عاصفة الحزم ..المحراث الأمريكي يعبث في الجزيرة العربية / أسعد العزوني
أسعد العزوني ( الاردن ) الأحد 12/4/2015 م …
في مرحلة مفصلية ، وخطوة غير متوقعة ، طلع علينا وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية ، السيناتور جون كيري ، بتصريحات ذات مغزى ، وصعبة الفهم لمن لا يفهم السياسة الأمريكية الخارجية ، قال فيها ، أنه يتوجب التفاوض مع النظام السوري .
تماما كمن رمى حجرا في بركة مياه ساكنة ، حيث بدأت الدوائر تكبر وتكبر ، وهذا ما جرى بالنسبة لتصريحات السيناتور كيري ، وظهرت الردود والتفسيرات ، وقيل ما قيل عن مصير الرئيس السوري حافظ الأسد، ولأنه ليس هذا مقام البحث في هذه النقطة ، فإننا سنبقى فقط في إطار قضيتنا التي نحن بصددها .
السيناتور كيري أشغلنا نحن البسطاء في تحليل تصريحاته ، مع أنه كان قد حسم أمره كونه يمثل مؤسسة ليست ككل المؤسسات ، وهي تعد حتى اللحظة القوة العظمى الوحيدة في العالم والتي تمثل محامي الشيطان بالنسبة ل”مستعمرة “إسرائيل ، التي تعيش في مأمن ، في الوقت الذي نرى الجبهات العربية تزداد إشتعالا يوما بعد يوم ،وهي المسؤولة حاليا عن تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الوسيع أو الكبير أو الجديد ، لا فرق ، وهو المشروع الذي أقره الكونغرس الأمريكي في جلسة سرية عام 1983 ، ويهدف إلى تقسيم المنطقة حتى شواطيء بحر قزوين الغربية ، إلى كانتونات إثنية وعرقية ، لكن الهند لا مساس ، لأنها ليست دولة إسلامية ، ولا هي دولة عربية.
كان الهدف من وراء تصريحات السيناتور كيري ، هو تبريد الجبهة السورية ، وتسخين جبهة الجزيرة العربية ، من أجل تهيئة الأجواء لإستهداف العربية السعودية ، والنفاذ إليها بتقسيمها إلى ثلاث دويلات كما ينص مشروع الشرق الأوسط الكبير ، وتمكين المحراث الأمريكي من العبث في الجزيرة العربية بعد تهيئة الظروف المناسبة لذلك ، ويقيني أن الظروف الآن باتت مناسبة ،وأننا بالفعل بتنا نشهد مرحلة تفتيت الجزيرة العربية إلى دويلات وكانتونات إثنية وطائفية .
هناك تقري إستخباري أمريكي رفع إلى سيد البيت الأبيض الرئيس أوباما مؤخرا جاء فيه ، أنه جرى تدمير الجيش العراقي الذي كان يهدد “مستعمرة “إسرائيل ، وبالتالي إنتفى التهديد العراقي لإسرائيل وإلى الأبد، في حين أنه تم تدمير نحو 30 % من الجيش السوري ، وأنهم ماضون في تنفيذ تدمير هذا الجيش نهايا ،لضمان عدم تهديده لإسرائيل ( مع أنه في حقيقة الأمر لم يكن يمثل أي تهديد فعلي لإسرائيل ، بدليل تثليج جبهة الجولان منذ إحتلالها عام 1967 بالطريقة المعروفة ، حتى يومنا هذا “.
كما أوضح التقرير الإستخباري الأمريكي أن الخطة لتدمير الجيش المصري قائمة على قدم وساق، من خلال توريطه مع الجماعات المسلحة في سيناء ،(وهذا ما يحصل حيث بتنا نسمع ونقرأ يوميا عن مقتل وإصابة ضباط وجنود مصريين في إعتداءات مسلحة ).
وبحسب التقرير فإن الجيش الرابع المستهدف هو الجيش السعودي الذي لدية التجهيزات العالية ،وأن هذا الجيش بات على وشك التوريط للقضاء عليه.
هذه هي الخطة الجهنمية الأمريكية التي بدأوا بتنفيذها بعد تمكنهم من إختطاف ما يسمى “الربيع العربي ” ، بعد أن فشلت كل من أمريكا “2003 ” من الإنتقال إلى سوريا من العراق لتقسيمها ، و”مستعمرة “إسرائيل التي إنهزمت شر هزيمة على يد حزب الله صيف العام 2006 ، ولذلك تقرر بعد أن فشل التدخل الخارجي ،إعتماد بأس العرب الشديد فيما بينهم ، لتخريب بيوتهم بأيديهم ، خاصة وأن التدخل الخارجي سيوحد الصفوف ، ناهيك عن الخسائر المتوقعة لأمريكا ، وهم يضمنون أن كلفة الحروب الأهلية العربية ستفيد الغرب وأمريكا على وجه الخصو ص، ناهيك عن إعادة الإعمار المتوقعة بعد إنهاء المرحلة التدميرية عام 2007 ، كما يقول العارفون ببواطن الأمور .
القصة في اليمن ليست قصة الحوثي ولا الدعم الإيراني له ، بل الهدف مما يجري هو فسح المجال للمحراث الأمريكي ، كي يمارس العبث في الجزيرة العربية ،وستكون المحطة الأولى هي العربية السعودية ، لضرب ما تبقى للعرب من قوة ، كانت ضائعة كالهباء المنثور ، بدليل أن فلسطين وشعبها ملوا من إطلاق صرخات الإستغاثة للعرب والمسلمين ولم يجدوا آذانا صاغية.
التعليقات مغلقة.