العربية والإسلامية؟
ايران دولة عظمى قوية وصديقة ومعادية للامبريالية الامريكية والصهيونية العالمية وتعتقد بأن الشعب الفلسطيني المظلوم جزء من العقيدة الاسلامية وستقف جميع الشعوب العربية والاسلامية وبقية شعوب العالم بجانبها. وستنتصر على الحرب العدوانية التي من المحتمل أن يشعلها المهووس ترامب إرضاء لاسرائيل واليهودية العالمية ومملكة آل سعود واتباعها من حكام الخليج والنصر دائماً وابداً للشعوب المناضلة.
التعليقات مغلقة.