فلسطين المحتلة – تكريس يائس للسيطرة الكولونيالية!

افتتاحية ” الإتحاد الحيفاوية ” السبت 6/1/2018 م …
الحكومة اليمينية ذات السجل الطويل القاتم بالعدوانية المتغطرسة، قررت افتتاح السنة الجديدة بمزيد من التعنت السياسي والانغلاق القومجي. يشمل هذا خصوصًا قرار الكنيست بأغلبية الائتلاف الحاكم تكريس السيطرة الكولونيالية في القدس الشرقية المحتلة، من خلال وضع أغلال على أي تقدم مفترض في أية عملية تفاوض مستقبلية، وفرض أغلبية خاصة على أية خطوة تنطوي على اعتراف بالحق الفلسطيني في هذه المدينة.
مشروع القانون جاء به حزب المستوطنين الرئيسي، “البيت اليهوي”، الذي تبجح زعيمه الوزير نفتالي بينيت بأن جميع أجزاء البلدة القديمة في القدس بكافة معالمها الحضارية والتاريخية والدينية ستظل تحت سيطرة تل أبيب! وهو إعلان مغموس في ماء الغرور الآسن والاستعلاء العنصري المتقاطع مع النزعات الفاشية المعهودة، تلك التي لا ترى مكانا لغير قبيلتها – ذروة في العنصرية وفي التخلف معًا.




وفي هذا السياق يأتي أيضًا قرار حزب “الليكود” الحاكم بفرض القانون الاسرائيلي على المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة بما يشمل القدس الشرقية، وهي خطوة تشكل تشديدا على رسالة الحكومة كلها للعالم: رفض أية تسوية ممكنة بل بأدنى مقوماتها وشروطها.. وهذا هو بالضبط ما يجب كشفه أمام العالم لتنكشف أكثر فأكثر الأكاذيب الساقطة لبنيامين نتنياهو الذي يوجه الاتهامات السامة الى القيادة الفلسطينية بأنها “ترفض العودة الى المفاوضات”!!
يجدر التنويه الى أن هذه القرارات تأتي في ساعة أزمة اسرائيلية، إذ أعلنت الأمم المتحدة مجددا بغالبية كبيرة رفض “تطويب” القدس للاحتلال الاسرائيلي، ولم ينفع حكام اسرائيل اعلان دونالد ترامب.. لكن هذا لا يعني الاكتفاء بالتحليل المذكور. فصحيح أن الردود الاسرائيلية لن تغير الموقف الأممي، لكنها وسيلة خداع فعالة جدا في الرأي العام الاسرائيلي للأسف، وفي بعض المواقع التي ما زالت ‏الحجج الصهيونية قادرة على غسل أدمغتها..‏ وهذا يتم بسبب الدعم الذي يتلقاه اليمين الاسرائيلي من أنظمة الرجعية العربية، التي بدلا من أن تصعّب على ترويج السياسة الاسرائيلية، تقدم لها الدعم بخطوات التطبيع المجاني، وتوسيع رقعة الصراع في المنطقة بما يخدم مصالح الطرفين السلطويين – الصهيونية والرجعية العربية.
لذلك فإن العمل السياسي والتحشيدي والتثقيفي يجب أن يوجه الى الشعوب، الى الرأي العام، لكي تنكشف حقيقة مواقف الأنظمة الحاكمة المتخاذلة بل المتواطئة والمنخرطة في مشروع التوسع الكولونيالي الاسرائيلي. ومن جهة ثانية يجب وضع الرأي العام الاسرائيلي أمام الحقيقة، وأمام المسؤولية الملقاة عليه.. وهنا نرى أن من واجب القيادة الفلسطينية المضي في رفض تقديم أي تنازل، بل رفع سقف المواجهة حفاظا على الحقوق العادلة كاملة! وهو ما سينعكس بالضرورة على جهود المقاطعة الدولية التي يعلم حكام اسرائيل انها متصاعدة، وستترك الأثر الذي يخشونه!!

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.