التقارب بين عمان ودمشق … ماذا عن الأبعاد المستقبلية !؟ / هشام الهبيشان
هشام الهبيشان ( الأردن ) السبت 6/1/2018 م …
لم تكن التحركات التي يرعاها النظام الأردني ومن خلف الكواليس ومحاولة التقارب من جديد مع دمشق بعد حالة جمود نسبي في العلاقات استمرت لعدة أعوام مضت ، والتي انتهت أخيراً بلقاءات سياسية بين بعض الاقطاب الدبلوماسية والسياسية الأردنية والسورية ،والتي تبعها رسائل سياسية ايجابية عدة بين الجانبين، حدثاً سياسياً عابراً ،فتزامناً مع هذه التحركات ،يبدو واضحاً ان دوائر صنع واتخاذ القرار الأردني قد نجحت “إلى حدما ومرحلياً ” بتفادي مجموعة سيناريوهات بما يخص ملف العلاقات السورية – الأردنية ،فما قامت به عمان مؤخراً من اتصالات متزامنة مع موسكو ودمشق وتصريحات تصدرت أولوياتها ملف التسوية في سورية يظهر أن الأردن الرسمي بات معنياً بإنجاز تفاهمات مستدامة مع دمشق .
ومن ينظر لابعاد وخلفيات هذه التحركات الأردنية ،والتي تعتبر اليوم علامة فارقة بمسار نظرة الاردن لمسار الحرب على سورية ،سيدرك حقيقة أن الأردن ودوائر صنع القرار الأردني وكما تتحدث الكثير من التقارير والتحليلات بأت يقرأ بعناية تفاصيل وتداعيات ونتائج متغيرات ما يجري بعموم الساحة السورية عسكرياً وسياسياً ،فهذه المتغيرات بدأت تأخذ المساحة الكبرى من المناقشات والتحليلات لنتائجها على الصعيدين السياسي والعسكري الداخلي الأردني.
والواضح اكثر اليوم أن دوائر صنع القرار الأردني نجحت اليوم بالعمل مع الجميع وخصوصاً مع الروس ،ونجحت بالتواصل مع السوريين عبر خطوط اتصالات عسكرية وسياسية للعمل على انجاز تسوية ما بملف الجنوب السوري ، فدوائر صنع القرار الأردني تسعى لتجنيب الأردن أي تداعيات لمعارك ما بالجنوب السوري ولهذا تسعى لانجاز مسار من التسوية بخصوص ملف الجنوب السوري،فاليوم يعتبر مسار انخراط الأردن بمسار التسوية بملف الجنوب السوري خطوة في الطريق الصحيح في توقيتها ونتائجها المستقبلية وعنواناً لمرحلة جديدة ستجنب الأردن أي تداعيات مستقبلية سلبية في حال تحرك الجيش العربي السوري وحلفاؤه باتجاه حسم ملف الجنوب السوري.
اليوم ومع عودة تفعيل خطوط الاتصالات السياسية بين عمان ودمشق بشكل مباشر ، فمن الطبيعي أن يكون لعودة هذه الاتصالات أثر ايجابي كبير بمسار التسوية بما يخص ملف الجنوب السوري وفتح المعابر الحدودية بين الجانبيين وبما يخص تحديداً ملف الاشقاء السوريين الموجوديين في الأردن ، فهذه الاتصالات ” والتي ستتحول قريباً لزيارات رسمية متبادلة”( اقتصادية وسياسية وعسكرية ) “والتي لن تتوقف عند ملف حدود تسوية ملف “بعض ” الجماعات المسلحة في الجنوب السوري والتي قد تتطور لدور ما لهذه الجماعات بمحاربة تنظيمي داعش والنصرة في درعا و”جزء ” من القنيطرة،والجانب السوري الرسمي ، بدوره ليس ممانعاً بأن تلعب الأردن دوراً ما بملف الجنوب السوري ،بما يخدم مسار الحرب على الإرهاب وعودة الاستقرار للمنطقة الجنوبية بمجموعها بما يمهد لانجاز مصالحات وطنية كبرى بعموم مناطق الجنوب السوري ،فالدولة السورية مستعدة لانجاز هذه المصالحات بما يخدم مسار نهاية ملف الحرب على الدولة السورية .
ختاماً، يدرك معظم المتابعين أن التقارب بين عمان ودمشق سيخدم بشكل كبير ملف تسوية ملف الجنوب السوري وهذه التسوية بشكل خاص ستكون لها الكلمة الفصل وفق نتائجها المنتظرة بأي حديث مقبل يتحدث عن تسويات شاملة لملفات عدة ينتظر السوري كما الأردني الجلوس على طاولة واحدة لوضع حلول عاجلة وشاملة لها .
* كاتب وناشط سياسي – الأردن.
التعليقات مغلقة.